*اوووومممننـ*
طاقة روح فضية تحرك بسرعة و احاطط بكرات الروح الثلاث بسرعة عجز ثلاثتهم عن إدراكها، عندما حاولوا تنشيط قوتهم الخاصة ايضاً ليتملصوا من الطاقة الفضية وجدوا انهم لا يمكنهم التحكم في قوتهم الروحية، بل لم يعد بإمكانهم التحرك او التكلم كأن وعيهم حُبس بالكامل
“…..!!!” اصيب الثلاثة بالهلع، مع انهم مجرد كُرات ضخمة بلا ملامح و فقدوا القدرة على الكلام، إلا انه يمكنه استشعار ردات افعالهم بسهولة، هذا لم يكن شئ اختبروه او حتى سمعوا عنه من قبل
“هااه~ أليس هذا افضل بكثير؟ ما اجمل الصمت…” نظر تجسيد روبين الفضي للأعلى و اغمض عينيه ثم تظاهر بأنه يأخذ شهيقاً و هو ما يزال محتفظاً بإبتسامته، “أتعلمون؟ انا في الحقيقة احب الصمت كثيراً و اُقدر الاشخاص قليلي الكلام، اعتقد السبب اني نشأت في بيئة جافة و كنت كثير الإنعزال؟ هاي لماذا تنظر لي هكذا؟ ألا يعجبك كلامي عن ماضيّ يا عديم القلب؟ لو كنت تجرأ على قول شئ قله في وجهي!”
“………”
“اوه اعتذر نسيت انكم عاجزين كلياً و لا يمكنكم التحرك إلا بإذني.” قهقه روبين و طق إصبعيه، الغشاء الفضي حول تجسيدات الروح الثلاث خفت قليلاً
“الغازي روبين بورتون!! ما الذي تنوي فعله بالضبط؟!” احد الارواح صاح غاضباً، لكن الهلع كان ما يزال بادٍ في كلامه خاصةً عندما شعر انه ما يزال لا يمكنه التحرك او استخدام قوته الروحية
اراح روبين ذقنه على يده و ضحك، “ما انوي فعله؟ اعرفكم مكانكم بالطبع، اين اجد فرصة افضل من هذه لأعرفكم الفرق بيننا؟ في العادي كنت سأخذ عقود حتى اقضي على جيوشكم و اصل إلى اجسادكم، أتعلمون كم وفر وجودكم هنا علي؟ هاها اليوم يستحق احتفال! صحيح اين الاثنان الاخران؟ هل خافوا عندما سمعوا بإنضمام ديكارت لي و قرروا البقاء بعيدين عن مجال روح الكوكب حتى لا ازورهم؟ اذكياء… لا يمكنني قول المثل عنكم بصراحة.”
“بماذا تحتفل بالضبط؟ انه يمكنك سجن وعينا هنا، ام انك تأمل ان نفجر هذه التجسيدات كما فعل هوفنهايم و نخسر جزئ كبير من قوتنا الروحية؟ ام انك ستجبرنا على الانصياع لك و ان نصبح دمى تحت رحمتك كما فعلت مع الخائن ديكارت؟ أتعتقد انه لا خيار امامنا للخروج من هنا حقاً؟ انت تحلم.” احدى الارواح الثلاث الاخرى بدأت تتكلم، بصوت هادئ نسبياً هذه المرة، “لكن دعنا نتكلم فرضاً انك نجحت و دمرت هذه التجسيدات، و ماذا بعد؟ انت ستتخذنا اعداء أبديين، سنُمطر بجنودنا عليك حتى تُباد انت و اتباعك!”
“اوه، أليس هذا سيحدث على اي حال؟ مثير للإهتمام، حسناً دعونا نتخيل للحظة اني لن ادمر تجسيداتكم الروحية و ألتهمها الان، ماذا سيحدث؟ سنصبح اصدقاء و احباب؟” عاد روبين ليضع يديه وراء ظهره، ” لا اعلم إن كنتم ستصدقوني ام لا لكني لم أتي غازياً قاتلاً بل جئت لفتح آفاق جديدة و فتح عيني، ربما اشتري منك بضع موارد و معلومات ايضاً، لكن من كان يحسب اني سأجد بضع اشجار متعجرفة تريد تدمير البشر لدرجة ان واحد منكم ارسل كل قواته المتاحة لقتلي بدون قول كلمة، ذكروني ما الذي حصل له الان؟ اوه، لقد قُتل.”
لم يهتم روبين لردة فعل الاباء الاشجار و الثلاثة و اكمل، ” دعونا ننسى ما حدث لهوفنهايم و ديكارت للحظة و لنفترض انني جئت اليوم و اريد البدأ من جديد، لم ابدأ حرب ولا يُقتل لي رجال ولا اي شئ، انا هنا لبدأ تجارة الان، ما رأيكم؟” ثم تابع مع نفس الابتسامة على وجهه، “حسب ما أرى فأمامكم ثلاث خيارات الان: اولاً ترفضوا وجودي تماماً و نتابع القتال حتى موتكم، ثانياً تقبلوا بحقيقة وجودي المطلقة و نبدأ علاقات تجارية بحيث تسمحوا لي بشراء اي شئ اريده و عندها سأتجاهل وجودكم و اعتبركم احد رعايا الامبراطورية، او ثالثاً و ببساطة تقسموا على الولاء لي و تكونوا جزء حقيقي من امبراطورية البداية الحقيقية التي تمتد على اكثر من كوكب، ساخذكم معي لأريكم العالم!”
