فوغون و ديباس و حديار و البقية من القبائل البشرية وقفوا ببطئ و بشكل تلقائي

هذا صحيح، الغزاة قادمين من عالم اخر، حتى لو لم تأتيهم اي تعزيزات اضافية، من يضمن انهم لم يحتلوا بالفعل بضع عوالم اخرى و لهم فيها جيوش؟ بل أليس من غير المنطقي اصلاً افتراض انهم جلبوا جيش الكامل و تركوا عالمهم الأم بلا دفاع؟ حتى لو كانت تلك الجيوش لا يمكنها المجئ بسهولة، فهى اكيد ستأتي لو تعرض الجيش في عالم جرينلاند لخطر الابادة، او شعروا ان امبراطورهم في خطر!

ثانياً حتى لو هُزم الامبراطور روبين و جيشه هنا، ألا يمكنك ببساطة اخذ قبيلة جرذان المراعي معهم و العودة إلى حيث جاؤوا؟ رئيسة المقر إيملي قالت للتو ان احجار الطاقة الموجودة لدى الاب الشجرة هوفنهايم قادرة على القيام بشئ كهذا بسهولة، بهذه الطريقة ستتمكن قبيلة جرذان المراعي من الهرب من جحيم العيش من الاباء الاشجار حتى لو خسروا الحرب!!

اما بالنسبة للأسلحة الذهبية و الخشبية و النقاط و تقنيات التدريب و القوانين التي رأوا تطبيقاتها بأنفسهم، كيف يعقل انهم لا يريدون اياً من هذه؟

صحيح ان قبيلة جرذان المراعي قد حُرموا من اسمهم و اراضيهم، لكن ألم يكسبوا في المقابل كل شئ اخر؟

كل كلمة قالها الجينرال بيلي الان قد اصابت وتر حساس!

او ربما هم من كانوا يبحثون عن قشة للتعلق بها، و الجينرال بيلي اعطاهم هذه القشة؟ هم لن يعرفوا ابداً…

“….ارغغ.” اما روبين فنظر نحو بيلي بغضب للحظات ثم بدأ يفرك عينيه بقلة حيلة، كيف لا يعرف ما الذي يريده بيلي بهذا السؤال؟

“هيه~ اسمعوا جميعاً إذاً، هذا شئ فكرت فيه طويلاً و كنت اود الإعلان عنه بعد انتهاء الحرب لكن بما ان جينرالي رقيق القلب هنا يريد اعطائكم فرصة اخرى، فلا ضرر من الإعلان الان، حتى لو قام احدكم بتسريبه فلا اهتم.” روبين استراح مجدداً على كرسيه و بدأ يتكلم بجدية، “ما كوكب جرينلاند إلا احد الكواكب في طريق امبراطورية البداية الحقيقية، لا انا ولا ابنائي و لا حتى جينرالاتي المقربين لدينا الوقت لإدارة هذا المكان، لذا سافعل ما فعلته كل امبراطورية فانية في التاريخ بعد القضاء على السلطة الحاكمة في بلدٍ ما، هل يعلم احدكم ما هو ذلك؟”

اظهرت إليزابيث إبتسامتها الساحرة و ردت بسرعة، “رداً على معاليك، لفظ امبراطورية يُطلق على كيان يحكم العديد من البلدان و الممالك، و كلما قامت الإمبراطورية بالسيطرة على بلد جديدة تختار مرشيح من نفس البلد و تسلمهم السلطة ليديروها بإسم الامبراطورية، و تكتفي الامبراطورية بتلقي الضرائب منهم فقط او ربما إستدعاء رعايا تلك البلد للحرب ما إن دعت الحاجة.”

زعيم قبيلة جرذان المراعي شارفير، و عمه و اخاه الذان جاءا معه، بدءا يحركا اعينهم كالمجانين بين روبين و إليزابيث، قلوبهم لم تكن مستقرة البتة

“جيد، هذا هو بالضبط ما تكون عليه اي امبراطورية ناجح، هذا ايضاً بالضبط ما فعلته عندما انتهيت من اخضاع كوكب يورا!” صفق روبين ثم اشار نحو شارفير، “اسمع يا شارفير، حالياً لا يمكنني تخصيص قطعة ارض لكم لأن المكان ببساطة ضيق جداً على ان يكون لديكم اراضيكم الخاصة بعد، و لا يمكنني ترككم تحتفظون بإسمكم الغبي ايضاً لأنه لن يكون هنالك المزيد من القبائل مستقبلاً.”

