نظر روبين لإيفرجرين لإستغراب لبضع ثوانٍ قبل ان يمد يده و يجس جبهتها و كأنه يقيس حرارتها، ” تساعديني بدون مقابل؟ هل انتي بخير..؟”
” ألا يعجبك أي شئ اقوم به؟!” ايفرجرين دعست اصابع قدمه مرة اخرى، “…لقد اخبرتك اني كنت سأختارك مالكٍ لي فسأدخل معك بكل جهدي، و هذا ما افعله.”
تركت ايفرجرين روبين يمسك اصابع قدمه و يتألم خلفها ثم اخذت بضع خطوات للجانب معقودة الحاجبين و كأنها تفكر في شئ عميق، “اعلم انك لا تضع اعتباراً كبيراً لحرب كوكب نيهاري، تعتقد انها مجرد شئ عليك وضع بعض المجهود للتخلص منه و تعتقد ان معرفتك السابقة بموعد وقوع الحرب اعطاك افضلية ساحقة، و فعلاً هذه الافضلية ظهرت في كل المكائد و الخطط التي قمت بإعدادها، لكن هل تظن ان مصفوفة الفضاء الضخمة التي قمت بتجهيزها او كل تلك المكائد ستجعل تلك الحرب في جيبك؟ مالكي المستبقلي، انت فعلاً عبقري و طريقة تخطيطك مدهشة، لن تلك الحرب تنتهي بالكيفية التي تشائها، يجب ان توقن هذا جيداً. ليس لأنك لست ذكي بما يكفي او ان خططتك ناقصة، بل لسبب بسيط و هو انك تملك عين الحقيقة الذهبية… لكن مهما حدث يجب ان تنجو و تستمر في التقدم! وحوش التيرا ستمنحك فرصة اكبر في النصر او على الاقل النجاة، و صقلي بالكامل سيمنحك طبقة حماية اضافية، لذا افعل ما اقوله فحسب!”
“…ماذا تقصدين بذلك؟ ما دخلي عيوني الذهبية بأي شئ؟!” توقف روبين عن الصياح كأنها نسي ألم قدمه و نظر نحو ايفرجرين مصدوماً، ” ايفرجرين، هل تعرفين شئ بشأن الحرب القادمة؟!”
“لا اعرف شئ بشأن حربك يا هذا! و لا يهم ما اقصده بشأن عيونك فلا يسمح لي بالكلام على اي حال، عليك فقط ان تركز فيما أقوله، و انا اقول اني مستعدى لخرق القوانين من اجلك و اجهز لك مطياتك قبل عشر سنوات، لكن يجب ان تعدني انك ستفعل كل ما بوسعك لتنهي عملية صقلي قبل ذلك، ألدينا اتفاق؟” عادت ايفرجرين للنظر للخلف
“…..” ركز روبين عينه على ايفرجرين لبضع ثوانٍ ثم مد يده، ” كيفما فكرت لا اراها صفقة سيئة.”
مدت ايفرجرين يدها و صافحته، ” جيد، يمكنك البدأ الان إذاً…” عيناها كانتا تبدوان ثقيلتين مهموتين في هذه اللحظة
“بالطبع لا!” قهقه روبين ثم اخذت خطوة بعيداً عن مجسم الكوكب ثم تلاشى تجسيده
————————–
في حديقة القصر الإمبراطوري– فوق التلة المنحدرة
“أين تظن نفسك ذاهباً بحق الجحيم؟ ماذا عن اتفاقنا؟!” تمثال لطيف من الطين تشكل امام روبين و صاح عليه
مر روبين بجانب التمثال و كأنه لم يره، “عودي إلى نطاقك يا ايفرجرين، انتي قلتي انك ستتأذي لو تجسدتي امام احد غيري انا او الاباء الاشجار لأن هذا سيعتبر مبادرة منك للتواصل، انا اعرف ما افعله.”
تمثال الطين هبط مكانه و اختفى، لكن الزخارف المعدنية في بوابة القصر امام روبين بدأت تتغير حتى اصبحت تشبه وجه ايفرجرين، ” أتعتقد اني اهتم بالعواقب بعدما عقدت تلك الصفقة معك؟ عُد الان و اكمل صقلك و إلا..!!”
خطوات روبين تباطئت قبل ان يصل للبوابة و وجه المبتسم تحول لعبوس، ” وإلا ماذا؟”
حافظت ايفرجرين على صرامتها لعدة ثوانٍ قبل ان تنهار، “… و إلا سأبكي!”
عاد روبين للإبتسام، ” قلتي ان تدمير الاباء الاشجار سيسرع عملية الصقل، صحيح؟ انا سأعمل على هذا الان.. ألم اخبرك اني اعرف ما افعله؟ هيا عودي قبل ان يراك احد.”
“…حسناً طالما تفي بوعدك!” الوجه المعدني بدأ يختفي و رجعت الزخارف لأمكانها
“هوف~” اطلق روبين تنهيدة ثم دفع البوابة و خرج من قصره لأول مرة منذ خمس سنوات
“إيميلي، هل تسمعيني؟” بعد اخذ بضع خطوات فقط ادخل روبين حسه الروحي في خاتم الصوت، ” أما زلتي موجودة على التل المنحدر؟”
“معاليك، ايملي تسمعك، اجل معاليك انا ما زلت المسؤولة عن المقر.” الرد جاءه سريعاً
“جيد جيد.. اريدك ان تجمعي لي نفس فريق القديسين و الحكماء الذين شاركوا في تجربة سيد الحرب الاولى و ترسليهم نحو صالة التدريب المغلقة، اجمعي لي بعض اسياد النقوش المتوفرين و ارسليهم إلى هناك ايضاً.” روبين لم يصدر اي اوامر تكبح انتشار المعلومات عن تجربة سيد الحرب قاصداً بذلك تكوين امل و ترقب للمستقبل في قلوب جنود الامبراطورية
“حاضر معاليك، كل القوات التي شاركت في اختبار سيد الحرب تم تعينهم لتأمين بوابة الفضاء من قبل الحاكم أليكساندر و هم متواجدين الان في المستوطنة عند سفح التلة، سيكونوا جميعاً متواجدين في الصالة خلال اقل من ساعة.” اكدت إيملي.
