ظل ريتشارد صامتاً لوقت ليس بالقليل لكنه في النهاية فتح فمه، “…يمكنني فعلها بمفردي.” كان واضح ان نبرته هذه المرة مليئة بالتردد عكس الصرامة التي يتحدث بها كل مرة

“لا تخبرني انك ما زلت تردد هراء انك لا تحتاج مساعدة من والدك؟” لوح بيون غاضباً، “تقنية لهب الحياة التي تنوي اخذ انتقامك بها، من ابتكرها؟ نحن الذين ساعدك ليل نهار و سالت دمائنا من اجل التغطية عليك، من ارسلنا؟ حياتك نفسها من اعطاها لك؟!”

“انا… انا…” ردد ريتشارد بصوت منخفض، الوجه الحجري لم يعد محافظ على تعبيراته الثابتة

عندما رأى بيون ان كلامه بدأ يُظهر نتيجة اكمل بسرعة، “ريتشارد، انت بالفعل تستعمل ما اعطاه لك والدك بطريقة او بأخرى، ما المشكلة لو استخدمت شئ او اثنين اخرين؟ هو خصص لك جيشه الكامل لتستعمله جيش تشاء، انظر للأمر على انك تستغله و إستخدم هذا الجيش لتنفيذ مصالحك! قبل قليل كنت تقول انك بقيت هنا من اجل الوصول لزعيم القبيلة داودار و اخذ نصف حياته قبل ان يقتلك؟ لماذا يجب ان تموت في النهاية و انت لديك جيش كبير لتأمره؟ هيا يا ريتشارد، اعرف انك ورثت عناد والدك لكنك ورثت ذكاءه ايضاً، اتبع عقلك و اختر بحكمة..”

الوجه الحجري اختفى في الجدار لبضع دقائق تاركاً بيون بمفرده، قبل ان يظهر نفسه مجدداً و يعلن، “…حسناً إذاً، لكن كل شئ سيسير كما اريد انا.”

“ممتاز!” إبتسامة كبيرة إرتسمت على وجه بيون المشوه، ثم القى خاتم من يده فنزل على يد حجرية، ” خذ هذه ايضاً ستنفعك.”

“ما هذا؟” عقد ريتشارد حاجبيه قليلاً

“الخاتم الذي اراد ان يعطيه لك ثيو سابقاً و انت رفضت، بالإضافة لبضع اشياء جيدة اخرى. ستحتاج كل مساعدة ممكن الفترة المقبلة، نحن مقبلون على حرب هائلة…”

تعابير وجه ريتشارد تغيرت مجدداً، بدى و كأنه يصارع لأخذ قرار… قبوله بقيادة القوات التي سيرسلها والده كانت تعتبر بالفعل هزيمة في وجه نظره لكن فعلاً لا توجد طريقة يحقق بها انتقامه كاملاً إلا إن كان لديه اتباع كهؤلاء، لو اكمل بمفرده سيموت عاجلاً ام اجلاً، و الأسوأ انه سيموت قبل تحقيق مراده بقتل كل العمالقة.

لذا هذا الخاتم وضعه في حيرة شديدة… لو قبِله سيكون بشكل غير مباشر قد قبِل بوالده مجدداً، و لو رفضه سيظهر كمنافق بما انه وافق على قبول قيادة الجيش قبل بضع لحظات

إبتسامة بيون تغيرت قليلاً لأنه فهم ما يجول في رأس ريتشارد، ” لا داعي للتفكير كثيراً، ألا تعتقد؟ يوجد في الخاتم تقنية تعديل الاساس و معها تقنية قانون نار الحياة المثالية حتى الدرجة الرابعة، هذا يعني انه يمكنك تعديل الاساسات التي وصلت لها بنفسك و الاكمال حتى تصل لإمبراطور.”

نظر الوجه الحجري بعيداً، ” اساساتي الـ 38 جيدين بما يكفي! …ثانياً، يبدو نطاق امبراطور مبالغ في أهميته، البشر لا يمكنهم الاستفادة منه على اي حال.”

“اوه حقاً؟ ستجد ايضاً قارورة و تقنية اسمه الامتصاص الفائق معاليه صنعها لتتمكن من استخدام الدرجة الرابعة، قريباً جداً سيطرتك على المدينة ستضاعف عدة مرات، و عدد من يمكنك امتصاص قوة حياتهم سيتضاعف ايضاً.” قهقه بيون

“هو ابتكر حل للمشكلة؟!” صاح ريتشارد بسرعة، كيف له ان لا يعلم مشكلة نطاق امبراطور؟ بيون و اثنان اخران كانا اباطرة لكن لا يمكنهم استعمال الدرجة الرابعة مما وضعهم في موقف سئ جداً

رفع بيون كتفيه “لم اخبرك قبل عامين انها مسئلة وقت؟ عندما يضع والدك رأسه في شئ فهو منتهي، يجب ان تكون فخوراً انك من نسل ذلك الرجل العظيم.”

