“هيهي جابا الابن المنبوذ… قيل انك كنت العبقري الاول في المنطقة الشرقية، لكن حقيقة انك لم تكتشف شئ بسيط هذا حتى الان ينبئني الكثير عن سزاجتك هيهي.”العجوز النجمي ضحك بخبث، بقية زعماء القبائل و العشائر ضحكوا ايضاً و اخذوا يهزو رؤوسهم
ما قاله النجمي العجوز صحيح كلياً، لم لبوا نداء عشيرة اتحاد نيهاري في النهاية لأن في نظرهم العشيرة قضي امرها بالفعل
“أسزاجة سيد العشيرة هى المشكلة ام قذارتكم التي لا تُحتمل؟! عشيرتنا كانت اول من انذر كل سكان الكوكب بشأن الهجوم لكنكم الان تتخلون عنا؟!” اورزون لم يستطع تمالك نفسه، ” ما الذي يجعلكم تظنون انه يمكنك الصمود امام الغزاة من دوننا؟”
“هيهي سمعنا ان عشيرتكم قامت ببناء العديد من الحصون خلال الخمس سنوات الماضية على طول خط صحراء الموت، لابد ان تلك الحصون ستبطئ جيش الغزة و ربما تسبب لهم خسائر كبيرة، بعدها سنرى ما علينا فعله.” احد العمالقة ضحك
اورزون كاد ان يفقد عقله “هراء! عشيرتنا لديها القوة الكافية للانتصار عليكم جميعاً في معركة مفتوحة، و إن كنا داخل حصوننا فلا يحلم احد منكم من لمس حجر واحد من احد الاسوار! إن كان لدى الاعداء القوة الكافية لإسقاطنا، ألن يتمكنوا من الفتك بكم جميعاً و انت تتصرفوا كبضع مهرجين لا يمكنهم تنظيم انفسهم؟”
“تنتصروا علينا جميعاً؟ فقط قبيلتي تكفي للعب معكم! اما التنسيق فيما بيننا مشكلتنا نحن، مجموعة من الاموات مثلكم لا شأن لهم.” احد زعماء العمالقة تكلم بسخط، كلما تذكر انه يوماً ما كان يعمل لصالح عشيرة الكائنات المتدنية هذه يصرخ من المذلة
“هيهي ان كانت هذهذ نظرتكم لنا و عندكم ثقة كهذه في قوتكم، لماذا تحتاجونا إذاً؟ اذهبوا و حاربوا إنا هنا قاعدون~”
“حسناً حسناً اهدأوا جميعاً.. انا ارى ان التعاون بيننا و بين عشيرة اتحاد نيهاري ليس و كأنه غير متاح البتة، إن كنتم تريدون قبيلتي ان تشارك في الدفاع عند خط صحراء الموت فهذا ممكن لكننا لن نعمل تحت إمرة احد، إنسحبوا من بضع حصون و سلموها لنا.”
“هذا حل معقول، قبيلتي ستشارك ايضاً لو تسلمنا 3 حصون.”
عروق جبهة اورزون اخذت تنتفض بقوة، ” تريدون منا تسليمكم الحصون التي وضعنا كل طاقتنا و امولنا و معرفتنا في صنعها على طبق من ذهب؟ لو سلمنا لكل واحد منكم حصنين او ثلاث فأين نذهب نحن بعدها؟ ما الفارق بين هذا و الموت؟ بل حتى لو سلمناها لكم، أتعتقدوون انه يمكنكم الاستفادة من المصفوفات المقامة فيها بدون معرفة؟”
“و لما لا؟ هل لديكم حل اخر؟ فقط برجالنا يمكنكم ان تصمدوا، الحصون لن تنفعكم ان كانت خاوية من المقاتلين الاقوياء!” تكلم احد زعماء المنظمات السرية ثم ضحك ” اما بالنسبة لتشغيل المصفوفات فهذه ابسط، علمونا كيفية استخدامها فحسب هاها.”
