بعد ستة أيام.. قيصر لم يأخذ خطوة واحدة خارج مسكن العائلة خلالهم، قضاهم أولاً في رعاية بيون، و بعدما شُفي بالكامل بعد 3 ايام.. قضي بقية وقته مع بيون و ثيو في تدريب منغلق لا يقطعه شئ سوى حصص الطعام.
قبل خمسة أيام ظهرت نتيجة الجولة الأولى و قيصر كان المتصدر بـ 36 قتل ، مع ان الجميع تفاجؤوا من عدم إقصاء قيصر او حتى طرح شيئاً مما ذُكر انه *مسروق* سابقاً، إلا ان هذا لم يعد مهماً.. قيصر تأهل للجولة الثانية و النهائية.
بعد يوم واحد سيصعد لأكبر منصة للجيل الشاب في كل الممالك الثمانية و ينتزع لقب الرقم واحد بلا منازع، مع انه لم يهتم كثيراً بألقاب كهذه إلا انه كان مثار و متحمس جداً، فهو يريدها من أجل والده!
فقرار روبين ان يرسله لعائلة بورتون و إرساله لبعثات و حروب ليصنع اسماً لنفسه كان واضحاً انه يريده ان يكون مشهورا بقوته..
و ماذا سيعطيه الشهرة اكثر من يوم غد؟
ببضع رفسات و لكمات سيصبح البطل و اسمه سيسري في كل أنحاء الممالك الثمانية، ربما عندما سيقول والده ان هذا يكفي و سيسمح له بالعودة ليعيش إلى جواره مرة اخرى…
*طرق طرق*
“من هناك؟” فتح قيصر عينيه، لم يحن موعد العشاء بعد، و حتى إن حان، لم يكن من المفترض ان يزعجه احدهم بالدق على الباب بل كان من المفترض إدخال الطعام من تحته
” إبن اخي قيصر، انت مختفي منذ ايام فجئت لإلقاء نظرة عليك.. هل انت بخير عندك؟”
“اوه، عمي جون؟ اجل انا بخير.. انا ارفع لياقتي من اجل الغد فحسب” قام قيصر و ذهب ليفتح الباب مبتسماً، لو كان هنالك شخص هنا بعد بيلي يمكنه التعامل مع قيصر بهذه الحرية فلا بشك هو جون.. أخ روبين بالدم
“يا فتي هل انت جاد؟ أتنوي حقاً المكوث مكانك حتى موعد القتال؟”
“أممم.. أجل؟ ماذا ايضاً قد افعل؟”
تحرك جون خطوة للأمام ثم مد يده و ضرب روبين بلطف على جانب رأسه “انت بالفعل البطل بمجرد دخولك تلك الحلبة، انت تعرف هذا و انا اعرف هذا، لماذا تبقي نفسك حبيساً طوال الاسبوع؟”
“هذا… و ماذا افعل غير التدريب؟” حك قيصر رأسه..
“تعال معي! أتذكر ذلك المطعم الذي زرناه اخر مرة؟ الطعام فيه كان شهياً لكن ذلك الوغد مايكل تينلي عكر مزاجنا، تعال نذهب إليه مجدداً، اشك ان احدهم سيحاول العبث معك مجدداً بعدما فعلته به هاهاها”
“هذا… لن يكون جيد، صحيح؟”
“لماذا لن يكون كذلك؟! ايها الشقي غداً قد يكون اخر يوم لنا في هذه المملكة الأجنبية، أتنوي المغادرة هكذا فحسب؟ دعنا نتجول قليلاًو نبحث لنا عن بضع فتيات جميلات هاها بقوتك هذا لن يؤثر عليك سلباً غداً صحيح؟”
“صحيح، لكن…”
“ماذا؟ هل انت خائف من اوغاد دوليفار؟ لا تقلق، ماذا قد يفعلون مثلاً؟ نحن سنتحرك وسط العاصمة في اكثر الأماكن إزدحاماً، لن يجرؤ احدهم على فعل شئٍ لك”
“… اعتقد ان معك حق، لن يضر اخذ جولة اخيرة،ثواني سأذهب لأخبر العم بيلي”
“شششـ أتريد ان تغلق الموضوع من اوله؟! لو اخبرته سيرفض بشكل قاطع او قد يرسل احد اولائك العجائز ليخرب علينا متعتنا، هيا بنا نحن الاثنان و لا تقلق انا سأتحمل المسؤولية عند عودتنا، اوه.. احضر ثيو و بيون ايضاً انهما يستحقان نزهة” قهقه جون
” هيه~ حسناً عمي جون سأفعلها من اجلك هذه المرة، لكن يجب ان تتوسط لي إن اغضبت أبي يوماً ما هاها” بعد تبادل بضع نُكت و ضحكات بسيطة ذهب قيصر للغرفتين بجواره ليستدعي بيون و ثيو، ثم غادر الأربعة في صمت…
==================
الشوارع ما تزال مزدحمة كما كانت سابقاً، بل اكثر.. انها عشية نهاية الدورة التي تُقام كل عشر سنوات، كل البعثات تقريباً كانوا في الشوارع ليملؤوا أعينهم من هذا البلد الأجنبي قبل ان يعودوا لمنازلهم، من يدري متى ستسنح لهم فرصة اخرى لمغادرة ممالكهم الخاصة
الأجواء الإحتفالية و الفتيات الجميلات و ضحكات الأطفال المبهجة جعلت حتى ثيو يرفع شفتيه قليلاً مشكلاً إبتسامة
“ما رأيك يا قيصر؟ كنت ستفوت على نفسك كل هذا و انت جالساً بمفردك في غرفتك الضيقة هاها”
“فعلاً الأجواء لا تعوض..” هذه كانت اول مرة يرى مهرجان بهذا الحجم، كما ان المشاركين فيه من كل الممالك و بثقافات مختلفة و أزياء و حتى مشيات مختلفة، كل شئ كان متعة للأعين
مشي الأربعة لساعتين تقريباً في الشوارع يجربون الألعاب المختلفة و الأطعمة السريعة، مر الوقت بسرعة شديدة و لم ينتبه أحد لمسيرهم، حتى اخيراً وقف بيون و نظره حوله، “سيدي الشاب، نحن نقترب من بوابة الخروج من العاصمة، حان الوقت لتصحيح إتجاهنا.”
“اوه معك حق لقد إبتعدنا كثيراً، هيا نلتف بإتجاه المسكن.. لكن دعونا نأخذ مسار اخر لنرى ما تبقى من المهرجان”
في هذه اللحظة ظهر فجأة ظل يرتدي ملابس سوداء وقف في طريق قيصر و جماعته،
قبل ان يتمكن قيصر من السؤال عن من هو شعر بضغط هائل فوق رأسه.. هذا ضغط قادم من خمسة اشخاص.. و الخمسة كلهم قديسين!
الرجل الذي إعترض طريقهم و صاحب اقوى هالة بينهم تقدم خطوتين، ” قيصر بورتون، لا داعي للخوف، نحن نريد كلمتين معك، تعال معنا و بعدما نخبرك بهم سننصرف فوراً”
“قل ما لديك هنا.” إستجمع قيصر قوته لقول هذه الكلمات، لكنه كان يعلم جيداً انه لم يقدر على الصراخ حتى إن أراد ذلك، الضغط عليه كان هائل جداً
“لا! يجب ان يكون في مكان خاص، تعال للغابة خارج المدينة و سنتحدث.. انت يمكنك الشعور ببقية رفاقي، صحيح؟ ولا تقلق نحن لا ننوي قتلكم، لو نوينا لفعلناها الأن و هربنا.. أتعتقد انه أربعتكم يمكنكم النجاة من ضربة واحدة من أحدنا؟”
قيصر كان يعرف جيداً ان الهرب مستحيل، لو اراد واحد من القديسين خمسة قتلهم فهم في عداد الموتى، لكن هنالك اسباب اخرى قد يأخذونهم للخارج من اجلها.. ربما لحبسهم او تعذيبهم او استخراج تقنياتهم..
جون أمسك بـ كُم قيصر و شده ” ارجوك وافق، قد يكونوا صادقين و يتركوننا بعدما يتفرغون مما يريدون قوله، من يعرف قد يكون مفيداً لنا”
إجتز قيصر على سنانه، لكنه يعرف انه إن قاوم الأن فهو ميت، الحل الأسلم هو ان يتبعهم و يشتري وقت لنفسه حتى يجد حلاً للهرب مع رفاقه و عمه ” حسناً، سنفعل كما تقولون..”
“ولد جيد هيهي تعال ورائي، ولا تحاول عمل أي لعبة قذرة، إن حاول احدكم الفرار و حتى غير تعابير وجهه سأقتله… تفضلوا من هذا الإتجاه!”
الموضوع التاليالموضوع السابق