بعد بضع ساعات– القارة المركزية– العاصمة الإمبراطورية

“هاااااه~~ اسمع انا سأذهب لأخذ قيلولة.” احد الحراس الواقفين فوق سور المدينة العالي تثائب

“تسك~ اخر مرة قلت انك ستذهب لقضاء حاجتك لكنك غبت ساعة، الان تقول قيلولة من يعلم كم ساعة ستغيب!” الحارس الاخر كان يجلس على كرسي و يضع قدمه على كرسي اخر، و في يده خنجر صغير يحدفه للأعلى ثم يلقطه لتضييع الوقت

“و ما المشكلة؟ ليس و كأنه سيفوتني اي شئ، هيا هيا~ غطِ علي امام القادة و انا سأغطي عليك عندما اعود و اتركك تفعل ما تشاء.” ذلك الحراس اخذ ينكز صاحبه في كتفه

“تغطي علي و اغطي عليك؟ هل نحن هنا للحراسة ام لللعب ايها المهرج؟” الحارس الاخر طفح به الكيل و ضرب زميله على مؤخرته بجانب الخنجر

“اوتش!! يا اخي ما المشكلة؟ الكوكب كله تم توحيده و كل من بالمدينة هم إما محاربين قدامى او من عائلة بورتون الذي يتلقون افضل تدريب و موارد، هذه المدينة عبارة عن ثكنة عسكرية! و ليس ببعيد من هنا يقبع مقر العفاريت الموالي لمعاليه، من قد يجرؤ على مهاجمة هذا المكان؟ انا لا اعلم حتى ما الذي نحرس المدينة منه، اشعر اننا نسرق المدينة بأخذ مرتب الراسة!”

وقف الحارس الاخر و كاد ان يجادله اكثر، لكن صوت جاء من بعيد رد بالنيابة عنه، ” هاها لا الومك على تفكيرك هذا، هذا المكان فعلاً مبني ليكون حصناً، لكن إياكم ان تغفلوا عن خطر الوحوش، حتى هذه اللحظة لم يتم حصر الوحوش في اياً من القارات، و انا لا اظن ان الوحوش الذين لا يحتاجوا للتدريب من اجل ان يقووا انفسهم لا يملكون بضع وحوش يمكنها تهديد سلامة المدينة، قد يكون هنالك وحوش بقوة امبراطور حتى مختبئة هنا او هناك لم نسمع بها بعد.”

” من هناك؟! …معاليك؟!”

“معاليك!!” ادى الحارسان التحية العسكية بسرعة

“استريحا.” هبط روبين بأريحيه و خلفه امرأة طولها تخطى المتران و نصف

“صاحب المعالي و الفخامة رجاءً امهلنا دقائق سنخبر المسؤولين في المدينة بقدومك!” انحنى ادح الحارسين، من شدة توتره نسي ان الخنجر ما يزال في يده حتى هذه اللحظة

اومئ روبين “حسناً يمكنكم الذهاب، لكني اريد ان اقف بمفردي مع هذه الانسة لبعض الوقت، قبل ان انزل من السور بنفسي او اعطيكم الاشارة للإقتراب لا اريد ان يأتي لي احد بعدكم، حسناً؟”

“حاضر معاليك!!” ادى الاثنان التحية العسكرية مجدداً و تراجعا

“هذه لم تكن نبرة خوف بل احترام، هذا نادر بالنسبة لطاغية سفاح مثلك.” صوت فلورا صدر من وراء روبين

إبتسم روبين و لم يرد على سخريتها، بل اشار نحو المدينة الضخمة امامهم، ” اخبريني.. ماذا ترين؟”

نظرت فلورا حولها ببطئ… الابراج العالية التي تناطح السحاب، الحدائق المتناثرة في كل مكان و الانهار الصناعية النظيفة التي تخترق المدينة، المتاجر و مراكز الترفيه الممتلئة بالاطفال، اراضي التدريب المفتوحة التي يتنافس فيها الشباب، حراس يرتدون الدروع الذهبية يجوبون الشوارع ليتأكدوا من الامن فيها، الكبار و الصغار في الشوارع يعاملون بعضهم بحب و احترام، حتى التحديات بينهم تكون ودية لا يصاب فيها احد، كيف لا و كلهم اقارب معاليه او سلالة محاربين عظام قاتلوا تحت لواءه؟ هذا بالإضافة للجو الجميل و الطعام الوفير…

كل شئ هنا يبدو جديد و مزدهر، كل شئ كان يبدو مثالي، أينما وقعت عيناها تبدو و كأنها ترى الـ ” جنة… انها الجنة.” تمتمت فلورا، سقطت بضع قطرات دمع من عيناها بدون ان تشعر، لكنها مسحتهم بسرعة و نظرت نحو روبين بسخط، ” كم روح أزهقت من اجل بناء هذا المكان؟”

“عشرات الملايين.” رد روبين بإقتطاب بدون أدنى تغيير في صوته، ” الطمع عمى اهل هذا العالم، هاجموا مدينتي فدمروها و قتلوا معظم افراد عائلتي و تسببوا بشكل غير مباشر في مقتل زوجتي و تعذيب إبني الوحيد. لكن صاحب الضحكة الاخيرة كان انا، كما ترين.. قمت بتوحيد العالم كله عبر بحر من الدم و في النهاية وصلت لهذه النتيجة التي ترينها، رائع ها؟”

“انت… وحش!”

“ايه؟ هاهاهاها” لم يتمالك روبين نفسه و ضحك بصوت عالٍ، “يمكنني الشعور بـ 17 الف شظية قوانين مختلفة في المستوىيين 41 و 42، يبدو انك لم تتمكني من ايجاد 9 الاف قديس و حكيم مثل رأس الثور و اضطررتي لإضافة الاف من الفرسان لملئ الفراغات، انتي وحدك استخدمتي 17 الف شخص لتصلي لهذه القوة! دعينا نفترض انه تم اجبارك على التضحية بكل هؤلاء من اجل اكتساب القوة و تحقيق السلام، أليس هذا ما فعلته انا؟ رجاءً لا تكوني عاهرة و تحدثيني عن الشرف!”

“كيف تقارن هاته بتلك؟ نحن نقاتل من اجل حياتنا!” صاحت فلورا منفعله

” و انا اقاتل من اجل حياة الجميع!” رد روبين بحزم ثم إلتف لينظر في عيناها، “ثانياً ألا تفعلون المثل يومياً؟ على الاقل حربي هنا كانت واضحة، هم هاجموني من اجل ما املك و انا قتلتهم من اجل انتقامي و من اجل توحيد الكوكب تحت سُلطتي، اما انتم فقتلتوا و تأكلوا بعضكم البعض بسبب انكم مختلفون؟ موضوع نقص الغذاء هذا تفاهة، يمكنكم ببساطة تربية الوحوش و أكلها او تكفوا عن التناسب كالأرانب، لكن ببساطة كره الاجناس المختلفة عماكم… على الاقل انا تمكنت من توحيد كوكبي بعد حمام الدم و الان نوجه سيوفنا نحو كواكب اخرى، اما انتم فلستم قادرين حتى على الحُلم بالتوحيد! أنظري في عيني و قولي انك ما كنتي لتغسلي كوكبك بالدم ايضاً لو كنتي تعلمين ان النتيجة هى وحدة حقيقية.”

كادت فلورا ان تجادل مجدداً لكن سرعان ما اغلقت فمها و نظرت نحو روبين بعينان باردتان، ” ما سبب هذه المحادثة؟ انت لست بحاجة لشرح اي شئ لي فأنا مجرد رهينة عندك.”

نظر روبين في عينيها لبضع ثوان قبل ان يعود ليراقب المدينة و يداه وراء ظهره، ” …لا اعلم ايضاً، لعلي ما زلت احاول ابرر لنفسي غزو كوبكم، او لعلي اشفقت على موهبتك و اريدك ان تكوني اكثر من مجرد رهينة.”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 150$+ إكتمل!
شكراً جزيلاً لكل من دعم العمل للإستمرار لشهر اخر ^^
~~~~~~~~~~~~~~
لدعم هذا العمل بدخول الاعلانات رجاءً اجتز هذا الرابط مرة واحد حتى تصل لفصل الرواية مجدداً:

https://best-cash.net/r43rbnVg

او

https://exe.io/TzRoO

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

من Zeus

-+=