“ماذا تقصد بلا؟ انت قلت انك ستحتاجني لعمل ابحاثك فقط، ألم تقل الان انك انتهيت؟” وضعت فلورا كلتا يديها على خصرها منزعجة

“انا لم انتهي، كل ما فعلته خلال العامين كان دراسة عمل الجزيئات المتغيرة لديك في الوضعيات الهجومية و الدفاعية المختلفة، الان علي ان اختلي بنفسي لاجد طريقة لفعل المثل للبشر بدون ان اغير فيهم جسدياً او نفسيا و يصيروا وحوش بدون أصل مثلك، اسف على هذا، المهم انت تفهمين قصدي~” ضحك روبين، مضايقة هذه الفتاة اصبح امر معتاد له يومياً، ” اما انتي ففعلاً لم يعد لك حاجة في ابحاثي، لكن هذا لا يعني اني سأرجعك لعالمك! خمس سنوات يعني خمس سنوات، ما يزال متبقي امامك ثلاثة.”

” و ماذا يفترض بي انا افعل خلال الثلاث سنوات؟”

رفع روبين كتفيه، ” ما دخلي انا؟ سأخبر خدم القصر ان يطيعوك و يحضروا لك ما تريدين من طعام و موارد، إلعبي يوجا او شئ كهذا لكن يجب ان لا تخرجي من القصر مهما حدث، فأنا لا اعرف ما الذي قد تسببين فيه من مشاكل ولا يوجد احد هنا للتصدى لك غيري.”

“…….” عقدت فلورا حاجبيها، واضح انها لم تكن راضية بلعب اليوجا لمدة ثلاثة سنوات في كوكب غريب

“…” امام تلك النظرة الغاضبة حك روبين رأسه لبضع ثوان، فكرة ان يترك شخص مثلها لمدة ثلاث سنوات في كوكب يورا لم ترُق له ايضاً، “حسناً هنالك خيار اخر، سأرسلك إلى كوكب جرينلاند، سأسمح لك بإستكشافه بمفردك كما يحلو لك لكن إن تلقيتي امر من الحاكم أليكساندر انه يحتاجك في معركة سيتحتم عليك طاعته و المشاركة، ما رأيك؟”

“…اساعدهم في معارك؟ انت لديك جيش اخر من العفاريت يغزو عالم اخر حالياً؟” فلورا لم تكن تعرف كيف تتعامل مع هذه المعلومة، ربما روبين يقصد اولاءك العفاريت الذين رأتهم امام البوابة؟ هل هم من يُقاتلوا في عالم اخر؟ .. لو كان هذه صحيح فهذا يعني انه لا يمكنهم مساعدة جيش العفاريت في عالم دم اليتيم إن قامت حرب، هذه اخبار كبيرة!

“ماذا؟ بالطبع لا، جيش البشر هو من يتولى جرينلاند.” لوح روبين نافياً

فتحت فلورا عيناها على اخرهم، “لديك جيش من البشر ايضاً؟!” حتى هذه اللحظة هى لم تر أي قوة بشرية، المدنيين في العاصمة الإمبراطورية يبدون اقوياء لكن في النهاية لا يوجد امبراطور قتالي واحد بينهم كما انها لم تر أي جيش قائم في المدينة سوى بضع حراس على السور، أليس البشر المتواجدين هنا هم كل البشر في هذا العالم و العفاريت يسكنون بقية الكوكب؟

“بالطبع لدي جيش من البشر! هاه، ما رأيك؟ أتريدين البقاء هنا و لعب اليوجا او الذهاب للتنزه في كوكب جديد لتوسيع افاقك؟”

“توسيع افاقي ام مساعدتك في توسيع امبراطوريتك اكثر؟”

رفع روبين كتفيه امام سخرية فلورا، ” اعتبريها كما تريدين، فقط اعطني قرارك.”

“…حسنأً إذاً، فلنذهب إلى جرينلاند، لدي فضول لرؤية جيش البشر ذاك…”

” اختيار جيد، تعالي لأريكي عام جديد إذاً، الغرفة تحت الارض هناك لم تكن سيئة ايضاً~” صفق روبين ثم بدأ يتحرك نحو البوابة بدون ان ينظر خلفه، يمكنه الذهاب لأي مكان فيه غرفة هادئة!

