داودار بات على بعد بضع خطوات من ريتشارد، و مع ذلك ريتشارد لم يتراجع خطوة
بل بدى انه لم يكن ينوي التراجع من الاساس
بعينان تلمعان بنية القتل و شعر يشتعل باللهب الاخضر، إبتسم ريتشارد إبتسامة تليق بشرير قديم
و هالة الجنون التي تحيط بداودار لم تخسر امامه، تابع التقدم بحدقتا عين واسعتان و كأنه وحش جاء للقتل لا يرى ولا يسمع و لا يتكلم
تحت تأثير نية القتل الكثيفة من الطرفين انخفضت درجة حرارة المكان فجأة و شعر الجميع بقشعريرة في ظهورهم، القتال بين الاباطرة توقف كلياً و بشكل غير مرتب
ليس و كأنها اتفقوا على التوقف و مشاهدة ما يحدث بين ريتشارد و داودار، هم فقط نسوا ان يتابعوا قتالهم
كلهم موقنين ان شئ كبير سيحدث الان.
“تراجع يا ريتشارد! تراجع فوراً!!” صرخ بيون و كأن حياته تعتمد على ذلك، هالة داودار الجنونية غطت حتى على نية قتل ريتشارد الحادة، قوته ببساطة كانت تعطي طابع انه غير قابل للإيقاف!!
لكن ريتشارد تجاهله بالكامله و الطاقة الحياة من ارجاء المدينة بدأت تتجمع حوله بوتيرة سريعة، واضح انه لم يكن ينوي الذهاب لأي مكان
أتلك التقنية التي يريد تجربتها يمكنها التعامل مع داودار وجهاً لوجه؟ ربما، ربما لا… لكن لا مجال للتراجع الان
داودار قوي جداً، و قتاله القصير معه الان اثبت ذلك، انه اقوى مما كان يتوقع…
بتلك التقنية لن يتمكن من قتل داودار و الخروج بنفسه سالماً، لكنه بلا شك سيتمكن من اعطاءه اصابات قوية و يعطي فرصة لبقية اباطرة البشر ان يدقوا مسمار الختم في صدره و يأسروه
اجل، انها نفس الخطة القديمة… ريتشارد لم يكن ينوي الخروج من هذه المدينة حياً من البداية.
هو يعلم ان امبراطورية البداية الحقيقية التي أسسها والده لديها شئ يدعى اسياد الحرب يمكنهم قتال داودار او حتى هزمه، لكن ما الممتع في هذا؟ هو يريد ان يفعلها بنفسه، و إن مات بعدما يحطم غرور داودار بنفسه فهذه ستكون افضل نهاية يمكن ان يطلبها، فلا يوجد شئ يعيش لأجل على اي حال..
إبتسم ريتشارد إبتسامة راضية امام جنون داودار، اخيراً سيحقق هدفه…
اخيراً سيصارع ذلك الوحش و يلتحق بأمه
اخيراً سوف يـ–
*سووووش*
“اوقف ما تريد فعله و تراجع! يجب ان لا تتأذى لأي سبب!” في هذه اللحظة حدث شئ غير متوقع، احد الاباطرة البشر ظهر وراء داودار و طعنهُ بسيفين خفيفين، ثم اطلق حائط هائل من الريح و دفع ريتشارد بعيداً حتى كاد يرجعه لجدار المدينة مجدداً، لقد كان بيون!
“اخي الثالث!!” عينا ريتشارد استعادت شيئاً من النقاء و صاح خائفاً لاول مرة
لقد كان يعرف مدى قوة داودار من هذا الصدام القصيرة الذي حصل بينه و بين المدينة، هجوم بيون بالتأكيد لن يكون ذا أثر كبير، انه كرضيع يحاول ايذاء رجل بالغ!
و بالفعل… نصلا بيون كان يقصدان رئتا داودار من الخلف لكنها بالكاد تمكنا من اختراق شيئاً بسيطاً من هذه العضلات التي تشبه المعادن، تقريباً لم يقع على داودار اي ضرر!
“ارغغ!!” داودار اخيراً توقف و صرخ نحو السماء، لكنه صرخ غاضباً ليس متألماً، حاول داودار مد يده للخلف ليقبض على تلك الحشرة التي لدغته و يسحقها لكنها لم يستطع الوصول لبيون المتشبث بقوة
و بيون لم يظن ساكناً ايضاً، اخرج عدة طلاسم رياح و ضوء من خاتمه و بدأ يساعد سيفيه في محاولة لإختراق ظهر داودار الصلب!!
