” يبدو ان السماء قد باركت عائلتكم يا بيلي..” احد الشيوخ في المجلس قالها ناظراً نحو قيصر ” و من تابعيك بالضبط ايها الشاب؟ أصدقاء، أم..؟”

“انهما عبدان تابعان لي”

“عبدان؟ مجرد.. عبدان؟!” استغرب الحضور كثيراً، خاصة القديس القادم من دوقية آلتون برقت عيناه..

تقدم الأمير ويليام بضع خطوات و وضع يده على كتف قيصر ” بعد احدهما لي، سأدفع مليون عملة ذهبية.”

“هاها سموك انت لا تحاول خطف عبيد شاب من مؤسستي، صحيح؟” صوت فليكس برادلي ظهر ضاحكاً

“ااه كان علي المحاولة.” ويليام هز كتفيه و عاد لمجلسه

“فليخبرني احدكم لماذا قٌتل إبن اخي!” صرخ القديس التابع لدوقية آيفرين

“…إن لم أكن مخطئ، فمملكة دوليفار تحاول سحبنا نحو حرب.” قالها الأمير ويليام

“حرب؟!” تفاجئ الحضور، هذه لم تكن مسئلة بسيطة ابداً

” إنن، الثلاثة الذين تم إستهدافهم هم الدوقيات الحدودية مع دوليفار، هذا بالإضافة للمعاملة السيئة الغير مبررة منذ جئنا.. اخشى انهم يحاولون حثنا على بدأ حرب إقليمية بين الدوقيات الحدودية.”

تدخل رجل متوسط العمل من دوقية ستانلي ” انا ايضاً أوافق على هذه النظرية، عائلة تينلي تسيطر على الدوقية التي تقعد على الحدود معنا، و المدعو مايكل تينلي الذي قتله قيصر إستفز قريبي و هو يتجول في احد الأسواق قبل يومين من بدأ حدث الصيد.”

“انت ايضاً؟ لقد فعل نفس الشئ مع إبن اخي!”

“حصل نفس الشئ معنا ايضاً” تدخل القديسين من آلتون و آيفرين

” تأكد الأمر إذاً! واضح انهم يريدون لأصابع الإتتهام جراء موت شبابنا ان تتوجه نحو مايكل تينلي، لكن لم يحسبوا انه سيموت هو ايضاً هاهاها” ضحك فيلكس بصوت عالٍ،

لم يحاول فيلكس مراعاة مشاعر أقراب الموتى.. فكل الموجودين قديسين عاشوا لمئات السنين و لم يهتموا لحياة او موت عباقرة عائلاتهم الرُضع في أعينهم، هم مهتاجون فقط بسبب مظهرهم و شعورهم انه يتم التقليل من عائلاتهم.

“ألا يمكنهم فقط مهاجمتنا إن كانوا يريدون؟ لماذا كل هذا العناء؟” قيصر لم يستطع كبح فضوله و سأل

قهقه فيلكس ” انت ما تزال غِر في أمور السياسية، في قديم الأزل كان هنالك مئات الممالك الصغيرة المتحاربة، بعد عصر من الحروب الطاحنة تم تشكيل الممالك الثمانية و الإمبراطوريات الأربعة الحالية.
الممالك الحالية كلها قوية و مستقرة و لا يريدون لذلك الإستقرار ان يتزعزع، لهذا قاموا بتشكيل بضع معاهدات و عمل تحالفات فيما بينهم و حتى كتابة قوانين عامة لتنظيم الشؤون حتى لا ترجع الحروب كما كانت،

من ضمن هذه القوانين انه يجب ان لا تقوم حرب بدون سبب قوي، و يجب على النبيلين المتحاربين حل مشاكلهم معاً بدون طلب المساعدة من العائلة الملكية،

مثال على ذلك هو بيون كامدين، احد عبيد قيصر، قمت ببضع ابحاث عنه و عرفت انه إبن عائلة كامدين من مملكة المياه الراقدة، كان الماركوس روفوس من دوقيتي بالإغارة عليهم فقتلهم جميعاً و باع البقية كعبيد عندنا و ضم أراضيهم لنفسه، لالعائلة الملكية للمياه الراقدة لم تقل شيئاً!

