*ششششـ~~*

و كأن الدماء داخل عروق الجنود تغلي، ارتفعت حرارة الجو ارتفعت بشكل كبير

قيصر اخذ ينظر حوله و هو يضحك كالمجنون… رايدين الذي لم يكن بعيداً عنه كان يصيح بعلو صوته و يطعن رمح البرقي للأعلى و الدموع تملئ عينيه،حتى إليزابيث و بقية الضباط كانوا يحذون حذو الصغار!

صوت صرخات الجنود مصحوبة بصوت ضرب اسلحتهم في الارض و الطرق على دروعهم، الحماسة و التعطش للدم الذان كانا ملموسين في الهواء…

في الجانب الاخر ما يزال جيش التحالف في دهشة و كأنهم يفكروا ماذا عليهم ان يفعلوا الان، ظهور امبراطور الغزاة الاسطوري روبين بهذه الشكل زلزلت كيانهم و كلماته هدمت كل خططتهم

قيصر اخذ يضحك بصوت عالٍ و امسك مطرده بكلتا يديه و كأنه يعصره، *ذلك العجوز دائماً ما يكون منطوي على نفسه لكنه لديه بعض الألاعيب الجيدة التي تكون نافعة احياناً…*

الوضع في ساحة المعركة تغير بالكامل ببضع كلمات من والده بالتبني، ربما ليس عليهم انتظار الدعم بعد الان، هذا الدعم الهائل في المعنويات قد يمكنهم من اجبار اعدائهم على التراجع حتى لو كانوا عشر اضعاف اعدادهم!!

“جنودي!! اعلم انكم لن تخذلوني، اقتلوهم جميعاً اليوم و ستنكسر شوكة المقاومة للأبد، اذبحوا لابيكان اليوم و لن يرفع أي اب شجرة عينه في اعينكم مجدداً!” ألقى روبين المزيد من الكلمات التي جعلت الدم يغلي داخل عروق جنوده، و في نفس الوقت الغيوم التي تشكل وجهه كانت قد بدأت في التبدد

“تعيش امبراطورية البداية الحقيقية! يعيش الامبراطور!!”

“تعيش امبراطورية البداية الحقيقية! يعيش الامبراطور!!”

لكنه لم يصمت عند هذا فقط، بل قبل ان تتبدد الغيوم بالكامل ألقى هذه الجملة: “تقبلوا هذه الهدية الصغيرة مني لكم، استخدموها جيداً.”

*صررررر*

في لحظات اختفاء وجه روبين من السماء عادت الانظار للأرض مجدداً، و ما رأى جنود جيش الاتحاد لم يكن يسر ابداً

جنود الامبراطورية كانوا يصروا على اسنانهم و كأنهم وحوش جائعة لم ترى اللحم من سنين، اولائك الجنود الذين كانوا يلهثون من التعب قبل بضع دقائق يمسكون الان بأسلحتهم الثقيلة كأنها ريش، وجووهم المتعبة التي لم تر الراحة منذ ثلاثة ايام تحولت لوجوه عفاريت لن يرضيهم سوى سفك الدم

نية القتل في الجو كانت كثيفة بما يكفي لتُرى، يمكن القول انها كانت ملموسة من مدى ثقلها

جنود الامبراطورية بدأوا يأخذون خطوات صغيرة للأمام، كان واضح انهم يطوقوا لكسر التشكيلة الدفاعية و الإنقضاض على اعدائهم لكنهم كانوا ينتظرون اخذ اشارة من قاداتهم…

و فعلاً بدأ قيصر و إليزابيث و بقية القادة في التجمع لوضع خطة لكسر التشكيل و الخروج للهجوم!!

في المقابل جنود الاتحاد لبثوا اماكنهم متجاهلين اوامر التقدم و بدأوا تلقائياً بأخذ اوضاع دفاعية…

المعنويات في الحروب شئ غريب، لكنها ليست اقل اهمية من العدد و العتاد، و من يكسب حرب المعنويات يكون قد كسب نصف الحرب.

