“ماذا قلت للتو؟ …أباطرة؟ ماذا تقصد بأباطرة بالضبط؟!” توقف روبين عن التمشى ذهاباً و اياباً و نظر نحو ملك العفاريت مورين بذهول، جابا و أليكساندر ايضاً تغيرت ملامحهم بالكامل

“أباطرة ايها المولى، اقصد اباطرة قتاليين مثلي و مثل ذلك العملاق القزم، كان هنالك اثنان منهم في موجة الهجوم السادسة.” وضح العفريت كأن الامر لا يعنيه
جابا صاح فجأة عندما سمع هذا، ” اباطرة قتاليين حقيقيين؟! لماذا انتظروا حتى الموجة السادس ليظهروا انفسهم؟ و لماذا اثنان فقط؟ أهذا لعبة بالنسبة لهم؟!”
لكن العفاريت تجاهل صياحه بالكامل، هو لم يكن في مزاج يسمح له بشرح شئ لعملاق نيهاري

“لا، هذا لم يكن يجب ان يحدث… لقد طلبت من المستبصر كواكب من اجل تنمية جيشي و ليس من اجلي تدميره!!” عاد روبين للنظر نحو قدمه للحظة بعينان مفتوحتان على اخرهما ثم بدأ يتحرك مجدداً، ” لقد تناسيت حقيقة اختيار لجرين لاند مع ان الاباء الاشجاء يعتبروا اباطرة و قلت لنفسي انه لا يقصد لأن الاباء الاشجار السبعة لا يمكنهم التحرك او الانتفاع من قوتهم بشكل مباشر، لكن الان حتى كوكب المزرعة فيه اباطرة حقيقيين و يمكنهم المشاركة في المعارك بأنفسهم؟ ما الذي يعنيه هذا؟!”

رفع العفريت ذراعه و لوح بسرعة عندما سمع روبين يتكلم في اشياء كبيرة، “ايها المولى، لا اعرف بشأن ذلك الاتفاق لكن يجب ان اذكر شئ هنا لتوضيح الوضع بشكل كامل اولاً، هذين الإمبراطورين الذان ظهرا في الموجة السادسة نعرفهما جيداً، احدهما هو آرو سيد قبيلة ثور البرق و الاخرى هى إبنة زعيم قبيلة تنين اللهب فلورا، انهما عبقريان صغيرا السن ربما في عمر هذا العملاق القزم او اكبر بقليل فقط، لقد كانا احد اوائل القادة الذين جلبوا اتباعهم لقتالنا من الموجة الاولى و ظلوا يهاجمونا حتى الموجة الخامس، بل كانوا يأتون في غارات للقتل و الهرب ما بين الموجات. ساكار و امون و انا و حفنة قليلة من ملوك العفاريت كان يمكننا التصدي لهم و اجبارهما التراجع مع انهما كانا قمة مستوى حكيم مثلنا في ذاك الوقت.”

توقف روبين مجدداً و نظر نحو العفريت، “… هل تقول ان كلاهما لم يكونا قد دخلا نطاق امبراطور عند موجة الهجوم الخامسة، و اصبح كلاهما امبراطورين فجأة في الموجة السادسة؟”

“هذا صحيح، لقد اخترقا لنطاق امبراطور مباشرةً بعد ظهور الاخ ساكار بيننا، و كان هنالك اثنان ايضاً لا ثالث لهما، لا بد ان القبائل المحلية كانوا يعتقدون ان صنع امبراطورين فقط سيكون كافٍ للقضاء على الامبراطور الخاص بنا و حسم الحرب لصالحهم، لكن لسوء حظهم، لقد كانوا في مواجهة ساكار!” اومئ العفريت و تكلم بفخر، “مع ان آرو إستخدم الدرجة الرابعة من احد القانون الرئيسي للبرق و فلورا إستخدمت الدرجة الرابعة من القانون الرئيسي للنار، إلا ان ساكار ببساطة وحش، لا يُهزم ولا يُزحزح، في رأيي كان عليهم صنع 8 اباطرة اخرين ليكون لديهم فرصة هيعهيع… هيع؟”

“………..”

“………..”

“………..”

العفريت مورين اضطر لقطع ضحكته في منتصفها عندما شعر بنظرات الثلاثي روبين و جابا و أليكساندر عليه الحادة كالسكاكين على جسده، كلهم كانوا ينظرون نحوه بلا كلام لبضع ثوانٍ و كأن ارواحهم غادرت اجسادهم، ثم فجأة انفجروا جميعاً كل واحد بسؤال!

أليكساندر: “حسب الفترة الزمنية التي تتكلم عنها فالفارق بين الموجة الخامسة و السادسة لن يتخطى 6 اشهر، كيف يعقل ان يظهر امبراطورين في هذه الفترة الزمنية القصيرة، بينما لم يكن موجود اياً منهم من قبل؟”

جابا: ” ماذا تقصد بأن القبائل المحلية *صنعوا* امبراطورين فقط؟ كيف يمكن صنع أباطرة؟!”

