كوكب يورا– قارة السلف– مصنع الحدادة الإلهية المركزي
“الزعيم جيرارد بورتون، لما لا تستمع لي فحسب؟ ألا ترى ان المنطق في صفي انا بقية الرجال؟!” صاح رجل يبدو في الاربعينات من عمره، واضح ان هذه المحادثة كانت تدور من فترة
*باام* *باام*
رجل عجوز يبدو في الستينات من عمره توقف عن طرق السيف العريض المشتعل امامه و مسح عرقه، ” أي منطق هذا الذي يقول انه علينا تجاهل اوامر معاليه و خفض انتاج الاسلحة الإلهية؟ هل جننتم جميعاً؟”
الرجل الأربعيني تقدم خطوتين، ” ارجوك فكر في الامر! خلال الاونة الاخيرة ازدادت المصانع و الحدادين بشكل رهيب من اجل تغذية غزو كوكب جرينلاند لكن هذا تسبب في إغراق السوق بالدروع و الاسلحة الذهبية، كم طقم دروع كامل صنعنا حتى الان؟ قرابة الـ 4 ملايين تقريباً؟ الجيش في جرينلاند استكفى بالفعل و لم يعودوا بحاجة إلا ربما لبعض الاسهم او استبدال قطع متضررة بين كل حين و اخر! ماذا سيحدث بعد عام او اثنين في رايك إن استمررنا على الانتاج بهذه الكثافة؟”
الزعيم جيرارد بورتون نظر وراءه ساخطاً، “همف، و ماذا إن طُلب منا التوقف؟ هذا يعني اننا قمنا بتأديه واجبنا. ويزلي، مطالبتك بأن نخفض انتاجنا لتكون 10% من قدرتنا الكلية و نطالب برفع رواتب الحدادين خمسة اضعاف تعتبر خيانة لثقة معاليه!”
“هذا ليس طلبي وحده بل طلب اتحاد العمال في المصنع، الدروع و الاسلحة الذهبية هى اساس *بطولات* ذلك الجيش في جرينلاند، لكننا ننسى في الخلفية و نُعامل كحرفيين عاديين! قل لي انت ماذا سنفعل بعدما يُطلب منا التوقف؟ هل سنعود للفلاحة و بيع الجبن و الالبان في المحال؟!” إنفعل الرجل المدعو ويزلي اكثر
“اولاً الاسلحة و الدروع الإلهية هى ابتكار و تصميم معاليه و عليك ان تشكره انه منحنا فرصة لنطلع على هذا الابداع و نعمل عليه، ثانياً إن حدث هذا و طُلب منا التوقف عن الانتاج فإذهبوا و سجلوا في الجيش ببساطة! سمعت ان معاليه يخطط للتوسع في عوالم اخرى، طالما كنتم حمقى و رفضتم مرافقته في جرينلاند و الحصول على الاراضي و الثروات هناك، فعلى الاقل استعدوا لما هو قادم.” *باام* *بااام* قهقه جيرارد و عاد ليطلق السيف قبل ان يبرد
“تلك الثروات كان يجب ان توزع علينا نحن سواء ذهبنا ام لا!” صاح ويزلي و الشرار يطق من عينيه، “انا، قديس من عائلة برايتون النبيلة، يكون علي إما ان اسجل في جيش.. معاليه.. او اعمل هنا كحداد او سيد نقوش لأحظى بمكانة تليق بي، بينما اولائك الرعاع من القارات الاربعة يحظون بمدن جديدة كاملة لهم و لعائلاتهم في عالم اخر؟ و الان حتى مهنة الحدادة الإلهية اصبحت مهددة؟ لا لا، هذا لن نسمح له!”
“ويزلي، من الافضل لك ان تراقب كلماتك بحرص! لم يعد هنالك نبلاء و خدم في قارة السلف و لا اي مكان اخر على سطح كوكب يورا فلا تنس هذا، انتم لا *تستحقون* شئ، ان اراد شخص شئ ما فعليه العمل بجد للحصول عليه، لو اردت الذهاب مع الجيش و الحصول على تلك الغنائم لذهبت لكن حقدك عماك انت و اصحابك هؤلاء. لكن ما شأني انا؟ ذهبتم او لا هذا لا يخصني بشئ و لن يحدث فارق مع معاليه الذي يملك جيش العفاريت، افعلوا كما يحلو لكم~ من الجيد اني احظى بمساعدتكم هنا على الاقل هيهي.” ثم توقف جيرارد بورتون للحظة و نظر خلفه، ” سأقولها مرة اخيرة يا ابن العائلة النبيلة، ارجع لعملك انت و ذلك اتحاد العمال ذاك و نفذوا ما يُطلب منكم، و إلا اغربوا عن مصنعي و إذهبوا لفعل ما تشاؤون في الخارج، لا يوجد اسهل من طلب بضع شبان من القارات الاخرى للمجئ و العمل، ربما تشغيل ابناء قارة السلف في المصنع المركزي كان خطأ من البداية كما اخبرني الجميع…” ثم عاد ليطرق مجدداً على السيف *باام* *باام*
“..أهذا اخر كلام عندك؟” جاء صوت ويزلي مرتعشاً من الخلف
جيرارد ضحك بصوت عالٍ، ” اجل هذا ما عندي، من لا يعجبه فاليخبط رأسه في الحائط!”