“جيد، سأكون هنالك!” اغلق روبين معها ثم اختار بصمة روح اخرى مسجلة في الخاتم، ” حبيبي الصغيرة، ماذا تفعلين الان؟”
“أبي! متى خرجت من عزلتك؟ اين انت الان؟!” صوت سعيد صدر في ذهن روبين
“خرجت للتو و انا ذاهب الان نحو مركز التطوير و الابحاث، أتعرفين ما هو شكله بالضبط؟” إبتسامة روبين كانت بادية عليه اثناء مشيه، حتى عندما يلقى احد في الطريقة كان يومئ او يرفع يده ليرد التحية بدون تغيير تعابير وجهه، يمكن القول ان زارا هى الوحيدة التي تعطيه هذه الشعور بالراحة النفسية حالياً، ربما لهذا السبب قرر اعطائها الخزينة حتى تبق آمنة بعيدة عن اجواء الحروب
“أوه، ستذهب للبرج فاتح السماء اخيراً؟ ستجد بالقرب من مبنى المقر، بنفس الارتفاع تقريباً و له قمة مدببة كالمسلة، سألاقيك هناك!!” ردت زارا متحمسة
“أهاهاها البرج فاتح السماء؟ يا له من اسم، العجوز غو هو من فكر فيه بالتأكيد أهاها.” مع ان الرسائل بالكامل تكون ذهنية إلا ان روبين ضحك بصوت عالٍ وسط الشارع، “يمكنك ان تلاقيني هناك لكن احتاج منك شئ اولاً.”
“بالتأكيد يا ابي، كيف اساعد؟”
“أتذكرين الموارد التي طلبها منك جابا من اجل مصفوفة سيد الحرب؟ اريد منك ارسال نفس تلك الموارد نحو الصالة المغطاة لكن هذه المرة اريد ربع الكمية فقط، أيمكنك تأمين ذلك؟”
“بالطبع! هل تريد بدأ تجربة اخرى؟”
“شئ كهذا، هيا سألقاك في البرج فاتح السماء ذاك بعد قليل.” إبتسم روبين ثم اغلق معها، و بدأ يبحث عن ذلك البرج على شكل مسلة
“اها هذا هو! هذا سيكون ممتع…” فرك روبين يديه ثم بدأ يأخذ اول خطوة في ذلك الاتجاه عندما: *بووووم*
صوت انفجار هائل قادم من بعيد دوى في الارجاء
صوت الانفجار كان قوي جداً لدرجة ان روبين اخذ رمحه فوراً و نظر في الإتجاه الذي يأتي منه الانفجار!
“رجاءً اهدأ معاليك، اقصد جلالة الامبراطور العظيم المبجل، لا يوجد شئ يدعو لردة فعل منك.”
“همم؟” نظر روبين بجانبه مستغرباً فوجد شاب بالكاد في السادسة عشر من عمره ينحني انحناءة كاملة، ملابسه و سنه يقولان انه ما يزال مدني من عائلة احد الجنود الذين تم نقلهم للمستعمرات، كما ان نبرة صوته تقول انه ليس قلق فعلاً
روبين نظر حوله فوجد كل المارة في الشارع يكملوا طريقهم بشكل عادي، و من كان يتحدث في موضوع يكمل حديث و كأنه شيئاً لم يحصل…
وضع روبين رمحه في الخاتم مجدداً ثم اخذ خطوتين نحو الشاب فساعده على النهوض، “ما كان هذا يا فتى؟ لماذا لم ينتبه احد لذلك الانفجار؟”
“اوه هذا اصبح جزء من حياتنا اليومية الان، بل سيكون غريباً إن لم نسمح انفجار او اثنين اسبوعياً..” قهقه الشاب، لكنه سرعان ما تذكر انه يقف امام الامبراطور فكتم ضحكته
“اعتيادي؟ ما هو الاعتيادي؟ ما هى هذه الانفجارات بالضبط و لماذا لا يوقفها احد؟” سأل روبين بشكل اكثر صرامة
“انه تلميذ معاليك جلالتك العظيم السيد جابا، سمعت انه بدأ تجارب على مصفوفة ما قبل عام و من وقتها نسمع انفجار او اثنين يومياً، كل التلال حولنا تم تسويتها بالارض تقريباً بسبب اتجاربه، لكن مؤخراً هذه الانفجارات اصبحت مرة او اثنتين فقط اسبوعياً لذا يقول الجميع انها بشارة جيدة أهاها.. احم.”
“……..”
========================================
لدعم هذا العمل مادياً:
باي بال: paypal.me/eslam997
دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699
اي محفظة كاش مصر: 01020451397
إجمالي دعم هذا الشهر: 50$ *هذا الشهر لن اهدف لجمع الـ 150$ لأني اعلنت في منتصفه، لكن شكراً لمن دعمني بالفعل ^^*
~~~~
لدعم هذا العمل بدخول الاعلانات رجاءً اجتز هذا الرابط مرة واحد حتى تصل لفصل الرواية مجدداً:
https://best-cash.net/hZ70
~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق XD