*لا داعي، انا هنا.*

هذه هى الجملة التي تفوه بها ريتشارد بكل غطرسة عندما اخبره بيون انه يحتاج لجمع المزيد من الاباطرة و حشد جيوش المستعمرات من اجل مهاجمة عاصمة قبيلة عزيل

بيون تنهد و قبِل بحكمه آن ذاك، فبعد كل شئ، هم مجرد دعم جاء ليمشي وراء ريتشارد و يمتثل بأمره، طالما يريد مهاجمة المدينة الان فهذا ما سيفعله

لكن بقية الاباطرة القادمين من امبراطورية البداية الحقيقية لم يعجبهم هذا كثيراً، فهم على عِلم بمدى اتساع الفارق في مستوى التدريب بينهم و بين اباطرة عزيل و ان معركة كهذه قطعاً لن تنتهي على خير لهم، لكن مثل بيون، تبعوه في النهاية بدون قول كلمة اضافية، هو ما يزال إبن جلالته.

لكن الان و تحت انظارالجميع، ريتشارد كان يثبت انه لم يكن يقل كلام فارغ.

*سووش* *سووش*

“اللعنة!!!”

“امسكت بك! –ارغغغ”

المعركة بين عشرات الاباطرة كانت بالفعل مُعلقة على خيط رفيع، مع ان المعركة تستعر و الكل يبذل كل ما لديه، لم يسقط اي احد من الجانبين حتى الان او يصاب احد إصابة خطيرة.

فمع ان اباطرة البشر لديهم افضلية ساحقة في الطيران و سرعة التحرك، إلا ان اجساد العمالقة منيعة ضد معظم هجماتهم، انهم نظرياً حصون متنقلة!

إلا ان هذا التوازن الدقيق كُسر فور خروج تلك الايادي الحجرية من تحت الارض.

هل يمكنك تخيل ان تقاتل عدوك و تصب كل تركيزك عليه، و عندما تحاول التحرك لتهاجم او تدافع تجد ان اقدامك مثبتة في الارض بواسطة اياد حجرية؟ او ان قضيب معدن اخترق ظهرك، او حتى حذائك بدأ يضيق على قدمك؟!

تدخلات ريتشارد لم تسبب اصابة خطيرة لأي واحدة من عمالقة قبيلة عزيل، بل يمكن القول انها لم تخدشهم حتى، لكن بمجرد بدأه إنقلب التوازن لتكون معركة من جانب واحد!

“اللعنة، أي تقنية شريرة هى هذه!!” صاح احد العمالقة و هم يرى الارض تنشق تحت قدميه، عندما حاول القفز بعيداً عن الخطر قوبل بسهم ذهبي متجه صوب جبهته

*زنننن*

العملاق لم يجد وقتاً ليتفادي مجدداً و لم يملك درعاً لصد السهم، فرفع ذراعه بسرعة و وضعها امام جبهته، “ارررغغ!!!”

فإخترق السهم معصمه و عبر إلى الجانب الاخر حتى اصطدم بجبهة العملاق الحديدية و عندها فقط توقف

هبط العملاق صارخاً، معصمه اصبح مُثبت في رأسه بالسهم و الدم تهطل من جبهته كأنما احد ترك الصنبور مفتوحاً.. كانت هذه اول اصابة خطيرة في معركة اليوم، لكنه ايضاً تنفس الصعداء لأنه ما يزال حي بعد مواجهة قصيرة مع الموت

هذه المشهد بدأ يتكرر على امتداد ساحة المعركة، كل اباطرة العمالقة بدأوا يتلقوا اصابة خطيرة تلو الاخيرة

التوتر على الجانبين قد كُسر، الان اباطرة البشر بدأوا يهاجموا بضراوة اكثر، و عزيمة اباطرة العمالقة انهارت و هم ينظروا في كل اتجاه ليحددوه المكان الذي سيُهاجموا منه تالياً

لو استمر الوضع كلهم سيسقطوا!!

“فلنقتل ذلك الفأر اولاً!!” قفز احد اباطرة العمالقة ذا المستوى 44 نحو ريتشارد حاملاً فأس إلهي ضخم بكلتا يديه

لكن من سيسمح له؟ المدينة فوراً صنعت عدة جدران بين العملاق و ريتشارد كل واحد منهم يصلح ليكون جدار مدينة صغيرة ثم ارسلت عشرات الاذراع الحجرية للإمساك باقدام العملاق، اما اباطرة البشر فكلهم تراجعوا بضع خطوات بعيداً عن خصومهم و اطلقوا هجمات بعيدة المدينة إتجاه ذلك العملاق

متواجه بالجدران من الامام و الاذرع الصخرية من الاسفل و عشرات الهجمات من الخلف، لم تكن هنالك فرصة للهرب.
“اااااااهه!!!” الاسهم اخترقت ظهره و ثقبته في عدة اماكن حيوية و الصواعق نزلت على رأسه فصدرت رائحة شواء، ثم امسكت الاذرع الصخرية بقدمه و اخذت تنفضه على الارض عدة مرات قبل ان تلقيه بعيداً ككيس القمامة

إصطدم ذلك الشخص بجدار المدينة ثم نزل على وجهه مغشياً عليه، كان هو اول امبراطور يفقد القدرة على القتال اليوم.