ثم اعلن، “عندما انتهي من هذا الكوكب سيكون هنالك ممالك فقط. كل رئيس قبيلة يقسم على الولاء لي بدون حرب بيني و بينه سيكون له مملكته الخاصة ليديرها بإسمي، لو 10 اقسموا على الولاء اذاً سيكون هنالك عشر ممالك، و لو قُدر ان تكون انت المحلي الوحيد الذي يقسم على الولاء لي قبل بداية الحرب إذاً سيكون الكوكب كله عبارة عن مملكة واحدة تحت رعايتك!” ثم نظر بجواره بإبتسامة ذا مغزى، “اسف يا ديكارت لكنك لا تُحتسب، انت لست جيد جداً كحاكم لابد انك تتفهم هذا.”

التجسيد الورقي اظهر ابتسامة، ” بالفعل، لا اهتمام لي في ان اكون ملكاً، أُفضل ان اتبعك في الحروب الكوكبية كما وعدتني.”

“هذا.. هذا…” ضربات قلب شارفير اصبحت غير منتظمة فجأة، بؤبؤ اصبح يتحرك كالمجنون

“لعلك تتسائل، من سيكون رعايا هذه المملكة؟ بالطبع لن تكون انت و قبيلتك فقط و إلا سيكون مجرد تغيير في الاسم، رعاياك سيكون كل من لم يقسم على الولاء لي قبل بداية الحرب الحقيقية… كل الاباء الاشجار الخاسرين و كل البشر الحمقى الذين يختاروا معاداتي، هذا إن نجى أي اياً منهم، و ايضاً كل مخلوقات الترينت الجديدة التي ستظهر بعدما اعيد الكوكب لطبيعته و اسمح للنباتات بإكتساب الذكاء مجدداً… هل رضيت يا شارفير؟”

“ر- رضيت! انا رضيت كلياً!!” وقف شارفير و انحنى 3 مرات بسرعة، عمه و اخاه سقطوا راكعين مجدداً من الفرحة

اما فوغون و البقية فركزوا على نقطة واحدة فقط *الكوكب كله تحت سيطرة شارفير؟ ألا يعني هذا ان الامبراطورية سوف…*

“بما اننا تطرقنا لهذه النقطة دعون اخبركم بالأتي… لدي معلومات ان الاباء الاشجار قرروا التعاون ضدنا و انهم سيدخلوا في حرب معنا بشكل جماعي لو حاولنا ضم المزيد من الاراضي، لدي معلومات ايضاً ان التحالف البشري لا ينوي خيراً و لا اتصور انهم سيحاربونا و يحاربوا الاباء الاشجار في نفس الوقت، لذا من الامن القول اننا قد نضطر لمواجهة كل سكان الكوكب لو حاولنا التقدم اكثر… و بصراحة انا أنوي ضم الكوكب كله. جينرال أليكساندر، ما تابعات هذا في رأيك؟”

*تباً، انه يعرف!!* فوغون و ديباس و البقية نظروا لبعضهم بأطراف اعينهم في نفس اللحظة، هو كان يعلم بالتحالف ضده و مع ذلك لم يكن يحاول جذبهم إلى صفه، بل حرفياً كان يحاول اعطائهم نصيبهم و طردهم؟ هل ذلك الشخص جُن؟!

