اخبار وصول الغزو الموعود و دمار ربع المنطقة المركزية انتشرت كالنار في الهشيم في ارجاء الكوكب عدا المنطقة الشمالية، منذ وقتها و الحياة توقفت تقريباً…

من كان يزرع حقله توقف، و من كان يخطط لهجوم على مدينة او مستعمرة قام بتأجيل الجميع لم يكن لديهم موضوع يتحدثون عنه سوى ماذا يحدث هناك الان و ماذا سيحدث لهم لاحقاً، هل سيتمكن مواطني المنطقة المركزية من التعامل مع الغزو الفضائي؟ ام ان الحرب قادمة لهم لا محالة؟

إلا انهم جميعاً سواء حلفاء ام اعداء، بشر او عمالقة، يكررون جملة واحدة اثناء كل نقاش: لقد صَدق.

المنطقة الجنوبية– داخل غرفة نوم احد زعماء قبائل العمالقة

الاجواء داخل هذه الغرفة الضخمة التي يصل ارتفاع سقفها لـ 8 امتار لم تكن كما هو متوقع لها، فعلى عكس الاجواء الكئيبة الراكدة في الخارج، هنا تملئ الغرفة العطور الجذابة ممزوجة برائحة العرق و الاضواء الحمراء الخافتة القادمة من احجار بركانية

“انصرفوا.” رفع زعيم قبيلة العمالقة العاري يده فبدأت اكثر من عشرون فتاة من اجناس مختلفة بالخروج من الغرفة تباعاً، و لم يبق فيها إلا انثى واحدة من جنس عمالقة نيهاري

مع ان ملامحها لم تبدو جذابة كالنجميين و لم تملك جسد مثير كالبشر، إلا انه واضح انها كانت لها مكانة خاصة عند زعيم القبيلة، ” حبيبي، ما الذي تنوي فعله الان؟”

“همم؟ اها، أتقصدين عرض المسخ جابا؟ إنسي امره.” لوح زعيم القبيلة بإشمئزاز، ككل العمالقة الاخرين، عندما سمع بتحول احد عمالقة نيهاري إلى بشري و هو يشعر بقشعريرة في كامل جسده، مع انه لم ير جابا من قبل و لا يعرف عنه شئ غير بعض اخباره التي تتناقلها الشوارع، إلا انه بالفعل يكرهه!

“لا اعتقد ان هذا شئ عليك تجاهله بهذه الطريقة..” اعتدلت الانثى و اخذت تحرك اصبعها على صدر زعيم القبيلة العاري، “عشيرة اتحاد نيهاري نشرت انباء مجئ الغزو منذ سنين و كلنا كذبناهم لكن اتضح انهم على حق، ماذا لو كانوا يعرفون اشياء لا نعرفها؟ ربما علينا الاستماع لهم. انت تواصلت مع كل قبائل العمالقة في المنطقة الجنوبية ليدعومك قائداً عليهم لكن لم يستجب سوى 5 قبائل فقط، كيف سينفعونا هؤلاء ان جاء الغزاة لنا؟ ألم تسمع كيف دمروا عشرات المدن و المستعمرات في بضع ايام؟ حبيبي ارجوك فكر في الامر، ان كان هنالك جهة يمكنها توحيد الجميع الان امام هذا الغزو بالتأكيد هى العشيرة.”

“همف! و ماذا بعدما افكر في الامر و استمع لعرضه بجدية؟ اقدم ولائي لمسخ ليس بعملاق ولا بشري؟ تفو!” بصق زعيم القبيلة بجانبه، “لا تبالغي في تقدير اولائك السفلة من الكائنات المتدنية، مختار السماء الثالث اعطاهم هذه المعلومة فقط لكنها تخلى عنهم لاحقاً، انهم الان مجرد قشرة خارجية هشة، لماذا اسمح لأولائك الرعاع ان يتولوا قيادة العالم بأسره؟ ماذا لديهم الان و ليس لدي انا؟”

“لديهم مختار السماء الرابع!” نقرت الانثى على صدر زعيم القبيلة بقوة

“كذب! أمختاري السماء يُباعون على الارصفة الان؟ لذلك المسخ لم يقم بأي شئ يبرهن انه مختار سماء، انها مجرد اشاعة ليكسب الدعم!” اعتدل زعيم القبيلة و صاح، ” ثانياً إن كان ذلك المسخ او اي شخص اخر يريد دعمي فيأتي لي بنفسي يكلمني و يعرض ما لديه، لماذا علي انا ان اذهب إليه؟”

*ششششـ*

في هذه اللحظة المشهد امام زعيم القبيلة تغير، ظهر شخص يرتدي اسود بالكامل و يضع قناع عند اخر السرير و تكلم بصوت خشن واضح انه مُعدل، “ها قد جئت، دعنا نتكلم.”

“من انت؟ كيف دخلت إلى هنا بحق الجحيم؟!” انتفض زعيم القبيلة بسرعة و امسك بمطرقة ضخمة كانت بجانبه
“انتظر يا حبيبي، انظر لشكله اكثر!!” الانثى التي كانت تحتضنه امسكت بذراعه بسرعة قبل ان يلوح بالمطرقة، ” بنية جسد انسان ضعيف يرتدي قناع اسود و يحمل خناجر و يتسلل بدون ان تشعر به، انه بلا شك سيف ظل!!”

“اذا هذا سبب اضافي لقتله!” صاح زعيم القبيلة… سيوف الظل اشتهرا مؤخراً انهم من يجلبوا السلاح و الاخبار و المعلومات للأجناس المتدنية، الجميع يعرف انهم يديرون هذه الحرب بأسرها من الخفاء لكن لم ينجح احد في القبض على واحد منهم
الانثى امسكت به اكثر و بدأت تقنعه ان يستمع لما لدى سيف الظل و ان هذه اول مرة يتواصل سيف ظل مع العمالقة، و زعيم القبيلة حاول ان يتقدم اكثر من مرة ليهاجمه، لكن سيف الظل نفسه ظل واقف مكانه لم يتحرك خطوة او يقل كلمة، و كأنه يشاهد مسرحية يعرف نهايتها. فهو يعرف انهم يتصرفوا بهذا الشكل حتى *يتنازل* زعيم القبيلة في النهاية و يسمح له بالكلام مما سيعطيه شعور بأنه الطرف الاعلى في النقاش، هذه لم تكن اول مرة يتعامل مع هذا النوع من المواقف..

و بالفعل بعد بضعة دقائق جلس زعيم القبيلة مكانه مجدداً و لوَح لسيف الظل يملامح غاضبة، “سأستمع لعشيقتي و أؤجل قتلك للأن، قل ما لديك بسرعة قبل ان اقطع رأسك.”

اما سيف الظل فتكلم بعينين نصف مغلقتين، “لديك ثلاثة خيارات، الاول ان تكون جزء من تحالف المنطقة الجنوبية و نحن سيوف الظل سنكون القادة فيه، لن يكون لك شأن سوى السمع و الطاعة. الثاني هو ان تتجه مع قبيلتك كلها صوب المنطقة الشرقية و تقاتل تحت لواء عشيرة اتحاد نيهاري. الثالث هو ان يتم ابادة قبيلتك انتو حلفائك بدأً من هذه المدينة.”

“هاه؟ هاهاها أهذا مزحة؟ انتم تكونوا القادة؟ من انتم اساساً؟! و من هذا المسخ في المنطقة الشرقية الذي تريدني ان اقاتل تحت لواءه؟” ضحك زعيم القبيلة بغضب، “هل تعرف من انا؟ بإشارة من يدي يمكنني ان احرك 6 قبائل! احضر لي قائدك اياً كان من هو و دعه يركع امامه و يطلب المساعدة عندها قد افكر!”

“لا تغضب هكذا يا حبيبي هو مجرد رسول لا يعرف من انت.” ضحكت الانثى ايضاً ثم نظرت نحو سيف الظل، “هيا بسرعة اخبره بالفوائد التي سيحصل عليها و عن مركزه في ذلك التحالف لعله يغفر لك.”

“لا مراكز ولا فوائد، لو قبلتم ستعيشون هذا كل شئ..” بدون غضب ولا فرح او اي مشاعر في صوته رد سيف الظل

” انت تغازل الموت!!” لم يتمكن زعيم القبيلة من احتواء نفسه اكثر و لوح مطرقته

*وووش*

لكنها نزلت على ارضية الغرفة، سيف الظل قد اختفى

“تسك~ انهم جيدون في الاختباء كما يقال..” وضع سيد القبيلة المطرقة على كتفه و بصق على الارض مجدداً، ” لكن هذا سيعلمهم ان يرسلوا لي شخص برتبة اعلى المرة القادمة همف!”

“هيهي احسنت في مجاراتي يا حبيبي، هم بالتأكيد سيأتوا أذلاء المرة القادمة، يستحيل عليهم بدأ حرب اخرى و الاعداء الخارجيين على الابواب، لكن علينا فعل شئ بشأن اولائك الفئران المتسلليين..” لا شك ان الانثى شعرت بالخطر بظهور سيف الظل بهذا الشكل

“بالطبع لن يجرأوا على فعل شئ حتى لو لم يكن الغزاة قد جاؤوا! ألا تعرفين اني انا الـ–”

“سيدي، حالة طوارئ!!” في هذه اللحظة جاءت صيحة فزعة من الخارج و فتح احدهم الباب بدون انتظار الاذن، ” ارجوك انظر من النافذة!!”

“….” في العادة كان زعيم القبيلة ليدق رأس ذلك الرسول فوراً لكن شعور سئ خال قلبه و مشى نحو الناافذة ببطئ، “…ياللهول.”

بشر، اقزام، نجميين، رجال الغاب و حتى عفاريت..

جنود من الاجناس المتدنية كانت تحيط بالمدينة على مد البصر، كلاً منهم يمسك بسلاح ذهبي في يده

في هذه اللحظة صوت مُعدل دخل أذن زعيم القبيلة، “لقد اخترت الخيار الثالث… جيد.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 150$ تم
~~~~~~~~~~~~~~

من Zeus

-+=