روبين: ” تقول انهما استخدما الدرجة الرابعة من مسار البرق و مسار النار؟ هل انت متأكد تماماً مما تقول؟ هل كانا يستعملان نظام الطاقة الداخلي مثلما جاء في تقريرك الماضي حقاً!؟”

تظاهر العفريت انه لم يسمع أليكساندر و جابا، ثم رد نحو روبين بسرعة، ” بالطبع ايها المولى انا متأكد، مع ان تلك الكائنات يستخدمون اوشام غريبة لتعطيهم دفعة في قوتهم إلا انهم يستعملوا نظام التدريب الداخلي ايضاً، لقد رأيت و اختبرت و تدربت على نظام الطاقة الداخلي لأكثر من ثلاث عقود، كيف اغفل عنه؟ آرو و فلورا كانا بلا شك يستعملها هجمات من نظام الطاقة الداخلي و كانت الهجمات قوية كفاية لمسح اقسام كاملة من جيشنا، كانت قوة تفوق حدود نطاق حكيم بشكل كبير، لذا عرف جميعنا فوراً انها من الطبقة الرابعة، حتى الاخ ساكار لم يتمكن من هزمهما او حتى اصابتهما اصابة خطيرة، لولا قدرة بحر الدم التي اكتسبها الاخ ساكار و التي استخدمها لتحييد تأثيرهما و اجبارهما على التراجع في النهاية لكان كلاهما كافيين للعيث فساداً في جيش العفاريت كله.”

عقد روبين حاجبيه حتى تلاحما، *يمكنهم في المزرعة استخدام الدرجة الرابعة من القوانين بدون مشكلة نقل الطاقة؟ هل وجد سكان كوكب المزرعة الحل الذي كنت اسعى للبحث عنه؟*

“…الاخ مورين، بالنسبة لأسئلتنا…” عندما وجد أليكساندر ان العفريت صمت بالكامل قام بتذكيره

“ششششـ..” وضع العفريت اصبعه على فمه

بعد بضع دقائق من التفكير العميق رفع روبين نظره مجدداً نحو مورين، ” اجب ان اسئلة زميليك.”

“حاضر ايه المولى، اجابة سؤالي الحاكم المؤقت و العملاق القزم هى واحدة، و هى اجل انه لم يكن هنالك اباطرة في كوكب المزرعة قبل الموجة السادسة و هذا شئ متأكدين منه بالكامل، و اجل نحن لدينا بعض الدلائل انه تم صنعهم، كيف لا ندري، لكن شئ حصل لهما دفعهما لنطاق امبراطور عنوةً على الرغم من كمية الثغرات في قوانينهما.”

“ما الذي يجعلك تقول هذا؟” سأل روبين بإهتمام

“هذا بسبب مساجين الحرب من القرى و القبائل التي نهاجمها منذ بداية غزو المزرعة، كلهم كانوا يرددوا ان عقاب السماء سينزل علينا لو استمررنا في ما نفعله و ان حراس العالم قادمون لا محالة, و اشياء كهذه. في البداية كنا نحسبها طريقتهم لزرع الشك في قلوبنا، لكن عند ظهور ثور الرعد آرو و تنينة اللهب فلورا اخذ الملايين منهم يصيحون متحمسين بإسم *حراس العالم*” رد مورين بلا ادنى تغير في ملامحه او صوته و كأنه يحكي ماضي سحيق، “ربط كل هذه الاحداث ببعضها، مع حقيقة اننا كنا نعرف آرو و فلورا لفترة طويلة و تقاتلنا معهم عشرات المرات من قبل، جعلنا نقفز لإستنتاج ان هنالك شئ ساعدهم بطريقةٍ ما.. ام ترانا مخطئين ايها المولى؟”

“…لا انتم لستم مخطئون، هنالك فعلاً شئ غريب يحدث في المزرعة، شئ قد يكون المفتاح للكثير من الاشياء التي تؤرقني.” نقر روبين على ذقنه ببطئ، “هل يمكنكم القبض على هذا الـ آرو او فلورا من اجلي؟”

“هذا سيكون صعب بعض الشئ يا مولاي.. كيف يمكن القبض على إمبراطور حياً؟ مع اننا نواجه الموجات الكبرى كل بضع اشهر إلا اننا محاصرون على الدوام و القتال لا يهدئ ابداً، لو حاول احدنا وضع قدمه خارج السور الذي بناه لنا الحدادين الإلهيين يجد مجموعة صغيرة تنقد عليه، ولا يمكننا تنظيم جيش كبير للذهاب لمقر قبيلة ثور الرعد او تنين اللهب ايضاً لسببين، الاول انهما من اقوى قبائل المزرعة و سيتحتم علينا ارسال جيش ضخم و هذا سيعرض بوابة الفضاء خلفنا لخطر كبير، ثانياً هم يعيشون في بيئة خطرة هم معتادون عليها و ستكون الافضلية لهم، و بالفرض اننا قمنا بكل شئ بشكل مثالي هم ما يزال بإمكانهم تفكيك قبيلتهم و يهربوا في منتصف المعركة، على الاقل آرو و فلورا سيتمكنوا من الهرب!” هز مورين رأسه، ” لكن إن كان ولابد ان تحظى بواحد، فأنا اقترح ان تنتظر حتى الموجة السابعة، عندما يأتوا لحد عندنا يمكننا ان نعزل احدهم و نقبض عليه بطريقةٍ ما.”

من Zeus

-+=