*باام..*

*باام* *باام* *باام*

الخطوات التي يأخذها ساليدار اتجاه ريتشارد اخذت تتسارع حتى بدأ يضرب الارض بقدميه فيفجرها اسفله في كل خطوة، المسافة بينه و بين السور الذي يقف فوقه ريتشارد طويت في بضع خطوات!

و ليس هو وحده، بقية الاباطرة الموجودين كلهم اندفعوا بكل قوة نحو السور الذي ما يزال ريتشارد يقف فوقه بلا حراك على غير عادته،*لابد ان كلمات ساليدار سببت له صدمة نفسية!*، هذا ما ظنوه و تابعوا الاندفاع بجنون، لو امسكوا به فهذا الكابوس سينتهي!

جمعهم تقدموا و في رأسهم جملة واحدة تتردد: *يمكننا فعلها!!*

لكن فجأة المشهد امام اعينهم جد عليه جديد

*اووومنن*

بضع اشخاص خرجوا من ظل ريتشارد و قفوا بجواره، جميعهم يرتدون الاسود و يمسكون الخناجر. طريقهم خروجهم الصادمة و هالاتهم القوة اجبرت عمالقة قبيلة عزيل على التريث قليلاً

لكن خروج اباطرة مسار الظلام لم تكن النهاية،

*سووش* *سووش* *كاتشااا*

رياح شديدة هبت على المدينة كلها فجأة و الرعد دوى في السماء، العاصفة الشديدة التي ظهرت من العدم اجبرت الجميع على التوقف الكامل هذه المرة!

عندما نظروا نحو السور مجدداً وجدوا ان اعداد الاشخاص بجوار ريتشارد تزايدت، هذه المرة يوجد على الاقل عشرون شخص يرتدون دروع ذهبية، بعضهم يمسكون بسيوف خفيفة و البعض بأقواس و البعض برماح مخيفة المظهر

بريتشارد واقف في المنتصف، كان هنالك بالضبط 31 شخص يقفوا متراصين فوق السور بنظرات متعالية، هالاتهم القوة التي يطلقونها بلا تحفظ لم تترك مجالاً للشك انهم كلهم اباطرة!

“انتم جميعاً..” حرك ساليدار قدميه مجدداً، لكن هذه المرة بأخذه خطوة للوراء

لقد ادرك ان غارة اليوم لم يكن للترهيب مثل كل مرة، ريتشارد و من معه جاؤوا للقتال!!

في العادة كان ليفرح بهذا التطور و يقبله بصدر رحب، خاصةً ان اعدادهم الان 34 امبراطور ان تجاهل والده الذي راح عقله اي ان الافضلية العددية في صالحهم

كما ان اولائك البشر مع انهم اباطرة بلا شك، إلا انه لا يوجد واحد بينهم بقوة امبراطور متوسط، بينما عمالقة عزيل بينهم عدة اشخاص بقوة امبرطور متوسط، ساليدار نفسه بقوة امبراطور متوسط في المستوى 44! أي انه حتى الافضلية النوعية في صالحهم

لكن… لقد تم تجوعهم على مدى شهور طويلة.

هل يمكنهم دخول معركة مفتوحة كهذه الان؟ صعب القول.

لكن بالتأكيد ليست لديهم الرغبة في التجربة اثناء ما معدتهم على وشك هضم نفسها!

“تريثوا قليلاً، بما ان الجميع هنا تدعونا نتكلم بتعقل قليلاً، ألسنا جميعنا ندعى بالكائنات الذكية؟ دعونا نكون متحضرين قليلاً!” ساليدار لم يكن يعرف ان لديه القدرة على قول كلمات بهذا الوهن، لكنه قالها على اي حال

“..تعرفون ما عليكم فعله.” تكلم ريتشارد ببطئ، ثم اشار نحو ساليدار ، “و اتركوه لي.”

“هاها نعرف نعرف~” احد اباطرة الرياح شد قوسه الذهبي و افلت! *سووش*

السهم الذهبي بدى و كأنه اخترق الفضاء نفسه، في اللحظة التالية السهم كان على بُعد مليمترات من العين اليمنى لأحد اباطرة قبيلة عزيل!

