بعد ساعة–

دخلت إيملي مجدداً للصالة المغطاة بسرعة فوجدت المشهد تغير كلياً، كل الجنود جالسين بدون النصف الاعلى من ملابسهم بينما اسياد النقوش يتحركوا في الارجاء كالمجانين لمزج الاحبار و محاولة الانتهاء من تطوير النقوش في اسرع وقت ممكن

بعد مسح سريع للمكان وجدت روبين على الجانب يرسم شئ، و بجواره زارا تشير نحو الملفوفة امام روبين و قال بصوت مسموع، ” اعتقد اننا بحاجة لتطوير درع التاج العظمي اكثر، جعله اكثر صلابة فقط لن يفيد كثيراً”

“معك حق لكن كيف اطوره اكثر؟ في النهاية هذه المنطقة يجب ان تكون دفاع خالص… ما رأيك لو اضفت خاصية صنع درع طاقة حول التاج ليضاعف مساحة الحماية التي يوفرها لراكبه؟” روبين تكلم و هو ينقر بالقلم على ذقنه

“الفكرة ليست سيئة.. هاي، لما لا تضيف خاصية تسمح بتلاحم دروع الطاقة لو هنالك اثنان او اكثر من وحوش التيرا يقفوا بجوار بعضهم؟ تخيل صف عريض من وحوش التيرا يشكلوا جدار طاقة هائل، هذا سيكون حصن متنقل!” صاحب زارا فجأة بحماسة واضحة في صوتها
عقد روبين حاجبيه قليلاً ثم انزل القلم مجدداً و بدأ يرسم جزء جديدة في النقش امامه، واضح ان فكرة زارا قد اعجبته

عندما رأت زارا اباها انتهى من اضافة تلك الجزئية و عاد لينظر نحو التصميم من الاعلى للأسفل مجدداً حتى يجد أي ثغرات اخرى او طرق للتطوير، مدت يدها و اشارت نحو رأس التيرا، “ابي، كيف يتلقى الوحش أوامره؟”

“سماعياً، حتى الوحوش العادية تفهم لغة البشر إن عاشرتهم لبعض الوقت فكيف لمخلوقات بهذا الذكاء ان لا تفهم؟” تكلم روبين و هو ما يزال ينقر على ذقنه

“لكن اثناء المعارك تكون اصوات الانفجارات و الصراخ في كل مكان، كيف لراكب التيرا ان يكون لديه وقت او جهد ليصرخ بتوجيهاته للوحش، ثانياً ألن يدرك الاعداء ايضاً ما سيفعله التيرا بعد تلقي الامر؟” وضعت زارا راحة يدها تحت ذقنها و نقرت على الرسمة، ” ثانياً كيف يتواصل وحش التيرا مع راكبه لو رصد شئ او اراد تحذيره من شئ؟”

“…الوحوش في العادة لا يمكنها التكلم انتي تعرفين ذلك، لكن وحش التيرا ذكي قد يتمكن من ايجاد طريقة للإشارة بأحد مخالبه او شئ كهذا..” عقد روبين حاجبيه قليلاً، ثم نظر نحو زارا، ” ألديك اقتراح في هذه الجزئية؟”

“تقنية نقل الخواطر! اعلم ان وعي البشر و الوحوش ليس متشابه لكن ليس لدرجة الاختلاف التام، ضع نقش على جبهة وحش التيرا ليعمل كوسيط بين وعي التيرا و راكبه ليتبادلوا الاوامر و المعلومات طوال الوقت!” تكلمت زارا بحماسة

“الـ–” كاد روبين ان يجادل اكثر لكنه توقف و استخدم القلم لحك شعره لبضع ثوانٍ بعدها بدأ يرسم شئ، زارا علمت انه بدأ بعمل تصميم نقش التواصل التي رشحته

بعد وقت اخر غير معلوم و بعدما انتهى من اضافة تلك الجزئية كاد ان يسأل زارا عن رأيها في جزء اخر عندما شعر بعين واقعة عليه فنظر بجانبيه رافعاً حاجبيه، ” إيملي، إلى متى تخططين للوقوف عندك”

