القارة المركزية– البوابة المخفية في الغابات

*بززززت*

” تم تفعيل البوابة من الجانب الاخر، استعدوا لإستقبال القادمين.” الحراس حول البوابة وقفوا و اتخذوا وضعيات دفاعية، بينما عدد اخر من الضعفاء اقتربوا للبوابة ليساعدوا في حمل اي شئ يخرج من تلك البوابة او ربما علاج المصابين

“من؟ من هو القادم؟ هل المولى عاد؟!” عفريت صغير اخذ يقفز و ينظر نحو البوابة بحماس، و لم يكن هو وحده بل يوجد حالياً عشرات الألاف من العفاريت من مختلف الاعمار حول البوابة

فقبل قليل جاء المولى إلى هنا ليطمئن على الاوضاع ثم استخدم البوابة للذهاب لكوكب المزرعة، هذه الاخبار انتشرت كالنار في الهشيم بين عائلات العفاريت و عدد كبير منهم جاء للبوابة ليرى المولى للمرة الأولى، لكن كل هذه الاحداث لم تأخذ اكثر من بضع دقائق و عندما وصل معظمهم وجدوا ان المولى قد غادر لكوكب المزرعة بالفعل

لكن هذا لم يمنع المزيد و المزيد من عائلات العفاريت بالتجمع هنا لسماع وصف معاليه مِن مَن رأوه و المزيد من الاخبار عن ذلك الشخص الاسطوري

الشخص الذي اعطاهم القدرة على السمع و الكلام و الاستشعار الروحي بعدما كانوا كالمعاقين، الشخص الذي حماهم من بطش عمالقة نيهاري بعدما كانوا يسوقونهم كالمواشي و يقتلوا اشبالهم اثناء نومهم كالحشرات، الشخص الذي خصص لهم نصف قارة لتكون تحت طوعهم و ساعدهم في بناء مجتمع بعدما كانوا مشردين على شكل عائلات صغيرة مكونة من بضع مئات من الافراد، و غيره الكثير من الاشياء التي غيرها المولى في حياتهم!

الكثير من الاشياء التي لن ينسوها ابداً حتى لو حاولوا… فحلول روبين لهم كانت عبارة عن تقنيات يمكن ممارستها عندما يصل العفريت لمستوى معين من القوة و الذكاء و ليست حل جذري، و بالتالي كل اشبالهم ما يزالوا يولدون بدون حاسة البصر و السمع و بالتالي لا يمكنهم الكلام، عندما يراهم ابائهم بهذا الشكل سيتذكروا ماضي جنسهم الأليم تلقائياً، و سيتذكروا الشخص الذي انتشلهم منه… لذا حتى بعد مغادرة المولى بأكثر من ساعة، ما تزال اعداد كبير من العفاريت تتوافد إلى جوار البوابة حتى هذه اللحظة!

“انت تحلم؟ المولى قد غادر للتو، اراهن انه علم بالحصار الحاصر في كوكب المزرعة لذا ذهب لهم للمساعدة و بالتأكيد سيتأخر لشهور او حتى سنين ليساعد الاباء و الاسلاف على الانتصار، و بالتأكيد سيفعلها! فالمولى لا يقهر!!” عفريت نحيف صاح رافعاً كلتا يديه

“لكن على الاقل سيأتي احد المحاربين و يحكي لنا عن ما فعله المولى صحيح؟”

“انظروا، احدهم قد خرج!! …انه انسان؟”

“أهو احد اسياد النقوش؟”

بينما الحشود بدأت تخمن من هو هذا، سقط حراس البوابة راكعين، ” نحيي المولى و نرحب بعودته سالماً.”

“المولى! انه المولى حقاً!!” صاح ذلك العفريت الصغير و ركع بسرعة برفقه اهله و من حوله

اما العفريت النحيف فسقط على ركبته و رطم رأسه بالارض، ” طالما المولى عاد فهذا يعني اننا ربحنا الحرب! المولى لا يقهر!!”

“نحيي المولى”

“نحيي المولى”

اومئ روبين راضياً نحو الحشد الغفير امامه و اخذ يلوح لهم بلطف و تمتم بصوت لا يسمعه الا الشخص الواقف بجواره، ” من الجيد معرفة ان الجيل الجديد من العفاريت ما يزالوا يُقدروا ما فعلته من اجلهم.”

اما الشخص الذي خرج من البوابة بجانبه، فلورا، لم تكن في مزاج يسمح لها بالانصات لكلمات روبين، فمنذ خطت قدمها خارج البوابة و هى تنظر حولها في ذهول، “هذا… هذا…”

“هيهي أتسائل، هل ذهولك يأتي من حقيقة انك تجربين دخول عالم اخر لأول مرة، ام لأنه يوجد الملايين من العفاريت على الجانب الاخر من البوابة؟ ام انك فهمتِ الان ان حصاركم طوال تلك السنين كان بلا فائدة و انه يمكن للعفاريت جلب ما يحتاجونه من طعام من هنا ليبقوا احياء؟” امام نظرة فلورا، لم يتمالك روبين نفسه إلا ان ضحك

فلورا نفسها لم يكن لديها اجابة لهذا السؤال

الجميع في كوكب دم اليتيم يعرفون جيداً عن القوس المعدني الفارغ من الداخل و عن كيف ان العفاريت الذين يقتربوا منه يختفوا و ان هنالك عفاريت يخرجوا منه بين كل حين و اخر، لكنهم ظنوا ان هذا القوس المعدني يوصل لباطن للأرض، او حتى للجحيم!! فمن اين مثلاً ستأتي تلك الكائنات الهمجية التي تعرف سوى سفك الدماء؟

عالم دم اليتيم بشموسه الحمراء الستة التي تعطيه لونه القرمزي و درجة حرارته العالية و انعدام المحاصيل الذراعيه فيه تقريباً و وجود كل تلك الاجناس المتناحرة… أليس هو نفسه يعتبر جحيم؟ كيف يمكن لأبناء ذلك العالم ان يتخيلوا جحيم اسوأ مما يعيشون فيه؟! و مع ذلك تمكنوا من تخيل ذلك الجحيم الذي اتى منه العفاريت: مكان قاحل الظلام لا يحتوى على شموسهم الساطعة و انهارهم التي يمكن تنظيفها و الشرب منها و لا يحتوي على اشجارهم التي يمكن شرب عصارتها، لذا اجتمعوا و قرروا ان يحموا خيرات عالمهم من اولائك العفاريت الفجرة!!

لكن…

لكنها قوبلت بسماء زرقاء صافية و اشعة الشمس الذهبية اللطيفة، نسمة هواء نقية و صوت حفيف اوراق الشجر المريح، عندما مدت حسها الروحي قليلاً فقط وجدت نهر جاري من المياه العذبة و عدد كبير من الوحوش الضعيفة التي يمكن اصطيادها بسهولة، لقد وجدت حتى وحوش بحرية ضخمة يتم تقطيع جثثها في هذه اللحظة و كل جثة وحش تكفي لإطعام الاف الاشخاص لأسابيع!

حتى انها وجدت اراضي واسعة مزروعة بمحاصيل مختلفة لإطعام وحوش مستأنسة، و يقوم على الزراعة كائنات لونها ابيض يشبهون البشر لكنهم ليسوا بشراً

هذا المكان… أهو النعيم؟!

وفي هذا النعيم يعيش الملايين من العفاريت؟ مع انها لم ترصد اي امبراطور بينهم، لكن بلا شك يوجد عشرات او حتى مئات الالاف من الحكماء و القديسين هنا!

“انتم.. تعيشون في هذا المكان…؟ و نحن.. نحن…” تمتمت فلورا، شعرت انها تريد البكاء بحرقة لكنها حبست دموعها، أتلك العفاريت القذرة يعيشون في مكان كهذا لكنهم لم يكتفوا و جاؤوا ليقتلوهم؟؟

فهم روبين شئ من سؤالها و توقف عن التلويح للعفاريت، ” أتحسبين لو انكم كنتم تعيشون في هذا العالم لكان حالكم تغير؟ ربما مشكلة نقص الغذاء الخاصة بكم كانت ستُحل، لكن من المستحيل ان تعيشوا بسلام، كنتم ستقتلوا بعضكم البعض على اي حال حتى تلوث الدماء التربة و تملئ الانهار. انا لا اعيب فيكم شخصياً بل حسب خبرتي هذا هو حال كل الكائنات الذكية، كوكب يورا لم يكن فيه سوى بشر و مع ذلك كانوا يجدوا اي سبب تافه لسفك دماء بعضهم كظهور منجم للمعدن او ان احد النبلاء يريد قطعة ارض جديدة مثلاً… لا يوجد عدل في هذه الامور، يوجد فقط اطماع اتجاه ما هو متاح، حتى مستعمرات النمل يكونوا مستعدين للفتك ببعضهم مقابل قطعة من الحلوى!”

“انت اخر من يتكلم عن العدل!! ان كنت ذكياً جداً فاخبرني انت، من فينا يجب ان يغزو من؟!” عينا فلورا الحمراء اصلاً ازدادت حماراً اثناء تحديقها في روبين بكراهية واضحة

“راااااااااااور!!!” عشرات الاف العفاريت شعروا بكراهية فلورا و نية القتل اتجاه مولاهم فوقفوا مستعدين لتمزيقها ارباً

لكن روبين رفع يده اليمنى و اشار لهم بأن يهدأوا ثم اشار نحو فلوراً، ” حتى امبراطورة في المستوى 42 لن تنجوا من حشد غاضب يضم الملايين من مستخدمي القوانين و انا لا اريد خسارة موضوع بحث مهم مثلك، تعالي معي سنذهب لمكان اكثر هدوءً.”

بعد هذه الكلمات طار روبين للأعلى، و بالكاد تمالكت فلورا اعصابها و طارت خلفه، عدد من كبار العفاريت حاولوا مرافقتها لكن روبين رفض و اخبرهم ان يبقوا حيث هم، ثم اكمل طيراناً نحو الغرب برفقة فلورا وحيدين.

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 150$+ إكتمل!
شكراً جزيلاً لكل من دعم العمل للإستمرار لشهر اخر ^^
~~~~~~~~~~~~~~
لدعم هذا العمل بدخول الاعلانات رجاءً اجتز هذا الرابط مرة واحد حتى تصل لفصل الرواية مجدداً:

https://best-cash.net/r43rbnVg

او

https://exe.io/TzRoO

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

من Zeus

-+=