داخل نطاق روح الكوكب–

*خطوة* *خطوة*

روبين ظهر من العدم و بدأ يتقدم نحو الجسد الحقيقي لروح الكوكب، نحو الكرة الخضراء العملاقة، “ذلك المكان الموحش مجدداً… تسك~ ها قد نُلتي طلبك.”

“همف همف! ما طلبته منك ليس المجئ لزيارتي، بل كان استكمال الصقل! هل انت ستكمل صقلك الان؟ لا اظن!” كتفت ايفرجرين يديها على صدرها و تكلمت منزعجة، بعدما حديث روبين مع أليكساندر عاد فوراً ليجلس في نفس مكانه و قرر الدخول لمجال روح الكوكب، مع انه لم يعلن عن السبب الا انه بالتأكيد لم يأتي إلى هنا من اكمال اكمال صقلها!

“هيهي اسف، انا فعلاً لم اتي إلى هنا من اجل هذا لكن هنالك اشياء اخرى علي الاهتمام بها..” اظهر روبين إبتسامة ساحرة و ربت على رأسها

“أهم؟ ما الاهم من ان تكون مالك للكوكب؟!”

“التأكد من نجاتنا على هذا الكوكب اهم بكثير حالياً، لا اعرف ما يحدث مع أليكساندر الان لكنه لا يبدو مبشر جداً… لا تقلقي لن ازعجك كثيراً، انا فقط لدي فضول كبير عن الوضع هناك ولا اريد قراءة تقارير جافة، سأرى فقط ما يحدث بعدها اخرج مباشرةً.” إبتسم روبين و اكمل طريقه للأمام

“…تتكلم و كأني اريدك ان تغادر بسرعة..” تمتمت ايفرجرين بصوت منخفض

“أقلتي شيئاً؟” نظر روبين جانبه و سأل

“اقول افعل ما شئت طالما لن تمس نسبة صقلك مجدداً!” لكن ايفرجرين صاحت عليه مجدداً

روبين إبتسم ثم رفع كتفيه و اكمل طريقه… كل خطوة منه على الارضية قاحلة السواد كانت ترسل موجات طاقة في كل مكان، كان بإمكانه رؤية انعكاسه على الارضية و كأنه يسير على سطح مائي

بخلاف هو و ايفرجرين التي تمشي بطريقة لطيفة بجانبه و الكرة الخضراء الضخمة امامه.. لم يكن هنالك شئ اخر على مد البصر.

هذا المكان الشاسع كان ينبض بالحياة قبل بضع سنين فقط، كان دائماً يوجد 7 كرات مكونة من الطاقة الروحية النقية يقفون هنا، احياناً يتناقشون و احياناً يسبون بعضهم و احياناً يخططوا لشئٍ ما

اما بعد ما فعله روبين بالأباء الاشجاء الثلاث فلم يجرؤ احدهم على المجئ لهذا المكان مجدداً و عاد ليكون كالصحراء كما كان قبل اكتشافه من قبل الاباء الاشجار قبل 200 الف سنة

احياناً يأتي روبين هنا ليستأنف عملية الصقل، لكن فيما عدى ذلك فلا يوجد سوى الكرة الخضراء الضخمة في المنتصف و حولها بحر من السواد، كلما رأى روبين هذا المكان الموحش يشعر انه ربما لهذا السبب دائماً ما تجد ايفرجرين سبب للظهور حوله لتحاول مساعدته في بحث او تطلب منه العودة للصقل

بعدما وصل تجسيد روح روبين الفضي و بجواره ايفرجرين ليقفا امام الكرة الخضراء الضخمة، حرك روبين اصبعه على الكرة الخضراء الضخمة، او مجسم الكوكب، حتى وصل لبقعة معينة في اقصى الشرق، و بدأ يكبرها حتى بدأ يظهر مشهد

*كلانك* *كلانك*

“تقدموا!!!”

“اقتلوهم جميعاً!!”

*سووووش* *سوووووش*

“احذروا من الاعلى! اعاااا–!!!!”

“لقد تحركوا اخيراً…” روبين لم يجد كلمات يقولها على المشهد امامه

فوضى.

على الجانب الايمن يوجد جيش جرار، حتى و روبين يستخدم منظور عين الطائر ليكشف الموقعة من الاعلى، ما يزال لا يجد اول الجيش من اخره، يوجد على الاقل 30 او 40 مليون شخص هنا، يرتدون ازياء مختلفة و بعضهم عبارة عن جنود مصنوعون من الاخشاب و بعضهم مخلوقات تشبه البراعم طولها اكثر من عشرات مرات، و يرافق الـ 30 او 40 مليون جندي عدد هائل من الوحوش و المطيات جعلت عددهم الضعف تقريباً…

بسبب كبر الحجم و انه لا يوجد سبب يجعلهم جميعاً يقاتلوا في نفس الوقت، رصد روبين عدد ضخم من الخيام و المطابخ في اقصى اليمين، نصف الجيش تقريباً كان نائم او يستمتع بوقته بينما النصف الاخر يقاتل!

لو يتحتم على الشخص ايجاد كلمة واحدة لوصف هذا المنظر فلن يجد سوى كلمة واحدة: مرعب.

