“قرن؟” قهقه روبين و كأنه سمع نكتة مضحكة، ” دعني ازيدك من الحب جانب، انت تقيس هذا على هوفنهايم الذين قاتلتموه لمدة 6 سنين و انا قتلته في النهاية من اجلكم، لكن لا تنسوا انه كان يُقاتلكم بـ 20% من قوته الروحية المعتادة، لو كان ما يزال يمكنه التحكم بمليوني برعم كما كان يفعل عادة لكانت خسائرنا تضاعفت بضع مرات على الاقل على اقل تقدير، صحيح؟ ماذا لو كان الخمس اباء اشجار لديهم القوة كاملة في هذه المعادلة؟ و ماذا لو رفضت المساعدة في تدمير ارواحهم هذه المرة؟”
“هذا… سيطرة الاب الشجرة كانت موجعة فعلاً، لكن كما قلت معاليك هذا فقط كان ليكبدنا المزيد من الخسائر و ما كان ليغير النتيجة النهائية، و لا تنس اننا كنا داخل دائرة سيطرته تحت مراقبته التامة ولا يمكننا حتى الطيران بحرية او استخدام فيلق الدراكو، اما الان لدينا اراضي ملك لنا. لكن معاليك معك حق في احتساب الاسوأ، فعند بدأ الحرب و إن حاولنا الدخول لأراضي الاباء الاشجار سيتحتم علينا التعامل مع قدراتهم الخاصة ايضاً في دائرة سيطرتهم، لذا وضعنا هذا في عين الاعتبار و قمنا بمضاعفة خطر بقية الاباء الاشجار 5 مرات مقدار هوفنهايم، و افترضنا انه علينا تدمير كل قواتهم و حصار اجسادهم الحقيقية فقط بدون اي تدخل معاليك، فـ… معاليك، هذه الحرب ستمتد لقرن ثالث او حتى رابع، اخشى ان هذه لن تكون حرب بل ستكون عداوة طويلة الامد، قد يتحتم علينا حتى التفكير في الاستقرار هنا!” تكلم أليكساندر بضعف، هو يعرف جيداً ان هذا ليس ما يريد معاليه سماعه، لكنه يجب ان يقول الحقيقة
هز روبين رأسه، و نظر نحو بقية الجينرالات و الضباط، ” هل جميعكم تظنون المثل؟ الحرب ستستغرق قرون؟ هل علينا نسيان امر تدمير الاباء الاشجار حالياً و الاسترخاء في وضع دفاعي للأبد؟ ربما علينا ايضاً ان نتقدم بضع امتار كل عام و نحفر خنادق ايضاً لقطع جذورهم كما يفعل اولائك المحليين!”
ظل الجميع صامتين، كلمات الجينرال أليكساندر بالفعل دقيقة بل يمكن القول حتى انها متفائلة بعض الشئ، لكن فيكتوريا تكلمت بصوتها الحاد المعتاد، “معاليك، مقياس الاخ أليكساندر فعلاً دقيق، لكن هذا لو افترضنا انه لا يوجد اي تطور سيحدث في الجانبين لمئات السنين، هذا مجرد تقدير مبدئي سينهار مع اي تغيير كبير في الموازين.”
“هذه هى!” طق روبين اصبعيه و اشار نحو فيكتوريا ثم عاد ليمرر نظره نحو الجميع، “اريدكم ان تقوموا بما في وسعكم بما هو متاح بين ايديكم و دائماً تضعوا الامل في قسم التطوير في الإمبراطورية، و حتى ينتهي جابا من انشاء ذلك القسم ضعوا املكم علي انا. بدأً من هذه اللحظة الحرب على جرينلاند مهمتكم بالكامل، انا لن اتدخل شخصياً لقتال احد، حتى لو ظهر اسياد حرب جدد عليكم ان تتولوا امرهم بأنفسكم، مفهوم؟ مهمتي هى ان ازودكم بالمزيد من المزايا من الخلف و اراقب! سأعطيكم تصميمات السلاح و انتم تُشكلوا، سأضع مخطوطات الطلاسم و انتم ترسموا، سأخلق تقنيات جديدة و انتم تستخدموا.”
أدى أليكساندر التحية العسكرية و رد بسرعة، “بالطبع مفهوم، معاليك، لقد اوضحتك سيادتكم ان اننا نحتاج لإكتساب الخبرة و تدخلك مرتين في الحرب بشكل مباشر كان كافٍ ليعلن فشلنا، لكن…” ثم عاد للنظر للأسفل
” لكن ماذا؟” عقد روبين حاجبيه
“اخشى ان التطورات لن تكون دائماً في صالحنا.” هز أليكساندر رأسه، ” هنالك تقرير عاجل يجب ان تفصل فيه معاليك، لكن اولاً…”
نظر روبين نحو جينراله لبضع ثوانٍ، ثم اومئ و نظر نحو فوغون و البقية من القبائل،” كما سمعتم، هنالك اشياء علي اعضاء الامبراطورية الانصات لها، عليكم ان تحددوا ما تريدونه.”
*كررر* *كرررككـ*
قبل ان يتمكن فوغون من قول كلمة، قفز الخنجر من امام روبين و بدأ يتحرك على المنضدة مجدداً
“هذا…” فوغون و ديباس و حديار فتحوا اعينهم على اخرها في نفس الوقت
الخنجر للتو قام بمسح حدودهم القديمة، لكن بدلاً من تركها مضمومة لأراضي الإمبراطورية، قام الخنجر بصنع حدود جديدة للقبائل الثلاث، هذه المرة حجم اراضيهم تضاعف ثلاث مرات تقريباً.
