في مكانٍ ما في المنطقة الشرقية–
*صخب* *صخب*
قبل بضع ايام امر جابا بتسريب المعلومات التي حصلوا عليها لكل القوى في المنطقة الشرقية و ارسل مندوبين لدعوتهم للمجئ للعشيرة، سواءً قبائل عمالقة او منظمات الكائنات الذكية التي لم تنضم للعشيرة بعد الكل كان مرحب به، لكن لم يستجب احد، فأضطر جابا لإرسال المندوبين مجدداً و هذه المرة بإعلان ان الاجتماع سيكون فوق تلة محايدة تتوسط المنطقة الشرقية حتى لا يشعر احد بالخوف
هذه المرة لبى الجميع النداء و جاؤوا، لكن لم يبدو عليهم الخوف بل الغضب!
غاضبين لأن عشيرة اتحاد نيهاري كانت لديها الجرأة لإستدعائهم بهذا الشكل و كأنهم هم رؤساء المنطقة الشرقية، لكن في نفس الوقت لم يكن لديهم خيار اخر بما ان الوضع طارئ فعلاً ولا يحتمل التأخير
هم لم يكن لديهم شك ان مزاعم عشيرة اتحاد نيهاري حقيقة مع انهم لا يملكون وسيلة للتواصل مع بقية المناطق. فمع انهم يملكون خواتم الصوت إلا ان مساحة نيهاري واسعة جداً و قوانينه تجعل من الصعب على الصوت السفر كل هذه المسافة بدون ان يضيع، إلا انهم مع ذلك صدقوا الاخبار من العشيرة و جاءوا مسرعين، ففي النهاية هم جميعاً كانوا جزء من العشيرة لسنين طوال و يعرفون ما يقدر سيد العشيرة روبين على فعله… لكن معرفتهم بخطورة الوضع لم تطفئ غطرستهم
كلما حاول احد ان يتكلم يقاطعه شخص اخر، و كلم اقترح احدهم شئ مهما كان اقتراح جيد يرفضه البقية على اي حال حتى لا يقال ان فلان مشى كلامه
حتى قبائل العمالقة لم تكن متحدة اليوم، في افضل حال هنالك ثلاث قبائل فقط يجلسون على طاولة واحدة و يتكلموا بلسان واحد، اما البقية فكل قبيلة لها رأيها الخاص، حتى بقية قوى المنطقة الشرقية قضوا معظم الوقت ينظرون نحو زعماء قبائل العمالقة بسخط كأنهم يريدون ان يقوموا ليقضموا اعناقهم
الغريب انهم لم يوجه احد الكلام لعشيرة اتحاد نيهاري او يقترح عليهم شئ او يأخذ رأيهم في شئ، و كأنهم غير موجودين كلياً
جابا منذ البداية و حتى هذه اللحظة لم يقل كلمة، فقط استمر بالنظر حوله بنظرات تملأها الشفقة و الغضب المكبوت، يريد ان يرى إلى اي مدى ستصل هذه المسرحية السخيفة
الاجتماع استمر لساعتين تقريباً لكن بدون اي تقدم يذكر سوى ان بضع قتالات صغيرة نشبت و اخمدوها سريعاً، لقد كان كارثي بمعنى الكلمة.
” أما زلتم تجدون الوقت للجدال؟ اصحوا من احلامكم الوردية، لقد جائنا الغزو يا قوم!!” ضرب اورزون على الطاولة امامه حتى يجذب انتباه الحضور، لكن لم يعر له احد انتباهاً و استمروا في صياحهم على بعضهم البعض
“اجلس مكانك ايها البشري، كيف تجرؤ ان ترفع صوتك على اسيادك؟ أتحسبنا ما نزال جهلة يمكنكم التحكم فينا كما حدث سابقاً؟ إلزم حدودك و إلا بدأنا بكم!” إبن زعيم احدى قبائل العمالقة وقف و سحب سيفه و وجهه نحو اورزون، السيف المتوهج كان واضح انه سلاح إلهي حديث الصنع
“انت!!” صاح اورزون و كاد ان يرد بأنهم فعلاً ما يزال يمكنهم القضاء على قبيلتهم بسرعة، لكنه كبح نفسه حتى لا يتدهور الوضع اكثر
“هيهي اجلس انت يا فتى، لم يحن الوقت المناسب لهذا بعد..” زعيم القبيلة سحب إبنه لجانب بضحكة سامجة ثم نظر نحو جابا، “عذراً عذراً، انت تعرف اندفاع الشباب هيهي.”