“انت!!” احد شيوخ عشيرة اتحاد نيهاري كاد ان يتقدم ليشتبك مع ذلك القزم الكريه لكنه كبح نفسه، ذلك القزم القذر يريدهم ان يعلموهم اسرار المصفوفات التي جلبها معه سيد العشيرة ايضاً؟!
سند جابا جبهته على يده و بدأ يفرك بين حاجبيه، “…فلنفترض ان عشيرة اتحاد نيهاري قاتلت بمفردها و تدمرت، ماذا بعد؟ ما الذي تنوون فعله؟”
“أليس هذا ما نفعله الان؟ نحن نحاول ان نقرر خططنا المستقبلية لكنك تعطلنا بثرثرتك، هيا.. هيا ايها المسخ، اخذ بقية اتباعك و ارحلوا، اذهبوا و تجهزوا للموت.” سخر احد العمالقة و اخذ يلوح بيده كأنه يهش ذبابه
إبتلع جابا ريقه و حاول البقاء هادئاً، “لو كانت التضحية بالعشيرة هى الوسيلة للدفاع عن لكوكب فلا بأس، اعتبروني رحلت! ماذا بعد؟! من منكم مستعد للتنازل و اختيار شخص اخر ليقود التحالف ضد الغزاة؟”
“هاهاها أوتحسب انك كنت لتكون ذلك الشخص الذي ستزعن له؟ احلام اليقظة يا جماعة، انها احلام اليقظة هاها”
*تفوو* بصق زعيم قبيلة عمالقة البرق مجدداً و نظر نحو ابنه بقرف، ” ألم تجلب الخزي لنفسك بما يكفي بعد ايها المسخ؟ هيا اغرب من موقع تجمع الرجال!”
“سيد العشيرة…” شيوخ عشيرة اتحاد نيهاري الواقفين خلف جابا حفروا اصابعهم في راحة ايادهم، ما هذا النوع من الاذلال الذي يتعرضون له؟ لماذا سيدهم صامت؟!
” إذاً عشيرة اتحاد نيهاري امامها خيارين، إما القتال بمفردنا كلياً، او تسليمكم ادارة الحصون و المدن الخاصة بنا، أهذا صحيح؟ هاه.. يبدو لي انكم تواصلتم معاً قبل المجئ هنا و اتفقتم على مقتلنا في جميع الحالات، مثير للإهتمام.” اومئ جابا بهدوء، ثم بدأ يضحك فجأة، “لكن الغريب انكم اتفقتم على انقاص قوة المنطقة الشرقية بحصارنا و قتلنا، و لم تتفقوا على اي استراتيجية للتصدي للغزاة بعدها، ياللهول… لا اصدق ان معاليه تحتم عليه التعامل معكم لأكثر من عشرون عام، لا عجب انه يراكم الان كحشائش ضارة بلا فائدة، لا عجب انه لم يحسب حسابكم في الحرب، لا عجب انه خاطر بعلاقته معي على ان يرى وجوهكم مجدداً! لا عجب…”
“تباً لك و لذلك المعاليه! فعلاً ضاع عمري و مواردي على كلب مثلك، هيا ارحل و توقف عن جلب العار لي و لك!” ثاندور صاح غاضباً
ملامح جابا الضاحكة تحولت للهدوء التام و كأنه محيط عميق في فصل الصيف، “…مُعلمي رجل بلا مثيل، لقد تعلمت منه الكثير. عندم جاء هنا اول مرة اسس لعشيرة و امدها بكل شئ و حتى عندما ضم قبائل العمالقة لم يبخل عنهم بشئ و زودكم بالسلاح والتقنيات، لكنكم انقلبتم عليه في النهاية، لذا بعدها تحول ليستخدم نظرية العصا ثم الجزرة، فقام بتدمير يورا و جرينلاند و المزرعة، ثم اعطاهم الجزرة فأطاعوه… لكني لم اردكم ان تطيعوني كرهاً و خوفاً، لذا عرضت السلام فوراً و انشغلت بشؤوني، و حتى هذه اللحظة و اثناء انشغال الغزو بتدمير مدن اخواننا جئت لأسمع ارائكم، لكن مجدداً انتم اثبتتم ان الجزرة فقط لن تنفع معكم.”