المنظر الوحيد الذي رآه روبين من قبل و يمكن مقارنته بما يحدث الان هو منظر البراعم و هى تحيط بجسد هوفنهايم لتدافع عنه، الفارق الان هو انهم هم المهاجمين و الامبراطورية في وضعية دفاع.

اما على الجانب الايسر يوجد جيش مكون من بضع ملايين ايضاً لكن العدد الكلي لا يتخطى 3 ملايين، و كلهم يرتدون الدروع الذهبية المميزة للإمبراطورية، او بالأحرى لا يجب القول انه موجودين على اليسار بما انهم محاصرون من كل الجوانب.

بإحتساب الوحوش المدربة، فالجيش الإمبراطوري حالياً يواجه عدو يبلغ عشرون ضعف عدده، مع ذلك كان صامد كصخرة ظلت في مكانها منذ ملايين السنين

لكن المشكلة ايضاً كانت، انهم كانوا صامدين كالصخرة في مكانهم… لقد كانوا محاصرين كلياً كقطرة من الذهب السائل في بحر يريد ابتلاعه

“ذلك الجيش مكون من نخبة كل الاباء الاشجار و القبائل البشرية المحلية، يستحيل ان يتخذ قيصر او أليسكاندر قرار بمهاجمة جيش كهذا وجهاً لوجه بدون تحضير مسبق… لقد وقعوا في فخ.” أصر روبين على اسنانه عندما رأى الوضع

رأى روبين بوضوح فيكتوريا تصرخ كسيدة حرب متمرسة و هو تقود مستخدمي المياه لعمل جدران و اشواك من الجليد و رأى إليزابيث و هى تلوح لتعابير وجه جادة غير معتادة عليها و بكل تلويحة تخلق جداران من النباتات مع مستخدمي النباتات، و من يقوم مستخدمي الرياح بمحاولة تحييد الهجمات القادمة نحوهم و زرع اعاصير و مدافع رياح لإجبار القادمين على التراجع

و من خلف هذا الدفاع الحديدي يقود قيصر مستخدمي النار كالذراع الهجوم للجيش برفقة قوات البرق التي يقودها شاب اخر فضي الشعر لم يراه روبين من قبل، تحالف النار و البرق كانوا اكثر من كافيين لردع من تسول له نفسه الاقتراب قليلاً!

و من خلفهم كلهم يقوم مستخدمي قانون الحياة بالطوف على الجنود ليضخوا طاقة الحياة في اجساد المنهكين، لم يكن مسموح لأحد بالإنهيار في هذا الموقف او اخذ راحة، حتى مستخدمي قانون الحياة انفسهم كانوا يترنحون و هم يركضوا من شخص لأخر، لكن لم يتوقف احد منهم…

هذا الجيش المتكامل بدى و كأنه يمكنه الدفاع عن نفسه للأبد، او على الاقل حتى تنهد طاقتهم و تنفض أمالهم، لكنهم لم يحدثوا الكثير من الضرر لجيش الاعداء الهائل، يمكن القول انه كانوا فقط يحاولون النجاة…

هنالك شئ اخر كان عليه عاتق احداث هذه الاضرار!

*صاااااااااااا~~*

و من فوق كل هذا كان يطير عشرات الالاف من وحوش الدراكو، كل واحد منهم يحمل ثلاثة جنود مدرعين بالذهبي فوق ظهره و كل واحد من الجنود يحمل قوس ذهبي، و كل سهم كان منقوش عليه نقوش غريبة

“انهم قادمون مجدداَ!!”

*سووووووووشـ~*

*بووم* *بووم* *بووم*

“ااااااااههـ—!!!!”

كل سهم اُطلق من راكبي الدراكو رافقته ظاهرة غريبة، بعضهم ظهرت حوله صواعق اخترقت قلب الهدف و اسهم اخرى خرجت منها اغصان قامت بالإلتفاف حول الهدف و الدخول في فمه و انفه، و اسهم اخرى اخترقت صدر احد البراعم و حولته لكتلة من الثلج، كل واحد من تلك الاسهم كان طلسم في حد ذاته!

عشرات الالاف من الدراكو يحملوا حوالي 200 الف جندي تابع للإمبراطورية احدثوا ضرر هائل في جيش الاعداء بمطر الاسهم، لكن سقط عدد ليس بالقليل منهم ايضاً

“ساحة المعركة هذه–” تجسيد روبين الروح قبض على يديه و هو يشاهد لكنه اوقف نفسه قبل ان يكمل، فهذه ليست ساحة معركة اكثر من ما هى ساحة موت فوضوية!!

هم روبين يلتفت لجانبه حتى يقول شيئاً لإيفرجرين، لكن اثناء إلتفاته لمح شئ بجانب عينه اجبره على التركيز على مجسم الكوكب مجدداً، “هذا…؟” و ببطئ سحب المشهد للأعلى قليلاً…

تحديداً على بعض مئة ميل من المعركة الفوضوية، كان هنالك معركة اخرى تدور

هذه المعركة ليست شئ من حيث الحجم مقارنةً بما يحدث في الجنوب، لكنها لا تبدو اقل شأناً..

روبين رأى أليكساندر و معه حوالي خمسون شخص كلهم يرتدون الدروع الذهبية، يقاتلون كائن ضخم يعرفه روبين جيداً… لقد كان سيد حرب!!

من Zeus

-+=