بعد خمس سنوات– التلة المنحدرة في جرينلاند– اسفل القصر الامبراطوري
“هااااااااه~~” مدد روبين ذراعيه على اخرهما و تثائب بإبتسامة راضية، ثم وقف و بدأ يقوم ببضع احماءات بسيطة
“اوه، انت هل انتهيت من تلك المصفوفة الحمقاء اخيراً؟” صوت ايفرجرين جاء من جوار روبين، هذه المرة لم يكن الصوت مجهول المصدر، بل كان هنالك جسد مرئي بوضوح بجانب روبين مكون من الهواء المضغوط، مع انه صغير و ليس واضح كلياً، إلا ان ملامح ايفرجرين يمكن ان ترى بسهولة
“إنن يبدو اني انتهيت، لا اري طريقة يمكنني تحسين المصفوفة اكثر، ليس بخبرتي و معلوماتي الحالية على الاقل..” نظر روبين نحو المخطوطات المفرودة على المكتب امامه مرة اخيرة راضياً ثم قام بتخزينها في خاتمه، و ذهب ليستحم
“هذا رائع!! انت استهلكت 5% كاملة من صقلك لعمل اختبارات من اجل تلك المصفوفة الغبية،”
ضحك روبين، ” ما المشكلة في ذلك؟ الصقل الجديد هو ما يأخذ معظم الوقت، اما تعويض ما قمت بإستنفاده يأخذ وقت اقل بكثير، سأتمكن من تعويضهم في شهرين بحد اقصى..”
“تتكلم و كأنك تحب الصقل و لا تكاد تنتظر حتى تقضي شهرين اضافيين فيه! حسناً إذاً، تعال الان لتنهي ما بدأته!” صفقت ايفرجرين بحرارة ثم طارت نحو خزانة الملابس لتحضر لروبين شئ يلبسه، واضح ان هذا ليس جديد عليها
*رررررششـ*
“حسناً حسناً، لكن ليس الان.. ساذهب لإختبار المصفوفة اولاً” ضحك روبين و هو يغسل شعره تحت غيمة صغيرة، لكن سرعان ما الابتسامة اختفت تدريجياً من وجهه و كأنه تذكر شيئاً”… هنالك شئ علي التحقق منه ايضاً، لا يمكنني الانتظار اكثر.”
“شئ عليك التحقق منه؟ تقصد ان العفاريت لم يدعوك للموجة السابعة بعد؟ انت تفكر كثيراً، غالباً الموجة لم تحصل بعد.” هزت ايفرجرين رأسه ثم ارسلت رياح خفيفة لتجفيف شعر روبين
“هذا ما كنت اقوله لنفسي ايضاً، لكن مرت 5 سنوات على لقائي مع مورين، كيف لم تحدث الموجة السابعة بعد؟ حسب الخط الزمني في كلامه فالموجات الست الاولى حصلوا في اقل من 4 سنوات!” هز روبين رأسه و هو ينظر نحو ايفرجرين، ثم عاد ليغسل جسده العاري، ” هذا بالإضافة إلا ان عذره عن عدم مجيئهم من اجل لقاء أليكساندر و اخذ تقنيات الدرجة الرابعة ليس مقنع ابداً، هنالك العشرات او حتى المئات من ملوك العفاريت، أما كان بإمكانهم ارسال واحد منهم لبضع ساعات؟ بصراحة بدأت اشك انهم…”
*باا* طلقة هواء صغيرة ارتطمت في منتصف جبهة روبين
“اووتش! لماذا فعلتي هذا؟!” فرك روبين جبهته
“همف! انت لا تعرف حتى كم انت محظوظ! تلك المخلوقات المتوحشة ليست مخلوقة لتنصاع لأحد، لكن ان قرروا ان يتبعوا احدهم لسببٍ ما فسيتبعوه للنهاية، او حتى تتصادم مصالحهم على الاقل. طالما إكتسبت ولائهم فكل ما عليك فعله هو اطعامهم و سيكونوا بجوارك دائماً~ بصراحة وجودهم معك لهو مدعاة للحسد، انت فقط لا تدرك قيمة ما تملك في يدك بعد!” ربعت ايفرجرين يدها الصغيرتين
“أطعمهم؟ تتكلمين و كأن الموضوع سهل، أمن اجل ابقائهم بجانبي سيكون علي بدأ بمذابح للأبد؟!” تنهد روبين و هز رأسه بقلة حيلة، لكنه بدى و كأنه لاحظ شئ و صاح فجأة، “… لحظة لماذا تتحدثين بهذه الثقة؟ جنسهم ليس من جرينلاند اساساً! ماذا تعرفين عن العفاريت؟!”
“لن اقول.” اخرجت ايفرجرين لسانها ثم ارسلت رياح لتجفيف بقية جسد روبين، “اسمع يا مالكي المستقبلي، لو لم يكن العفاريت بجانبك لنصحتك ان تبيدهم جميعاً و لا تترك واحد حي، لكن بما انك حصلت ولائهم فنصيحتي لك هى ان تغض البصر! لماذا تشغل رأسك و رأسهم بأمور الولاء و تحدي الاوامر و تلك الروتينيات السخيفة؟ ما المشكلة إن ارادوا ان يأخذوا اوامرهم منك انت وحدك؟ ما المشكلة لو بدأوا بضع حمامات دم هنا و هناك من اجل ملئ بطونهم الجائعة؟ هم ليسوا بشر و يجب ان تفهم ان قدراتهم العقلية مختلفة عنكم، عليك ان تعاملهم بطريقة مختلفة عن بقية اتباعك. فقط تعامل معهم على انهم ضلع في جسدك، الضلع يكون معووج صحيح؟ لو حاولت الضغط عليه سينكسر، و لو حاولت جعله مستقيماً سينكسر، افضل خيار هو تتركه كما هو و تنتفع به قدر المستطاع!”
