منذ ظهر ريتشارد و في ذهن ساليدار شئ واحد، القبض عليه…
حتى بعدما ظهر 30 امبراطور بشري اخر تهيئ ساليدار لإختراقهم جميعاً و الوصول لريتشارد بأي ثمن، و فرحته كانت لا توصف عندما سمع ريتشارد يأمر البقية بأن يتركوه له، من سيقف بينه و بين ذلك البشري الوضيع المتغطرس الان؟!
لكن…
*بادوم*
إتسعت حدقتا ساليدار و اخذ خطوة للوراء، تنفسه انقطع و قلبه دق مرة واحدة بقوة بعدها بدى و كأنه رفض العمل
هاتين العينين…
عينان سوداوان كبئر لا قاع له، مع ان تعابير وجه ريتشارد كانت هادئة إلا انها كانت تجسيد الرعب نفسه
هذه اعين شخص رأى اهوال العالم، وأراها للعالم.
و ليس ساليدار وحده، ساحة المعركة كلها توقفت، كل القلوب توقفت عن الدق و كل الاعين توجهت نحو ريتشارد بتعابير مرتعبة
من من الموجودين لم يقتل حتى تغرق الارض بالدماء؟
اباطرة البشر اعتادوا الحروب و القتل منذ استلام روبين للحكم، و اباطرة عزيل رأوا من الاهوال ما جعلهم يعتقدوا انهم اصيبوا بالتبلد.. لكن بعد الشعور بنية القتل الكثيفة لدى ريتشارد عرفوا كم كانوا مخطئين.
اباطرة البشر عضوا بسرعة على شفاههم و استئنفوا الهجوم، هذه لم تكن اول مرة يشعروا فيها بنية القتل الفظيعة لدى ريتشارد لذا لم تكن صدمتهم كبيرة
هذا الفارق البسيط في توقيت الاستجابة ادى إلى نزول هجمات مباشرة على كل اباطرة قبيلة عزيل *بووم*
هجمات قوية بما يكفي لإعادتهم لأرض الواقع، و اعطائهم جميعاً نسب متفاوتة من الاصابات
تلك اللحظة الغير مرتب لها اعادت المعركة للتوازن بعدما كانت تميل لصالح اباطرة العمالقة!
…نية القتل شئ و القوة الشخصية شئ اخر، ارتعاد الاباطرة لا يعني انهم اضعف من ريتشارد، بل يعني ان ارواحهم شعرت بالخطر منه بشكل لا ارادي
مثلاً لو امبراطور ظل حبيساً دخل منزله طوال حياته و وقف امام مجرد سفاح فانٍ، فذلك الإمبراطور سيشعر بروحه تنذره بالخطر و تخبره ان يبتعد عن ذلك الشخص، حتى لو كان يدرك جيداً ان لديه القوة الكافية لقتله بصفعة!
لا يوجد تفسير موحد لهذه الظاهرة، لكن اكثر تفسير انتشاراً يقول انه عندما يقتل شخص فإن هالته تتغير لتكون كئيبة خطرة من اجل ينذر ارواح بقية المخلوقات ان هذا الشخص اصبح قاتل. و كلما قتل الشخص المزيد كلما تراكمت هذه الهالة القميئة الخطرة حتى تأخذ بقية المخلوقات حذرها و تبعتد عنه.
لا احد يعرف ان كان هذا التفسير صحيح، لكنهم يعرفوا ان النتيجة واحدة.. كلما قتلت كلما زادت هالة الخطر و سفك الدم حولك.
و هالة ريتشارد الان تخطت حاجز النذير، هذه الهالة… يبدو و كأن العالم نفسه يصرخ عليهم بأن يهربوا!!
“انت.. انت!!” اخيراً تمالك ساليدار نفسه قليلاً و اشار نحو ريتشارد، ” ايها الحيوان!! كم من قتلت شخص حتى تراكم هذه النية الوحشية؟ هل انت انسان حتى؟!”
“كنت ذات مرة. كنت انسان جيد قبل حفلك الكريم، اما الان؟ لم اعد اعرف…” تمتم ريتشارد بصوت منخفض ثم اخذ خطوة للأمام و قفز فهبط بشكل مستقيم اسفل السور ليواجه ساليدار
“اووه؟ ألم تستفيد من ميزة الطيران كما يفعل بقية الذباب؟ أم تظن انه يمكنك الصمود امامي بشكل مباشر فقط لأنك اخترقت لنطاق امبراطور مؤخراً؟ قوتك هذه يمكنك التنمر بها على المدنين، انا لا!” شد ساليدار قبضته بقوة، الخوف في قلبه بدأ يلاشى عندما اوقن انه الان قادر على توجيه ضربة مباشرة لريتشارد في اي وقت
“استغل ميزة الطيران لقتالك انت؟ لا داعي.” ضحكة سمجة ظهرت على وجه ريتشارد
“انت تغازل الموت!!” ساليدار، الامبراطور ذا المستوى 44 اندفع للأمام بكل قوته رافعاً قبضته في وضع اللكم
*بوووم*
بلكمة واحدة من الرجل ذا المستوى 44 اخترق حاجز الصوت مسبباً إنفجار كبير و الارض تحت قدمه انبعجت للأسف من ضغط القوة فوقها
ريتشارد في المقابل لم يتحرك خطوة، بل رفع اصابع قدمه اليمنى و انزلها فحسب.
