في الوهلة الاولة بعد الانفجار وقع الجميع في صدمة قوية، الاباطرة البشر يتسائل عن مصير الجينرال بيون بينما العمالقة يشعرون ان الدعامة التي يتكؤون عليها قد تضررت

الاباطرة البشر لم يعد بإمكانهم رؤية جينرالاهم، لكن يمكنهم توقع ما حدث له من منظر داودار الماثل امامهم

الصمت عم المدينة بالكامل، فقط صرخات ساليدار كانت الشئ الوحيد المسموع حالياً.

لقد سقط العملاق…

*لهاث..* *لهاث..*

كتلة العضلات وقع بكلتا يديه و قدميه على الارض، الجزء الايمن من ظهره اختفى كلياً بفعل الانفجار بحيث يمكن الان رؤية احشاءه و عموده الفقري بسهولة، لكن مهما حاولوا لم يتمكنوا من ايجاد رئته اليمنى، لقد اختفت هى ايضاً و تحولت لعصارة من الدم

حالة داودار الان يمكن وصفها بالميت الحي، فمه المفتوح كان ينزف دماً كنه محبس مياه مكسور، و يحاول التقاط انفاسه بقوة كأنه فانٍ عادي وقف شئ في حلقه، كما ان هالة حياته في هذه اللحظة كانت ضعيفة جداً، واضح ان شريان حياته قد تضرر بشدة.

*…تضرر؟ بكل هذه الاصابات، كيف لم يمت بعد؟!* تسائل كل من يرى هذا المشهد، هم يعلمون علم اليقين انهم لو كانوا مكانه لماتوا الف مرة بحلول الان.

“زعيم!! كيف.. كيف بحق الجحيم؟!” امبراطور قتالي من قبيلة عزيل،احد ابناء داودار، صرخ غاضباً، بقية اباطرة القبيلة فهموا سؤال بسرعة فتغيرت ملامحهم للأسوأ

قوة داودار كانت مدعاة للفخر لقبيلتهم و رادع كبير للخصوم و دعامة معنوية لهم، لكنه سقط على يد بشري ضعيف كهذا!!

خاصةً الاثنان الذي كان يقاتلهما بيون في نفس الوقت، الاثنان لم يتمالكا انفسهما إلا ان انظرا لبعضهما البعض ثم إلى ايديهم، و كأنهم يتساؤلوا ان كان البشري يتساهل معهما قبل قليل، ام انهما بالفعل قويان لدرجة التصدي له!

كلا الجانبين فكروا في مئة شئ ليفعلوه في ثانية، مثلاً يذهبوا لمساعدة مُصابهم او يذهبوا للقضاء على داودار كلياً، او بعض العمالقة فكروا في استغلال صدمة ريتشارد في الهجوم عليه، مئات الاحتمالات ضربت في رؤوسهم!! لكنهم لبثوا اماكنهم.

الاباطرة البشر خشوا ان يستغل خصومهم الفرصة و يضربوهم من الخلف، و العكس صحيح.. هذا تسبب في ان القتال توقف و اكتفى كل الاباطرة بالمراقبة من بعيد، لكنهم ايضاً حافظوا على مسافة من بعضهم و لم يجرؤوا على التحرك

ما عدا شخص واحد

“الاخ الثاني!!” انتفض ريتشارد و طار بكل ما أوتي من قوة نحو الاتجاه الذي قذف فيه بيون

“الاخ الثاني! الاخ الثاني، ارجوك تماسك!!” قوة روح ريتشارد المهولة مكنته من تحديد موقع جسد بيون بسهولة، لكن خوفه عليه لم يقل عندما رآه بل ازداد اضعافاً

بعد رؤية ذلك المنظر فزع ريتشارد و نزل على ركبتيه، ثم امسك رأسه بكلتا يديه “لالا.. لا لا لااا، هذا لا يجب ان يحدث!!!”
جسد بيون لم يعد يليق بكائن حي، لم تبقى عظمة في جسد سليمة او قطعة لحم في مكانها، كل احشاءه تمزقت و حتى وجهه اصبح عبارة عن خيوط من العضلات المقطعة بدون ملامح، عيناه لم تعودا موجودتين ايضاً… هذا المنظر لو قيل انه يعود لجثة شخص مات منذ سنوات لصدق الجميع

هلع ريتشارد و بدأ يضخ طاقة الحياة في جسد بيون بكميات مهولة، هو لم يعلم إن كان اخاه الثاني قابل للإنقاذ في حالته هذه لكنه لم يفكر في الامر ايضاً، هو لا يملك شئ اخر يمكنه فعله

“اااه.. اااااااههـ!!!!” شعور العجز و هو يرى بيون يموت امامه ولا يسعه فعل شئ كاد يذهب عقله

ما الفارق بين ما يحدث الان و ما حدث لأمه قبل اربعون عام؟!

———

فوق شجرة خارج اسوار المدينة–

“اللعنة!!” احد العمالقة الخمسة عض غصن سميك بجواره فقسمه نصفين ثم بصقه، ” كنت اعرف ان دماغ العضلات التافه لم يُقدم و لن يؤخر، لهذا اخبرتكم ان تعتبروه غير موجود!”

“لا اصدق انه وصل لهذه الحالة على يد بشري بمستوى امبراطور منخفض…” احد الاباطرة الاخرين عقد حاجبيه، الان المسئلة تعقدت اكثر

الخطة هى ان داودار يتولى امر ريتشارد الذي يمتلك تلك القدرة المزعجة، و بعدها يظهر خمستهم و يُقيموا حصار على اباطرة البشر و يقتلوهم جميعاً بمساعدة داودار، لكن ذلك الوغد سقط على اطرافه الاربع قبل ان يتمكن من لمس ريتشارد، و من مظهره لا يبدو انه يقوى على المزيد من القتال!!

” ما العمل الان؟”

“تعالوا نتدخل و ليحدث ما يحدث، فور تدخلنا سنقتل خمسة من اباطرة البشر بضربة واحدة بعدها ستنقلب الكفة كلياً لصالحنا.”

“لا تنس انه يمكنهم الطيران، قد يتمكن احدهم من الهرب!”

“اهدؤوا.. ربما مقتل ذلك البشري المدعو بيون كان كافٍ لاتمام مهمتنا؟ ريتشارد يدعوه بأخي الثاني..”

“لا لا انها تبدو كعلاقة احترام و ليس اخوة حقيقية،”

“اررغغ، ذلك الداودار الوغد!!!”

وقف العملاق الاكبر سناً بينهم و ركز على تعابير وجه ريتشارد الفزعة مطولاً، قبل ان يفتح فاهه، “الاوامر هى ان ان نقبض على البشري ريتشارد و هذا ما علينا فعله، استعدوا… سنتدخل.”

“همم؟ انظروا لداودار!!”

“همم؟ ما الذي يحاول فعله؟ ااه! ذلك الوغد المجنون!!!”

———–

*اوووووممممنننـ*

في هذه اللحظة صدرت هالة قوية من جسد داودار فجأة جمدت الهواء من حوله، حتى ذرات الغبار وقفت و اجبرت الجميع على حبس انفاسهم

الجميع سواءً عدو او صديق اخذوا خطوة للوراء… داودار كان على وشك الموت قبل لحظات، لماذا تصدر منه هالة كهذه؟ هذا لم يكن طبيعي ابداً!

*شششوووااالاااااااااا*

ثم فجأة بدأ جسده يصدر وهج احمر داكن اللون، و تركز ذلك الوهج بشكل اساسي على ظهره المصاب

تحت تأثير ذلك الوهج بدأ ظهره يتعالج بسرعة مرئية بالعين المجردة!

*لهاث..* *لهاث..*

رئته اليمنى لم تُعالج لأنه لم يعد لها وجود اساساً لذا ترك مكانها فارغ ، لكن فيما عدا ذلك بدأت كل جراحه تُعالج بشكل تلقائي… رئته اليسرى إكتملت بعدما كانت فقدت قطعة كبيرة منها، احشائه إلتئمت و عضلاته بدأت تتلاحم

*لهاث..* “هااااااا.. هاااااا.. هووو..”

لم يستغرق الامر سوى بضع دقائق، و وقف داودار مجددا على قدميه.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 115$

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة: اضغط هنا
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=