“لم ارد قطع حبل افكار معاليك و صاحب السمو، انا فقط جئت لأنبئ معاليك ان اوامرك قد تمت و كل التعزيزات عادت لمواقعها” بعدما انهت ايملي تقريرها القصير انحنت انهاءة طفيفة، ” الان استأذن منك سأعود للمقر و اترك معاليك و صاحبة السمو تكملان ما تفعلانه.”
” لا داعي انتظري قليلاً، لقد جئتي في وقتك الحقيقة..” نظر روبين نحو ايملي من الاعلى لأسفل لوهلة، ” متى حققتي اختراقك؟”

“رداً على معاليك، لقد اصبحت امبراطورة قتالية قبل عامين تقريباً.”

“جيد، لقد اعتدتي على الاساس رقم 41 طويلاً بما يكفي.” اومئ روبين ثم اخرج لوح معدني و قارورة صغيرة من خاتمه و مرره لها، ” استوعبي هذه التقنية و تدربي عليها قليلاً، هذه القارورة تحتوي على سائل مهم من اجل استعمال التقنية لذا استعمليه في الوقت المناسب.. تذكري، افهمي التقنية فقط و تأكدي انه يمكنك استخدامها لكن لا تحاولي فعل اي شئ مجنون بها، سنجري تجربة مهمة معاً عندما تنتهين.”

“حاضر!” قبلت ايميلي اللوح المعدني بكلتا يديها ثم وجدت لنفسها مكان قريب و جلست فيه

“أبي، ما هى هذه التقنية بالضبط؟ هل ابتكرت شئ جديد؟” رفعت زارا حاجبيها قليلاً و سألت بصوت منخفض بعدما غادرت ايميلي

قهقه روبين و هز رأسه، ” كلا انها تقنية تحكم الطاقة الفائق، انها شئ ابتكره جابا قبل سنين.”

“همم؟ تحكم الطاقة الفائق؟” تعبير وجه محتار ظهر على زارا، ” ما فائدة هذه التقنية؟”

“جابا ابدع فيها بصراحة، فكرتها هى استخدام العصارة الداخلية من شجرة غسق الارض من اجل اعطاء شعور بالإنتشاء، المهم في ذلك الشعور انه يمكن الشخص من الشعور بحركة طاقته بشكل واضح جداً و بالتالي تأتي دور التقنية و هى طريقة للتحكم في حركة ضفائر الطاقة الصغيرة جداً في مجرى الدم.” عاد روبين للتركيز في الملفوفة امامه و للنقر على ذقنه بالقلم، ” اما فائدتها التي صنعت من اجلها فلا يمكن استخدامها مجدداً، لذا ها نحن ذا نجرب شئ جديد… فلندعو ان تنجح~”

“لكن.. شرب شئ يعطي شعور بالإنتشاء في وسط المعركة؟ هذه لا تبدو فكرة جيدة…” قال زارا ببعض القلق

“هاها معك حق، ربما لهذا السبب لم يستطع جابا التحرك او تغيير اسلوب هجومه اثناء معركته ضد سيد الحرب آن ذلك.” ضحك روبين بصوت عالٍ، ” التقنية فعلاً ينقصها الكثير لكن لا اريد تضييع وقت عليها بدون ان اتأكد ان كان هنالك امل في نجاحها ام لا، دعي التجربة تنجح فقط و سأحاول تعديلها لتناسب احتياجتنا اكثر.. و الان هيا ساعديني في اكمال هذا الدرع، هذه اول مرة اصنع درع مخصص للوحوش يفترض ان يعمل كله بشكل تلقائي و هذا فعلاً مزعج!”

