تدخل زيوسي صاعق/ لا تدع روعة المجلد الجديد و مرور الايام يلهيك عن دورك في المقاطعة!
———————————————————–

بعد بضع ثوانٍ– في منزل فخم بجوار القصر الإمبراطوري

*بااا*

“أليكساندر، اين انت؟!” دفع روبين الباب كالمجنون و صاح فور دخوله، شعره كان ما يزال رطب من الاستحمام!

“…معاليك؟” أليكساندر الذي كان يقف في منتصف القاعة و حوله بضع اشخاص صُدم من ظهور روبين المفاجئ، لقد ارسل له رسالة ذهنية قبل ثوان فقط ليطلب تحديد موعد، لكن الرد انه جاء فوراً!

انحنى أليكساندر بسرعة بإتجاه روبين و انحنى ايضاً الاشخاص الواقفين معه، قبل ان يطلبوا الاذن بإحترام و يغادروا، تاركين روبين و أليكساندر وحدهما

“لم يكن عليك المجئ بنفسك لمنزلي المتواضع، معاليك، كان عليك فقط اخباري و سأتيك بنفسي…” اشار أليكساندر نحو المقعد الرئيسي في القاعة، هذا المنزل المكون من عدة طوابق بُني خصيصاً على التلة ليكون مقراً للقائد العام أليكساندر، بما انه عرف ان الحرب هنا ستطول أمر ببناء منزل من عدة طوابق ليحتوي الطابق السفلي على مكتبه و يلتقي فيه مرؤوسيه، و تكون الطوابق العلوية محل اقامته هو و عائلته التي جلبهم من كوكب يورا ليعيشوا معه.

اخذ روبين خطوات سريعة نحو المقعد الرئيسي و كأنه يمشي على الهواء، ” ها قد جلسنا، هيا تكلم بسرعة، كيف اخترقت الان؟ ما الذي اخرك كل هذا؟ هل وجدت مشكلة في التقنية و اصلحتها؟”

“اجد مشكلة في تقنية معاليك و اعدل عليها؟ انا لست ذكي لهذه الدرجة يا صاحب الفخامة، انا فقط… اممم…” تحرك أليكساندر ببطئ و وجد لنفسه مقعد بجوار روبين، بدى تائه للحظة لا يعرف ما يقول

“انت ماذا؟” عقد روبين حاجبيه، ” حسناً دعنا نترك التفاصيل جانباً الان، اخبرني.. كيف هو شعور ان تكون امبراطور قتال؟”

“….اخشى اني ما زلت لا اعرف هذا الشعور.” اخرج أليكساندر هذه الكلمات بصعوبة و حك رأسه

“…أليكساندر، اعرف اننا اصبحنا مقربين بما انك الثاني في القيادة بعدي، لكننا لسنا مقربين لدرجة ان تخرجني من خلوتي بمزحة كهذه، هل اخترقت؟ نعم ام لا.” بدى روبين غاضباً قليلاً الان

فرك أليكساندر عينه للحظة و كأنه لا يعرف من اين يبدأ، هو فعلاً لا يعرف بما انه كان يطلب موعد زيارة فقط و لم يتوقع ان يرى روبين امامه الان، “هيه~ معاليك، ارجوك ارسل حسك الروحي لفحص مركز تجمع الطاقة الخاص بي، انا سأنزل دفاعاتي بالكامل.”

مع ان هذا الطلب صدم روبين بعض الشئ، إلا انه فعل كما طُلب منه، و فور ما لمس مركز تجمع طاقة أليكساندر بحسه الروحي، وقف بسرعة و صاح، ” هذا…؟”

مركز تجمع طاقة أليكساندر كان يحتوي على 41 طبقة طاقة صلبة، هذا يعني انه فعلاً اخترق لنطاق امبراطور!!

لكن الطبقة الصلبة رقم 41 غريبة جداً…

حتى الطابق 40 طبقات الطاقة متساوية في الأبعاد لذا فهم يشكلوا هيئة برج حيث ان الطابق الواحد و اعمدته يتم صنعهم بواسطة جزء من القانون، و ما بداخل كل طابق هو طاقة صافية في الحالة السائلة تنتظر الخروج للإستهلاك

الفارق بين اول 40 *طابق* هو ان كل مستوى يحتوي على جزئية من القانون اعلى من ذلك الذي تحته، و بالتالي هو اقوى و يمكنه ضغط كمية اكبر من الطاقة المُسالة بداخله، و يُمكن الجسم من تحمل استخدام ذلك الجزء الجديد من القانون بدون ان يتأذى.

