نظر روبين بخبث نحو جابا و ضحك، “لا داعي للتفكير كثيراً هذا لا علاقة له بك، إن لم أبع الاخشاب كنت انوي بيع بعض الاسلحة الذهبية على اي حال، الخزينة تحتاج للملئ و السوق في مدينة الامل اصبح ملئ بخواتم الفضاء و الطلاسم، علينا بيع شئ جديد لجذب الزبائن.”
“اريد تصديق انك لم تعد تراهم كأعداء و لهذا ترسل لهم السلاح.” قبض جابا على ركبته اكثر
“هاها انهم ليسوا اعداء ولا حلفاء، مجرد خيار جيد لإقامة تجارة معهم، اين ايضاً يمكننا ايجاد سوق ثابت يريد شراء اي شئ نبيعه و عُملتهم هى درر الطاقة التي لا توجد في اي مكان اخر؟” لوح روبين ضاحكاً
نظر جابا للأسفل، “…يا ليتها هكذا فقط، مُعلمي انا لم ارد التحدث معك في هذا فأنا اتفهم شعورك اتجاه كوكبي الام، لكن.. مع انك تبقيني في الظلام في هذه النقطة إلا انا اُبقى دائماً عيني على ما يحدث في نيهاري و لدي بعض التخمينات، جرائم الكراهية ضد العمالقة تزداد على سطح الكوكب كله في منحنى تصاعدي و لا يبدو انها ستهدأ قريباً و ثورات الاجناس المتدنية مستمرة بل و تشتعل اكثر… و حضرتك الان تريد بيع اسلحة بهذا المستوى ليس للعشيرة فقط بل في انحاء الكوكب ايضاً، ألا… ألا ترى ان ارسال هذا النوع من الاسلحة سيكون كإلقاء الزيت على النار؟ لو استمر الوضع على ما هو عليه، هل سيبق هنالك سكان محليين في نيهاري اصلاً بعد 15 عام؟”
“اووه، يبدو انك تعرف الكثير عن ما يحصل هناك، هل تعرف لماذا قامت تلك الثورات و بدأت جرائم الكراهية ضد العمالقة؟ تكلم و دع أليكساندر يسمع و يقول رأيه، ربما استفيد مما لديكما.” إبتسم روبين بلطف
“…اجل، سأبدأ بالعشيرة: هنالك شائعات انتشرت مؤخراً داخل عشيرة اتحاد نيهاري ان العمالقة تآمروا على حضرتك، مختار السماء الثالث البشري، و طردوك من العشيرة بشكل مذل لأنهم لا يريدوا للاجناس المتدنية ان تسطع ابداً و ان شيوخ العشيرة وقفوا ليتفرجوا بدون ان يتدخلوا بل ان بعضهم ساعد العمالقة على فعلتهم… هذه الشائعة انتشرت كالنار في الهشيم بين سكان مدينة الامل الذين يحبونك بشكل طاغي و خرجوا في مظاهرة حاشدة يطالبوا ان يروك مجدداً لكنهم لم يجدوك.”
رفع جابا عينه لينظر نحو روبين المبتسم، “بدأت من يومها جرائم الكراهية ضد العمالقة حتى طُردوا بالكامل تقريباً من مدينة الامل، و بعدها طُردوا من بقية مدن العشيرة، كل من يحاول دخول احد تلك المدن يُقتل فوراً. و حتى بهذا غضب الجماهير لم يهدأ و هاجموا مقرات شيوخ و قادة العشيرة و استهدفوا عائلاتهم و قتلوا عدد منهم لأنهم تركوا العمالقة يتخلصوا منك فأصبحوا خونة في نظرهم ايضاً، حتى جيش العشيرة معظمه اعلن العصيان، بل و خرجت فرق منهم لإعادة تشكيل الجماعات الارهابية و ذهبوا لإستهداف مدن العمالقة للإنتقام.”
ثم اكمل، ” لولا ان زعماء قبائل العمالقة اقسموا على الولاء للعشيرة، و لولا ان شيوخ العشيرة ايضاً مُستهدفين من قبل الحشود الغاضبة، لقامت حرب حقيقية بين الاجناس في المنطقة الشرقية من نيهاري. اما حالياً فالعشيرة شبه مُجزءة، فعدد كبير من الشيوخ و عائلاتهم ذهبوا للعيش داخل قبائل العمالقة تاركين مدن العشيرة خلفهم مليئة بالشعوب الغاضبة، الان عادت قبائل العمالقة ليكون لها حدود واضحة و جيش قوي لحمايتها من الهجمات المحتملة من شعب العشيرة الذي يقدر اعداده حالياً بعشرات او حتى مئات الملايين! اما من بقوا داخل المدن هم بضع شيوخ قلائل اعلنوا انهم بجانب الشعب و انهم يوقروا و يحترموا مختار السماء الثالث و انت سيسمعوا كلامك ان قررت العودة، من بينهم البشري اورزون.”