” ما الذي تفعلونه يا رجال؟ هل استسلمت بالفعل؟ هل ستتركون هؤلاء الغزاة يأخذون ارضكم و يقتلون اطفالكم؟ أبضع كلمات كافية لردعكم؟” شيخ عجوز طار امام جنود الاتحاد و بعض يخطب فيهم، ” نحن قبيلة جبل النخيل لن نتراجع ابداً، سنموت قبل ان نسمح للغزاة بالخروج من هنا احياء!”

“قبيلة ذئاب الجنوب، استعدوا لمعاودة الهجوم!!”

“سندفن الغزاة هنا، فليهذب الامبراطور روبين للجحيـ–!!!”

*باام*

في هذه اللحظة حدث شئ غريب، كل جنود الامبراطورية شعروا بثقل للحظة قبل ان يختفي ذلك الشعور بسرعة

حتى قيصر و البقية الذين كانوا يطوفوا في منتصف الهواء لإعداد خطة هجوم مضاد سقطوا بضع امتار بسرعة نحو الارض قبل ان يستعيدوا توازنهم
“هل شعرت بما شعرت به؟”

“ما كان هذا؟”

جنود الامبراطور بدو و كأنهم نسو صيحات المعارك للحظة و بدأوا يتسائلوا عما جرى

و ليس هم وحدهم الذين تشتت تركيزهم، فالأصوات القادمة من جيش الاتحاد ما تزال صياحاً، لكنها ليس صيحات معارك و تهديد كما كانت قبل قليل، بل يبدو انها… صيحات ألم؟

“ارررغغغ!!”

“جسدي.. جسدي.. تحرك ايها اللعين!!”

“تعالوا!” طار قيصر و رايدين و بقية الجينرالات نحو اطراف التشكيلة ليروا ما يحصل، و المشهد تسبب في سقوط افكاكهم السفلية!

الجيش المكان من حوالي 30 مليون مقاتل كان يعاني في هذه اللحظة، بعضهم يسب بصوت عال و هو يحاول المشي بصعوبة و بعضهم يحاول التحرك لكنه يبدو و كأنه علق في رمال متحركة و بعض الضعفاء بينهم سقطوا على وجووهم!

“هذا..؟” تمتمت إليزابيث و نظر جانبها، هذا التغيير كان مفاجئ جداً

لكن قيصر تذكر شئ و رفع يده اليسرى بسرعة، ثم بدأ يضحك بصوت عالٍ، “هاهاها انظروا للنقش على درع اليد اليسرى.”

“انه مُفعل؟!” رايدين تعجب، هذه اول مرة يلحظ النقش على درع اليد اليسرى

“اجل بلا شك انه مفعل و يسحب مني طاقة بشكل تلقائي”

“ما هذا النقش؟”

وضع قيصر يده وراء ظهره و نظر نحو جيش الاعداء بإبتسامة كبيرة، ” انه نقش الجاذبية الذي إبتكره والدي بالتبني من اجل حمايتنا في حالة كانت الجاذبية في جرينلاند اعلى بكثير من كوكب يورا، لقد كان على شكل سوار في البداية لكن عندما تم بدأ مشروع درع الجسد الذهبي الكامل تم دمج السوار مع درع اليد اليسرى، لكن لأنه لم يكن لنا حاجة في استعماله نسينا امره تماما…”

“هل تقول انه…؟” احد الضباط فهم شيئاً و عاد لينظر نحو ما يحصل امامهم

“اجل… الجاذبية زادت لسببٍ ما، هذا هو السبب الوحيد الذي قد يُفعل سوار الجاذبية بشكل تلقائي.” اومئ قيصر مبتسماً من الأذن للأذن، “هاها كنت اظن ان الهدية التي تحدث عنها أبي هى المعنويات التي امدها لجنودنا، لكني ما زلت استخف بذلك العجوز كثيراً!”

من Zeus

-+=