“اررغغغ!!”
“تراجعوا!!”
*بووم* *بووم*
الاذرع الصخرية بسرعة نجحت في القبض على 3 منهم ثم سحبتهم لتحت الارض بسرعة، اما اقواهم المدعو ماهوبال تمكن من تدمير 3 اذرع و القفز للخلف بسرعة حتى ابتعد عن الفجوة الهائلة في الارض و سحب معه اقرب عملاق من رفاقه
*كررررر…*
“ما هذا بحق الجحيم؟!” صاح العملاق ماهوبال و هو يرى الأيادي الصخرية تُسحب لداخل الارض مجدداً و الفجوة في الارض تنغلق على نفسها، بسرعة رفع يده و استجمع كل قوته ثم ارسل قبضة تلو الاخرى، و بعد قليل من التردد من فعل الصدمة تبعه العملاق الاخر معه فأخرج الفأس المعلق على ظهره و بدأ يهاجم الارض
اصوات الصراخ و الانفجارات كانت عالية جداً لكن لم يجرؤ احد على فتح باب او شباك ليرى ما يحدث، قبل قليل هم شاهدوا بأنفسهم مدى جنون اولائك العمالقة الخمسة، كما انه لا احد يريد ان يكون ضحية للشبح الغاضب!!
*بوم* *بوم*
استمر الهجوم لعدة ثوانٍ لكن الارضية كانت قد إلتحمت مجدداً على اي حال، مهما حاولوا لكم الارض لم يجدوا سوى المزيد من التراب و الصخور.. بدى و كأن اصحابه الثلاثة قد تبخروا
“ما كان هذا.. ما كان هذا؟! لا.. لا.. انه الشيح الغاضب! الشبح الغاضب!! يجب ان نخرج من هنا!!!” العملاق الذي كان يحمل الفأس ألقاه جانباً و بدأ يتراجع للخلف ببطئ بجسد يرتعش، ثم فجأة لف جسده و بدأ يركض بسرعته الكاملة!
لكنه لم يذهب بعيداً، فجأة احد اعمدة الإنارة في الشارع تحرك كالأفعى فقامت بلف نفسها حول العملاق، ثم فُتحت الارض اسفلها فإختفى العامود و معه العملاق بصرخة تمزق الأذان، ” لاااااااااااا—!!!”
عندما سمع ماهوبال الصرخة و رأى صاحبه و هو يختفي في الارض و كأنه يقف على رمال متحركة، اخذ خطوتين للوراء بشكل لقائي و اخذ ينظر حوله بجنون، ” من…؟ من انت؟ ماذا تريد منا بحق الجحيم؟ يمكنني اعطائك كل شئ تريده، توقف فحسب!!”
*سوووش* *سوووش* *سووش*
الاجابة الوحيدة التي لاقاها كان ان كل الاعمدة من حوله هاجمته كأفاعي وجدت فريسة، حتى الطوب المُقوى الذي يُشكل الطريق تسلل و قبض على قدميه!
“عااااااااا!!” ضرب ماهوبال قدمة بدون رحمه فسحق اصابعه، ثم تجاهل الالم و قفز بعيداً عن هجوم اعمدة الانارة، كان واضح انه يحمل وشم هجوم من نوع الرياح او البرق لأن سرعته كانت غير منطقية، بعدما قطع مسافة لا بأس بها و تمكن من تفادي على العقبات في طريقه و تأكد انه يمكنه الهرب حياً، نظر خلفه و صاح، “ااااه لا تحسب ان هذا انتهى، انتظر حتى اخبر جلالته، انت في عداد الموتى حتى لو اضططرنا لقلب هذه المدينة رأساً على عقب!!”
*تاك*
في هذه اللحظة اصطدم العملاق بشئ اوقفه فوراً، شئ جعله يشعر بالبرودة في كل اطرافه..
