*بوووم*

بدأت خيوط النهار تظهر في السماء من بعيد، اخيراً حضر الفجر و بدأ ظلام نيهاري الكئيب بالإنقشاع شيئاً فشيئاً، و مع ذلك اعين الجميع كانت متجهة لمصدر اخر من الضوء، او بمعنى اصح مصدرين، احدهما يشع بالاحمر القاتم و الاخر يشع بالاخضر الشديد

*بووم* *بووم*

“اااااههـ!!!”

لم يُسمع صوت العصافير تزقزق و الحيوانات الصغيرة تنادي بفرح ، بل سُمع دوى انفجارات و صرخات

*بووووووم*

داودار استخدم وشم هجومي من مسار البرق ليقصف المنطقة كلها و يحاصر ريتشارد، بعدها ارسل كف نحو صدره جعله يطير بعيداً يبصق الدم

“لاااا!!!”

بعد ذلك الهجوم الهائل من داودار، تلك الصرخة لم تكن من ريتشارد، بل كانت قادمة من الالاف من جنود قبيلة عزيل!

عندما سخَر ريتشارد جزء كبير من طاقة الحياة التي جمعها في قتال الـ 20 الف جندي هو لم يكن ينوي قتل اياً منهم، فقط كان يجعل المدينة تصيبهم بجروح شديدة او تمسك ببعضهم تعذبهم، لكنه اعطاها امراً بأن تتوقف قبل ان يموت احد

حتى نيازك اللهب الاخضر التي القاها عليهم كانت بغرض ضرب قوة حياتهم و تعذيبها و ربما انقاصها قليلاً ليشعروا بالوهن، لكنها لم تقتل اي واحد فيهم ايضاً

المثير للسخرية انهم بدأوا بالموت فعلياً عندما توقف هجوم المدينة عليهم و بدأ قتال ريتشارد و زعيمهم داودار!

*بووووووم*

قبضتا ريتشارد و داودار تصادمتا فأحدت موجة طاقة هائلة دفعت الجميع للخلف

صدام كتلتان من القوة الصافية وسط المدينة لم يكن بالشئ الهين، كل مرة يهاجم احدهما او يتصدى تنتج موجات طاقة تدمر كل شئ حولهما.. القصر تحول بالفعل إلى كومة من الركام

و اجساد الجنود و الارض تحت اقدامهم لم تكن اقوى من القصر الذي بُني بأقوى الصخور و المعادن…

شعروا جميعاً كأنهم اسماك صغيرة صودف ان تكون موجودة اثناء قتال اثنان من الحيتان. من جهة اخذت الارض تتصدع و تبتلعهم، و من ناحية اخرى موجات الطاقة اخذت تدمر اجسادهم، بعض الضعفاء بينهم انفجروا بالفعل.

حاول عدد منهم الهرب من المدينة للإبتعاد عن هذا الجحيم، لكن اباطرة البشر لم يسمحوا لهم، هجمات متفرقة هنا و هناك كانت كفيلة بإرغامهم على البقاء

بالحديث عن معركة الاباطرة، هم ايضاً تأثروا بقتال ريتشارد ضد داودار

قبل قليل اباطرة البشر كانوا واثقين انهم يمكنهم الانتصار طالما لديهم افضلية الطيران و الدروع الذهبية، ريتشارد تكلم عن انه كافٍ و اشياء كهذه، و هو بالفعل سيكون جيد في ايقاف الجنود العاديين لكن قتال الاباطرة سيكون مسؤوليتهم هم بعد كل شئ..

اما اباطرة العمالقة فقبل المعركة كانوا يتحدثوا بشأن عمل انقلاب على داودار الذي فقد عقله و يأخذ احدهم القيادة الشئ الوحيد الذي منعهم كان ان لا احد يريد تولي المسؤولية

بمشاهدة صِدام الاحمر و الاخضر امامهم، سواء كانوا البشر او العمالقة، عرفوا كم كانوا ضفادع في قاع بئر… من فيهم يمكنهم الوقوف امام هذه القوة؟

هذه هى قوة امبراطور عالي المستوى؟ هذا تخطى حاجز العمل الجماعي و الهدف من وجود الجيوش!!

*بووم* *بوووم*

الارض تصدعت مجدداً و قُذف داودار بعيداً، ريتشارد طار وراءه كالسهم محاط باللهب الاخضر كأنه سفير الجحيم.

…كلما حاول احدهم ارسال كرات لهب مثلاً تأتي موجة طاقة من الجهة المقابلة تتسبب في تلاشي الهجوم، او تأتي موجة اخرى تزيد من قوة الهجوم تلقائيا، معركة الاباطرة اصبحت في قمة العشوائية بسبب هذا، و هذا كان اسوأ بالنسبة للاباطرة العمالقة الذين لم يكن بوسعهم الطيران لتغيير مواقعهم بسرعة، فأصبحوا الجانب الخاسر

*إبن معاليه بالتبني ضحى بنفسه لنحظى بفرصة افضل، و إبنه من لحمه و دمه يقاتل بحياته على المحك، إن لم ابذل كل ما بوسعي ماذا سأقول لمعاليه؟!* هذا ما كان يجول في اباطرة البشر جميعهم في هذه اللحظة

“همف، جسدك ملئ بالإصابات و مخزون الطاقة في جسدك وصل لمرحلة خطيرة، هذا وقت مثالي لتجربة ذلك الشئ” احد الاباطرة الذي يرتدون الاسود و يضعون قناع تكلم بصوت اجش

“ألست في وضع مشابه ايها اللعين؟!” صاح العملاق و لوَح بمطرقته مرة اخرى، كلاهما تبادل الضربات مباشرة عدة مرات، حتى لو لم يبدو على البشري انه مصاب بشدة ايضاً، إلى انه بالتأكيد متخم بالإصابات الداخلية!

” لا تستخف بدروع و طلاسم معاليه!!” الامبراطور البشري اختفى مرة ثم ظهر وراء العملاق ودفع بخنجره الطويل في رقبة خصمه

“غااا.. غررراااا” اخذ العملاق بضع خطوات للخلف بعينان مفتوحتان على اخرهما مصدوماً، ذلك البشري اللعين لم يستخدم هجوم كبير كهذا منذ فترة، ألم يكن قد اُرهق ايضاً؟ كيف استعاد قوته بهذه السرعة؟!

العملاق كان واضح على انه اصيب بشدة و هالته انخفضت و حتى عيناه بدأتا تهتزان بقوة، لكنه لم يمت.

حرك ذلك العملاق عينه كالمجنون و اخذ يبحث في الارجاء عن ذلك الامبراطور البشري الجبان الذي اُبتلي بمواجهته، و في نفس الوقت يحاول اخراج الخنجر ببطئ من رقبته.. الامبراطور البشري الاحمق نجح في طعن رقبته لكنه كالعادة لم يقطع اي شئ حيوي، كل ما عليه فعله هو اخراج الخنجر و المتابعة و كأن شيئاً لم يحدث، هو يحتاج فرصة لإسداء ذلك البشري ضربة واحد مباشرة اخرى و سينتصر بالتأكيد!!

” انتهى الامر.”

سمع العملاق هذه الكلمات، و بعدها مباشرةً شعر بألم فظيع في صدره “اااااااههـ!!” بشكل تلقائي رفع يده و ضرب للأمام، و بالفعل نجح في إسداء ضربة مباشرة للإمبراطور الظلامي الذي طار للخلف و اصطدم ببعض الركام *بووم* و بدأ يبصق دماً
لكن الغريب ألم صدره لم يقل، بل ازداد

“ارغغ!! اااااااه!!!” نسي العملاق ألم رقبته التي اخترقها خنجر طويل و الدماء التي غطت جسده كله، و نزل على ركبته من شدة الالم القادم من صدره

و خلال بضع ثوان لاحظ ان ليس صدره وحده الذي يؤلمه، بل بدأ يشعر بالألم في جسده كله مصحوب بشعور غريب بالضعف، ” ااااه… اااااههـ..”

رفع العملاق ذراعه ببطئ يريد ان يرى ما الذي يسبب هذا الألم، فحتى لو اصيب برمح مغطى بحمم بركانية ما كان يجب ان يتألم بهذا الشكل!!

فشعر بالفعل بشئ معدني ما يزال معلق في صدره، حاول بما تبقى له من قوة ان يخرجه لكنه فشل و سبب له ألم اسوأ …

لكن في هذه اللحظة القصيرة شعر العملاق بما هو هذا الشئ، له رأس عريض و جسد نحيف مغروس في قلبه، انه يبدو.. كالمسمار؟

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 150$ تم

شكلي مش هقدر انام على الـفصول الناقصة XD شكراً على دعمكم جميعاً

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=