“كاااه!!” بعدما شعر ببعض الألم اخيراً، صاح داودار عالياً ثم فتح يديه و صفق بقوة، القوة المحضة التي نتجت عن هذه التصفيقة تسببت في دفع كل شئ حول داودار عشرات الامتار في جميع الاتجاهات، سواءً صخور او غبار، حتى ريتشارد نفسه دُفع للخلف اكثر
لكن بيون ظل متشبثاً كحشرة تقاتل من اجل حياتها وسط اعصار
“احترق!!” شاعراً ان ريتشارد يمكن ان يهرب لو ضيع الكثير من الوقت على هذا الصرصور، حتى داودار استعاد شيئاً من صفاء ذهنه و قرر ان يضع بدأ التركيز على بيون ليقتله بأسرع وقت، فبدأ يمرر طاقته نحو احد الاوشام الهجومية على جسده، وشم اللهب الازرق.
*شوالاااااا*
في غمضة عين اشتعلت نار هائلة ابتلعت بداخلها كلاً من بيون و داودار
“ااااااااااه!!”
“اارررغغغغ!!!”
و بدأ كلاهما يصرخان من الالم!!
نظام وشم تقوية الجسد الإلهي الخاصة بالعمالقة ليس كنظام الطاقة الداخلي في نقاط كثيرة، و أهمها انه لا يغير جسد المستخدم ليتحمل قانون معين ولا يتأذى به، وشم تقوية الجسد يقوم فقط بإعطاء قوة للجسد يمكنه بها مقاومة تأثير القوانين إلى حد معين
لهذا يمكن للعمالقة إستخدام جميع انواع القوانين من خلال الوشوم الهجومية و هذا لأن اجسادهم قوية و يمكنها تحمل اي شئ، و لهذا ايضاً لا يحبوا استعمال الوشوم الهجومية لأنه حتى لو كانت اجسادهم قوية و يمكنهم الاحتمال هم ما يزالوا يشعرون بالألم من استخدامها
لذا عندما استعمل داودار وشم هجوم اللهب الازرق، هو ايضاً كان يحترق.
اما بيون فصرخاته كانت مدوية اكثر، مع انه امبراطور مستخدم لقانون الرياح و يمكنهم حماية نفسه او الخروج من هنلك سريعاً، إلا انه ظل متمسك بالسيفين و ظل يحاول اختراق مسافة اعمق من ظهر داودار بدون العبئ بنفسه
أمكن لريتشارد و بقية الاباطرة البشر رؤية شعرهِ و جلده و هو يذوب ببطئ، لولا الدرع الذهبي الذي يغطيه لتحول إلى رماد بالفعل.
“إبتعد! ااااااه!!!! إبتعد ايها الصروصور العنيد!” حتى بالنسبة لداودار الذي كان قد بدأ يفقد عقله، شدة ألم الاحتراق حياً لم تعد تحتمل، فكيف لذلك البشري ان يحتمل ما لا يستطيع هو تحمله؟!
اطلق داودار صرخة اخيرة و قرر ان يقفز خارج النار بسرعة و يجد طريقة اخرى ليقتل هذا الصرصور او يتجاهله فحسب، عندما سمع:
“هاها.. ارغغغها.. هاهاها!!” اثناء صرخاته المتألمة بدأ بيون يضحك بغيظ فجأة، ثم اجبر نفسه على الاقتراب من أذن داودار و بدأ يهمس بشفاة نصف محترقة وصوت يحمل الكثير من الألم، ” انا، العبد بيون، لا املك ذكاء معاليه ولا موهبة ولي العهد ريتشارد، لكن حتى شخص مثلي قادر على ابتكار تقنية هجومية او اثنتين لو إمتلك قانون مثالي… سبب كارثة نيهاري، الزعيم الاحمق داودار، خذ هذه مني و مُت!!”
سحب بيون سيفه و بدأت الرياح تدخل من خلال الجرح بغزارة
*بوووف*
وقع انفجار هائل داخل جسد داودار.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 115$
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة: اضغط هنا
~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE