في الحقيقة استنتاج ان ريتشارد هو ابن مختار السماء الثالث لم يكن بهذه الصعوبة، فبعد كل شئ، تحالف مستعمرات الكائنات المتدنية يعملون تحت أمر مختار السماء الثالث و هم من وضعوا شرط عدم مساعدة قبيلة عزيل في محنتهم بأي شكل من الاشكال، هنا يمكن استنتاج ان ما يحصل في قبيلة عزيل هو بأمر من مختار السماء الثالث.

و عندما جاؤوا هنا و رأوا ريتشارد، ذلك الطفل البشري الذي لم يصل لسن الخمسين بعد، و هو يعطي الاوامر لعشرات من اباطرة البشر، و كلهم ينادونه بـ يا صاحب السمو… اجل، هم غير متأكدين من هويته، لكن بكل هذه الصفات من قد يكون غير ابن مختار السماء الثالث؟

بعد معرفة قبائل عمالقة الشمال انه يوجد حوالي 40 امبراطور بشري فقط سعِد بعضهم و حاولوا دفع زعمائهم لتحريك الجيوش و قتلهم جميعاً، لكن زعماء القبائل رفضوا قائلين ان هذا قد يكون العدد المخصص مهاجمة قبيلة عزيل فقط

لكن هذا ايضاً قوى قلوبهم قليلاً، فأرسلوا للجواسيس الخمسة بأن يقبضوا على ريتشارد مهما كلف الثمن.

“إن انتظرنا سينتهي امر قبيلة عزيل و بعدها قد لا نرى هذا الولد مجدداً، لكن إن تحركنا و فشلنا في القبض عليه

فسيُكشف امرنا و و قد نتعرض نحن للقتل، بالإضافة إلى اننا سنخاطر بنشوب حرب ضد كيان ما زلنا لا نعرفه حدوده بعد.” هز احد العمالقة الاخرين رأسه ثم اشار نحو ريتشارد، ” اعني، انظر لذلك الوغد، انه عملياً يقاتل الجميع في نفس اللحظة! هل رأيت ما فعله بساليدار؟ من منا بقوة ساليدار؟!”

عقد بقية الخمسة حواجبهم لكن لم يرد احد، ساليدار عبقري معروف و هو الشخص الذي كان سيصبح القائد القادم لقبيلة عزيل. الخمسة الذين تمكنوا من الهرب من سيوف الظل لم يكونوا اشخاص عاديين، لكن حتى هم نظروا لحال ساليدار و صرخاته الدامية و تساؤلوا لو كان في وسعهم إيصاله لهه الحالة ايضاً بسهولة… الإجابة هى مستحيل!

“لو تحرك دماغ العضلات فهذه المهزلة ستنتهي، اين هو بحق الجحيم؟!” احد الخمسة سحق فرع سميك للشجرة و تكلم غاضباً

“أتقصد داودار؟ لا اعتقد ان حالته النفسية تسمح للدخول في معركة كهذه، دعنا نخرجه من حساباتنا..” هز البقية رؤوسهم، انهم يراقبوا الوضع في اراضي قبيلة عزيل منذ فترة الان، بطبيعة الحال علموا بحال زعيمهم

“تباً لحالته النفسية نحن نحتاج لعضلاته!” صاح احدهم، ” داودار من بين اقوى زعماء القبائل إن لم يكن الاقوى، فذلك الاحمق لم يخفف من فاعلية وشم تقوية الجسد من الدرجة الرابعة و يريد الاختراق ليكون امبراطور قتالي عالي المستوى، همف، يظن انه ذلك الرجل! هل رأيتم جسده مؤخراً؟ ذلك المعتوه على وشك الانفجار!”

في الحقيقة الدرجة الرابعة من وشم تقوية الجسد فيها عيب قاتل، و هى ان اجساد الكائنات الذكية لا يمكنها تحمل هذا الكم من القوة التدميرية.

لذا ليس من النادر ان يموت الاباطرة بإنفجار العضلات فجأة او يعيشوا كمقعدين لبقية حياتهم، عندما يقال ان القبيلة الفلانية مات فيها امبراطور و اصبح مكانه فارغ، فهو غالباً يقصد انه انفجر.

بالطبع بعض القبائل تستغل هذا و تخبئ بعضاً من اباطرتهم الاكبر سناً و تقول انهم اصيبوا بإنفجار العضلات ايضاً، لكن من المحتم تقريباً ان يموتوا تقريباً بهذه الطريقة يوماً ما، السؤال هو متى..

بعضهم بعد الوصول لمستوى امبراطور قتالي يقوم بقطع جلده بنفسه ليدمر الوشم الرابع من تقوية الجسد، و البعض يبقيه على امل ان يخترق بضع مستويات اخرى و يتحول لأسطورة

هذا ليس سوء تصميم من مختار السماء الثاني او خطأ من ناحيته، هو فعل ما فعله روبين و اكمل على النظام المعروف لديه و اخرج وشم مثالي من وجهة نظره، تماماً كما فعل روبين عندما انتج تقنيات مثالية للإختراق للدرجة الرابعة

الفارق ان روبين كان موجود عندما حصلت مشكلة نقل الطاقة و تمكن من الوصول للحل، بينما مختار السماء الثاني قُتل قبل ان يتمكن من حل هذه المشكلة

هذا هو السبب ايضاً وراء تجمد العمالقة عن الدرجة الرابعة من الوشم و ان نظامهم القتالي لم يشهد اي تقدم منذ مئات الاف السنين، كيف يبحثوا في مستقبل النظام و هم لا يمكنهم التقدم فيه؟ و بالطبع لا يمكنهم التعديل على وشم تقوية الجسد لأنهم لا يفهموا ما تعنيه تلك النقوش.

الان العمالقة لديهم نظرياً نظام تدريب كامل حتى الدرجة الرابعة، لكن عملياً فنظام وشوم متوقف عن المستوى 46 بسبب القدرات الطبيعية للأجساد و لا احد يمكنه تجاوز هذا المستوى إلا ثُلة قليلة.

صاحب الجسد الذي يمكنه اخذ الخطوة التالية نحو المستوى 47 يكون قد تخطى الحاجز الجسدي للمخلوقات الذكية و يقترب جسده ليكون كذلك الخاص بالوحوش المذكورة في الاساطير، الفوارق بين المستويات لن تكون شئ يذكر بعدها بالنسبة به، اولائك في المستوى 46 لن يكونوا شئ في نظره!

خلال تاريخ الكوكب القتالي الذي اقترب من النص مليون عام، ستة اشخاص فقط تمكنوا من فعلها، و كل واحد منهم كان الحاكم غير رسمي للشمال و الكوكب كله.

و واحد منهم فقط وصل للمستوى 49… ذلك الشخص حي حالياً.

اومئ عملاق اخر، “داودار مجنون فعلاً وطموحه الاحمق جعله عُرضة لإنفجار العضلات في اي لحظة لكنه ايضاً جعله الاقوى بين كل الزعماء، علينا تحريكه لينضم للمعركة، لكن كيف؟ ريتشارد يبقى الجميع منشغلين، ان لم يذهب واحد منهم ليخبر ذلك الضخم الاحمق بما يحدث في الخارج فسيبق في غرفته يتغوظ على نفسه!”

احدهم عقد حاجبيه و ركز على عمالقة قبيلة عزيل الذين بدأوا بالسقوط واحد تلو الاخر، بعدها فتح فاهه”…انا سأذهب لأخبره.”

“هل انت متأكد؟ لو تم الامساك بك..” الاربعة الباقيين نظروا له بقلق

“لا تقلقوا، كل ما علي فعله هو اني سأطرق على بابه و اخبره بما يحدث في الخارج.. انتظروا الاخبار السعيدة!” طمئنهم العملاق ثم قفز من فوق الشجرة و اختفى بين الضباب متجهاً صوب الجدار

————

*باام* *باام* *باام*

انفجارات قوية و تصدعات ظهرت فجأة من اتجاه معين جعلت ريتشارد يعقد حاجبيه، فهذا الاتجاه لا يوجد فيه قتال، انه اتجاه القصر!

لا، هذه ليست انفجارات، بل صوت.. خطوات؟

*بااااام*

فجأة هبط شئ من السماء على مقربة من ريتشارد بقوة صنعت حفرة في المدينة و جعلت الغبار يتطاير في كل مكان
لم يظهر بوضوح ما هو، لكن ظله اخبر ريتشارد انه من عمالقة نيهاري، ذلك الشخص لم يستخدم اي تقنية او يطلق هالته حتى ليصنع هذه الحفرة الكبيرة في الارض و كأن نيزك ضرب المدين، هو استخدم وزنه فقط.

ثم بدأ ذلك الشخص يخرج من الحفرة…

لا يرتدي سوى بنطال متسخ و الجزء العلوي من جسده تغطيه الاوشام و التراب، جسده لا يمكن وصفه سوى بأنه كتلة من العضلات الضخمة، شعر رأسه و لحيته كثيفان جداً و مليئان بالاتربة و الحشراب، و رائحته القذرة بدأت تنتشر في المكان بمجرد ظهوره

و نظرته… نظرته لم تكن لشخص طبيعي ابداً

تجاهل ذلك الشخص صرخات ساليدار التي تدوي خلفه، و تجاهل المذبحة التي تحصل للجنود و الضرب المبرح الذي يتعرض له اباطرة قبيلة عزيل، و ركز على شخص واحد، “ريتـ.. شارد؟”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 115$

شكراً للاخ عبدالله على الدفعة الشهرية للعمل 3>

يلا هانت يا شباب محتاج اجيب حاجة رمضان XD

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

صورة داودار في السيرفر للي لسة لم يرها

من Zeus

-+=