“…أهذا ما ضحكت على ديكارت به و جعلته يصبح كلب تابع لك؟ انك ستجعله يرى العالم؟ أعطيته وهم انه يمكنك ابطال رابطه مع الكوكب و يتحرك مجدداً؟ يا له من وغد غبي.” تمتم احد الارواح بغضب، واضح انه لم يصدق
“تتكلم عن اعطائنا خيارات لكنك تقيدنا تجسيداتنا الروحية، لما لا تفلتنا و تدعنا نختار ما نريده؟” تكلم اخر
“هاها افلتكم حتى تحاولوا الهرب؟ أتحسبوني احمق؟ لا لا لا، لا يوجد خيارات ديموقراطية هنا، إما تستخدموا انماط القسم الان لتقسموا على الولاء الابدي او التحول لمواطنين عاديين و بدأ التجارة، او اقضي على هذه التجسيدات الان… اعلم انه قرار صعب خاصةً و انكم غاضبين الان، لذا حتى لا يُقال اني ديكتاتور سأعطيكم فرصة لتفكروا جيداً، عشر دقائق جيد بما يكفي؟ هيهي.”
بعد اخر كلمة لوح روبين يده اليسرى مجدداً فإشتد حصار قوة الروح الفضية حول تجسيدات الروح الثلاث و عادوا ليكونوا عاجزين عن الكلام، ثم تقدم نحو الكرة الضخمة في منتصف المجال…
تلك الكرة كانت تُشع باللون الاخضر الخافت لكنه كانت تبدو كالشمس وسط الظلام الحالك، هنالك شئ بداخله يخبره ان ما يراه الان هى روح لكن في نفس الوقت هى لم تبدو روح حية مثله او مثل الثلاثة الاخرين، بدى و كأن شئ ينقصها…
عندما دقق روبين فيها للحظات لاحظ ان التعرجات و الاشكال على سطحها ليس انماط قوانين كالتي اعتاد على رؤيتها، بل يبدو انها خريطة من نوعٍ ما، خريطة كوكب جرينلاند!
فتح روبين فمه قليلاً مندهشاً مما يراه ثم اخذ يتمشى ببطئ حول الكرة واضعاً يديه خلف ظهره و كأنه يريد ان يحفر خريطة الكوكب في ذهنه، حتى وصل لبقعة تظهر فيها شجرة ضخمة من الاعلى، شجرة يعرفها جيداً… انه جسد هوفنهايم.
فضول روبين دفعه ان يمد يده نحو الشجرة و ينقر عليها، اللحظة التالية الصورة امامه اخذت تقترب للأرض بسرعة حتى اصبح بإمكانه رؤية مشهد حي لما يحدث الان حول جسد هوفنهايم!
*صفير~* لم يتمالك روبين نفسه إلا ان اطلق صفيراً خافتً، هذه الخاصة البسيطة تتيح لكل الاباء الاشجار معرفة ما يجري في اي مكان على الكوكب بدقة طوال الوقت، كما انه يشعر انه لو لامس المشهد امامه بروحه سيتمكن من التكلم و سيسمعه الجميع ايضاً، هذا تماماً ما حدث عندما تكلم الاباء الاشجار الستة في المعركة ضد اسياد الحرب!
بالطبع الاباء الاشجار لا يمكنهم استعمال هذه الخاصية للتلصص على بعضهم فهى على مرأىً من الجميع، لكنهم بلا شك استخدموها ليراقبوا كل حركة قام بها جيش الامبراطورية اثناء الحرب على الاب الشجرة هوفنهايم
*شششيييييييـ~~~*
“هممم؟”
اثناء ما كان روبين على وشك ان يكمل دورة اخرى حول مخطط كوكب جرينلاند، لاحظ شئ غريب يحدث، الضوء المحيط بمخطط الكوكب بدأ يتساقط و يتجمع امام روبين بسرعة
روبين عقد حاجبيه قليلاً لكنه لم يشعر بنية عدائية من ذلك الضوء اتجاهه فسمح له ان يكمل اياً كان ما يفعله، و الذي سرعان ما بدأ يتخذ هيئة بشرية… تقريباً بشرية.
بعدما استقرت شظايا الضوء اخيراً وجد روبين نفسه امام فتاة صغيرة.. لا لا، غزال صغير.. او ربما كلاهما؟
اياً كان ما يقف امامه كان يبدو كطفلة بشرية في السابعة او الثامنة من عمرها تحملق نحوه بعينان كبيرتان و فم صغير، لكن في نفس الوقت يخرج من رأسها قرون غزال و يخرج من اسفل ظهرها ذلك الذيل المزغب الصغير و حتى انفها و اقدامها يشبهون انف و اقدام الغزلان، حتى شعرها الاخضر الطويل لم يتمكن من التغطية على اذاننها المزغبة الطويلة
الطفلة امامه كانت تنظر نحوه بعيناها الكبيرتان يملأهما الفضول الشديد… ربما لأن تجسيده الروحي الحالي بالكاد في مثل طولها، ام لأنه ايضاً لديه ملامح بشرية بينما هى اعتادت على رؤية تلك الكرات العملاقة؟
“من تكون؟” كلاً من روبين و الطفلة سألوا في نفس الوقت
الموضوع التاليالموضوع السابق