*شاااا*
“ارغغ– غغغ– غغغغـ”
“ما كان هذا؟!” في تلك اللحظة جيرارد سمع صوت غرغرة قادم من الخلف، و عندما نظر للخلف بسرعة رأى منظر عجيب
رأى شخص يرتدي قناع اسود و ملابس سوداء بالكامل يقف وراء ويزلي، ذلك الشخص كان يكتم فم ويزلي بيده اليسرى بينما يطعن رقبته بخنجر اسود قصير في اليد اليمنى!
*صخب* *صخب*
حتى جيرارد بورتون، القديس في المستوى 27، لم يتمالك اعصابه و تراجع بضع خطوات فإرتطم بالمنضدة و سقط فوق السيف الملتهب الذي كان يعمل عليه، “ارغغ!!”
*طاخ*
“هششـ” الرجل الملثم ألقى جثة ويزلي جانباً و اشار بيده لجيرارد ان يخفض صوته
“انت.. انت من سيوف الظل؟” حتى بعدما استوعب جيرارد المشهد امامه ظل يتلعثم، “ما الذي تريده منا؟ لماذا قتلت مساعدي؟!”
لم ينطق سيف الظل بكلمة، فقط نظر نحو الجثة بجانبه ثم ركل شئ كان في ويزلي
*شششييـ*
لقد كان خنجر قصير لونه ابيض و معكوف، و كان هنالك قطرات من سائل ازرق ما يزال ينقط منه، “…أهذا خنجر العاج القاتل؟ هذا النصل ثمين جداً و مجرد خدش منه يسبب تعفن سريع في مكان الجرح ولا يوجد علاج لذلك التعفن، و فوق هذا الخنجر مسموم ايضاً؟ لماذا هو في يده؟!”
اخيراً صوت لم يبدو طبيعياً خرج من الرجل الملثم، “ويزلي برايتون اشترى هذا الخنجر و السم قبل يومين من مزاد غير شرعي و كنا نراقبه لنعرف في ماذا ينوي استخدامه، لقد عرفنا الان.”
“أتقول انه كان ينوي استخدامه في قتلي؟ لا لا لا.. لماذا؟ لا يوجد اي شئ بيني و بينه غير العمل، انا حتى لا اعرفه معرفة شخصية… كل هذا لأني رفضت خفضت الانتاج؟!” العجوز جيرارد وقف ببطئ يتسند على الطاولة المقلوبة، ملامح الذعر على وجهه جعلته يبدو انه شاخ مئة سنة اخرى، حتى هذه اللحظة هو لم يستوعب مدى اقترابه من الموت
“لا تشغل نفسك بالأسباب، نحن نعرفها جيداً و نتابعها عن كثب.” صوت سيف الظل المموه صدر مجدداً
“حقاً؟ ما هى تلك الاسباب التي قد تدفعه لقتلي و انا من عائلة بورتون؟ ألا يعلم ان تحقيق مكثف قد يوقع به و بأهله اجمعين؟!” اخذ العجوز جيرارد خطوة للأمام، مكانة افراد عائلة بورتون المطلقة كانت لا تقبل النقاش حالياً، حقيقة ان معظمهم يعيشون في العاصمة الامبراطورية الان و فقط اعداد قليلة منهم مسموح لهم بالتواجد خارجها من اجل ادارة العالم كان كافٍ لإظهار مكانتهم!
لكن سؤال العجوز جيرارد قوبل بصمت، و بنظرة باردة ارسلت قشعريرة في ظهره
“…شكراً على انقاذك حياتي.” عندما علم جيرارد انه لم يأخذ منه اي معلومة انحنى قليلاً شاكراً
“لا داعي، فعلى هذا اقسمت.” رد سيف الظل مقتطباً ثم انحنى لإلتقاط الجثة و وضعها على كتفه، بعدها اخرج بضع لفائف من خاتم الفراغ في يده اليسرى و سلمها للعجوز في يده، ” معاليه ارسل تعليمات اليوم و انت ستطيع: كل مصانع الحدادة الإلهية يجب ان توفر نصف عمالهم لإنتاج هذه التصاميم، اما النصف الاخر فاتركهم يكملوا العمل على الدروع الذهبية و زيدوا الانتاج اكثر إن قدرتم.”
“سمعاً و طاعة!” تسلم العجوز جيرارد اللفائف بكلتا يديه و انحناءة كاملة
*شااا~*
عندما رفع العجوز رأسه مجدداً كان سيف الظل قد اختفى و معه الجثة فأطلق تنهيدة راحة مطولة، ثم فتح اللفائف و اخذ يتفصحها ببطئ، ” هذا…؟!”
================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 65$ –> الهدف 150$
~~~~~~~~~~~~~~
لدعم هذا العمل بدخول الاعلانات رجاءً اجتز هذا الرابط مرة واحد حتى تصل لفصل الرواية مجدداً:
https://best-cash.net/r43rbnVg
او
https://exe.io/TzRoO
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء