“ريتـ…شارد؟”

“داوداااار! هاهاها” اخيراً نظرة الملل و الغضب الصامت اختفت من على وجه ريتشارد عندما لاحظ القادم الجديد، فإلتفت نحوه و فتح ذراعيه على اخرهما

نية القتل التي تفجرت منه مع نظرته الجنونية ارسلت قشعريرة في ظهور الجميع… ما عدا داودار.

الذي ظل واقفاً مكانه يحدق في وجه ريتشارد، في وجه الشخص الذي دمر حياته الجميلة، الذي قطع طريقه المرسوم…
هذه ثاني مرة يرى فيها ريتشارد.

الاولى في ذلك الحفل عندما كان ريتشارد ما يزال في العاشرة من عمره، رآه و هو يصرخ من شدة الصدمة.

و هذه هى المرة الثانية التي يراه فيها، هذه المرة رآه و هو يجعل ساليدار يصرخ…

إن سمع احد هذا فسيضحك و يقول انها سخرية القدر، لكن داودار لم يجد هذا مضحكاً.

*باام*

اخذ داودار خطوة للأمام فتدمرت الارض تحت اقدامه

من بعد نداءه بإسم ريتشارد لم ينطق بكلمة اخرى، لكنه لم يحتاج لذلك ايضاً…

عيناه المفتوحتان على اخرهما و شعره المبعثر و هالته الهائجة قالوا كل شئ يجب قوله، داودار لا يفكر في شئ حالياً
لقد خرج للقتل.

“هذا سئ، ريتشارد، تراجع!!” بيون اخذ بضع خطوات للخلف ليفتح مسافة بينه و بين خصمه ثم صاح

داودار قوي، قوي جداً، كشخص يحاول كسر قوانين الفيزياء نفسها بالإختراق للمستوى 47 ذلك الشخص عبارة عن حصن متنقل، يصعب ايجاد اثنان او ثلاثة اخرين قادرين على القتال وجهاً لوجه ضده في جميع انحاء نيهاري!!

“هاها تعال! تعال إليً!! الكل يقول ان قتالك مستحيل، اريد ان اختبر هذا المستحيل!!” ضحك ريتشارد بشكل هستيري و اتخذ وقفة قتالية، واضح انه لم يكن ينوي تنفيذ اوامر بيون

لقد حزن لأنه لم يجد داودار بين الجنود و ظن انه فقد عقله كلياً لدرجة انه لن يقاوم، كيف سيكون تعذيبه و هزمه ممتعاً حينها؟

ظهوره اخيراً جعل قلبه يتراقص من الفرح و الحماسة.

*باام* *باام* *باام*

خطوات داودار بدأت تتسارع

*شششششـ*

“هووووه!!” في المقابل ريتشارد صفق بقوة، و بعد هذه التصفيقة اشياء غريبة بدأت تحدث

نصف الايادي الحجرية و القضبان المعدنية و التماثيل الضخمة و كل تلك الاشياء التي كانت تبقي اباطرة قبيلة عزيل و جيشها مشغولين، سكتت و وقعت مكانها، ثم بدأ تيار من اللهب الاخضر يسير على ارض لمدينة المدمرة بإتجاه داودار.
“جلالتك!!!” لكن تقليل الازعاج لم يسعد افراد قبيلة عزيل، بل بالعكس كلهم هلعوا

ما يحدث الان يعني ان نصف طاقة الحياة التي كانت مخصصة للقتال ضد 34 امبراطور و 20 الف، تحركت الان نحو زعيمهم!
“تجمعوا حول الزعيم!!!” احد اباطرة العمالقة صاح و قفز نحو داودار

لكن *سووش* سهم اصطاده في منتصف الهواء و اجبره على النزول، بقية اباطرة القبيلة ايضاً تعرضوا لهجمات قوية في هذه اللحظات اجبرتهم على التوقف و التحول للوضع الدفاعي

جيش القبيلة حاول التقدم نحو زعيمهم ايضاً، لكن الاف الايادي و التماثيل اجبرتهم على التوقف، حتى لو كانت بنصف القدرة، المدينة ما يزال بإمكانها قتالهم بأريحية!

*فرووووم*

في غمضة عين وصل اللهب الاخضر بين ريتشارد و داودار، و اول حركة قامت بها المدينة بعد تخصيص هذه الكمية الضخمة لقتال داودار وحده انها قامت بتشكيل راحة يد ضخمة من الصخر و المعدن ثم انزلتها على رأس داودار

*بووووم*

“زعيم!!!” صاح احد اباطرة عزيل، لقد قاتل هذه الايادي لبعض الوقت الان و امكنه الشعور بكمية الطاقة فيها، كم طاقة الحياة في راحة اليد التي نزلت على رأس داودار تلك بلا شك كافٍ لقتل امبراطور مثله بضربة واحدة!

*كراااك* *بووم*

لكن في هذه اللحظة العجيب حدث، راحة اليد الصخرية تهشمت و ظهر من تحتها داودار يندفع كما هو كحصن متحرك و كأن شيئاً لم يحدث، لا توجد عليه قطرة خدش او حتى قطرة دماء و كأن شيئاً لم يكن!

“همم؟” عقد ريتشارد حاجبيه قليلاً، هذا لم يكن متوقع..