“ما الذي تهذي به يا هذا؟ ضع تلك الجزرة في مؤخرتك و اغرب بالفعل قبل ان اهشم رأسك!” وقف احد زعماء العمالقة حاملاً فأس
لكن جابا لم يتوقف، “للأسف نظام معاليه في غزو قبائلكم و جلب انوفكم الارض لن تفلح فأنا ما زلت بحاجة لقواتكم، لذا علي ان اجعلكم تخافوني بدون ان اضر بقواتكم” ثم وقف جابا ببطئ، ” و في نفس الوقت جميعكم ما تزالوا تنظروا لي كإبن ثاندور المسخ الذي تحول لبشري، او ربما تلميذ معاليه المطيع، او ربما شخص احمق يطارد احلام السيطرة على المنطقة الشرقية؟ الان كيف اصلح هذا؟ اها عرفت… علي ان اقوم بشئ يُحفر في اذهانكم للأبد.”
” هذا يكفي، لن ننتظر مجئ الغزاة، سأقتلك اليوم!!” العملاق صاحب الفأس اكتفى و بدأ يتقدم
*فروووم*
*باام* *باام*
*كرااك*
في هذه اللحظة ضغط جاذبية شديد نزل فوق رؤوس الجميع، العملاق الذي بدأ بالركض فقد توازنه و سقط بقوة فسُحق وججه، كل من كان يقف جلسوا اماكنهم، و الجالسين احسوا ان عظامهم تُكسر، في هذه اللحظة حتى لو اراد احد حك انفه لما استطاع!
“ما هذه… القوة..!!” احد العمالقة صرخ عندما كُسرت عظام كتفه بفعل الضغط.. لقد عرفوا ان جابا اصبح قوي جداً و البعض قال انه اصبح امبراطور لكن لم يصدق احد، بل حتى الذين صدقوا تجاهلوا الامر، ماذا سيفعل امبراطور واحد في مكان تجمع فيه اكثر من 100 تنين عالي المستوى؟! الان فقط عرفوا كم كانوا مخطئين
“سحــ قاً…” العملاق الذي كان ينوي الهجوم على جابا بالفأس اخذ ينظر نحو جابا و هو قادم نحوه بعينان تملأهما الغضب، لم يكن لديه شك ان جابا سيحاول اذلاله الان امام الجميع ليثبت مكانته و قوت، في قرارة نفسه اقسم على انه سينتهز الفرصة المناسبة للرد على هذا الاذلال!
لكن جابا لم يقل كلمة او حتى يلمسه، بل اخذ يتقدم ببطئ حتى داس على وجه العملاق الراقد على الارض ثم تخطاه و اكمل طريقه نحو والده، زعيم قبيلة عمالقة البرق ثاندور.
*لابد ان ذلك الوغد سيتفاخر بقوته الان امام ثاندور من اجل يندم عن التخلي عنه، انه فعلاً طفل!* الجميع فكروا في نفس الوقت
“ايها الـ.. ابن العاق!!!” صاح ثاندور عندما فكر فيما يريد جابا ان يفعله ايضاً، لكنه لم يكن يقوى على الحراك بتاتاً
عندما اقترب جابا لمسافة مناسبة توقف ثم اخيراً فتح فاهه، ” السيد ثاندور، اعتذر على اختياري لك لكني لم اجد خيار افضل لتوصيل الرسالة.”
“أي رسالة؟ ما الذي–”
*طاااااخ*
قبل ان يكمل ثاندور سؤاله هبطت مطرقة ضخمة على رأسه فإنفجر فوراً.
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 150$ تم
~~~~~~~~~~~~~~
لدعم هذا العمل بدخول الاعلانات رجاءً اجتز هذا الرابط مرة واحد حتى تصل لفصل الرواية مجدداً:
https://best-cash.net/r43rbnVg
او
https://exe.io/TzRoO
الموضوع التاليالموضوع السابق