ثم نظر في عين مُعلمه، ” لو سيادتك تكلمت مع تجارة عائلة بورتون و سألتهم عن المعاملة التي يتلقونها هناك حالياً ستجد اجابة موحدة و هى انهم يُعاملوا كملوك و كل مرة يترجاهم الجميع ان يتوسطوا عندك لترجع للعشيرة و انهم سيفعلوا ما تريد هذه المرة بدون نقاش حتى لو ترتب على ذلك موتهم جميعاً، بعضهم ايضاً ترجى التجار ان يأخذوه معهم في طريق العودة ليقابلوا حضرتك لكنهم رفضوا بشكل قاطع… معلومات كهذه يستحيل ان لا يوصلها لك سيوف الظل، إذاً لماذا لا ترجع و تحكمهم، انت وحدك يمكنهم تهدئة الوضع و ارجاع العشيرة لما كانت عليه و اقوى! ..لكنك تريد ان ترسل المزيد من السلاح للتأجيج اكثر؟”
*نقر* *نقر* رفع روبين حاجب واحد، ” هذا يبدو جميل، لكن دعني استوضح شئ… انت بنفسك قدت جيوش العشيرة لسحق و اخضاع كل قبائل عمالقة نيهاري في المنطقة الشرقية حتى لم يبق منهم سوى 7 او 5 قبائل تقريباً؟ كان يفترض ان يكونوا بلا اي ممتلكات شخصية او حتى يستطيعوا اخذ قرار بدون الرجوع لأوامر العشيرة، و المتمثلة في مجلس الشيوخ بالطبع، انا حرفياً جعلتهم عبيد لمجلس شيوخ العشيرة… اخبرني ماذا يحدث معهم الان؟ صنعوا لأنفسهم حدود جديدة و كونوا جيش جديد؟ المنطقة الشرقية التي كانت تمتد بين عشرات قبائل العمالقة اصبحت في يد حفنة منهم؟ الا يعني هذا ان كل قبيلة تسيطر على عشرة اضعاف اراضيها الاصلية بينما العشيرة رجعوا ليكونوا محشورين في ارض الموت؟ و طبعاً جيوش العمالقة الجديدة تحتوي على معظم ابتكاراتي و تقنياتي بما ان اولائك الشيوخ الكرام يسكنون بينهم، هم بالتأكيد سيسربوا كل شئ للعمالقة حتى يقوموا بحمايتهم بشكل افضل هيهي”
قهقه روبين بغيظ و اراح ظهره على المقعد، “شيوخ العشيرة من الاجناس المتدنية اخذوا عائلاتهم و هربوا نحو قبائل العمالقة مستغلين انهم زعماء تلك القبائل اقسموا على الولاء لمجلس الشيوخ، اي ان كل قبيلة عمالقة الان لديهم بضع شيوخ يمكن اعتبارهم هم المجلس المصغر الخاص بهم، و في نفس الوقت يمكنهم ان يتجاهلوا قرارات ذلك المجلس المصغر لأنه ليس قرار اغلبية من المجلس كله هيهي اولائك الشيوخ الان يعيشوا كالأنعام بين العمالقة كالمهرجين بدون اي سُلطة و الشئ الوحيد الذي يبقيهم احياء ان زعماء تلك القبائل لا يمكنهم قتلهم، أليس هذا رائع؟ انا سلبت كل شئ من عمالقة نيهاري و سلمته لأولائك *الشيوخ* لكنهم رفسوا النعمة و اعادوا كل شئ للعمالقة مجدداً بل و بشكل مضاعف مقابل ان يقوموا بحمايتهم من شعوبهم، أليس هذا لطيف؟”
ثم اشار نحو جابا، ” حسب كلامك انت فالمنطقة الشرقية بالكامل عادت للفوضى الان، العشيرة لم تعد كالسابق و اصبحت مجرد مدن متناثرة في ارض الموت بلا سُلطة، أعود لهم لأفعل ماذا بالضبط؟ لأعيد توحيد المنطقة الشرقية التي وحدتها لهم من قبل؟ بماذا سيفيدني هذا؟ اُفضل ان ابق هنا و اكمل طريقي الخاص، ما بيننا قد انتهى ولا ارى سبباً للرجوع الان.”
“دعني انا اكمل طريقك! انا اقسم لك اني سأقوم بما في وسعي لإتمام نظام تقوية الجسد، و انت عد لتوحيد المنطقة الشرقية تحت رايتك مجدداً، انت وحدك يمكنك فعلها!” وقف جابا و صاح متحمساً
اطلق روبين ضحكة ساخرة، “اجلس اجلس… أتعتقد اني سأكون متفرغ جداً لأنك ستقوم ببناء نظام تقوية الجسد بمفردك؟ لا تنس انه ما يزال علي ايجاد طريقة لنقل الطاقة لدى اباطرة نظام الطاقة الداخلي، او على الاقل ايجاد طريقة للتصدي لاباطرة العدو، اسف يعني لكنك لم تكن تعتقد اني سأضع كل البيض في سلة واحدة صحيح؟ اخشى اني سأكون مشغول مثلك يا تلميذي العزيز او اكثر، قد احتاج جزء كبير من ارباح بيع الاخشاب لتمويل ابحاثي ايضاً هيهي.”
الموضوع التاليالموضوع السابق