اما الطابق رقم 41 فقد غير هذا المفهوم، انه ببساطة هائل الحجم!

الاساس الـ 41 أوسع من سابقه بعشرات المرات و المسافة بين الطابق 40 و بين الـ 41 ،وبالتي تعرف بمنطقة الاعمدة ، هىالان اعلى بعشرات المرات ايضاً من المسافة بين اي طابقين اخرين… لو كانت الاساسات في السابق تشبه البرج فهى الان تشبه الفِطر!

“الاساس رقم 41 وحده يمكنه تخزين طاقة اضعاف اضعاف الطاقة المخزنة في كل الاساسات السابقة مجتمعة…” تمتم روبين بصوت منخفض و هو ما يزال مُركز بالكامل على فحص مركز تجمع طاقة أليكساندر، “هذا ليس صادم بالكامل بالنسبة لي، ففي النهاية هذا هو الحل الذي توصلت إليه من اجل منع تدمير الاساسات الصلبة اثناء استعمال الدرجة الرابعة من القانون، اضطررت إلى ان اوصي بجعل الاساس نفسه اكبر ليحتمل ضغط سحب كمية ضخمة من الطاقة منه و قضيت شهور على كل تقنية اكتب طريقة تنفيذ هذه النظرية بدون مشاكل، لكن كان يفترض ان يكون اكبر بضعف او ضعفين على الاكثر، هذا ببساطة… كيف وصل الاساس 41 لهذا الحجم في النهاية؟ أليكساندر، هل قمت بشئ خارج عن المكتوب في التقنية التي تسلمتها؟”

هز أليكساندر رأسه، ” كلا معاليك، انا لم اقم بشئ اضافي و لم اقم حتى بتنفيذ خطة معاليك لتقوية الاساس. منذ بدأت اجرب و عندما شرعت في ضغط الاعمدة بإستخدام الدرجة الرابعة من قانون الرياح الرئيسي لاحظت ان الاعمدة الناتجة اضخم بعشرات المرات، و هذا ايضاً ما عطلني لأكثر من سنتين حتى انهيت الاساس كلياً فهو يحتاج لتجميع كمية طاقة هائلة، حتى إن كنت في خلوة تامة و لم اكن اخرج كل بضع ايام لأتابع اعمال الامبراطورية كنت سأساتغرق عدة اشهر حتى انتهي… هذا لم يكن بيدي و لم استطع حتى تنفيذ تعليمات معاليك، هذا المنظر النهائي نتج لا ارادياً.”

” هل تقول ان مركز تجمع الطاقة خاصتك كان يعرف ان الاساس سينهار فقام تلقائياً بتضخيمه حتى وصل للحجم الأمثل للإستخدام؟” ابطل روبين حسه الروحي و سند ظهره على مقعده، “…يبدو اني كنت أعقد الامور اكثر مما ينبغي.”

في هذه اللحظة تذكر روبين حديث مع جابا حول اصل البشر، و التي ذكر فيها الكلام عن اكتشاف نظام الطاقة الداخلي في كل الكواكب بدون تواصل بينهم و كيف ان نظام الطاقة الداخلي متطابق تقريباً في كل الكواكب. وقتها استنتج روبين ان نظام الطاقة الداخلي حقيقة لا مفر منها بسبب وجود مركز تجمع الطاقة كعضو منفصل في الجسد و ان اكتشافه مسئلة وقت لا اكثر، لكن بالتفكير في الامر… ألم يكن يقدر شخص في كوكب اخر على استغلال مركز تجمع الطاقة بطريقة اخرى؟ لماذا كلهم اعتمدوا طريقة الاعمدة و الاساسات الصلبة؟

ماذا إن كان لمركز تجمع الطاقة طريقة معينة يجب معاملته بها و لا يمكن بغيرها؟ و لهذا نظام الطاقة الداخلي متطابق في كل مكان؟ ربما عليه ان يتوقف عن التفكير في الأمر كتقنيات و التفكير فيه كأنهم يعامل عضو كامل في الجسد؟ فمثلاً لا احد يخبر الكبد ما عليه ان يفعل إن شرب الكثير من الخمر او اكل الكثير من السكر، هو يتصرف بما يراه مناسب!