*شهييييق*

فورما اخذ روبين خطوة خارج بوابة القصر اخذ شهيقاً عميقاً، إبتسامة كبيرة ظهرت على وجهه، ” هل لاحظتي؟”

نظرت فلورا حولها لبضع ثوانٍ قبل ان تومئ، ” تقصد مستوى الطاقة؟ اجل لاحظت قبل فترة..”

“منذ اخترق أليكساندر لنطاق امبراطور جائتني تقارير ان مستوى الطاقة الطبيعية في جو كوكب يورا بدأ يرتفع ببطئ و حتى الان ما يزال يرتفع، اعتقد ان الكوكب سيحتاج بضع عشرات او حتى مئات من السنين حتى تعود فيه الطاقة للإستقرار في مستواها الجديد. الغريب ان هذا بدأ في الحدوث مع ان أليكساندر كان متواجد في كوكب جرينلاند عندما اخترق لنطاق امبراطور، رائع ها؟ أتسائل لو ستظل نسبة الطاقة ترتفع حتى تقترب من تلك كوكب نيهاري؟ …هذا سيكون لطيفاً.” ثم نظر نحوها، ” مع اني لم امكث طويلاً في كوكب دم اليتيم إلا انه غالباً هذا يحدث هناك ايضاً بعدما اخترقتي انتي و و آرو، مع انه كان اختراق بالنصب إلا انه ما يزال اختراق~”

“اوه؟” رفعت فلورا حاجبيها، هى بالفعل شعرت ان الطاقة حولها تتزايد بطئ بعدما اخترقت لنطاق امبراطور، لكنها لم تعرف ان *روح الكوكب* كان لها يد في هذا!

عاد روبين ليأخذ نظرة مطولة حوله، “…هيا بنا~”

——————–

بعد قليل– كوكب جرينلاند– فوق التلة المنحدرة

*بززززتت!!*

“أبي!” فور مرور روبين من بوابة الفضاء وجد ظل مألوف يلقي نفسه في حضنه، من تكون غير زارا؟

و خلفها كان يقف أليكساندر و إيملي و العجوز غو و عدد كبير من الأباطرة الاخرين و كبار المستشارين قدموا لإستقباله “نرحب بعودة معاليك.”

“اوه، الجميع هنا؟” إبتسم روبين و هو يربت على رأس زارا، الغياب لعامين لم يكن بالشئ الجلل لأشخاص لهم مثل عمرهم، لكن رؤية أليكساندر و كل اولائك الاباطرة هنا يعني انه لا يوجد شئ كبير يحصل في جرينلاند حالاً

“بالطبع يا أبي! العم رايلي بورتون جاء شخصياً قبل بضع دقائق و اخبرنا ان نستعد لإستقبالك! .. من هذه؟” اشارت زارا نحو الفتاة وراء روبين، مظهرها المثير و هالتها القوة لطالما كانا جاذبين للنظر في أي مكان تخطو إليه

“هذه؟” نظر روبين جانبه فوجد فلورا فاتحة عيناها على اخرهم و حتى فمها مفتوح قليلاً، هو لم يعرف إن كانت ردة فعلها هذه بسبب الكوكب الجديد او بسبب عدد الاباطرة البشر امامها لكنه لم يسأل، ” هذه ضيفة.”

ثم نظر نحو أليكساندر و إيملي، ” هذه الحلوة تدعى فلورا من كوكب يدعى دم اليتيم، هى تفهم لغة كوكب يورا جيداً بعد حرب طويلة ضد جيش العفاريت لذا لن تجدوا مشكلة في التواصل معها، دعوها تتحرك داخل الكوكب كما يحلو لها لكن اعطوها خاتم صوت لتستدعوها عندما تقوم اي معركة كبيرة هى ستساعدكم. لو وجدتموها تحاول الاضرار بنا بأي شكل او رفضت الانصياع للإستدعاء فلا داعي للتعامل بلطف معها، ارسلوا احد اسياد الحرب ليدق رأسها، حسناً؟”

“مفهوم.” إبتسم أليكساندر و اومئ، كانت لديه الكثير من الاسئلة لكنه يعلم ان الان ليس وقتها

