بعد تبادل بضع استفسارات بسيطة، اخذ قيصر الفريق الجديد معه و توجهوا معاً نحو البوابة المرغوبة، الطريق كان سلس نوعاً ما.. لما يواجهوا سوى بضع وحوش في المستويات الثامنة و التاسعة و تم التعامل معهم بسرعة
البوابة ما تزال غير مرئية بسبب كثافة الأشجار لكنهم كانوا يعرفون انها اصبحت قريبة.. فقد تبقى على انتهاء الحدث بضع دقائق
لكن لم يفزع أحد.. إن انتهى الحدث قبل ان يصلوا للبوابة فلا مشكلة ايضاً، فالتوقيت هو لمهاجمة الوحوش و ليس للوصول للبوابات.
شعر دالي انه اختار الخيار المناسب بإتتباع قيصر نحو الطريق الطويل.. حُريته أصبحت في متناول يده مجدداً بعدما رأى كابوس مطلق خلال الأيام الثلاثة الماضية
“توقفوا!”
صوت جاء من الخلف فجأة، دالي أدار رأسه فرأى فريق كامل من ستة اشخاص في حالة جيدة يقتربون بسرعة ” هذا سئ، ذلك الشخص يدعى ساتو آريتي، انه احد اقوى العباقرة من مملكة دوليفار هذه السنة.. لا اعرف ماذا يريد لكن لا يجب ان نتوقف، أسرع للأمام!”
“لا فائدة من هذا..” عندما سمع قيصر ان ذلك الشخص من مملكة دوليفار توقف فوراً
“ما الذي تفعله؟ تقدم!!” دالي لم يفهم لماذا توقف قيصر لكنه أكمل تقدم و لم يتوقف مثله، لكنه سرعان ما فهم..فريق اخر ظهر امامه و قطع الطريق عليه، عندما نظر لجانبيه وجد فريقان اخران من كل جانب، احدهما كان فريق الأمير هينري، امير مملكة دوليفار!
“ما- ماذا يحدث هنا؟” قلب دالي وقع في قدمه.. اياً يكن ما يحدث بالتأكيد ليس شئ جيد
نظر قيصر حوله حتى وقعت عينه على شخص يعرف جيداً.. ” إذاً انت في هذه المجموعة” لقد كان مايكل تينلي، الشخص الذي تعارك معه في المطعم سابقاً
“هاهاها الحظ يحالفني! كنت اعلم ان بقية الحمقى قد يٌفلت منهم احد لذا اقترحت المجئ لنصب كمين هنا، و من حسن حظى ان اكثر سمكة أكرهها هى ما وقعت في الشباك” ضحك مايكل بصوت عالٍ
“هممم؟ ماذا قلت للتو؟ ماذا تعرف انت عن *المجموعات*؟” هنري لاحظ المعنى المخفي في كلمات قيصر فعقد حاجبيه، تقنياً.. إن عرف هدف بشأن المجموعات فهذا يعني انه ميت بالفعل!
“هيهي عندما ترى المجموعة التي تحتوي ذلك الفتى شيلدون و الثلاثة مهرجين الاخرين، إسألهم، لقد كانت مجموعة مثيرة للإهتمام..” قهقه قيصر
“انت..!” شكوك هينري تأكدت الأن، قيصر بالفعل تلاقى مع احد المجموعات الثلاث لكنهم تركوه يذهب لسببٍ ما.. هذا خطر!
” لماذا تضيع أنفاسك عليه يا صاحب السمو؟ دعنا ننُنهي الأمر فحسب” ساتو نظر نحو هينري و اخبره
“لكن…” هينري نظر نحو مايكل و تابعيه
“فريق إضافي مفقود لن يحدث فارق كبير يا صاحب السمو.. نظراً لهيئة هو و مرافقه لربما مات ان تلاقى مع وحش اخر”
“انتم.. عن ماذا تتكلمون بحق الجحيم؟! انا دالي من دوقية جوليان لمملكة الشمس السوداء، من تحسبونني بحق الجحيم!! افتحوا الطريق و دعونا نمر” دالي كاد يفقد صوابه بالكامل بعد سماع تلك المحادثة القصيرة
لكن جميع الحضور تجاهلوه بالكامل.
“سموك، ساتو معه حق ارجو ان تعطيني فرصة غسل عاري بيدي” اقترب مايكل و إنحنى قليلاً
“…حسناً، اذهب و اقتله، لكن لا تكرر خطأك الاول و خذ معاك أتباعك هذه المرة”
تحول وجه مايكل لقبح شديد.. هو كان يدرك جيداً انه ليس نداً لقيصر بمفرده، لكن سماعها من شخص اخر آلمته اكثر ” إستعدوا، أطيلوا في عملية قتل ذلك الوغد قدر الإمكان، مقابل كل صرخة سأعطيكم ذهباً!” أشار مايكل لأتباعه و بدأ يتقدم نحو قيصر
“بدأ الستة يخرجون أسلحتهم و يأخذون شكل هلال بينما قتربون من قيصر ” أتعلم يا إبن بورتون، كنت سأحزن كثيراً لو خرجنا من الغابة و وجدت انك ما تزال حياً..”
“هاها، أتعلم؟ اقسم اني كنت سأقول نفس الكلمات.” امسك قيصر بطنه و ضحك بصوت عالٍ
“هاه؟!” توقف مايكل مكانه بدهشة، لكن سرعان ما إستشاط غضباً ” انت تجرؤ على لإستهزاء بي؟!”
قفز مايكل في الهواء بسيفه لينقض على قيصر بينما بقية أتباعه هاجموا في نفس الوقت من الأسفل من عدة إتجاهات
قيصر إبتسم وبدأت عيناه تلمع باللون الأبيض.. سرعان ما بدأت المنطقة حوله تتحوله لشعلة بيضاء ضخمة قطرها حوالي سبعة أمتار، مايكل الذي ما يزال في الهواء أدرك الخطر لكن للأسف الأوان قد فات.. لقد دخل مجال النار.
“اااااااااااااااااه”
منذ دخل المجال من الهواء و حتى وصل للأرض لم تمر سوى ثانية واحدة، لكنه أطلق صرخة جعلت قلوب الحاضرين تضطرب، ثم ضرب الأرض بقدمه و خرج من المجال بسرعة
لكنه لم يخرج كما دخل..ما خرج كانت عبارة عن قطعة فحم تتلوى من الألم “اااه.. اااااااه…” النار أحرقته بشكل فظيع مع انه لامساه لأقل من ثانتين في المجمل
بقية أتباع مايكل اوقفوا هجومهم و تراجعوا بعدما رأوا عواقب دخول هذا المجال الناري الغريب و ذهبوا للإطمئنان على سيدهم
لكن حتى هذه لم تسر كما يريدون.. قيصر قفز من مكان ليصل بسرعة بين شخصين من الخمسة فضرب واحد بمطرده شقه نصفين و الثاني كان إبتعد بقليل لكن مجال النار طغى عليه و إحترق فوراً
“ماذا تفعل؟ توقف!!” الأمير هينري و من معه إستفاقوا اخيراً من غفلتهم و بدأوا بالتقدم نحو قيصر، الذي بدوره وقف مكان في وضعية دفاعية و قام بتفعيل مجال النار بكل قوته
إلتفت الفرق الثلاث حوله محاولين إيجاد ثغرة لمهاجمته، لكن بلا فائدة..
“اريد رؤية إلى متى يمكنك تفعيل اللهب الغريب يا ذا المستوى التاسع!” ساتو صرخ بعلو صوته، ما حدث للتو كان إهانه لا يمكنه تحملها..
“اين سمعت هذه الكلمات من قبل؟ هاهاها” هذه الجملة من قيصر لم يفهمها احد، لكن عند مطابقتها بحقيقة انه واجه مجموعة اخرى منهم.. تصبح مرعبة.
“لا.. مستحيل، انت تكذب!!” هينري صرخ عليه، ثم من دون ان ينزع عينه من قيصر سأل ” مايكل، هل انت بخير؟ أيمكنك النهوض؟”
لكن لم يجد إستجابة..
“هاهاها، اذهب.. اذهب إطمئن على صاحبك و رجاله..” قيصر ضحك بصوت عالٍ..
لأول مرة بدأ اعضاء الفرق الثلاثة بإزاحة رؤوسهم نحو المكان الذي سقط فيه مايكل تينلي، لكن ما وجدوه جعل الشعر على أجسادهم ينتفض و أخذ بعضهم خطوةً للوراء..
أربعة رؤوس دامية بجوار بعضهم موضوعين بشكل منظم ، و لا يوجد أثر لما تبقى من أجسادهم..
لقد كانت رؤوس مايكل تينلي و أتباعه الثلاثة المتبقين…
الموضوع التاليالموضوع السابق