هز جابا رأسه، “كما ذكرت قبل قليل فالمناطق الخمس في نيهاري تحدها سلاسل جبال و اراضي موت مطلق و محيطات، تخطى منطقة للوصول لأخرى ليس مستحيل لكنه ليس سهل ابداً، فمثلاً التجار و المزارعين لم يتمكنوا من فعلها، فقط المتدريبن اصحاب مستويات القوة العالية يمكنها ان يجربوا حظهم، لكن كيف تسمح بقية المناطق بدخول متدربين عالي المستوى بهذه البساطة؟ من اساساً قد يعبر كل تلك المخاطر إلا ان كان هارب من افعال شنعاء او قاصد اذى؟ لهذا يتم التصدي لاولائك اللاجيئن بحزم و هنالك جهات مختصة في اصطياد الناجين منهم! لهذا مثلاً عندما تم توحيد المنطقة الشرقية اول مرة لم تدري بقية المناطق بما يحدث، و هذا يسير بشكل أكثر تشدداً في المنطقة الشمالية، حيث انهم ينظروا للعمالقة من بقية المناطق على انهم مواطنين من الدرجة الثانية، و يعتمدوا في جلب الاخبار من تلك المناطق و ارسال الاوامر لهم على جهات مختصة يرسلوا مبعوثين لهم لتلك المناطق بين كل حين و اخر لجلب الاخبار بما انهم لا يملكون وسيلة للتواصل بعيد المدى…”
ثم رفع جابا كتفيه، “الغريب ان تلك الجهات لم تقل شئ عن الحادث في المناطق الاربعة الاخرى، هنالك صمت تام يخيم على المنطقة الشمالية و كأنهم معزولين تماماً عن العالم، مع اني لست متأكد من ما يجري هناك، لكن لو فتح واحد منهم فاهه لبالتأكيد تحركت واحدة من قبائل الشمال على الاقل للقبض على مختار السماء الثالث ذاك!!”
“هل تقول ان المنطقة الشمالية يعيشوا في سلام حالياً بمعزل عن بقية الكوكب؟” عقد أليكساندر حاجبيه قليلاً
“هذا ما يبدو عليه الامر، مع اني لا املك وسيلة لجلب اخبار من المنطقة الشمالية إلا انه يمكن استنتاج كل شئ عن طريق حالة بقية المناطق، فحالة الحرب التي تشمل الكوكب لا يمكن السكوت عليها ابداً! مثلاً لو كانت المنطقة الشمالية تعرف بما يجري في المناطق الاخرى لتدخلت، و لو كان يحدث فيهم ما يحدث في المناطق الاخرى لفُتحت حدودهم و تمكننا من جلب بعض الاخبار من هناك، ذلك الصمت الغريب القادم من المنطقة الشمالية يوحي انهم لسببٍ ما يعيشوا في انعزال تام…” رد جابا بإختصار ثم نظر نحو روبين، ” السؤال الان ليس ان كانوا يعيشوا في سلام او لا، السؤال هو كيف تم حجب معلومات كهذه عنهم، فحتى سيوف الظل لن يقدروا على ذلك…”
اما روبين فأطلق ضحكة خافته، ” يبدو ان مصدر معلوماتك قد خذلك عندما أتى الامر للمنطقة الشمالية، لكن هذا طبيعي بما ان لا احد داخل عشيرة اتحاد نيهاري يعرف شئ و غالباً مصدر معلوماتك من هناك… خذ هذه المعلومة هدية لك، نفس التقنيات التي وُزعت على مستعمرات الاجناس المتدنية في المناطق الاربعة، وُزعت ايضاً على مستعمرات الاجناس المتدنية في المنطقة الشمالية، كل ما في الامر انه تم اخبارهم ان يكتموا الموضوع و يتموا تدريباتهم في الخفاء حتى تحين ساعة الصفر.”
” ساعة.. الصفر؟” شعر جابا ان قلبه يضيق، ” هل يمكنني ان اسأل ما هى ساعة الصفر هذه و متى ستكون؟”
“هاها اسأل من يجلب لك الاخبار.” ضحك روبين بصوت عالٍ، ثم عاد للنظر في عينا جابا، ” يا فتى، هل تريد انقاذ كوكب نيهاري من الغزو؟”
“بالطبع!!” جلس جابا على طرف كرسيه
صفق روبين بإبتسامة صافية، ” إذاً لا تشغل بالك بهذه الصغائر و ركز على صنع نظام تدريب الجسد الخاص بك، حسناً؟”
“…حاضر.”
اومئ روبين نحو جابا مرة ثم حول نظره نحو أليكساندر، ” مرت ثلاث سنوات منذ بدأت خطة انشاء المستعمرات، هل كل شئ يسير على ما يرام؟”
“بالطبع، معاليك، تم اقامة عشر مستعمرات في المُجمل، واحدة منهم عند سفح الاب الشجرة هوفنهايم و واحدة اخرى بجوار جسد الاب الشجرة ديكارت، و البقية مُوزعين في المناطق الاستراتيجية داخل اراضيك.” وضح أليكساندر بجدية، “هنالك اكثر من نصف مليون شخص رفضوا نقل عائلاتهم و الاستقرار هنا لذا تم اعادتهم إلى يورا و تسليمهم سكن لائق في العاصمة الإمبراطورية كما امر معاليك، هذا يعني ان قواتنا الحالية وصلت لـ 2.5 مليون جندي تقريباً، لكن بوجود عائلاتهم معهم و يوجد بالفعل عدد كبير من الاطفال الذين جاؤوا، و إتباعاً لسياسة تقليل الخسائر في الارواح التي أمر بها معاليك، فأعداد الجنود ستزيد فقط بدأً من اليوم و لن تنقص.”
اومئ روبين عدة مرات، ” ماذا عن السكان المحليين التابعين لنا؟ هل تم دمجهم في نظامنا بعد ام ما يزالوا متمسكين بطريقة حياتهم؟ هل واجه بيلي مشكلة في السيطرة عليهم؟”
هز أليكساندر رأسه، “كلا سيدي كل شئ على ما يرام، تم تسليمهم بالفعل كل ما هو مسموح لنا تسليمه، لدينا تقارير تقول ان اعداد مستخدمي القوانين بينهم تضاعف عدة مرات مقارنة بثلاث سنوات خلت، اي ان قوتهم الكلية اصبحت اقوى بكثير و بالتالي قاموا بالتعويض عن مغادرة جزء كبير من جيشنا الرئيسي، كما ان كل قبيلة تملك ما يلا يقل عن 40 مليون نسمة، لذا ففي خلال العشر سنوات القادمة سنشهد زيادة ضخمة في اعداد الجنود مستعملي القوانين.”
اومئ روبين مجدداً، “لا بأس، وجودهم بجانبنا و تقويتهم سيوفر علينا الكثير.. اه صحيح، ما هى اعداد القتلى في صفوفنا خلال الثلاث سنوات الماضية؟”
هنا ظهرت عقدة بين حاجبي أليكساندر، “هنا تكمن المشكلة.. تحالف الاباء الاشجار و البشر المحليين لم يقوموا بخطوتهم حتى الان، و لم يحدث سوى بضع مناوشات على الحدود لا ترقى لإبلاغ معاليك بتفاصيلها و هذا يُقلق بقية الجينرالات لأن كثرة تحضيرهم تعني ان حجم الحرب قد يكون اكبر مما تخيلنا، لكن كيفما انظر فأنا ارى الوقت في صالحنا نحن!”
“همم؟ لم يهاجموا حتى الان؟ غريب… لا اصدق انهم سنتظروا حتى نبدأ نحن بالتحرك مجدداً فهذه حماقة و الاباء الاشجار ليسوا حمقى، ربما ينتظروا التحضير شئ معين؟” رفع روبين حاجبيه، “…أليكساندر، في اللحظة التي يستقر فيها الشأن الداخلي كلياً، ارسل قيصر و معه جيش محترم لمهاجمة اراضي الاب الشجرة لابيكان.”
“حاضر.”اومئ أليكساندر بجدية
سند روبين ظهره بالكامل على كرسيه و بدأ يفرك بين حاجبيه و كأنه يفكر فيما عليه ان يفعله الان، “…هل اخترق احد غيركم لمستوى امبراطور بعد؟ و من الذي تسلم تقنيات المستوى الرابع اساساً؟”
“لقد تقرر ان يتم وضع الدرجة الرابعة من القوانين على نظام النقاط بشكل حصري و وضع رقم ضخم عليها، و لذلك حتى لا يحصل احد على الدرجة الرابعة من اي قانون بدون عمل خدمات بطولية لصالح الإمبراطورية اولاً، و تم تسليم كل لبكُتب الاصلية الدرجة الرابعة القوانين للأنسة زارا في الخزينة لعمل نسخة منهم لمن يريد.” رد أليكساندر بسرعة، “حتى هذه اللحظة قام 378 شخص بالتخلي عن معظم نقاطهم لشراء الدرجة الرابعة من احد القوانين، لكن لم يتم التبليغ عن حالة اختراق غيري انا و الاخ جابا.”
“همم فكرة جيدة لا بأس، هذا الكتاب يحتوي على الدرجة الرابعة من قانون البرق الرئيسي، سلمه لزارا ايضاً.” اخرج روبين كتاب سميك من خاتمه بحركة خفيفة و سلمه لأليكساندر
“ممتاز، قوة الامبرطورية ازدادت مجدداً!!” امسك أليكساندر بالكتاب و كأنه كنز لا يقدر بثمنه، ثم وقف و انحنى، ” اشكر معاليك بالنيابة عن كل مستخدمي البرق في امبراطورية البداية الحقيقية.”
” هذا ما وعدتكم به” اومئ روبين،، “اه صحيح اخبرني، هل تم ارسال نسخ من كتب التقنيات للعفاريت؟ هم لا يعتمدوا نظام النقاط ذاك..”
“في الحقيقة…” تردد أليكساندر للحظة و جلس ببطئ
“ماذا؟!” عقد روبين حاجبيه
“هيه~ الكتب ثمينة جداً ليتم تسليمها لأي عفريت عادي، و بما ان كل ملوك العفاريت مختفون في كوكب اخر ارسلنا رسل لدعوة احد ملوك العفاريت للحضور و اخذ نسخ من الكتب، لكن…” تنهد أليكساندر ثم اكمل، “ملوك العفاريت كلهم رفضوا تلبية النداء.”
الموضوع التاليالموضوع السابق