بعد مرور يوم–
*طعن*
“ااااه!”
“اررغ بففـ*
“لا لا.. اااه!!!”
بعدما اعطى القائد سيجال الاشارة انتشر 3 الاف حكيم عالي المستوى و 8 اباطرة حتى فرضوا تطويق شامل على المنطقة، بعدها بدأوا بالإقتراب شيئاً فشيئاً يقتلوا اي شخص تلتقطه اعينهم حتى دفعوا العمالقة و الاجناس المدينة معاً لداخل المدينة، ثم اطلقت السفينة ثلاث قذائف طاقة دمرت نصف المدينة و أردت معظم الناجون قتلى على الفور، ثم دخل جيش امبراطور الثعبان العظيم فعاثوا في البقية قتلاً حتى تحولت الشوارع للون الاحمر، و كسروا كل المباني التي يطالونها ليبحثوا عن درر الطاقة حتى تحولت المدينة العظيمة إلى ركام
من بين الثلاثة الاف حكيم قُتل عشرون فقط، هذه ما تزال خسارة كبيرة بالنسبة لفرقة طلائع نخبوية، لكنها لا شئ مقارنةً بالناتج
“زعيم، هذا لا يُصدق، لقد جمعنا 130 درة طاقة حتى الان!!” احد الضباط جاء مسرعاً يحتضن عدد من الدرر كأنه يحمل اطفاله
“…” القائد سيجال لم يرد بسعادة كما توقع الضباط بل حافظ على صمته، لكن دقات قلبه العالية كانت كفيلة بوصف صدمته
130 درة طاقة في مكان عشوائي وجدوه مصادفة؟ كما انهم لم ينتهوا من الحصر بالكامل بعد؟!
ما هذه المدينة بالضبط؟ لماذا لا توجد قوات كبيرة لحماية هذه الكنوز؟ و ما الذي يحدث هنا؟ و الاهم.. ماذا سيفعل ملك هذا الكوكب لو عرف انهم سرقوا منه كل تلك الدرر؟!
*صرير*
فُتح باب قصر حاكم المدينة اخيراً بعد بضع ساعات طويلة من اغلاقه و خرج منه احد ضباط فريق الطلائع، كل خطوة يخطوها كان يترك وراءه اثراً من الدم، و في كل ثانية يترك فيها الباب خلفه مفتوح كان يتدفق منه دماء كأنما احدهم ترك الصنبور مفتوحاً
ملامحه الهادئة و عيناه الحادتان توحيان ان هذا شئ اعتاد على فعله كل يوم، الشئ الغريب الوحيد عليه هو اذانه و عيناه التان تشعان بلون اصفر خافت
“همم؟ ما الذي اخرجك يا شاكوت؟ ما يزال لدينا الف اسير اخر.” العملاق اوهون نظر نحو زميله متعجباً
لقد مضى الضابط شاكوت في ذلك القصر اكثر من 12 ساعة و تم ادخال اكثر من 50 أسير عالي المستوى من اجناس مختلفة، كل واحد فيهم يصرخ لبضع دقائق قبل ان يصمت نهائياً، إلا اخر بضع اشخاص، اولائك امضى معهم اكثر من عشر ساعات
“لا داعي لقد جمعت كل المعلومات التي اريدها.” اخرج شاكوت لسانه المشقوق و هز رأسه، ” اول 40 اسير كانوا من اجل الترهيب فقط، الاستجواب الفعلي بدأ مع اخر عشرة، عندما رأوا جثث الباقيين اصبح استجوابهم اسهل قليلاً.”
“أتعتقد انك حصلت على كل المعلومات التي نريدها من عشرة اشخاص فقط؟ ياللكسل.” هز اوهون رأسه ثم نظر نحو القائد سيجال، ” زعيم، اخبره ان يرجع و يكمل عمله!”
القائد سيجال اكتفى بالنظر نحو ضابطه شاكوت لبضع ثوانٍ، ” هل جمعت المعلومات التي تهمنا؟ لا يوجد احد منا يتقن إستعمال تقنية الترجمة الفورية مثلك.”
ضحك شاكوت، تقنية الترجمة الفورية هى تقنية عالية المستوى تعتمد على قوة الروح لمحاولة استتنتاج ما يقوله الطرف الاخر بدون الحاق أي اذى به، انها تقنية يتم توزيعها على جميع جنود امبراطورية الثعبان العظيم، لكن حفنة قليلة من يتقنوها لدرجة الكمال بحيث يفهم كل الكلمات و اولائك يتم تخصيصهم في الوحدات كمسؤولي تواصل، “بالطبع يا زعيم، و إن كان لدى شخص معين شكوى فليذهب بنفسه و يكمل هو!”
“هاي!!” شعر اوهون بالإنزعاج بما انه هو المقصد لكنه لم يقل شيئاً، فهو لم يهتم بتنمية تقنية الترجمة الفورية و امثالها من تقنيات التواصل كثيراً، كل تركيزه كان على التقنيات الهجومية
“تكلم إذاً، ماذا وجدت؟” عقد القائد سيجال حاجبيه و اعتدل في جلسته، كلمات ضابطه التالية ستحدد الكثير
“كما توقعت انت يا زعيم، هذه المدينة ما هى الا واحدة من آلاف المدن، لا تحتوي على احد من العائلة المالكة او شئ كهذا، بل لا يوجد ملوك هنا اساساً ولا حتى نظام.”
