“قل هذا مجدداً..؟” امال روبين رأسه للأمام، من لهجه واضح انه لم يبدو سعيد جداً
تردد أليكساندر قليلاً، “…ملوك العفاريت يرفضون الإستدعاء لإستلام تقنيات الدرجة الرابعة من القوانين”
*كراااك*
سحق روبين يد مقعده و بدون قول كلمة نظر نحو جابا نظرة متسائلة، و الذي بدوره رفع كتفيه ليعبر انه لا يعرف شيئاً عن الموضوع
“جيد.. جيد جداً..” اومئ روبين عدة مرات بغيظ ثم اخرج عُدة الكتابة و بدأ يكتب شئ بخط يده، ثم ختمه بالختم الامبراطوري و سلمه لأليكساندر، ” اذهب بنفسك فوراً للقارة المركزية و اعط هذه المرسوم للعفاريت، إن لم يعطوك سبب مقنع لعدم قدرتهم على المجئ، او إن لم يظهر احد أمون او مورين او ساكار أمامي خلال سبعة ايام… فلا حاجة لهم ان يأتوا مجدداً!”
“لا اظن ان هذه ستكون فكرة جيدة…” لوح جابا بسرعة ليحاول تهدئة معلمه
” انا من وضعت أليكساندر في القيادة و عصيانه هو تحدي لأوامري، غير مسموح لأحد بعصياني مهما كان هويته.. لا احد!” رفع روبين يده في وجه جابا، ثم نظر نحو أليكساندر مجدداً، ” ما الذي تنتظره؟ هيا ابدأ رحلتك.”
اخذ أليكساندر شهيقاً عميقاُ ثم وقف وانحنى قليلاً، ” سأتحرك فوراً،” و بدأ يتقدم نحو الباب
لكن بعد اخذ بضع خطوات سمع صوت قادم من الخلف اوقفه، ” اه صحيح، قبل ان تبدأ رحلتك اريدك ان تجمع لي 500 حكيم و 5000 قديس و ترسلهم صالة التدريب المغطاة بأقصى سرعة.”
إلتف أليكساندر بحاجبين مرفوعين، لكنه لم يسأل عن السبب بل انحنى مجدداً ليؤكد انه تلقى الامر، ثم تابع طريقه حتى اختفى عن الانظار
بعدما غادر أليكساندر، نظر جابا نحو مُعلمه ببعض الخوف، ” العفاريت… قد لا يتلقوا هذا الأمر بصدر رحب.”
سند روبين ظهره على كرسيه، ” لا تقلق انا اعرف شدة ولائهم لي، و بغض النظر عن ولائهم لا تنس ان كل ملوك العفاريت القدامى اقسموا على الولاء لي قبل ان يستلموا التقنيات التي حولتهم من مواشي تُساق إلى قوة لا يستخف، لذا حتى ان لم يحبوني بكل قلوبهم فأنا على الاقل واثق من قوة القسم في الوقت الحالي… هم غالباً يريدون ان يقولوا لأليكساندر انهم لا يعترفوا به و انهم يأخذوا اوامرهم مني انا فقط، لكن كيف اسمح بهذا؟ هل علي ان ادير كل شئ بنفسي للأبد؟ هل سيجبروني على قيادة الحروب الميدانية بنفسي كل مرة؟ هذه سخافة و يجب ان اقرص عليهم، لا داعي للقلق هم بالتأكيد سيأتوا عندما يروا المرسوم الامبراطوري.”
“لكن ماذا إن اعتبروا طريقة استدعائك لهم اهانة؟ ماذا عن تحدوك و لم يأتوا خلال السبع ايام!؟” شدد جابا على السؤال، مع انه لم يكن يعرف قوة العفاريت الحالية، إلا انه يعرف ما يمكنهم فعله، ” و مع اني اعرف بشأن قسمهم على الولاء لك، إلا ان المزيد من ملوك العفاريت يظهروا بين كل حين و اخر لديهم نسل دم قوي و موهبة عالية مثل اسلافهم، كما ان ارواح القدامى تصبح اقوى كل يوم و انت لا تعرف إلى متى سيستمر مفعول القسم عليهم! ..انا فقط اقول ان نتبع الطريقة اللينة افضل.”
“… لا داعي، لقد عنيت ما قلته، لن اسمح بوجود عصيان تحتي مجدداً، إن لم يأتني رد شافي خلال سبع ايام حينها سننسحب من جرينلاند و نتوجه نحو القارة المركزية فوراً.” اعلن روبين بنبرة باردة تملأها نية القتل
“……..” جابا كان على وشك ان يقول شيئاً اخر لكن صمت عندما رأى النظرة الحازمة على وجه مُعلمه، لذا غير الموضوع بسرعة، ” إذاً.. 500 حكيم و 5000 قديس، هاه؟”
“…” بدى روبين و كأنه تذكر شئ ايضاً بعد كلمات جابا فبدأ يكتب شئ ايضاً لبضع دقائق بعدها سلم اللفيفة لجابا، ” احضر هذه الموارد و اسبقني نحو صالحة التدريب المغطاة، و احضر بضع اسياد نقوش ايضاً، لا يشرط عدد معين فقط احضر افضل المتوفرين.”