لم يرد ريتشارد مجدداً، لكن اليد الحجرية التي كانت تمسك بالخاتم إنسحبت و معها الخاتم حتى اختفت في الارضي، بعدها عاد لينظر في عينا بيون، “إذاً.. كيف نستغل تلك القوات القادمة؟”

———————

في نفس الوقت– داخل عشيرة اتحاد نيهاري

“قيل لي ان تلميذ سيد العشيرة، جابا، هو من دعانا للإجتماع، من ذلك الانسان هناك؟” احد الشيوخ الجالسين حول طاولة بيضاوية كبيرة أمال نفسه قليلاً و سأل الشيخ بجانبه بعدما اشار نحو شاب بشري ذا ضفائر طويلة جالس على المقعد الرئيسي

“دقق في ملامحه جيدا يا رجل!!”

“…اللعنة، أهذا جابا؟ ماذا حصل له؟!”

“لا اعرف ايضاً، لكن لا شئ يستعصي على سيد العشيرة، ربما اراد ان يكون تلميذه بشري مثله.”

مناقشات صغيرة كهذه كانت تملئ بالقاعة، فمنذ وصول جابا لمدينة الامل قبل بضع ايام و إرساله إستدعاء لكل الشيوخ للمجئ لمدينة الامل فوراً و عاصفة كبيرة عصفت بالمنطقة الشرقية كلها… هل حدث ما يتمناه الجميع اخيراً؟ هل اشفق سيد العشيرة عليهم و قرر العودة؟!

بعد عدة دقائق اخرى فتح جابا عيناه و وقف، ” طبقاً لحساباتي كان يجب على جميع الشيوخ الوصول لحلول الان، من لم يصل سأعتبره انه لا يريد المجئ.. يمكننا البدأ الان.”

“رجاءً تفضل سيد جابا نحن جميعاً نصغي!!” تكلم أورزون بتلهف

“اجل، نحن في احوج ما يمكن لحكمة المولى. الوضع من سئ لأسوأ اخر بضع سنوات كما اننا دخلنا في حرب مباشرة ضد قبائل العمالقة مجدداً، مع ان اعداد مستخدمي القوانين داخل العشيرة تزداد كل يوم حتى وصلت لعشرون مليون تقريباً إلا اننا ما زلنا لا نستطيع الفوز، فبعدما انتشر بينهم تقنيات سيد العشيرة و اسلحته توازنت الكفة بشكل كبير، لا يمكننا اخضاعهم في وقت قصير و لا يمكننا تجاهلهم ايضاً لأنهم يحاولون غزو صحراء الموت حالياً.”

“اجل، اولائك الملاعين يتصرفون كما لو انهم لا يعرفوا عن الغزو القادم، لقد بقيت اقل من 5 سنوات بحق الجحيم!!”

“في اخر رسالة جائت من قبيلة عمالقة البرق قالوا ان نستسلم بسرعة حتى نبدأ في الاستعداد معاً للغزو، و إلا فهم يحملونا المسؤولية لو جاء الغزو و لم نكن مستعدين، أهذه مزحة؟!”

“اجل، اولائك العمالقة الاقذار لا يعرفون حجمهم!! .. اسف تلميذ سيد العشيرة انت لم تعد عملاق.. على سيد لعشيرة ان يعطينا الاوامر و سنبدأ الهجوم فوراً لنبيدهم جميعاً!!”

إبتسامة ساخرة ممزوجة بالألم ظهرت على وجه جابا، ” معاليه لن يعطيكم اوامر بأي شئ.”

“ماذا تقصد يا تلميذ سيد العشيرة؟ ما الذي يريده معاليه بالضبط؟” حاجبا اورزون اقتربا من بعضهما قليلاً

“معاليه؟ سأخبركم بما يريده معاليه..” هز جابا رأسه، “معاليه يريد ان يرى هذا الكوكب يحترق بمن فيه.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 5$
~~~~~~~~~~~~~~
لدعم هذا العمل بدخول الاعلانات رجاءً اجتز هذا الرابط مرة واحد حتى تصل لفصل الرواية مجدداً:

https://best-cash.net/r43rbnVg

او

https://exe.io/TzRoO

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=