“هاي! أي سيد حرب هذا الذي سيدق رأسي؟ اجلبه لي و سأسحقه لك!” كبرياء فلورا ايقظها من صدمتها

“هيهي” ضحك روبين و لم يرد عليها مباشرة بل تابع كلامه مع أليكساندر، ” لماذا جميعكم هنا؟ هل انتهت الحرب؟”

“رداً على معاليك، الاب الشجرة لابيكان قُتل في الحرب قبل بضع سنوات و إغتنمنا منه الكثير، اما حالياً الاباء الاشجار و التحالف البشري في وضعية دفاعية مكثفة حول حدودنا. قيصر و معه نصف جيش و سيد الحرب جوليان يقاتلون في الشرق و الجنوب لتوسيع نفوذنا، بينما فيكتوريا برفقة النصف الاخر من الجيش و سيد الحرب إيريك يقاتلون في الشمال و الغرب، الحرب باردة نوعاً ما و حدودنا تتوسع بشكل منتظم.”

“جيد، عين احد ليصطحب فلورا لقيصر و دعها تلعب مع جوليان قليلاً، اخبره ان لا يقسوا عليها كثيراً.” قهقه روبين و ربت على ظهر فلورا مرتين، ” اذهبي معه، لا تقلقي جوليان لن يقتلك.”

“حاضر معاليك، سأصطحبها بنفسي.” انحنى أليكساندر قليلاً و عاد لينظر نحو فلورا بعينان لامعتان ثم اشار لها ان تتبعه، خلال المسافة بين التلة و جيش قيصر سيتمكن من ان يسألها كل ما يدور في ذهنه

“همف! حتى آرو و ساكار لن يجرؤوا و يعلنوا انه يمكنهم قتلي بسهولة، ارغب برؤية كيف ذلك البشري جوليان يمكنه قتلي!” نفخت فلورا بعض النار الحمراء من انفها و تبعت أليكساندر بمزيج من التخوف و التطلع نحو هذا العالم الجديد

بعدما اختفت فلورا و أليكساندر في الافق، صفق روبين مرتين، ” حسناً حسنأً يمكنكم التفرق جميعاً، انا سأبدأ خلوة جديدة قد تأخذ بعض الوقت لذا لا داعي لتضييع وقتكم معي هنا يمكنكم العودة و متابعة ما كنتم تفعلوه، و السادة الاباطرة، قد احتاج مساعدتكم في بعض الاختبارات قريباً فكونوا مستعدين!” ثم ربت على رأس زارا مرة اخرى قبل ان يتركها و يمشي نحو قصره و كأن شيئاً لم يكن

بعدما غادر روبين اخذت إيملي بضع خطوات لتقف بجوار زارا، “…هيه~ ألن يلتقط انفاسه او يمضي بعض الوقت معك حتى؟ سمعت من العجوز رايلي بورتون ان معاليه كان يقوم بإختبارات يومية خلال العامين الماضيين بدون راحة، و الان سيبدأ خلوة اخرى؟ معاليه يثقل على نفسه كثيرا، اخشى عليه ان ينهار على هذه الوتيرة.”

“….” قبضت زارا على يديها الصغيرتين بقوة ثم إلتفت و مشت

“إلى اين انتي ذاهبة؟” نادت إيملي

“سأعود لبرج فاتح السماء، إن لم استطع مساعدته و انا بجواره فسأرى لو كان عقلي الصغير يمكنه المساعدة بطريقة اخرى!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 150$+ إكتمل!
شكراً جزيلاً لكل من دعم العمل للإستمرار لشهر اخر ^^
~~~~~~~~~~~~~~
لدعم هذا العمل بدخول الاعلانات رجاءً اجتز هذا الرابط مرة واحد حتى تصل لفصل الرواية مجدداً:

https://best-cash.net/r43rbnVg

او

https://exe.io/TzRoO

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~
سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

=================================

تدخل زيوسي~

انا بحاجة لمصححي مسودات دورهم يقرأوا فصول متقدمة و يشوفوا اذا فيها اخطاء زي نسيان فترة زمنية او نسيت شئ كان المفروض يحصل.. اشياء كهذه~ اللي مهتم يكلمني في سيرفر ديسكورد

من Zeus

-+=