أوقن بقية اباطرة العمالقة ان النيل من ريتشارد ما هى إلا اضغاث احلام في وجود اباطرة البشر، لذا ركزوا مجدداً على خصومهم

عندما رأى ريتشارد انه لا يوجد احد اخر يريد ان يهاجمه اعطى الامر للمدينة فأنزلت الجدران مجدداً و تابع مشاهدة المعارك امامه بشكل مباشر و هو مكتب يديه امام صدره

معاناة اباطرة قبيلة عزيل امامه، و خلفهم عشرون الف جندي يقاتلون المدينة في صراع بين الحياة و الموت، و كل هذا تحت نغمات صراخ ساليدار بجانبه… انها الجنة.

تمنى ريتشارد في هذه اللحظة ان والده اخترع شئ يمكنه تسجيل الصوت و الصورة حتى يخلد هذا الجمال

———–

خارج سور العاصمة–

ليل نيهاري يكون في العادة قاحل السواد، فالأقمار السبعة لا يمكنهم امداد كامل كوكب نيهاري النور الكاف، خاصةً اليوم هذه المنطقة بالكامل ملبدة بالغيوم و الضباب

لكن مع ذلك و بالقليل من التركيز، يمكن رؤية خمسة ظلال ضخمة كل واحد منهم 3 امتار على الاقل يقفون فوق احد الاشجار الضخمة..

“…المهمة لن تكون سهلة.” عقد احد العمالقة حاجبيه، لقد كان يرتدي الاسود بالكامل و مُلثم ايضاً بالاسود بحيث تكون عيناه فقط الظاهرتين، الاربعة الاخرين معه كانوا مثله ايضاً

“قبيلة عزيل حقاً ميؤوس منها، انهم يقاتلوا حفنة من البشر الدونيين و مع ذلك يبدو انهم سيُهزموا!” بصق احد العمالقة الاخرين

“ما العمل؟ هل نكمل ما جئنا من اجله او نتراجع؟ الاباطرة البشر لديهم اليد العليا الان، عندما نتدخل و نغتال ذلك الغر او نقبض عليه سيتوقف دعمه و اباطرة قبيلة عزيل سيكون لهم اليد العليا مجدداً. لكن حتى بمساعدة اباطرة قبيلة عزيل سنتمكن من هزم اباطرة البشر لكننا لن نتمكن من قتلهم جميعهم، لو تسرب خبر اننا خرقنا المعاهدة مع مستعمرات الكائنات المتدنية ستبدأ الحرب فوراً.”

“اجل، سيوف الظل الاوغاد يضعوا اعينهم على الجميع، بالكاد تمكن خمستنا من التملص منهم لأننا نتدرب على فنون الاغتيال و التسلل مثلهم، كما اننا دائماً في مهمات خارج مُدننا و لا يعرف عنا احد شيئاً لذا حتى هم لا يعلموا بوجودنا، لكن هذا لا يعني انه يمكننا فعل ما نشاء بدون تفكير، لو قمنا بالتدخل و تم اكتشاف القبائل التي ننتمي لها لاحقاً ستحل كارثة.”

” لا تقلل من شأننا نحن قبائل الشمال! كوننا صامتين حتى نجمع الادلة لا يعني اننا خائفين!!” احد العمالقة الاخرين وقف على الجزع غاضباً

“اخفضوا اصواتكم، قد يكون هنالك سيوف ظل في المكان!!” اكبرهم سناً ذكرهم بسرعة و اشار للذي وقف بأن يعود للتخفي، ثم عاد للنظر نحو المدينة، “…علينا اتمام المهمة مهما كان الثمن، لو تركناهم يفتكوا بقبيلة عزيل فمن يعرف إلى اين سيذهب ذلك الولد بعدها؟ هذه فرصة لن تعوض، يجب ان نقبض على البشري ريتشارد اليوم، انه مهم جداً.”

“صحيح، حسب الشائعات و طبقاً للمعلومات التي جمعناها بأنفسنا لم يعد هنالك شك ان الشخص المدعو ريتشارد هو إبن مختار السماء الثالث، الشخص الذي قلب العالم رأساً على عقب، لو قبضنا على هذا الريتشارد قد نتمكن من اخراج مختار السماء الثالث من مخبئه لنقتله!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 10$ كح كح

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة: اضغط هنا
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=