“همممم… عصارة نخل الشهبندر الاحمر، رمال البحر الازرق، نشارة خشب اشجار السحاب، دماء وحش مستوى حكيم من نوع الكركدن، ..إلخ إلخ~ كل واحدة من هذه الموارد تستخدم كأحبار لرسم النقوش، لماذا جلبت انواع عديدة منها؟ و لماذا لم تطلب معادن او جلود للرسم عليها؟ و لماذا هذه الكميات الكبيرة؟”
“…….”
عندما وجد جابا ان ما قابله كانت نظرة مُعلمه الباردة، كح مرتين ثم تحرك بخطوات سريعة نحو الباب، “احم، سأجمعهم على الفور!”
————————-
بعد ساعتين– فوق التلة المنحدرة
*خطوة* *خطوة*
“هاي باتريك، انتظر! هل تم إستدعائك لصالة التدريب المغطاة من قبل الحاكم أليكساندر ايضاً؟”
نظرشاب يبدو في اواخر العشرينات خلفه فوجد أخر يركض نحوه بوتيرة بطيئة، ” جيمي، انت ايضاً تم استدعائك؟ هذا غريب، كنت اظن اني اقترفت خطأ ما اثناء تأدية خدمة الحراسة الليلة، هذا مريح..”
” لا لا نحن لسنا واحد من تم إستدعائهم، سمعت ان معظم القديسين و الحكماء المتواجدين في المستعمرة الواقعة اسفل التلة المنحدرة تلقوا امر بالحضور ايضاً، أتسائل ماذا سيحدث لنا…” الشاب المدعو جيمي لحق بصاحبه و بدأ يتمشى بجانبه
“انا غير مرتاح لهذا..”
“انت تفكر يا اكثر من اللازم هاها” ضحك جيمي بصوت عالٍ و ربت على كتف زميله
لكن الشاب المدعو باتريك هز رأسه، “لكن لماذا تم إستدعائنا جميعاً؟ مستعمرة التل المنحدر تحتوي على عدد كبير من الحكماء و القديسين لأنه يفترض بنا حماية المقر و بوابة الفضاء، لماذا طُلب منا ترك اماكن حراستنا و التجمع في مكان مثل قاعة التدريب المغلقة؟ ألا ترى ان الموضوع غريب”
“هاها استرح يا رجل، ماذا قد يحدث مثلاً؟ جميع من تلقوا امر الاستدعاء حكماء و قديسين كم اخبرتك، اعتقد انهم قد يرسلونا لمهمة خلف خطوط العدو، أليس هذا رائع؟ لا يمكنني تخيل مقدار النقاط التي سأجمعها من مهمة كهذه، اخخخ.. قد اتمكن من شراء بضع افدنة اخرى!!”
نظر المدعو باتريك بجانبه، ” ألم يكفك المئة فدان و الخمس متاجر الذي تديرهم عائلتك الضخمة تلك؟ لا اصدق انك استخدمت حوالي ربع نقاطك لشراء احجار طاقة لجلب عائلتك الفانية كلها الى هنا، كانوا بضع مئات اعتقد؟ أتريد انشاء قرية خاصة بك او شئ كهذا؟ اترك شئ لبقيتنا يا رجل.”
“هاها طوال حياتي كنت انظر لعائلتي الفانية الذين عاشوا لرعي الاغنام و الرعاية بمتاجر عائلة فروست على انهم عبئ و اني بُليت اني وُلدت وسطهم، الان انظر لحالي، انا اهتم بجمع الثروة و عائلتي تلك تديرها بسعادة، لو رجع بي الزمن لما كنت سأختار عائلة افضل هاها.”
ثم اشار جيمي للأمام، “اوه هذه هى صالة التدريب المغطاة، لقد حانت لحظة الحقيقة يا صديقي…”
اخذ الاثنان نفساً عميقاً و نظرا لبعضهما للحظة، ثم تسارعت خطواتها حتى دخلا باب القاعة
“همم؟” فور دخول الشابين وجدا ظهور الالاف من الجنود يقفوا في وضع الانتباه، بعدما اخذوا بضع خطوات للأمام و لمحوا وجوه اولائك الجنود الجادة و جباههم المتعرقة و عروق اجسادهم المشدودة تعجبوا، ” هاي، ماذا يحدث هنا؟ لماذا تقفون هكذا؟”
الجندي الذي سأله باتريك لم يتحرك و لم ينظر بجواره حتى او يفتح فمه، لكنه اكتفى بتحريك عينه بإتجاه معين و كأنه يقول لباتريك ان ينظر في ذلك الاتجاه
“هاه؟ ما الذي يمكن ان يكون في ذلك الاتجاه حتى يجعلكم واقفين هكذا؟ حتى لو كان الحاكم أليكساندر نفسه هنا فلن يـ–”
*بااا* *بااا*
قبل ان يكمل جيمي جُملته ذهبت عينه في ذلك الاتجاه و رأى شيئاً جعله هو صديقة يأخذا وضع الانتباه في جزء من الثانية، جهبتاهما سريعاً ما بدأت تتعرق ايضاً
لقد رأى كلاهما الإمبراطور روبين شخصياً جالس على الارض في وضع تأمل.
الموضوع التاليالموضوع السابق