*سووش* *سووش*

المدينة كانت تستمد وعياً و روحاً بشكل تلقائي من روح ريتشارد، لذا عندما احسن ان هجمات القوة وحدها لن تجدي بدأت تلقائياً تعدل طريقة هجماتها، في لحظة قامت بتشكيل اشواك مدببة ضخمة من المعدن في طريق داودار

تلك الاشواك كالتي تستخدم لعرقلة طريق الخيالة و اجبارهم على التوقف كما انها مدعمة بنار الحياة و كمية هائلة من طاقة الحياة، هذه الاشواك بلا شك قادرة على ايذاء او حتى قتل اباطرة! لكن المدينة كانت تعلم انها لن تكون كافية لقتل داودار، مراد المدينة هى ان توقف تقدم داودار او تجعله يقفز حتى تهاجمه و هو في وسط الهواء

لكن..

*كرريييك* *صرييير*

اكمل داوداور اندفاعه، و بدأت الاشواك الضخمة تنبعج و تتحطم!

لا يهم إن كانوا اباطرة البشر او اباطرة العمالقة، كلهم وقفوا يراقبوا من بعيد بأفواه مفتوحه… أهذا ما يزال جسد حي؟!

الاشواك فشلت في مهمتها بوضوح، لكنها على الاقل نجحت في ابطاءه قليلاً.

“رااااااااااووور!!!” زأر داودار بقوة عندما علق احد الاشواك في صدره، ثم لكم الأرض بقوة

*بووووم*

حقل الاشواك كله تحطم فوراً، بل الارض نفسها تحطمت.

“زعيم، نحن هنا ايضاً!!” جيش قبيلة عزيل شعروا بالارض تتزلزل تحت اقدامهم و تنهار، بعضهم حتى ظهرت اسفلهم حفر لا قاع لها و سقطوا فيها

“هاها اجل، قاوم اكثر! استخدم كل ما لديك!!” ضحك ريتشارد بصوت عالٍ، في نظره قتال ساليدار لم يكن مشبع، فقط جلب انف ذلك الشخص للتراب سيكون مُرضي قليلاً

*سوووش*

قضبان معدنية ظهرت من وراء داودار و انطلقت لتلفت حول رسغيه و كعبيه كما حدث مع ساليدار، لكن..

*باام*

داودار لم يتوقف لحظة ليرى ما الذي امسك به، بمجرد اندفاعه للأمام إنبعجت القضبان المعدنية و ألقيت على الجانب.

“راااااااوور!!!” رفع داودار ذراعه الملئ بالعضلات مجدداً، هذه المرة مستعد لللكلم للأمام

“هاهاها اجل، تعال!!” ريتشارد بدأ اللهب الاخضر يشتعل على رأسه، واضح انه يستعد لفعل شيئاً ما

لم يبق بين داودار و ريتشارد سوى بضع خطوات…

احدهما ينظر للأخر بإنتقام و كراهية شديتين، يريد تمزيق لحمه بأسنانه و اكله حياً

و الاخر نظرته كلها فرحة حماسة و جنون هستيري.

الأباطرة من الجهتين توقفوا تقريباً عن القتال و اكتفوا بالمشاهدة من بعيد، حتى هم لم يعودوا يفهوا مشاعر هذين الاثنين
لكن فهم شئ واحد كان يكفي، المنتصر فيهما سيحدد كل شئ اليوم

و لو انه ظاهرياً، المنتصر قد حُسم.

———————————–

*شاا*

العمالقة الاربعة الملثمين شعروا بخامسهم يقترب، و بالفعل بحركة خفيفة وقف بجانبهم مجدداً

“فيو~ جذب دماغ العضلات ذاك من حرجته لم يكن سهلاً.” ذلك العملاق الذي وصل للتو جلس مباشرةً و هز رأسه، ” ذلك الوغد لم يتحرك عندما اخبرته انهم يتعرضوا للهجوم و ان اهله يُقتلوا، فقط حرك مؤخرته عندما سمع اسم ريتشارد، انه حقاً ميؤوس منه.”

“احسنت عملاً، المهمة شبه اكتملت، بوجود داودار يستحيل على هذه الغارة عن تنجح.”

“لكن علينا ان نجد طريقة لنفتك ريتشارد منه، ذلك البشري لا يجب ان يموت، انه وسيلتنا لإجبار مختار السماء الثالث على الخروج..”

“برأيي ان نتركه، لماذا نقبض عليه و نتحمل المسؤولية؟ اترك داودار يقتله و سيخرج مختار السماء الثالث لينتقم له، عندها سنكون له بالمرصاد.”

“صحيح، حتى لو لم يقتله داودار علينا ان نتدخل بقتله.”

“لو لم يقتله داودار؟ هاها من يمكنه ايقافه؟ انظر له انه يبدو كثور هائج وسط مجموعة ارانب، اراهن ان كل شئ سينتهي بلكمة واحـ…. دة؟!” كلمات العملاق علقت داخل حلقه، في هذه اللحظة شعر بجسده يتجمد

كلهم.. شعروا بالدماء تتجمد خوفاً داخل اجسادهم.

كان هنالك شئ يحدث داخل المدينة.

=============================

ت/ز:
رمضان مبارك و كدا 3>
يعوده عليكم الخير و الحاجات دي 3>

تحبوا وقت النشر يكون الساعة كام في رمضان XD

من Zeus

-+=