ريتشارد و داودار كلاً منهما شد قبضته للخلف ثم قفز نحو الاخر بزخم لا يمكن ايقافه، كلاهما قاصد انهاء الطرف الاخر بهذا الهجوم

*قــعقعـــــــــــــــــة*

للحظة و كأن الوقت توقف في اعين الجميع..

الوهج الاحمر القاتم و الاخضر الفاقع اشتدا حتى وصلا لعنان السماء و بعض الجنود ذوي المستويات المنخفضة لم يتمكنوا من فتح اعينهم و رؤية ما يجري

لكن الاباطرة رأوا كل شئ بوضوح.. الارض تحت قدما ريتشارد و داودار انبعجت للأسفل لعشرات الامتار، الضباب انقشع حولهم و العاصفة التي كانت تلبد السماء انقسمت نصفين، و حتى الفضاء بينهما بدى و كأنها يهتز بقوة يحاول ان يتماسك
و مع ذلك، لاحظوا ابتسامة لطيفة على عينا ريتشارد…

*لقد إقتربت.. إقتربت كثيراً..* ردد ريتشارد لنفسه و هو يندفع للأمام، و يحرق مخزونه من طاقة الحياة بشكل غير مسؤول
طاقة الحياة التي انتزعها من الـ 50 مليون عملاق كانت تتلاشى بشكل جنوني، ففي النهاية هذه لم تكن طاقة حياة مستمدة من اباطرة بل معظمها من فانين عاديين، ولا هى طاقة حياة ما تزال مخزنة بحرص في شريانها، كما انها طاقة حياة مستخرجة من كائنات ميت، شئ لا يجب ان يتواجد في الطبيعة! الشئ الذي يمنع هذه الطاقة من التلاشى كلياً هو ان ريتشارد يحاصرها و يمنعها من الانتشار، و الثاني هو ان طاقة الحياة مختلفة بعض الشئ عن الطاقة الطبيعية كما انها اثقل بكثير ولا تندمج معها إلا بمرور بعض الوقت، انهما كالزيت و الماء نوعاً ما، و هذا ما يساعد ريتشارد في الإبقاء عليها بجواره

لكن طاقة الحياة التي جمعها ريتشارد بلا شك ما تزال تميل لتركه، انها تسعى دائماً و ابداً للإفتكاك و العودة للكوكب مرة اخرى لتبدأ دورة جديدة، و الان فرصتها… سواءً عندما استهلكها ريتشارد لمعالجة بيون، او عندما قرر استهلاكها الان لدفع حدودة لمستويات جديدة، طاقة الحياة التي جمعها بدت و كأنها واعية و بدأت تتدافع لتحترق اولاً، كل ثانية تمر يُحرق طاقة حياة الاف الاشخاص!

صحيح ان داودار استهلك معظم طاقة حياته، لكن ريتشارد ايضاً اوشك على استهلاك مخزونه.

و مع ذلك، ريتشارد كان يبتسم و هو يرى وجه داودار العجوز يقترب منه غاضباً.

خلال اقل من ثانية كل شئ سيتقرر، الموت او النصر، الانضمام لأمه او تحقيق الانتقام، كل شئ في يده الان، لا احد يمكنه ايقافه الان!!

*هذه القوة!!* فزع بقية الاباطرة و الجنود عندما شعروا بالضغط في الجو

*لم تتلامس قبضتا الاثنان بعد، لكنهما بالفعل غيرها طبيعة المكان… أهذا ما يعنيه ان تكون مركز قوة حقيقي؟* فكر بعض المشاهدين في صمت، لكنهم سرعان ما اصيبوا بالهلع

لو كل هذه الظواهر تحدث و لم يتلامسا بعد، إذاً ماذا سيحدث عندما…

“اوه شِت!” احد اباطرة البشر إلتف سريعاً، الصواعق ظهرت على جسده ليزيد سرعته لأقصى درجة و يخرج من هذا المكان بسرعة

لكن حتى امبراطور من مسار البرق لم يكن سريعاً بما يكفي

*بووووووووم*

“اااااااااه!”

“ببفففتـ”

“ارررغ!!!”

تلاقت قبضتا الاثنان اخيراً مخلفة موجة طاقة مدمرة

ما تبقى من القصر تحولت إلى رماد، حتى الركام المتناثر في انحاء المدينة تفتت اكثر

العشرين الف جندي شعروا كأنهم اصطدموا بجدار معدني و طاروا بعيداً يبصقون دماً، بعضهم غاب عن الوعي و بعضهم مات فوراً

الاباطرة من كلا الجانبين دُفعوا للخلف بضع خطوات قبل ان يتمكنوا من التوقف مجدداً، و بعضهم تم ارسالهم بعيداً و لو يوقفهم سوى الاصطدام بالسور او احد الاشجار خارج المدينة، و حتى بعدما تمالكوا انفسهم صدمة الموجة ما تزال ترن في اجسادهم من اسفلها لأعلاها!

“زعيم!”

“ريتشارد، هل انت بخير؟!”

كرد فعل تلقائي صاح الجميع و بدأوا بالبحث عن جثتي او جسدا ريتشارد و داودار، نظروا و ارسلوا حسهم الروحي في كل ارجاء المدينة ما عدا موقع التصادم، لأنه في وجهة نظرهم يستحيل ان يبقى الاثنان واقفين مكانهما بعد هذا الانفجار الهائل!
الجميع كانوا يعرفون ان القتال قد حُسم بلا شك، حتى ان لم يُهزم احدهما على الفور فعلى الاقل كلاهما فقد ذراعاً الان، لا، بل ربما اكثر

هذه القوة التي اكتسبوها عنوة ليست شئ يمكن لأجسادهم احتمالها بعد، حتى إن لم يدافع الخصم عن نفسه، فقوتهم الهائلة كافية لتدمير انفسهم!

لقد وصل كلاهما للحدود التي يمكنهم فهمها عن القوة!!

لكن و بعد مرور دقيقة تقريباً، لم يجد احد جسدا او جثتا ريتشارد و داودار، بعضهم اعتقد انهم تبخروا فوراً من عزم الهجوم، وهذا لم يكن بالشئ غير المتوقع نظراً لتلك القوة التي شعروا بها!

“…همم؟ انظروا هناك.”

هنالك شئ غريب ظهر امام اعين الجميع فور انقشاع الغبار…

كانت هنالك ظلال ما تزال واقفة في الحفرة التي صنعها الصدام بين الاثنين

“أيعقل انهما ما يزال هناك؟ كيف لم يتم قذفهما للخلف؟ ..لا، هذا..؟” تقدم احد الاباطرة البشر من مستخدمي الرياح و بتلويحة من يده انقشع الغبار كله بعيداً، لكنه سرعان ما اخذ بضع خطوات مجدداً للوراء، “بحق الـ..؟!”

ريتشارد و داودار كانا ما يزالان واقفان في نفس مكانهما فعلاً، كلاهما ما يزال يتخذان وضعية اللكم، لكن النظرة في اعينهما تحولت من الغضب و الانتقام إلى فزع و خوف

و كان هنالك شخص ثالث يقف بينهما، يمسك بقبضة كلاً منهما بيد واحدة، تحت انظار الجميع اومئ ذلك الشخص مبتسماً، “هممم لكمة جيدة!”

من Zeus

-+=