حتى هذه اللحظة كان هنالك تقنيتين اثنين يستند إليها الجميع عند الاختراق للمستوى الاعلى، تقنية لإمتصاص الطاقة المحيطة، و تقنية تخبره بتفاصيل القانون الذي سيبني اعمدته به، إذاً لماذا يعقد الامر الان و يصنع فجأة طريقة لإختراق؟ ربما هو فعلاً كان تفكير اكثر من اللازم.

لم يلحظ أليكساندر حالة التنوير التي دخلها روبين، في هذه اللحظة افصح بقلق، “لكن هل هذا أمن؟ معاليك، لابد انك تفكر فيما افكر فيه ايضاً… ما الذي سيحدث لي الان؟”

“…انت خائف من ان ينهار الاساس الـ 41 بسبب حجمه الضخم و ربما يدمر كل الاساسات الاخرى تحته في الطريق، صح؟ هذا ما كاد يقودني للجنون اخر ثلاث سنوات ايضاً و جعلني احد تضخيم المستوى لثلاث اضعاف فقط، لكن يبدو ان التفكير في الامر لا يفيد، انت يمكنك ملاحظة مدى ثبات الاساس لذا لا داعي للفزع. ثانياً لو هذا المنظر نتج عن تقنيتي لكنت قلقت مثلك، لكنك قلت بنفسك ان هذا حدث بشكل طبيعي، مهما كان المتسبب في هذا فعليك ان تؤمن ان كل شئ حولك يريدك ان تصبح اقوى و لا يريد الضرر لك، او على الاقل هذا يحدث عندما يتعلق الامر بمستويات الطاقة.” تكلم روبين بثقة، بعدما سمع ايفرجرين و رأى الكثير من الحوادث المشابهة طوال حياته، هذا الاستنتاج كان مفروغ منه

” لكن ماذا عن المستوى الـ 42 فما فوق؟ هل كلهم سيكونوا بهذا الشكل؟ هل سيتحمل اول 40 اساس هذا الحمل الثقيل؟!” عقد أليكساندر حاجبيه، واضح ان القلق ما يزال يضربه

“…انظر، طالما هذا حدث بشكل طبيعي فواضح انك ستكون بخير طالما انت في نطاق امبراطور، لكن اغلب الظن ان النطاق الاعلى، بداية من الطابق 51، سيشهد تحول جوهري في نظام الطاقة الداخلي يقلبه رأساً على عقب، هذا إن كان ما يزال هنالك طوابق وقتها اصلاً… اتركه هذه لوقتها.” لوح روبين

“إن كان ما يزال هنالك طوابق؟ هل ستنهار فعلاً؟!” فزع أليكساندر

“قلت أتركها لوقتها.” حدق روبين في عين أليكساندر، “يا رجل انت حققت حلمك اصبحت إمبراطور قتالي لكنك تقلق بشأن ما سيحدث في النطاق ما بعد إمبراطور؟ نحن لم نختر اسم لذلك النطاق بعد!”

“هاهاها طالما معاليك موجود بيننا، فتخطي حاجز امبراطور ما هى إلا مسئلة وقت، شكراً على كل شئ.” وقت أليكساندر و انحنى مجدداً، هذه المرة كانت نابعة من كل قلبه

“اجلس يا رجل، انت تحكم لي إمبراطوريتي بالنيابة عني، ربما علي انا ان اشكرك.” ضحك روبين بصوت عالٍ و تكلم بإرتياح، ” لكن يجب ان اعترف، انت اقلقتني في البداية، جعلتني اظن انك فشلت في الاختراق او شئ كهذا هاها اليوم يجب ان نحتفل!”

“اممم…”

“…ماذا؟” قطع روبين ضحكته

“…هيه~ معاليك، إسمح لي ان انفذ هجوم بالطبقة الرابعة من قانون الرياح.” هز أليكساندر رأسه

“هاها تريد التباهي ها؟ حسناً تعال نذهب لموقع تدريب،” وقف روبين و ضحك، هو ايضاً يريد رؤية هذا المنظر

اما أليكساندر فضحك بسخرية و رفع يده، ” لا داعي للذهاب لأي مكان،” هالته بدأت تقوى، واضح انه كان ينوي اطلاق هجوم فعلاً

“أليكساندر توقف فوراً، لابد انك تدرك مدى قوة الدرجة الرابعة من قانون الرياح! هل تريد تدمير منزلك؟!!” صاح روبين على أليكساندر الذي ظن انه جُن و اخرج رمحه الاسود بسرعة، مستعد لتدمير الهجوم الهائل فور خروجه

لكن ما حدث بعد ذلك كان: بوووف *صوت ضرطة*

من Zeus

-+=