وقف أليكساندر ببطئ و على وجهه نظره جادة، بعد بضع ثوان من التفكير تكلم، “…المشكلة الان هى اننا لسنا مجرد جيش يمكننا التحرك في اي مكان نريده بل لديه اراضي علينا حمايتها ايضاً، لا يمكننا ببساطة تجاهل اراضينا و التوغل في عمق العدو فهذا سيضعنا في خطر الحصار، و لا يمكننا التقدم لضرب نقاط معينة ثم التراجع بسرعة ايضاً لأن هذا لن يفيدنا في شئ بسبب كثرة اعدائنا فمهما قتلنا منهم سيعودوا للتجمع مجدداً، و لو سمحنا للاعداء بدخول اراضينا كما يحلو لهم فكل ما جنيناه سيضيع و لن نعيش في مأمن ابدا و كل الحروب ستكون بلا هدف… لذا اول شئ علينا التفكير فيه هو حماية حدودنا اولاً”

ثم اشار نحو تجسيد الورق امامه في الناحية المقابلة من الطاولة، “يصدف اني تحدث مع الاب الشجرة ديكارت قبل الاجتماع عن قدراته و كيف يمكننا افادة بعضنا. الاب الشجرة لديه جيش قائم من جنود الورق كلهم يمكنهم استعمال القوانين، و من ناحية القوية الكلية فأعتقد انه يكافئ 4 فيالق من فيالقنا، و لديه امكانية صنع لمزيد من الجنود العاديين ببذل القليل من الجهد، قد يكونوا اضعف بقليل إلا انهم ممتازين في المعاركة الواسعة و حماية الحدود، يمكن مقارنتهم بالبراعم العادية… كما ان قدرته الخاصة التي يمكنه تفعيلها في دائرة سيطرته هو *صرخة الغضب* يمكنه بها تحويل كل الحياة العشبية داخل و حول ميدان المعركة إلى جنود لمدة نصف ساعة قبل ان يعودوا إلى ما كانوا عليه مجدداً، هذه القدرة مفيدة جداً في المعارك الكبرى و يمكنها تحديد الفائز بسهولة، حالياً الاب الشجرة ديكارت يمد جذوره داخل اراضي الاب الشجرة هوفنهايم ايضاً و سيكون مستعد لإستخدام هذه القدرة في كامل اراضي الامبراطورية قريباً جداً، لذا من ناحية الدفاع فارى ان الاب الشجرة ديكارت قد اعطانا ميزة فائقة بالفعل.”

ثم تابع أليكساندر، ” لو اضفنا على هذا قوات الامبراطورية التي تقدر بـ 3.2 مليون حالياً و قمنا بتوزيعهم في جيوش كل واحد مقدارة 100 الف فقط و قمنا ببناء بضع قلاع محصنة على الحدود، و لو اضفنا جيش قبيلة جرذان المراعي الذي يقدر بـ 3 ملايين اخرين بعد تزويدهم بالعتاد و التقنياتـ فـ..” صمت أليكساندر لحوالي دقيقة ينقر على ذراعه، ثم اكمل، “نحن لن نتمكن من اقتحام اراضي الاعداء بعدد كبير من لقوات كما فعلنا من هوفنهايم، لكن ارى اننا لدينا القدرة الكاملة على حماية حدودنا و في نفس الوقت يمكننا التقدم ببطئ للأمام، يمكننا خوض هذه الحرب، و يمكننا الانتصار فيها خلال قرن واحد!”

اومئ قيصر، ” اتفق مع الاخ أليكساندر في هذا، مهما كان عدد الاعداء طالما نحن في وضعية الدفاع و لدينا حدودنا الخاصة و حصوننا ففكرة الهزيمة غير مطروحة، خاصةً لو سلمنا سرب الدراكو للكتائب الخاصة في الجيش، لكن النصر التام سيتأجل بسبب حاجتنا للدفاع عن اراضينا اثناء الهجوم، لكن اعتقد ان قرن سيكون رقم متفائل جداً إن لم نحظى بالمزيد من التعزيزات.”

فوغون و البقية نظروا لبعضهم مجدداً، بعد سماع موضوع اقامة مملكة خاصة بكل قبيلة تعلن ولائها جُذبت قلوبهم بشكل كبير نحو الإمبراطورية، لكن كان ما يزال هنالك سؤال هل تستطيع الامبراطورية التصدي لهجمات تحالف الاباء لاشجاء ضد البشر ام لا، و الان بعد سماع تفسيرا الجينرال أليكساندر و الجينرال قيصر كان عليهم الاعتراف ان هذا التحليل منطقي جداً

من Zeus

-+=