543 -نصر

*نقر* *نقر*

روبين نكز الروح المبدئية بضع مرات ثم امسك بها و اخذ يلقيها يميناً و يساراً لعله يجد مفتاح او شئ كهذا

هذه الروح المبدئية مختلفة كثيراً عن خاصته، في حالته فروحه المبدئية عبارة عن تجسيد يشبه جسده الحقيقي، حتى عندما دخل لنطاقه الروحي اول مرة و كان تجسيد غير ثابت كالدخان كان ما يزال ذلك التجسيد يملك جميع ملامحه. الان و قد تطورت قوته الروحية لسببٍ ما تجسيده تغير و اصبح لطيف يشبه روبين و عمره ثلاث سنوات تقريباً، لكنه ما يزال يشبه روبين و ما يزال يكبر!

عندما رأى روبين كرة الروح الضخمة لأول مرة لم يفاجئ كثيراً، طالما يمكن التلاعب بقوة الروح يمكنه تغطيه هيئة روحه المبدئية بأي شكل يريد، ربما هوفنهايم كان يحاول اخفاء هيئة الحقيقة، لكن الان لا يبدو ان هذه هى الحقيقة…

كرة؟ هذا لا يشبه هوفنهايم!!

بعد بضع ثوان اخرى رفع تجسيد روبين كتفيه الصغيرتين ثم قام بتفعيل تقنية ملئ الروح مجدداً، سيحاول امتصاصها!

*فروووم* *بززززتـــ!!*

ثلاثة دوامات صغيرة تشكلت حول الروح المبدئية، لكن بدلاً من بدأ تحول الطاقة نحو روبين كالعادة بدى و كأن الدوامات اصطدمت بقطعة جليد لا يتزحزح

“لديك قشرة قوية ها؟” عقد تجسيد روبين حاجبيه قليلاً، ثم بفكرة منها حول الدوامات لتأخذ شكل مثقاب ثم ارسلهم مجدداً

لكن بعد مرور دقيقة اخرى لم يحصل على اي نتيجة..

ليس و كأنه لا يملك الصبر للإنتظار اكثر، لكن حتى لو كان لدي هذا النوع من الصبر، فنطاق روح هوفنهايم الشبه مدمر لن ينتظره!

“علي الخروج من هنا اولاً..” وضع تجسيد روبين روح هوفنهايم المبدئية تحت إبطه ثم تقدم نحو البوابة التي دخل بها إلى هذا المكان و بالفعل اخذ اول خطوة، لكن.. “همم؟” الكرة تحت إبطه رفضت الدخول

“اررغغغ!!” عاد روبين مجدداً للخلف و حاول بكل قوته دفع الكرة نحو البوابة لكن بلا فائدة، الروح المبدئية تصرفت و كأن هنالك حائل غير مرئي امامها يمنعها من دخول البوابة

روبين كان يعلم ان خروج الروح المبدئية من النطاق غير ممكن، لكنه إعتقد ان هذا غير ممكن لأن فعله يعني الموت او التحول لشبح، لكن الان الاب الشجرة هوفنهايم قد مات فعلاً، روح المبدئية انفجرت من الداخل و وعيه انتهى و مع ذلك الروح المبدئية ما تزال تأبى الخروج!!

بدى الامر و كأن نطاق الروح، حتى في حالته تلك، يحاول منع الروح المبدئية من الخروج.

*قعقعة*

نطاق الروح شديد السواد بدأ يتصدع

“ماذا الان؟!” شعر روبين بالندم للحظة انها تسرع و قام بتفعيل تقنية ملئ الروح لإمتصاص الطاقة من النطاق سابقاً، هو فعلياً ساعد تلك الصواعق السوداء الغريبة على فعل ما تريد فعله بشكل اسرع!

*كراااااك*

نظر روبين نحو الكرة الغير مستوية في يديه اولاً ثم نظر نحو النطاق، ربما قد يتمكن من ايجاد طريقة مسالمة يخرج بها هذه الروح من هنا، لكن لم يعد هنالك وقت، و هو قطعاً لا يمكنه ترك روح مبدئية ثمينة كهذه بدون العبث بها قليلاً، حتى لو كانت مُدمرة فهى ما تزال روح هوفنهايم، لو عمل عليها بعض المسح لفترة لربما يجد اشياء تنفعه، و حتى إن لم يجد ذكريات كاملة ستزال فرصة جيدة لفحصها، كم روح مبدئية عمرها 500 الف عام يجدها كل يوم؟!

“تباً لكل شئ.” رفع روبين كتفيه الصغيرين و قبض على الكرة تحت إبطه مجدداً، ثم رفع ذراعه الاخرى و نزل بلكمة بكل قوته على جدار نطاق الروح!!
*بوووووم*

في لحظة قوة هائلة سحبت روبين خارج نطاق الروح، و في نفس اللحظة إنهار بقية نطاق الروح و تحول إلى عدم

“ااااااااااااارررغغغ!!!” شعر روبين بما يحدث حوله و هو يُطرد من نطاق روح هوفنهايم، هذه المرة لم يخرج عبر القناة الي فتحها سابقاً و التي كان البرعم فارغ العين الوسيط فيها، بل تم طرده مباشرةً من جسد الاب الشجرة

أي ان تجسيده الروحي الان على بًعد كيلومترات من جسده الحقيقي!!

