“الموجة السابعة.. متى ستكون في رأيك؟” نظر روبين للأسفل للحظة ثم اومئ سأل

هز العفريت رأسه، “لا نعلم، احيانا كانت الموجات تحدث خلال شهرين فقط و احياناً سنة، و فيما بينهم توجد موجات صغيرة لقتل اعداد من عائلاتنا ثم الانسحاب، لذا ملوك العفاريت دائماً موجودون في المقر للتصدي في اي وقت، كما ان ارو و فلورا ايضاً يهاجموا خلسة بين كل حين و اخر لذا الاخ ساكار و الاخ آمون يقفون حراسة طوال الوقت، حتى انا كان يجب ان اكون معهم فنحن لا نعرف متى ستبدأ الموجة السابعة و كم عدد الاباطرة فيها.”

“امون ايضاً دخل نطاق امبراطور؟!” السعادة كانت بادية على وجه روبين

“اجل يا مولاي، في جنس العفاريت حالياً لا يوجد اباطرة سواي انا و آمون و ساكار. انا و آمون أتممنا تطورنا في نفس الوقت تقريباً، و حالياً يوجد عدد من الملوك الاخرين الذين بدأوا عملية التطور ايضاً و لن يطول الامر قبل ان يصبحوا اباطرة ايضاً.” اومئ مورين و اظهر ابتسامته القبيحة، “الموجات الكبرى و الصغرى صنعوا ضغط كبير علينا و قتلوا منا الملايين، لكنهم ايضاً امدونا بكميات لا تنفد من الجثث، مع ان اعدادنا تناقصت للنصف بعد كل هذه المذابح، إلا ان الناجون تتضاعف قوتهم بعد كل موجة، قريباً جداً سيبدأ تطور بقية ملوك العفاريت، كلهم سيصبحوا اباطرة عاجلاً ام اجلاً!”

القشعرير ضربت ظهور الثلاثي في آنٍ واحد، أليكساندر كان الوحيد الذي فتح فاهه حيث نظر نحو روبين و تكلم، “…يبدو انه لا داعي للقلق على العفاريت اكثر معاليك، على اقل تقدير يمكن القول ان تطور العفاريت مرعب، إن لم تأتي الموجة السابعة خلال الاياما لقليلة القادمة و معهم عشر اباطرة على الاقل فسيفقدون فرصتهم للأبد، اخشى انه في ظرف بضع سنين لن يحتاجوا للبقاء خلف تلك الجدار اكثر.”

جابا بدأ يتعرق بشكل خفيف حيث تذكر الكلمات التي قالها مورين قبل قليل… العمالقة لم يكونوا ودودين ابداً إتجاه العفاريت، يسوقوهم من مكان لأخر كالوحوش لإصطياد الـ *اجناس المتدنية* نهاراً ثم يذهبوا لقتل اشبالهم ليلاً، بل و يقتلوا العفاريت التي تصل لقوة معينة و يتركوا واحد فيهم ليكون ملكاً على قبيلته و يسيطر عليهم حتى لا يحاولوا الانتشار و يكون من الصعب العثور عليهم

مختار السماء الاول ابتكر تركيبة بودر التخفي من العفاريت حتى ينجو العمالقة من شرهم، لكن العمالقة استخدموه بأسوأ الطرق ممكنة

و العفاريت لم ينسوا ذلك… بل سيكون غريباً لو نسوه.

حسب كلام مورين فملوك العفاريت كلهم سيبدأوا التطور قريباً، حسب معرفته فكان يوجد حوالي 70 ملك قبل مغادرتهم للمزرعة و هذا الرقم بالتأكيد تضاعف، فمثلاً امون كان مجرد عفريت في المستوى 27 عندما وجده روبين لكنه اصبح امبراطور الان، بالتأكيد هنالك عفاريت اخرى ركبت الموجة و انتزعوا لقب ملك مثل امون!

لو كل هؤلاء اصبحوا اباطرة.. لو كل تلك لوحوش الساخطة اكتسبوا القوة الكافية لإنتزاع انتقامهم من العمالقة… هل سيكون عليه التفكير في الغزو اساساً؟ اولائك السفلة وحدهم سيعرضوا جنس العمالقة لخطر الابادة!!

أما روبين فظل صامتاً و لم يعر انتباها لأليكساندر او جابا، بل وقام بتفعيل عين الحقيقة مباشرةً و نظر نحو العفريت مجدداً…

العفاريت فعلاً كائنات غريبة، عندما وجدهم روبين كان هنالك عفاريت لديهم قوة شخص في نطاق حكيم مع انهم لم يتدربوا مرة في حياتهم، اعتمادهم بالكامل على اكل جثث الكائنات الذكية

و مع ذلك عندما كل تقنيات نظام التدريب الداخلي تمكنوا من التدرب على النظام الجديد بسهولة و بعضهم كانوا اسرع من بعض البشر، مع انهم لم يكونوا اقوى منهم هذا الخصوص، إلا انهم تمكنوا من استعماله و كانوا سريعين بما يكفي!

و عندما رسم عليهم الوشوم الإلهية الخاصة بالعمالقة ايضاً لم ترفضها اجسادهم و اصبحوا اقوى مجدداً!