روبين لم يزح عينه عن ايفرجرين لحوالي دقيقة كاملة، عندما تيقن انها لن تقول كلمة اضافية تنهد و بدأ يرتدي ملابسه، “…في كلامك بعض الصحة على ما اظن.”
“بالطبع في كلامي كل الصحة هاها!” وضعت ايفرجرين يدها في جانبها و بدأت تضحك بصوت عالٍ، ” أهذا يعني انك ستنسى امرهم و ستأتي لتكمل الصقل؟ انت متوقف عند 68% حالياً.”
هز روبين رأسه، “كلا ما زلت انوي الخروج، الصقل من بداية 69% يصبح اصعب بشكل مبالغ فيه و لدي اشياء اريد فعلها في الخارج اولاً.”
“هذا طبيعي لأن كل النسبة المتبقية مُقسمة بين الاباء الاشجار الخمسة! لو ان ديكارت لم يتطوع و يتخلي عن حصته في الصقل عندما شعر بك توشك على الاقتراب من صقل كل النسبة المتاحة لكنت ما زلت الان عالق في الـ 60%! طبيعي ان يكون صقل النسبة المتبقية اصعب بما انك حرفياً تحتاج ان تزيح الاخرين اولاً حتى تأخذ مكانهم!!” بدأت ايفرجرين تلوح بكلتا يديها
“هذا سبب اخر يدفعني للتأجيل حتى اعود، مهاجمة صقل الاباء الاشجار الذي تعبوا فيه لـ 200 الف عام بهذا الشكل بالتأكيد سيبدأ حرب مدمرة، ستأكد من استعدادات الجيش اولاً قبل القيام بهذه الخطوة.” إبتسم روبين و هو يرتدي اخر قطعة من ثوبه الازرق،
هذه المرة ترك شعره طويل ينزل حتى لامس كتفه و ترك لحيته الخفيفة كما هى، مظهره في هذه اللحظة كان يليق بإمبراطور فعلاً
“حسناً حسناً سيد وسيم، لا احد يمكنه ان يثنيك عن شئ عندما تقرر على اي حال، همف! فقط لا تتأخر!!” كتفت ايفرجرين يديها و نظر للجانب، واضح انها كانت منزعجة
لكن روبين اكتفها بإبتسامة و التربيت على رأس تجسيد الهواء الخاص بها ثم ادخل حسه الروحي في خاتم الصوت، (” أليكساندر، احتاج لرؤيتك، اين انت؟”)
(“معاليك؟ انها لبشرى سارة انك خرجت اخيرا، رجاءً امهلني 5 ايام فقط، سأرتب اموري هنا و أتي بأقصى سرعة.”) الرد جاءه سريعاً
(“خمسة ايام؟ لماذا، اين انت بالضبط؟”) رفع روبين حاجبيه، أليكساندر يفترض ان يكون حاكم يجلس على مكتبه هنا فوق التلة المنحدرة و يعطي الاوامر فقط، مغادرته لموقع اخر يعني شلل في بقية مواقع الامبراطورية
بعد دقيقتين كاملتين جاءه الرد، (“رداً على معاليك، انا في اراضي الاب الشجرة لابيكان، الامور سيئة بعض الشئ هنا…”)
(“انت عند الاب الشجرة لابيكان في اقصى الشرق؟ لماذا؟ ما الذي يحدث عنك؟!”) توقف روبين مكانه و سأل مستغرباً، حتى لو كان هنالك حرب فيفترض بأليكساندر ان يبق في المقر و يرسل الاوامر من بعيد، زمن كونه جينرال قد ولى!
بعد عشر دقائق اخرى جاء الرد، (” معاليك انا اسف هل يمكنني ان احدثك لاحقاً؟ علي ان اركز بالكامل على المعركة، في الليل سأجهز الوضع و أتي للمقر فوراً.”)
(“لهذه الدرجة؟!”) حاجبا روبين غرقا، (” حسناً تجاهل الأمر بالعودة يمكنك البقاء حيث انت و ركز على ما تفعله، سأكلم إليزابيث.”)
بعد قليل جاء الرد مجدداً، (“اسف على عدم تواجدي معاليك، بالمناسبة، إليزابيث ايضاً هنا.”)
“……؟!” عقد روبين حاجبيه بعد سماع اخر رد و اخرج حسه الروحي من الخاتم، حتى إليزابيث المسؤولة عن حكم المستعمرات و تسيير الوضع الداخلي ذهبت للجبهة؟ واضح ان الوضع في الخارج كان اسوأ مما يظن..
——————————————————————-
تعليق زيوسي/ يتم حالياً العمل على دفعة فصول هتنزل خلال بضع ايام ان شاء الله
الموضوع التاليالموضوع السابق