عندما نظر العملاق للأمام ببطئ فوجده شخص قصير بوجه قبيح ملئ بالندوب لدرجة ان الجزء الايسر من خده غير موجود تقريباً
حتى هو، العملاق ماهوبال، الذي قتل حتى تحولت الانهار لدماء، كان عليه ان يعترف ان لم يرى في مثل بروده هذه الاعين في حياته… ثم نظر للأسفل فوجد سيفين قصيرين يخترقان بطنه
“انت.. ايها الـ– همممم!!!” قبل ان يتمكن ماهوبال من قول كلمة اخرى او رفع يديه لإلقاء لكمة، جاء عدة اشخاص اخرون من خلفه و قاموا بتقييد ذراعيه و قدميه و تكميم فمه
افلت الشخص ذو الندوب السيفين و سمح للعملاق بأن يسقط على الارض و هو يحاول الصراخ من الالم و الرعب، ثم اكتفى بالإيماء نحو رفاقه ببرود، ” احسنتم عملاً، عودوا لمواقعكم.”
*سووش* *سووش*
عواصف رياح صغيرة تشكلت حول اجسادهم و اختفوا في لمح البصر
اما ذو الندوب فرجع و امسك العملاق المُكمم من قفاة و عاد إلى نفس الاتجاه الذي كان يهرب منه العملاق حتى استقر داخل حارة ضيقة، و ألقاه مجدداً على الارض، ثم رفع وجهه و بدأ يُكلم الجدار، “خذه لعندك و افعل ما عليك فعله، هو ما يزال محتفظ بحياته…”
*كررررككـ*
“همممم! همممممممم!!!!!”
الارض تحت العملاق انشقت مجدداً و بدأت تبتلعه ببطئ متجاهلةً صراخه المكتوم المرتعب
ثم بدأت الاحجار التي تشكل الجدار امام ذو الندوب تتحرك و تبرز حتى شكلت وجهاً، و الوجه بدأ يتكلم: ” لقد اتعبتك معي اخي الثالث، لم اقصد إقحامك في اموري.”
“ريتشارد، لا اريد ان اسمعك تقول هذه الاشياء الحمقاء مجدداً فأمورك هى اموري، الان هلا فسرت لي لماذا خاطرت بكل شئ كنت تبنيه منذ سنوات؟ ضحاياك دائماً كانوا وحدهم او في مستوى يمكنك التعامل معهم بسهولة، لماذا رفعت المقياس فجأة هذه المرة؟ هل تعرف ماذا كان ليحدث لو تمكن هذا العملاق من الهرب؟” عقد ذو الندوب، او بيون، وضع يده خلف ظهره و تكلم معاتباً
الوجه الحجري اظهر تعابير قلقة و كأنه طفل يتم نهره، “انت تعرف اني احتاج اولائك الاسرى لأمتص المزيد من طاقة الحياة و اقوى جيشي، لو انتظرت حتى امتص الحياة من عملاق واحد كل بضع اشهر فلن اجمع ما يكفي لأنفذ خطتي ابداً.”
عقد بيون حاجبيه المشوهين، “و هل تراني اخبرتك ان توقف عمليات الاختطاف؟ بالعكس، فمنذ غادر ثيو للعناية بشؤون سيوف الظل و انا اخذت مكانه لحمايتك لاحظت اختفاء عملاق او اثنين يومياً في محيط منزلك، و بعدها المعدل اخذ يزداد حتى اصبح يختفي عملاق كل ساعة تقريباً! و عندما تحريت عن الامر و لاحظت انك انت من تفعل هذا و انا اعرض عليك ان اصطاد لك من تريد حتى لا تخاطر بكشف نفسك لكنك كنت ترفض المساعدة مني و من بقية فريق الرياح، لكنك اليوم خاطرت بكل شئ و هاجمت مجموعة كبيرة و واحد منهم كان قوي عليك لتتعامل معه من هذه المسافة الكبيرة.”