رفعت زارا كتفيها قليلاً ثم عادت لتشير نحو قرون وحش التيرا المدببة و بدأت تعطي اقتراحات جديدة بسعادة

مر يوم كامل بسرعة–

الـ 2200 قديس وصلوا منذ ساعات طويلة و بدأ المئة سيد النقوش العمل عليهم بل و كادوا ينتهون ايضاً، ايميلي ما تزال جالسة في الجانب في وضع تأمل و تصدر منها طاقة قامعة أجبرت الجميع على الابتعاد مسافة 30 متر على الاقل عنه

لكن الفوضى التي يسببها اسياد النقوش و التكدس الكبير داخل صالة التدريب المغلقة بسبب اعداد الجنود الكبيرة و هالة إيميلي الخانقة لم تؤثر على جلسة روبين و إبنته بالتبني، بل من إبتسامة زارا الحاضرة دائماً على وجهها تبدو و كأنها تتمنى ان هذه اللحظة تستمر للأبد

كيف لا؟ اخر مرة قضت وقت طويل كهذا مع روبين و تمكنت من مساعدته بشئ كان اثناء غياب قيصر لخوض دورة الممالك الثمانية، أي منذ عشرات السنين تقريباًّ!

بعدها مباشرةً بدأت الحرب على دوليفار و عاد روبين لمدينة يورا المنكوبة و اسماهم ابنائهم، و منذ وقتها و هو يختلي بنفسه اغلب الوقت ولم يعد يطلب منها مساعدة، بل حتى انه نصحها آن ذاك بالخروج و اللعب مع الاطفال في مثل عمرها

احياناً اثناء قيادتها للفيلق السابع او حالياً اثناء جلوسها في المخازن تتمنى لو ان والدها بالتبني نفذ كلامه عندما آواها هى و بيون اول مرة، عندما قال لبيون ان يذهب و يتدرب و اخبرها ان تبق بجواره دائماً لتساعده في ابحاثه… أما كان هذا ليكون رائع؟

لكن هذه اللحظة صوت قعقعة قوي جمد كل شئ

*رعد* *زلزلة*

“ماذا يحدث؟” وقفت زارا و بدأت تنظر حولها بحذر، بقية الجنود و اسياد النقوش ايضاً عقدوا حواجبهم بقوة

اما روبين فأغلق عينه للحظة ليتواصل مع ايفرجرين، ثم فتحهما و بدأ يضحك بغيظ، “همف، الاب الشجرة لابيكان قرر اخيراً صنع سيد حرب، يبدو ان حقل الجاذبية اتعبهم حقاً.”

“سيد حرب جديد؟ لكن التقارير تقول ان الحاكم أليكساندر و البقية يقاتلوا ضد سيد حرب بالفعل، الان اصبح هنالك اثنين؟!” صاحت زارا متخوفة، سيد حرب واحد يرهق كل اباطرة البداية الحقيقية منذ ايام و قد يقتلهم في اي وقت، ماذا لو ظهر واحد اخر؟

وقف روبين و نظر بعيداً بحاجبين مجعدين، ” لا بأس، ليسوا هم وحدهم من بوسعهم صنع اسياد حرب.”

صوت كرسون جاء من وراء روبين في هذه اللحظة، ” معاليك، تم تطوير الاوشام القديمة و قمنا برسم الاوشام على الجنود الجدد، لديك الان 7000 قديس و 700 حكيم جاهزين للإختبار الثاني.”

إبتسامة كبيرة ظهرت على وجه روبين، ” ممتاز، في وقتك تماماً.” ثم وضع اللفائف في خاتمه و اخذ بضع خطوات نحو الجنود، زارا كانت متحمسة ايضاً لما سيحدث الان

نظر روبين حوله لبضع ثوانٍ ثم اومئ راضياً، ” ارى انكم قمتم بتنظيم انفسكم كما علمتكم المرة الماضية، جيد… ابداوا!”

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 150$+
~~~~~~~~~~~~~~
لدعم هذا العمل بدخول الاعلانات رجاءً اجتز هذا الرابط مرة واحد حتى تصل لفصل الرواية مجدداً:

https://best-cash.net/r43rbnVg

او

https://exe.io/TzRoO

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

من Zeus

-+=