الإمبراطور ارنوف زعيم قبيلة اشيرا، خرج و اعلن انه نجح في التواصل مع تحالف المستعمرات و خرج بنتيجة معقولة، هذا الخبر لف كل مدن العمالقة في ظرف بضع ايام كالصاعقة، بعد خمول دام لشهور اخيراً رأوا مخرج لهذا الموقف المتجمد!

و مع ان زعيم قبيلة اشيرا نجح ظاهرياً في ما لا ينجح فيه المئات من اباطرة العمالقة إلا ان احداً لم يشك في اعلانه، فمن المعروف لدى اصحاب السُلطة الحقيقيين ان كاندال إبن ارنوف الملقب بعاهل الشموس التسعة يتحكم تقريباً في العالم الاجرامي على الكوكب كله من خلال منظمة سلمندر النار و من الطبيعي ان يكون لديه سبُل خاصة به تمكنه من التواصل مع مستعمرات الكائنات المتدنية، لذا فور سماع الإعلان ارسلت كل قبائل العمالقة مندوبين إلى قبيلة اشيرا و في رؤوسهم عشرات الاسئلة

كيف حصلت المستعمرات على هذه الاسلحة؟ كيف وصل البشر لنطاق امبراطور؟ منذ متى لديهم اساساً نظام تدريب متقدم كهذا؟ من هو قائدهم ليتحدثوا معهم مباشرةً؟ ما الذي يريدونه بتحريك الجيوش الان؟ و ما الذي يحصل بحق الجحيم؟!

و الإجابة كانت صادمة اكثر من رؤية جيوش المستعمرات… إتضح ان هنالك مختار سماء ثالث من جنس البشر!!

اخبرهم ارنوف ان مختار السماء الثالث كان يعمل في الخفاء منذ خمسين عام حتى لا يحصل له ما حصل للأول و الثاني، و انه قام بتقوية الاجناس المتدنية في جميع انحاء الكوكب للدرجة التي رأوها بأعينهم و انه هو من يقودهم في الخفاء.
ارنوف لم يبخل في مدح روبين و التهويل من الاشياء التي ابتكرها حتى رسم لجميع الحضور صورة اسطورية عنه غير قابلة للزعزعة، مع انهم لم يروه ابداً إلا ان كلمات ارنوف و معها ما رأوه من مستعمرات الكائنات التي لم تعد متدنية كانت كافية لزرع بذرة من الخوف داخل صدورهم اتجاهه

هذا الخبر الكارثي انتشر بسرعة فهز كيان كل قبائل العمالقة

حتى ذلك الشخص المنعزل في الجبال قيل انه انتفض متحمساً عندما سمع الخبر.

لكن ارنوف اكتفى بوصف التقدم الذي وصل له روبين و انه قام بتقوية و تسليح العالم كله، و لم يذكر انه جاء من كوكب اخر او يتكلم عن تاريخه في المنطقة الشرقية ولا عن نبوءة الغزو او يذكر الاهوال التي تحصل حالياً في بقية مناطق الكوكب، و لم يقل لهم حتى عن هدفه النهائي مما يفعله… لذا فالإعلان عن مختار السماء الثالث كان مبهم لأقصى درجة و اعطاهم احساس بالغموض ممزوج بالخطورة كأن اسوأ الوحوش يتنفس تحت رقابهم، الاجتماع الذي كان هدفه جمع معلومات لإيضاح الصورة الكبرى جعلهم يراكموا المزيد من الاسئلة!

الجيد في الامر ان اتحاد المستعمرات اخبر قبيلة اشيرا انهم لن يبدأوا القتال لكنهم مستعدين للدفاع عن انفسهم، و انهم مستعدين للتعاون مع قبائل العمالقة لتدور عجلة الانتاج مجدداً لكن هذه المرة كشركاء ليس كعبيد، كما انهم حذروا قبائل العمالقة من التدخل في ما يحدث في قبيلة عزيل او إيواء احد منهم، قائلين ان قبائل العمالقة ستبصح احدعشر بدأً من اليوم.

ذلك الاعلان كان متغطرس لأقصى درجة، فور فتح المستعمرات فمهم اخيراً اعلنوا انهم اصبحوا مساوين للعمالقة، و اعلنوا انهم قرروا ابادة احدى العشائر الاثنى عشر بل و هددوهم ان لا يتدخلوا؟

لكن على خلاف المتوقع منهم، وضع زعماء القبائل احذية في افواههم و صمتوا، المحافظة على هذا السلام الظاهري حالياً افضل من بدأ حرب ضد كيان لا يعرفوا عنه شئ بعد، الافضل الصمت و التحمل حتى تسنح الفرصة المناسبة لإرجاع اولائك الاجناس المتدنية السفلة لمراكزهم، او على الاقل حتى يجدوا مختار السماء المختبئ ذاك و يكرروا معه ما حدث مع مختار السماء الثاني!

استمر ذلك السلام الغريب لأكثر من عامين، الطرفان عادا للتعامل معاً لكن بتوجس شديد

لم يكن غير اعتيادي رؤية بشري مسلح يمشي في مدينة للعمالقة الان ليشتري او يبيع شئ، لكن مع كل خطوة ستتركز اعين كل العمالقة عليه.. او عندما يذهب عملاق لمستعمرة ليستأجر *رفيق* يعمل معه سيشعر من نظرات الكراهية و الترقب انه يريد الخروج في اسرع وقت ممكن

كل طرف كان ينظر للأخر كأنه اسد قرر العيش امام باب منزله، لا يستطيع قتله ولا يستطيع صرفه، لا خيار امامه سوى التعايش معه حتى تحصل معجزة…

اما المستعمرات في اراضي قبيلة عزيل فكانت احوالهم افضل بكثير، سيطروا على كل الحقول و المناجم و المناطق المهمة و استقلوا بشكل كلي عن العمالقة، حسناً، لم يعد هنالك عمالقة ليستقلوا عنهم هناك على اي حال

لم يبق عمالقة في اراضي قبيلة عزيل الواسعة سوى عاصمتهم المدمرة المحاطة بتلال الجثث المتعفنة، بداخلها الـ 35 امبراطور و معهم حوالي 20 الف جندي كلهم يحملون اسم عائلة عزيل

اعلان المستعمرات عن التخلي عنهم و موافقة بقية العشائر وضعت المسمار الاخير في نعشهم، لم يعد لديهم احد ينجدهم او مأوى يذهبوا إليه، حتى اراضيهم صارت محاصرة من كل جانب بالمستعمرات و اباطرة البشر

كل بضع ايام يخرج جزء من الجيش و معهم خمسة اباطرة ليقوموا بعمليات صيد لوضع بعض الطعام في بطون الناجون، لكنهم يتعرضوا لكمائن و يعودوا في النهاية بالقليل من الطعام بالكاد يكفي لإبقائهم احياء

حتى هذه اللحظة مات اكثر من ألفا جندي من الجوع وحده و جثثهم تحولت لطعام للأحياء منهم. هنالك شائعة داخل الاسوار ان عدد من اولائك الألفان لم يموتوا من الجوع حقاً بل قُتلوا سراً بقصد تأمين الطعام للبقية، لكن هذه المعلومة لم يتم تأكيدها وقتها، ولم يتم الاحياء ايضاً، بلتابعوا أكل اخوانهم بدموع تملئ اعينهم

زعيم قبيلة عزيل داودار لم يعد في وعيه، لا يرد على احد او يُكلم احد، الجميع يقولون انه قد جن بالفعل، اما ابناءه و بقية الاباطرة حاولوا كثيراً التواصل مع ريتشارد لكن بلا فائدة، اباطرة البشر لم يعودوا حتى يحاولوا قتلهم في الكمائن كما في السابق فلو كان هذا صحيح لخرجوا جميعاً بقصد الموت و النجاة من هذا العذاب

لكن تحت اوامر ريتشارد هم لم يعد مسموح لهم بالموت، كل من يحاول الخروج من المدينة يتم مهاجمته حتى يرجع للمدينة فحسب، و إن رفض الرجوع يُكسر له بضع عظام و يتم إلقاءه بداخلها مجدداً

قبيلة عمالقة عزيل العظيمة تحولت لمأساة بمعنى الكلمة

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 150$ تم

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة: اضغط هنا
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=