*فرررييييم*
الارض بين ريتشارد و ساليدار بدأت تنبعج للأعلى مُشكلة هضبة صغيرة بينهما
*بووووم*
فور ما لامست قبضة ساليدار التلة تحولت نقطة الملامسة إلى طحين. حتى كإمبراطور متوسط ما يزال هنالك حدود لما يمكنه اختراقه من طبقات الارض، لكن مع ذلك قبضة ساليدار توقفت بعد اختراق عشرون متراً فقط!
هذه ليست اول مرة يوجه فيها ساليدار ضربة لكتلة صخرية و هو بالتاكيد قادر على تدمير ما هو اكثر من عشرون متر، لكن لهب اخضر خافت داخل الصخور المتناثرة انبئته ان تلك الصخور لم تكن عادية، ذلك اللهب الاخضر يزيدها صلابة!
شاعراً بالإهانة، رفع ساليدار قبضته الاخرى بغرض تدمير ما تبقى من التل الهضبة الصغيرة و فتح الطريق نحو ريتشارد، لكن في هذه اللحظة الهضبة بدأت تدافع عن نفسها!
خرجت بضع قبضات معدنية و حجرية استهدفت انحاء جسد ساليدار قاصدةً إيذاءه بأكبر قدر ممكن
“همف” ساليدار في المقابل لم يوقف هجومه بل قام بتسريع قبضته اكثر ليدمر كل تلك القبضات و يحول ما تبقى من الهضبة لغبار بهجوم واحدة، لكن عندما حاول ان ينزل قبضته وجد انها ثقيلة، كانت هنالك بضع ايادٍ حجرية تمسك بذراعه من الخلف، و مثلهم يمسكون بأرجله!
*بوم* *بوم* *بوم*
بدون المزيد من الوقت ليدافع عن نفسه او يجد حلاً، عشرات القبضات اصطدمت بساليدار في نفس الوقت و ارسلته طائراً
“ارغغغ!” مع ان بضع قبضات حجرية لن تحدث فيه اضرار كبيرة، إلا انه ما يزال يؤلم جسدياً و معنوياً!
لقد خسر في أول تبادل ضد بشري!!
*سووش* لكن الالم لم ينتهي بعد، اثناء طيرانه للخلف شعره بالأيادي التي كانت تمسك بيده و هى تسحبه للأسفل بقوة فهبط على وجهه بـ *بووم* ساحقاً الارض اسفله، ثم سحبته مجدداً و ارسلته طائراً نحو المبنى الوحيد الواقف في المدينة، القصر!
*بووووم*
سحق ساليدار الجدار الجنوبي للقصر و اكمل طريقه كالسهم حتى دمر ربع القصر تقريباً
*سسسسـ*
“بحق الجحيم؟! قبل ان يحاول ساليدار رفع رأسه ليطلق صيحة حرب و يندفع نحو ريتشارد مجدداً، بضع قضبان من المعدن المستخدم في بناء القصر تحركت كالثعابين و إلتفت حول رسغيه و كاحليه و قامت بشدهما في اربع اتجاهات، ثم إلتفوا حول رقبته و بدأوا بعصرها.. قضبان المعدن تلك كانت مشحونة بما يكفي من طاقة الحياة لعصر رقبة امبراطور مستوى 44 يستخدم نظام الجسد!!
“ككخخ.. كخخخ..” عينا ساليدار كادتا تنفجران من شدة الضغط و لسانه مُد ليحاول ان يلهث لبعض الهواء
عندما تذكر ساليدار اخيراً انه امبراطور و يمكنه تدمير تلك القضبان التي تكبل يديه، لمح شئ غريب يحدث في الاعلى
النجفة *الثريا* العملاقة التي تزين قاعة الحفلات، بدأت تغير من شكلها حتى اخذت شكل رأس سهم عملاقة، ثم افلتت من السقف متجهة نحوه مباشرةً
“ااااه!!!”
النجفة، او رأس السهم، قطعت نصف بطن ساليدار من الجانب و جزء من احشاءه بدأ يلامس الارض، لكن ملامح ساليدار لم تعتليها اليأس بل الغضب!
جروح كهذه ليست شئ بالنسبة لوشم تقوية الجسد من الدرجة الرابعة، كل ما عليه فعله هو لم اشلاءه و التراجع لبضع الوقت و سيكون بخير، لقد كان غاضب انه كل هذا حدث له يد ذلك البشري الوضيع!!
الان عليه فقط ان يركز على تدمير القضيب الحديد الذي يمسك بيده اليمنى ثم يستخدم يده اليمنى في تدمير بقية القضبان قبل ان يأخذ امعاءه الملقاة على الارض و يتراجع، بقية الاباطرة في المكان بالتأكيد سيكسبوا له بعض الوقت
لكن فجأة، “أاااااااهه!!!!!!!!”
الألم الذي شعر به فجأة لم يبدو كمجرد ألم! في هذه اللحظة يشعر فعلياً بروحه و هى تعاني للبقاء داخل جسد!!
عندما اجبر نفسه على النظر ليده اليسرى ليرى سبب الألم، فُتح عيناه على اخرهما من الصدمة
الأسياخ المعدنية اخترقت معصميه و بدأت تزحف تحت جلده ببطئ.
لا، ليس يداه فقط، دخلت القضبان من باطن قدمه و بجانب عموده الفقري ايضاً
و لم يتوقفوا، كلهم تابعوا الزحف بداخله ببطئ شديد…
كلهم يتجنبوا قطع اي شريان رئيسي او اصابة اي عضو حيوي…
كله واحد فيهم كان كافٍ ليجعله يتمنى الموت.