لكن ذلك الامبراطور لم يجذع، بحركة خفيفة حركة وجهه للأعلى و قضم السهم! *كرااش*

*تفو!* ثم بصق ذلك العملاق السهم المبعج و معه بضع اسنان، ” سيتحتم عليك فعل ما هو اكثر ايها البشري الوضيع.”

“هيه~هذا سيكون يوم طويل.. هيا بنا!” امبراطور الرياح البشري هز رأسه لكن لم يبدو عليه انه تفاجئ، بل قفز نحو الخصم الذي اختاره بإبتسامة كبيرة على وجهه، ثم تبعه بقية الاباطرة حول ريتشارد ما عدا بيون

“هذا لن يكون سهلاً فلا تستخف بالوضع و ابق خذ حذرك، حياتك اهم منهم جميعاً.” ربت بيون مرة اخرى على كتف ريتشارد ثم اختار لنفسه لخصم ايضاً و طار نحوه

*بوووووم*

“مرت فترة منذ أكلت لحم بشري، اليوم يوم سعدي هاها”

“سأمسمرك اليوم ايها العملاق القذر، سأنتقم لكل الليالي التي قضيتها في العراء بسببكم!!”

*بووم* *كاتشاا*

في غمضة عين اشتعل اضخم قتال شهده كوكب نيهاري منذ تأسيسه، لقد كانت معركة مفتوحة بين عشرات الاباطرة!!

———–

اما ريتشارد فلم يرمش له جفن و هو يرى انفجارات البرق و انصال الرياح و هى تمزق ارض قبيلة عزيل و ما عليها، بل يمكن القول انه لم ينظر في اتجاه اي قتال من الاساس، عيناه السوداوان الهادئتان كانتا منصبتين على الشخص امامه فقط
ساليدار… العبقري الاول في ارض عزيل، يقال انه من اشهر عشرة عباقرة في المنطقة الشمالية كلها سواءً من ناحية سرعة التدريب او حدة الذهن، الشخص الذي يشاع انه سيكون زعيم قبيلة عزيل التالي، بل يقال انه بالفعل يدير القبيلة كلها حالياً و ان داودار لا يشغل رأسه الضخم سوى بالقرارات المصيرية فقط

ساليدار… الشخص الذي نظم ذلك الحفل الملعون بمناسبة ان إبنه وُضع ضمن لائحة انتظار تلقى الدرجة الرابعة من وشم تقوية الجسد، و هو ايضاً الذي نظم توزيع الاطباق ذلك اليوم حتى يُرضي الجميع

“هل حفرت وجهي في ذاكرتك اللعينة بعد؟ ” جز ساليدار على اسنانه و صاح غاضباً، المدينة المدمرة اصلاً تحولت لجحيم بعد بدأ قتال امبراطوري جماعي، كل شئ يتحول للأسوأ، لكن هدفه لم يتغير، لو تمكن من القبض على ريتشارد كل هذا سيتوقف!

لكن بغرابة، ريتشارد نفسه من اخبر اتباعه بأن يتركوه له؟ هل يوحي انه قادر على قتاله هو، ساليدار، بمفرده؟ أي نوع من الاهانة هو هذا؟!

ثم تابع في فورة غضبه،”حتى لا يقال ان ساليدار العظيم يُفرق بين العائلات، اليوم سألحقك بأمك، و بنفس الطريقة التي تليق بكائن وضيع مثلكم! معدتي التي تضورت جوعاً بسببك، ستشبع ايضاً بسببك!”

ريتشارد ظل مركزاً على هدفه في الاسفل بدون اي تغيير في تعابيره، “…ساليدار، الابن المفضل لقبيلة عزيل، لقد سمعت الكثير عنه طوال الفترة التي قضيتها في هذه المدينة الملعونة، معظمهم كانوا يمدحون ذكائك و توقعاتك التي لا تخيب، يقولون انك تبدو احياناً و كأنه يمكنك التبنؤ بالمستقبل! اخبرني..” إبتسامة قاسية ظهرت على وجه ريتشارد و نية قتل غزيرة تسربت منه، ” هل توقعت ان نهايتك ستكون على يد انسان؟”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 10$

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة: اضغط هنا
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=