بعد ثلاثة أسابيع من إجتماع الحكيم لويس و القديسين.. داخل مؤسسة برادلي العسكرية، المنزل رقم 208.
حياة روبين لم تختلف كثيراً الفترة الماضية، فبعدما قرر مساعدة زارا في إيجاد قانون جيد لها إنشغل بدخول خلوات في غرفته، لكن الإختلاف هذه المرة انه لم يحتاج لعزل نفسه بالشهور.. بل كان يخرج كل بضع أيام لإستنشاق الهواء و نفس الوقت يحاول إيجاد طرق لتقوية روحه و زارا اكثر حتى يزيد إنتاجهما من الطلاسم
مثل اليوم تماماً.. حيث كان روبين في غرفة المعيشة يتابع زارا و هى ترسم طلاسم النار، لكن اليوم مقدر له ان لا يكون مملاً مثل كل يوم..
“روبين!”
جاء نداء من الخارج قطع حبل افكار روبين و هو يراقب رسم زارا، و كان صوتاً يعرفه جيداً، “بيلي؟ تعال تعال هاها توقعت ان يطول غيابكم اكثر.”
انتفض روبين من مكانه و تحرك ليستقبل صديقه القديم بإبتسامة كبيرة، لكن بيلي لم يبادله الإبتسامة، بل بدت ملامحه ثقيلة جداً و مليئة بالحزن، ثم سقط على ركبتيه
بمجرد النظر علم روبين ان هنالك شئ خاطئ و توقف مكانه، لم يحاول رفع بيلي على قدميه، “ماذا حدث؟ اين قيصر؟”
“…انا.. اسف. لقد خذلت ثقتك و لم استطع تنفيذ وعدي.” نزلت دمعة نادرة من بيلي على الأرض..
تقدم روبين بضع خطوات بسرعة و امسك ياقة بيلي “”ماذا فعلت يا بيلي؟ اين ولدي؟!”
” لا اعرف..” اغمض بيلي عينه، لم يستطع النظر في عيني روبين
“ماذا تقصد بلا اعرف؟! أهو حي ام لا؟!”
“لا اعرف! حصل هجوم كبير و معركة ضخمة بين 8 قديسين، عندما انتهت كان قيصر و بيون و ثيو قد اختفوا، و لم يظهروا منذ حينها!”
“ماذا تقصد بإختفوا؟ لماذا قد تحدث معركة بهذا الحجم في منافسات لعينة؟ و ما دخل قيصر فيها؟!” إشتدت قبضة روبين اكثر
إسمح لي ان اشرح لك من البداية، كل شئ بدا عندما ذهب قيصر و شقيقك جون لأحد المطاعم، عندها…” بيلي ذكر كل شئ وقع في حدث الصيد، ثم تلى الباقي حسب رواية القديسان من عائلة برادلي ” هذا ما حدث، بعد تلك النقطة لا نعرف ما حدث لثلاثتهم.”
روبين صمت حتى إنتهى بيلي من ذكر كل شئ، ثم تركه و ذهب ليجلس على الكرسي بجانب زارا التي كانت تبكي على أخاها، و ترك بيلي ما يزال راكعاً
“العم مورفي كان رجل طيب، كان من القلائل الذين عاملوني بشكل نقي في العائلة، بل انا لم اعرف حتى انه كان قديس.. يجب ان تعتنوا بالمقربين منه جيداً..
” و علي ان اشكر ميلا ايضاً، لقد طلبت منها إرسال قديس لحماية قيصر فأرسلت إثنين، لولاهما لقُتل الفتيان الثلاثة..”
بيلي كان متوقع صراخ و توعد و حتى قطع العلاقات مع عائلة بورتون، لكن كلام روبين بهدوء و تحليله المنطقي… جعلا بيلي يخاف اكثر، “روبين، طبيعي ان تكون مصدوماً، ان كنت تريد البكاء فإبكي و ان كنت غاضباً فإصرخ.. انا سأتحمل كل شئ، فقط.. لا تحمل العائلة وزر ما حدث، لقد كانت مسؤوليتي وحدي”
رفع روبين حاجبيه “احملكم مسؤولية ماذا؟ طالما الثلاثة احياء فلا فكل شئ بخير..”
“أ-.. أحياء؟ لكنهم لم يرجعوا لنا.. ارسلنا اشخاص كثر للبحث في الغابة لكن بلا اثر، اخشى انهم..”
“انهم احياء، انا اعرف قيصر جيداً، لعله ظن انه إن عاد فلن تستطيعون حمايته فقرر العودة مباشرةً لمملكة الشمس السوداء، انه الأن في طريقه إلى هنا بينما نتحدث”
وقف بيلي بسرعة ” لكن هذه مشكلة ايضاً! و نحن قادمون رأينا حرس الحدود منتشر بكثرة على جانب مملكة دوليفار، لعلهم يعرفون ان الاولاد الثلاثة سيحاولون تخطي الحدود بمفردهم؟ علي العودة الأن للبحث عنهم و مساعدتهم على العبور!”
” لا داعي.. انا اعرف جيداً قدراتهم، حتى بدون أي طلاسم سيتمكنوا من إيجاد ثغرة و العودة.. لكنهم سيتأخرون بضع اسابيع اخرى”
“هذا…” ثقة روبين المطلقة بقيصر و تابعيه غريبة جداً.. حتى لو كانوا عباقرة فهم ما يزالون ثلاثة اطفال بمواجهة جيش حرس الحدود، صحيح؟
“دعك من هذا الان و ركز معي.. ماذا حدث بعد عودة جثة العم مورفي؟”
” الامير ويليام إنتفض غاضباً و إستحث كل بعثات مملكتنا على التجمع و المطالبة بتفسير، عندها خرج مسؤولين كبار أعلنو ان الدوق تينلي وراء الحادث و انها ضغينة شخصية بين الدوق و عائلة بورتون و يجب ان لا يتدخل احد فيها..
لكن سمو الأمير لم يقتنع بكلامهم و أصدر أوامر بإنسحاب كل بعثاتنا و العودة فوراً إحتجاجاً على ما حدث، و هو ما أطاعه الجميع فيه، ثم أمرنا بنشر شائعات غير رسمية لبعثات بقية الممالك قبل مغادرتنا مفادها ان مملكة دوليفار ارادوا قتل قيصر داخل حدث الصيد فقام هو بقتل 5 فرق كاملة منهم، و هم الأن يحاولون تعويض خطئهم بإغتياله قبل المواجهات الفردية..”
رفع روبين حاجبيه و صفر بصوت منخفض ” وضع مملكة دوليفار في موقف حرج بالإنسحاب الجماعي، ثم وضعهم في موقف ضعف بكونهم فشلوا في إغتيال قيصر مرتين.. يا له من شخصية هذا الامير، احب ان ألتقي به يوماً ما”
اومئ بيلي ” انه فعلاً عبقري، علينا توقع هذا من شخص ينافس على كرسي المُلك.. اخي، ماذا نفعل الأن؟”
إبتسامة قاسية ظهرت على وجه روبين ” أرادوا قتل ولدي مرتين، حتى انهم جلدوا بيون على مرأى من الجميع.. ماذا برأيك سأفعل؟”
“…روبين، لا يعجبني كلامك.. من تحمل مسؤولية الهجمات هو دوق من مملكة اخرى..”
“و ماذا إن كان دوق؟ هذه الطلاسم يجب ان يتم تجربتها على احد، وإلا لماذا صنعتهم من الأساس؟ هاها مسئلة شخصية بين دوقية تينلي و عائلة بورتون؟ جيد.. جيد جداً!”
الموضوع التاليالموضوع السابق