ثم طارت ثلاث لفافات من يرد روبين و وجدوا طريقهم بسرعة إلى ايادي زعماء القبائل الثلاث، قبل ان يقول روبين، ” هذا هو نصيبكم، امامكم ثلاث دقائق الان كرماً لجينرالي رقيق القلب، ارفضوا كل شئ و اعلنوا ولائكم لي، او اشكروني على عدلي و اغربوا لفعل ما تشاؤون.”
“هذا.. هذا…” زعيم القبيلة ديباس بدأت يتمتم بصوت منخفض عندما بدأ يقرأ مقتنيات اللفافة الخاصة به، و سرعان ما تبعه بقية افراد بعثة القبائل…
كمية احجار الطاقة و الموارد و حتى النباتات العتيقة التي خصصها له روبين يمكنها شراء قبائلهم بما فيها بضع مرات!
بالطبع الزعيم ديباس لم ير اياً من الغنائم و لا يعرف ما نسبة نصيبه هذا من مجموع ما وجدته الامبراطورية، لكن أهذا يهم؟ جميعهم كانوا يقاتلوا خوفاً من روبين و لأنهم يريدون قتل هوفنهايم، هم لم يكن لديهم أي امل في اخذ اي شئ! من في موقف قوة مثل الامبراطور روبين يمكنه التفريط في كل تلك الاغراض الثمينة خاصة انه جاء اساساً من اجل الغزو و الموارد؟
أهو عادل جداً لدرجة انه لا يخلف وعده لأعداءه… أو ببساطة هو يظن انه يمكنه إستعادة كل شئ بعدما يعلن الحرب عليهم؟ في كلتا الحالتين هذا مخيف جداً.
“انا… نحن…” الزعيم ديباس وضع اللفيفة على الطاولة مجدداً و عاد ليتلعثم
“باقي دقيقتين.” قال روبين ببرود
كلمات روبين اصابت جميع افراد القبائل بالهلع، و اصابت بيلي بالهلع اكثر منهم، الذي بدوره قال بسرعة: “اخ ديباس، بقية الاخوة هنا… التحالف البشري لن ينفعكم بشئ و الاباء الاشجار يريدونكم موتى اليوم قبل الغد، ابحثوا عن مصلحتك فقط، انتم لستم اغبياء و تعرفون اين تقع مصالحكم فإستغلوا هذه الفرصة، لو خرجتم من القاعة اليوم حتى انا لن اقدر على مساعدتكم!”
“…انا…” تمتم ديباس مجدداً، العرق الغزير بدأ ينزل من شعره كالمطر، عروق وجهه بدأ تنتفض قليلاً
“باقي دقيقة.”
*تاك*
و كأن صوت روبين ضغط على زر في رأسه، ديباس لم يشعر بنفسه إلا و هو يتحرك من مقعده و يركع على الارض، ” قبيلة السهول تحيي معاليك و تطلب الانضمام للإمبراطورية!”
الزعيم حديار شعر ان شئ يفوته عندما نظر جانبه و وجد رفيقه على الارض، بخطوة واحدة و بدون علم منه وجد نفسه راكعاً بجانباً، ” قبيلة طيور الليل تحيي معاليك و تطلب الانضمام للإمبراطورية!!”
“هاهاها ممتاز يا رفاق، ممتاز! كنت اعرف انكم ستختاروا بحكمة.” وقف بيلي و بدأ يصفق بحرارة، من وجهة نظره هو ساهم في انقاذ ملايين الارواح للتو
“انتم..؟!” اما فوغون فظل واقف مكانه ينظر نحو *صديقيه القديمين بالمراسله* بضياع، لا يعرف ماذا يفعل… قدمه تريد اخذ الخطوة و الركوع، و كبرياءه يخبره بأن يقاتل من اجل الحرية حتى اخر نفس
“عشرة.. تسعة.. ثمانية.. سبعة..”
*با-دوم*
“أ- أنا.. انا..!!” اخذ فوغون بضع خطوات للخلف لا ارادياً، عينا روبين اللامباليتان بدتا و كأنهما تحدقان في روحه مباشرةً
*باا!!*
في تلك اللحظة شعر فوغون بأحدهم يضغط على كتفيه حتى ضربت ركبتيه الارض، ثم سمعه يقول بصوت مألوف: “قبيلة غضب الشمال تحيي معاليك و تطلب الانضمام للإمبراطورية!”
“إليس، حتى انتي..؟” صُدم فوغون عندما نظر بجانبه و رأى الفاعل، فتنهد بسلام و ظل ساكت و راكع مكانه، على الاقل لم يكن هو الذي ركع و اعلن الولاء، يمكنه ان يلوم إبنته لاحقاً و يقول انه تماشى مع الموقف من اجلها.
لكن سمعه شئ جعل امعاءه تتلوى مجدداً، “..ثلاثة .. اثنان..” الامبراطور روبين لم يوقف العد التنازلي!!
قبل ان يصل العد إلى واحد رفع فوغون رأسه للأعلى قليلاً ثم عاد ليرطمها في الارض بقوة و صاح بأعلى صوته، “هذا الفوغون يحيي معاليك و يطلب الانضمام للإمبراطورية!!”
الموضوع التاليالموضوع السابق