ماذا سيحدث الان؟ روبين لا يعرف… هو كان يعرف ان تجسيده الروحي سيُلقى في العراء عندما سدد تلك اللكمة، لكن ماذا بعدها؟ حسناً، الان سيعرف الاجابة.

“ااااااااااااه!!!”

لم يكن يتحكم روبين في هذه اللحظة بأي شئ، هو فقط كان يعرفه انه يتحرك بسرعة جنونية بإتجاه جسدي الحقيقي

لم يكن يعرف كيف يصف شعوره الان، هل يركز على الالم الصارخ و هو يشعر بوعيه يتمزق ارباً لأن لا يعرف ما إن كان عليه البقاء مع التجسيد هو التخلي عنه و العودة للجسد حيث الروح المبدئية؟ ام الشعور الغريب الذي يراوده و هو ان جسده الحقيقي اثناءه اقترابه منه؟

بالطبع لا احد يمكنه رؤية جسده الروحي الفضي بأعينهم و هو يتوجه نحو جسده بسرعة خاطفة، فقط من لديهم حس روحي عالي يمكنهم الشعور به

“ارررغغاااااا!!!” عندما اقترب من منتصف المسافة اصبح الحفاظ على وعيه صعب جداً، جسده الروحي المتماسك بدأ يتشتت و يعود لمجرد طاقة روحية، ” لا لا لا!!”

تحول الجسد الروحي لمجرد قوة روحية ليست مشكلة كبيرة فهو في النهاية مكون من القوة الروحية، حتى مشكلة الوعي بسيطة بما انه سيعود لجسده، المشكلة هنا انه في الحالتين سيفقد الكرة التي يمسك بها!

“ااااااااااااااااااااااه!!!!!!” دوى روبين صرخة قوية و استخدم ارادته الخالصة ليجمع شتات جسده الروحي مجدداً. في هذه اللحظة كان يشعر و كأن هنالك ثقب اسود يسحب وعيه بعيداً و مع ذلك عليه ان يمسك به بطريقة ما!

*باا*

*بااام*

اخيراً و بعد ما بدى انه عذاب لعام كامل منذ حادثة تدمير نطاق هوفنهايم مع انه حدث قبل ثانية، وصل تجسيد روح روبين المهترئ لجبهة جسده الحقيقي و معه الكرة بأمان، في اللحظة التالية أزال روبين إصبعه من على جبهة البرعم و إرتمى بمؤخرته على الارض ثم اخذ يلهث بصوت عالٍ و هو يضع يده على قلبه، “هااا.. هاااا..”

“معاليك، هل انت بخير؟ هل تريدني ان استدعي احد من فيلق الحياة؟” عندما رأى أليكساندر ما حدث تحرك بسرعة فكسر رقبة البرعم حتى لا يقلق بشأنه، هو لم يلاحظ رجوع عين البرعم لطبيعتها مجدداً و تصرفه بتوتر، هو فقط قرر قتله تجنباً للصداع ثم تقدم بضع خطوات ليسند روبين

“هااا.. هااا.. هيهي.. هاهاها..” بعد بضع ثوانٍ اخيراً تخطى روبين الألم و الصدمة الذي تعرض لهما ثم بدأ يضحك بصوت عالٍ

“معاليك…” عقد أليكساندر حاجبيه قليلاً

“هيهي.. هيه~ لا تقلق انا لم اجن بعد.” ربت روبين على كتف أليكساندر ثم وقف ينظر نحو السماء يأخذ شهيقاً عميقاً

مع انه كان يفعلها بشكل عارض لأنه شعر انه شعر انه اخذ خطوة نحو باب الموت و عاد، إلا انه لاحظ شيئاً غريباً… كثافة الطاقة و نسِب القوانين السماوية في الجو تتغير!

حدث شئ مشابه عندما اسقط روبين اسياد الحرب الستة، لكن في ذلك الوقت كانت كثافة الطاقة في الجو كانت وصلت لمرحلة قريبة من الإنعدام تقريباً و الكوكب بالكامل كان في حالة يرثى لها، لذا فبعد عامين من مقتل اسياد الحرب و تعويض الكوكب عما فقده في صنعهم، بالكاد عادت كثافة الطاقة لما كنت عليه قبل هبوط روبين على جرينلاند

لكن الان الوضع مختلف، اخيراً كثافة الطاقة بدأت تدريجياً تفوق مستواها الطبيعي!

ليست الطاقة وحدها، بل روبين يمكنه ايضاً الشعور بتغييرات بطيئة تحدث للقوانين السماوية نفسها، خاصة قانون البرق السماوي!!

روبين لم يعرف ما يجري بالضبط لكن هذا بسهولة يمكن إعذاءه لحقيقة مقتل هوفنهايم، اما كيف كان هو يؤثر على القوانين السماوية لهذه الدرجة فهذا شئ يجب تأجيله مؤقتاً…

تنهد روبين ثم تقدم بضع خطوات داس فيهم على جثة البرعم ثم اكمل بضع خطوات اخرى حتى اصبحت المعركة تجري تحت قدمه تقريباً بعدها اعلن مبتسماً، “إمبراطورية البداية الحقيقية قد انتصرت في اول حرب لها.”