“همم؟ كيف يعقل لكوكب متقدم من ناحية نظام الطاقة ان لا يكون فيه نظام حكم؟ ألم يحاول اي احد جمع جيش حوله و احتلال قطعة ارض او شئ كهذا؟!” احد الضباط المستندين على الحائط تكلم بإستغراب
الاجناس المختلفة الذي كانوا يهاجمون المدينة كانوا يستعملون نظام الطاقة الداخلي و كل هجماتهم كانت نقية جداً و هذا يعني ان نظام الطاقة الداخلي شهد تطورات عظيمة وصل لد الكمال هنا، اما العملقة فوضعهم اغرب، انهم يستعملوا نظام قوة جسدي و في نفس الوقت يمكنهم اطلاق هجمات بعيدة المدى بالقوانين، انه نظام مرعب لم يروه من قبل!
كم ان عدد مستخدمي الدرجة الثانية و الثالثة من القوانين في هذه المدينة النائية كبير جداً، لولا مساعدة السفينة و لو اسلحة جيش امبراطورية الثعبان العظيم الاستثنائية لما كانت الخسائر ستتوقف على عند هذا الحد! كيف لمكان كهذا ان يكون بلا نظام حكم؟!
هز شاكوت رأسه، “الامر ليس هكذا، كان هنالك نظام حكم فعلاً يعتمد على قبائل العمالقة، المدعوين بعمالقة نيهاري، لكن مؤخراً بدأت ثورة من بقية الاجناس الذكية ضد جنس عمالقة نيهاري فإنهار النظام السياسي و الاقتصادي و كل شئ، واضح ان ما رأيناه اليوم يحدث في كل مكان في هذه *المنطقة الوسطى* كما انهم لا يمتلكون شخص واحد يستعمل الدرجة الرابعة في الارجاء.”
“ها.. هاهاها لقد فزنا بالجائزة الكبرى حقاً!” نظر العملاق اوهون نحو السماء و ضحك بصوت مزلزل
“هذا جيد جداً ليكون كل شئ.. ماذا هنالك ايضاً؟” كبح القائد سيجال حماسته و عقد حاجبيه، مكان يحتوي هذه الكمية من الطاقة بالتأكيد لن يكون مثير للشفقة لهذه الدرجة
“حسناً.. هنالك مشكلتان.” ضيق الضابط شاكوت حاجبيه، ” الاولى هى المنطقة الشمالية، كل من حققت معهم تكلم عن وجود المئات من مستخدمي الدرجة الرابعة من القوانين هناك يدعون انفسهم بالاباطرة، لكنهم يعيشوا منغلقين على انفسهم في المنطقة الشمالية ولا يهتموا لأي شئ يحدث في بقية المناطق، لكن بصراحة لا اعرف كيف ستكون ردة فعلهم لو عرفوا بغزو خارجي.”
“الـ المئات؟!” قطع اوهون ضحكته، امبراطورية الثعبان العظيم تمتد على 8 كوكب غير كوكبهم الام يعني 9 كواكب في المجمل و كل واحد من تلك الكواكب يحتوي على قوات لقمعه و حمايته، قواتهم المتوفرة للبحث عن كواكب اخرى و غزوها لا تحتوي على الكثير من مستخدمي الدرجة الرابعة، لا يوجد سوى الف او الفين فقط!
“المئات منهم…” نظر القائد سيجال نحو الافق لكنه لم يبدو متفاجئ او غاضب، بل بدى مرتاحاً و اومئ بضع مرات
كوكب بهذا الحجم و هذا الظروف المواتية للتدريب سيكون غريباً إن لم يكن هنالك عدد ضخم من مستعملي الدرجة الرابعة من القوانين، بل كان سيقلق اكثر و ربما يأمر بالانسحاب إن لم يسمع بهذا الخبر، القتال ضد المجهول هو اكثر شئ مخيف
“ماذا نفعل يا زعيم؟ لو جلبنا الجيش كله سنتكبد بعض الخسائر في المنطقة الشمالية تلك، هذا لن يعجب جلالته..” نظر احد الضباط للقائد بقلق، زيادة ركعة السيطرة يعني زيادة المتطلبات على اعداد الجنود، مقتل عدد كبير من الجنود سيوقع اي قائد في مشكلة مهما كانت رتبته
“لا بأس، لدينا ما سيعدل مزاجه، لقد وجدنا في مدينة واحدة اكثر من مئة درة طاقة، ماذا برأيك ينتظرنا في بقية المدن؟ بل ماذا سنجد فيالمنطقة الشمالية المملوءة بالخبراء؟ بالتأكيد الكنوز هناك مضاعفة، عندك يرى جلالته اننا جمعنا درر تكفي آلاف السنين من الدفعات للسيد الاعلى سيكافئنا و لن يهتم للتفاصيل..” ابتسم القائد سيجال في مشهد غير مألوف و اشار نحو درر الطاقة الملقاة على الارض، ثم نظر نحو ضابطه شاكوت مجدداً، “قلت ان هنالك مشكلتان.. ما الثانية؟”
في هذه اللحظة ضيق شاكوت عينيه و بدت الجدية عليه، “…هذا الكوكب مر عليه ثلاثة مختاري حقيقة، احدهم ما يزال حي.”
الموضوع التاليالموضوع السابق