” لا تقلق يا اخي، دائرة نفوذي تمتد الان لكيلومتر في جميع الاتجاهات، و في هذه المدينة يعيش اكثر من عشرة ملايين عملاق، من يمكنه ان يربط احداث الاختفاء بي؟ انت تمكنت من تخمين اني الخاطف فقط لأن لديك معرفة عن نار الحياة و لأنك تراقب محيط منزلي ليل نهار، احد اخر ما كان ليربط هذه الحوادث بي ابداً.” اظهر الوجه الحجري ابتسامة لطيفة، ثم نظر بعيداً
اشار بيون نحو الوجه الحجري و صاح، “هراء! ربما هذا كان في البداية عندما كنت تخطف واحد اثنين يومياً كان يمكن لقول انهم تركوا المدينة او ماتوا في قتال مع العصابات او شئ كهذا، لكن كم اختطفت للحين؟ ليس اقل من عشرة الاف عملاق صحيح؟ و كلهم اشداء مستعملي قوانين ايضاً! افعالك انتشرت كالنار في الهشيم و فرق بحث تأتي من كل مكان للبحث عن السبب، اضطررت انا و انصال الريح اضططرنا لنشر شائعة عن وجود شبح غاضب على قبيلة عزيل و يحاول النيل منهم، بعضهم صدق القصة و بدأوا يأتون بالدجالين و السحرة، و البعض الاخر ما يزالوا يحاولوا السعي خلفك حتى هذه اللحظة.”
“لكنك تضع لهم أدلة مزورة لتقودهم بعيداً او تقتلهم ببساطة…” إبتسم الوجه الحجري
غضب بيون هدأ قليلاُ و انزل يده، “…انا لم اعد افهمك.”
عينا الوجه الحجري ذهبت للجانب قليلاً، “…بصراحة عندما سمعتهم يتكلموا عن انهم من قبيلة بازونا إرتأيت ان اختفائهم هنا سيحدث فجوة بينهم و بين قبيلة عزيل، لم استطع مقاومة الفكرة.”
“..كراهيتك لقبيلة عزيل متأصلة داخل قلبك، لكنك ذكي جداً على ان تعميك هذه الكراهية، أكنت تعرف اننا سنساعدك لو خرجت الامور على السيطرة؟ كما انك كنت تعلم بما افعله للتغطية عليك طوال الوقت و لم تقل شيئاً… هل اخيراً قررت استخدام المساعدة التي ارسلها لك ابوك؟” بيون فرح قليلاً
ظل الوجه الحجري صامتاً قليلاً، “… انا مدين لك و له بواحدة.”
” ايها الوغد العنيد…” هز بيون رأسه، ثم عاود لينظر نحو الوجه الحجري مجدداً، ” اخبرني إذاً متى ستجمع ما يكفي من طاقة الحياة للهرب؟ ارى انك حالياً يمكنك احياء الارض حولك لمسافة كيلومتر و تهريب اشخاص احياء تحت الارض، ألا يعني هذا انه يمكنك تُهرب نفسك الان؟ ما الذي يمنعك؟ لو كنت تقلق من مراقبة اباطرة قبيلة عزيل يمكنني التواصل مع ثيو و تجهيز حادثة لإشغالهم جميعاً لفترة كافية تهرب خلالها، ما رأيك؟”
“…اجل يمكنني الهرب في اي وقت اريد، لكني لن افعلها بهذا الشكل… ما يزال امامي عمل عالق هنا.” الوجه الحجري تكلم بصرامة، ” شكراً لك مجدداً اخي الثالث بيون، قد احتاج مساعدتك مجدداً قريباً.”
*كررررككـ*
وقف بيون بوجه مذهول و هو يراقب الوجه الحجري يختفي… أي عمل عالق؟
أيعقل ان هذا الفتى يفكر في الانتقام من قبيلة عزيل كلها بنفسه؟
الموضوع التاليالموضوع السابق