الان تحت عين الحقيقة كل شئ حول مورين كان ظاهر… نظام التدريب الداخلي لديه لنطاق حكيم مستوى متوسط متخصص في مسار الرياح، و في نفس الوقت يحمل وشم تقوية الجسد الإلهي من المستوى الثالث، هذا الخليط وحده يجعله قادر على مجابهة شخص مثل إليزابيث او فيكتوريا!

لكن لا هذا ولا ذاك كان قوته الاساسية، بل هنالك شئ مختلف تمام حيال العفاريت، نظام غير مسبوق يحول دم الضحايا لطاقة، شئ خاص بهم حتى روبين لم يتمكن من فك شيفرته بعد!

و ما خطب هذا التحول او *التطور* الذي شهده مورين و البقية؟ لقد اصبح اضخم و اقبح و هالته اثقل، لماذا لا يحدث هذا للبشر او العمالقة الذي يدخلوا نطاق اباطرة؟ ما هى كم الاسرار التي يخبئها العفاريت بالضبط؟!

بعد وقت غير معلوم اومئ روبين عدة مرات، “حسناً إذاً، عندما تأتي الموجة السابعة اريدك ان ترسل احد اتباعك ليبلغني، يبدو انه قد حان الوقت لزيارة المزرعة.”
لم يرد مورين مباشرةً بل انتظر بعض ثوانٍ قبل ان يفتح فمه، “…إن كان المولى متفهماً و مستعداً لرؤية ما سيرى، فزيارتك بالطبع ستشرفنا و ترفع معنوياتنا.”

بلع روبين ريقه عن سماع هذا، هذه الكلمات البسيطة من مورين جعلته يتخيل المشهد الدموي حول البوابة الان… تلال من اشلاء الجثث ملقاة في كل مكان و اطفال العفاريت يلعبون حولنا و هم يمسكون اطراف الجثث و يأكلون بسعادة؟

بسرعة هز روبين رأسه ليزيح هذه الخيالات جانباً، و اشار نحو مورين، ” المزرعة قد لا يكون مجرد مزرعة بعد اليوم و قد نحتاج لإدخال اسياد الحرب في المعادلة لو المعارك تجاوزت حد معين من الخسائر، افعلوا ما تشاؤون وراء ابوابكم المغلقة و ابعد أي مشاهد لا يجب ان يراها احد بعيداً عن مرأى العين، مفهوم؟!”

“…حاضر يا مولاي سنحاول.” انحنى مورين قليلاً

ثم نظر روبين نحو أليكساندر، “اريدك ان تجمع تصاميم المصفوفات التي صممتها لحماية التل المنحدر و تسلمهم لمورين ليعمل عليهم الحدادين الإلهيين و رسامي النقوش في مقر المزرعة، تلك المصفوفات ستقلل اعداد القتلى من جانبنا بشكل كبير، اريدك ايضاً ان–”

*قعقعة* *سووووووووش* *بوم!!*

في هذه اللحظة موجة طاقة قوية اندلع داخل الصالة المغطاة اجبرت روبين و البقية على التراجع بضع خطوات، ثم تابعت موجة الطاقة طريقها حتى فجرت سقف الصالة المغطاة و اسقطت الجدران… في غمضة عين وجد الاربعة انفسهم في مكان مكشوف!

“ما الذي–؟!” صاح روبين و نظر نحو المكان الذي جاءت منه الموجة، فوجد ما اجبره على السكوت بسرعة… سيد الحرب قد فقد ذراعاً و بدأ يترنح!

“جوليان، ما الذي يحدث عندك؟!” تغيرت لهجة روبين بسرعة و طار ليقف امام وجه سيد الحرب

“معاليك.. انا لا اشعر اني بخير..” تكلم الحكيم جوليان بضعف، ثم: *قعقعة*

الذراع الاخرى لسيد الحرب سقطت و احدثت موجة طاقة اخرى!

“اررغغ!!” روبين تمكن بصعوبة من الدفاع امام موجة الطاقة ثم صراخ على جوليان، ” أبطل المصفوفة! جميعكم توقفوا عن امداد الوشم بالطاقة فوراً!!”

*فروووووم*

على عكس المشهد المنظم الذي كان يتخيله روبين، و هو تباطؤ امداد الطاقة تدريجياً لسيد الحرب حتى يصغر شئ فشئ حتى يختفي، الواقع ان سيد الحرب انهار ككومة من طين ثم اختفت الطاقة اثناء سقوطها و قبل ان تلمس الارض حتى

*لهاث* *لهاث..*

و عندما نظر تحت سيد الحرب رأى ايضاً مشهد لم يكن متوقع، الـ 5500 قديس و حكيم كلهم مطروحون على الاض يلهثون و كأنهم كانوا في سباق ضد الموت، ربما لو جلب طفل عمره 12 عام في نطاق فارس سيتمكن من قتلهم جميعاً الان!

” أليكساندر، احضر فرقة من قوات الحياة بسرعة!” صاح روبين خلفه، ثم تقدم بسرعة نحو الحكيم جوليان و الذي كان في حالة اسوأ حتى من بقية الجنود خلفه، ” هل انت بخير؟!”

“هاا.. هاا.. هذا التابع بخير، معاليك، انا فقط مرهق.. قليلاً..” اخرج جوليان الكلمات بصعوبة، ثم اختفى بؤبؤ عينه تحت جفنه و فقد الوعي

من Zeus

-+=