على العائلة الملكية أن تتدخل و تحشد لحرب شاملة في حالتين فقط: الدفاع عن النفس ضد إختراق قانون ، أو إن تطورت الحرب بين نبيلين فتوسعت و هددت بهدم أساسات المملكة”

“قوانين؟ من يشرف على هذه القوانين؟ ماذا سيحدث إن قررت مملكة دوليفار مثلاً مهاجمتنا الأن بلا سبب؟” سأل احد العباقرة الصغار

“المشرفين و المعاقبين بالطبع هم الإمبراطوريات الاربعة، إن وقع خرق للقوانين يتم تشكيل لجنة من أربعتهم لمعاقبة المملكة التي إخترقت احد القوانين, لو كان إحتراق القوانين حاد جداً يمكن حشد جيوش من بقية الممالك التي لها حدود مع تلك المملكة لإبادتها و تقسيم الأراضي بينهم! ان كانت هنالك مملكة مشاغبة فلتفنى افضل. لا احد يريد لعصر الحروب ان يعود.. عالمنا بدأ ينسى رائحة الدم و يلتقط أنفاسه مؤخراً فقط.” فيلكس هز رأسه

“إذاً مملكة دوليفار يريدون حث أحد أو كل الدوقيات الثلاث على مهاجمتهم بشكل منفرد؟ .. ماذا سيجنون من هذا؟” قيصر عقد حاجبه

“اجل هذا ما يخططون له، الهجمات الفردية على الحدود شائعة و أسبابها كثيرة، الأراضي الحدودية يتغير مالكيها بإستمرار، لذا لا يمكنني تحديد سبب فعلتهم، إلا إذا…” توقف فيلكس عند هذه النقطة
“إلا اذا ماذا؟” سأله بيلي

“.. إلا إذا تريد عائلة دوليفار الملكية إستغلال قانون انه يجب وجود سبب للهجوم و يتدخلون في الحرب بشكل كامل.. فبعد كل شئ هم كانوا يخططون لإبادة شبابنا بدون ترك أي شهود، ما كان ليكون لدينا دليل سوى حدسنا الذي تراكم بسبب معاملتهم السيئة.”

“لحظة لحظة… انت تقول ان مملكة دوليفار يريدون بدأ حرب شاملة على الشمس السوداء؟!” وقف احد القديسين مذعوراً

“تخيلاتك ذهبت لبعيد يا فلكس، المملكتان متساويتان في القوة، بل يمكن القول اننا اقوى بقليل! ماذا ستجني دوليفار من شئ كهذا؟”

“كيف اعلم انا! إن كان لدى احدكم تفسير اخر فليتفضل و يقوله.”

عم الصمت على المكان.. ما قاله فيلكس كان بالفعل أقرب نظرية للحقيقة.

السيناريو لترتيب هجوم دوقيات الشمس السوداء عليهم كما يحدث دائماً في الحروب الحدودية، لكن هذه المرة ينشرون أمام العالم انه هجوم غاصب بدون وجه حق لأن لا يوجد دليل على سبب الحرب.. فتتدخل العائلة الملكية لدوليفار بكل قواتها و تبدأ حرب ملكية جديدة.

بهذه الطريقة ستتجنب مملكة دوليفار الخطر من بقية الممالك و الإمبراطوريات عن طريق التحايل على القانون، في الحقيقة الخطة بسيطة نوعاً ما ، لكن عواقبها شنيعة..

ما الذي يعطي لمسؤولي مملكة دوليفار الشجاعة للتفكير في بدأ حرب بهذا المقياس بعد حالة السلام العالمي الذي دامت لأكثر من ألفي عام؟ مجرد تفكير دوليفار بإحتمالية حرب بهذا المقياس يعد خطر هائل..

الحديث هنا عن حرب محتملة بين قوتين عظمتين قامتا بتعظيم جيوشهما و شحذ قوتهما على مدار ألفي عام، أمام قوة جارفة لجيوش كهذه.. الضحايا سيتم تقديرهم بمئات الملايين!

“اوف.. لولا قيصر لسقطت مملكتنا في بئر عميق

من Zeus

-+=