“اي شباب؟ ابنك الوغد الاصلع عمره يفوق الـ 500 عام!” احد شيوخ العشيرة الواقفين لم يتمكن من كبح نفسه على هذا الكذب
“من هو الوغد الاصلع؟ اتحداك ان تقولها مجدداً!” سحب الوغد الاصلع سيف مجدداً
قبل ان يرد ذلك الشيخ رفع جابا يده ليسكته، لكنه لم يرد بدلاً منه ايضاً بل مرر عينه على الحضور، “هل يتفضل احدكم و يخبرني ما الذي يحدث هنا بالضبط؟ مستحيل ان يكون جميعكم بهذا الغباء البين ان تتشاجروا على تفاهات و تضعوا غطرستم و فخركم امام مصلحتكم و العدو اصبح تحت انوفنا، أليس بينكم رجل رشيد يُكلمني؟”
“همف، ماذا تعرف انت عن الفخر؟ تفو.” احد عمالقة نيهاري بصق و لم يضف كلمة اخر، ثم بصق عملاق اخر ثم اخر، حتى زعيم قبيلة عمالقة البرق ثاندور بصق على الارض بقرف
منذ عاد جابا و ظهر امام العامة اول مرة و انتشرت الاخبار انه تحول لإنسان و كل قبائل العمالقة تنظر له بإحتقار، خاصةً قبيلة عمالقة البرق الذين اعلنوا انهم يتبرؤون منه كلياً!
جابا لم يغضب من ذلك التعليق، بل بدى و كأنه لم يسمعه و عاد لينظر حوله لعل احدهم يقول شئ مفيد
جميع الحضور هنا زعماء حكموا لمئات او الاف السنين او عباقرة و رؤساء منظمات سرية او حتى عشائر اخرى تأسست على نفس نهج عشيرة اتحاد نيهاري، لم يكن هنالك شخص غبي بينهم، فما الغرض مما يفعلونه؟
اخيراً جابا سمع صوت شخص عجوز من جنس النجميين، ” سيد العشيرة جابا، انت من جمعتنا، أليست مهمتك انت ان تخبرنا بما تريد اولاً؟”
” أهذا يحتاج القول حتى؟ حسناً سأقول، انا ادعو التحالف عام في المنطقة الشرقية!” اعلن جابا بصوتٍ عالٍ
“ما الغرض من ذلك التحالف؟” سأل النجمي العجوز مجدداً
عقد جابا حاجبيه على السؤال الغبي، ” التصدى للغزاة بالطبع.”
“و اين هم الغزاة الان؟” سأل مجدداً
هدأ جابا نفسه و رد، ” في المنطقة الوسطى، صحيح ان زخمهم قل عن الايام الاولى لكنهم ما يزالوا مستمرين في التدمير، لقد دمروا 23 مدينة و 60 مستوطنة للأن.”
“اها في المنطقة الوسطى.. هذا يعني انه سيتحتم عليهم اجتياز صحراء الموت من اجل دخول المنطقة الشرقية صحيح؟” تكلم النجمي العجوز مبتسماً، ” انت لا تريد تحالف للتصدي للغزاة، انت تريدنا ان نجتمع للدفاع عن عشيرتك.”
فتح جابا عيناه على اخرهما، سمع عاد لينظر نحو جميع الحضور مجدداً فوجدهم كلهم هادئين بدون ردات فعل تذكر
“أهذا ما تفكرون به جميعكم؟ تعتقدون ان عشيرة اتحاد نيهاري ستكون خط الدفاع الاول، و لهذا بدأتم بالفعل تتناقشوا على ما سيحدث بعد تدميرنا على يد الغزاة؟!”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 150$ تم، شكراً للمتبرعين جميعاً ^^
~~~~~~~~~~~~~~
لدعم هذا العمل بدخول الاعلانات رجاءً اجتز هذا الرابط مرة واحد حتى تصل لفصل الرواية مجدداً:
https://best-cash.net/r43rbnVg
او
https://exe.io/TzRoO
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء
~~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:
https://discord.gg/AxDFN6uVTE
الموضوع التاليالموضوع السابق