قيصر يجلس تحت أحد الأشجار الضخمة يشحذ سلاحه و ينظفه من الدماء، بينما يقوم ثيو و بيون بجمع ما تبقى من الـ 24 جثة في كومة كبيرة و محو آثار المعركة..
لقد كانت معركة شديدة.
——–
قيصر كان يعرف انه إن أبقى على مجال النار حوله فسيحاول الناجون الهرب في إتجاهات مختلفة و هذا سيجعل مهمة قتلهم جميعاً مستحيل حتى على ثيو و بيون، لذلك أطفئ المجال و أغراهم بقتله.. و الطُعم قد نجح!
مع ان قيصر قوي إلا انه بالتأكيد لم يكن قوياً بما يكفي لمواجهة كل هؤلاء بمفرده، لهذا تشجعوا و هاجموا.
قيصر ركز بشكل كلي على الدفاع و هجمات حرارية بين كل حين و اخر ليُبعد خصومه عنده و يتراجع خطوة بعد خطوة، أما الهجوم فكان ما يزال بين يدي ثيو و بيون و كأنه كان بينهم إتفاق مسبق..
فور بدأ الهجوم سقط بسرعة 4 اشخاص.. عندما رأى البقية هذا جُن جنونهم و حاولوا الإسراع اكثر في قتل قيصر و الرجوع للدائرة الدفاعية ، لكن هذا تسبب في اخطاء اكثر و قُتل اربعة اخرون..
هنا توقف قيصر و إنضم هو ايضاً للهجوم، هجوم الثلاثي لم يكن شيئاً يمكن لأقل من عشرة أشخاص مستوى عاشر تحمله.
بدأ العباقرة الأربعة بالركوع و طلب البقاء أحياء مقابل فدية من الذهب ، و اخر بدأ يُهدد بمكانة والده و ان عائلة آيرل مثل بورتون لن تتحمل الإنتقام.. حتى شيلدون وصل به الأمر للسجود … لكن بلا فائدة
منذ أبطل قيصر مجال النار و حتى قطع رأس شيلدون…. مرت بضع دقائق.
——-
“سيدي الصغير قيصر، لقد انتهى جمع الجثث، جاء دورك” بيون اقترب بهدوء و قال
اومئ قيصر ثم فلِكد يده فخرجت كرة لهب بيضاء صغيرة هبطت فوق كومة الجثث، و بدأت تأكلها بصمت.
تابع الثلاثة المشهد بصمت، حتى فتح قيصر فمه ” ما حدث اليوم يجب ان يبقى بين ثلاثتنا، لو تسرب ما حدث سنتعرض لكارثة حقيقة.. فنحن ما زلنا داخل أراضي العدو”
اومئ الإثنان و لم يقولا شيئاً.
“لم تعودا بحاجة للتفرق و البحث عن وحوش بمفردكما بعد الان، يجب ان نبقى معاً.. فحسب ما قيل نحن قد نواجه مجموعة اخرى كهذه، لكن لا تمشوا بجواري ايضاً، الافضل ان تبقوا في حدود 30 متراً مني، ابقى في وضعية تخفي دائم حتى اللحظة الحاسمة”
“حاضر” اومئ بيون ثم أشار لثيو نحو إتجاه معين، و اختفى الإثنان..
ظل قيصر مكانه يراقب كومة الجثث التي كادت تتلاشي و بدأ يسترجع احادث المذبحة التي وقعت للتو.. ثم تنهد ” أبي، لقد خلقت وحوشاً حقيقية.. فقط ما الذي تريد تحقيقه من وراء هذا؟”
وقف قيصر و نظر نحو الشمس، “تبقى حوالي خمسة ساعات على إنتهاء الإختبار، اقرب بوابة تقع على بعد نصف ساعة بإتجاه الشرق، اما البوابة الخاصة بالشمس السوداء تقعد على بعد خمس
ساعات تقريباً بإتجاه الجنوب… هل اخذ الطريق القصير و أتجنب المشاكل ؟ …لا، قد يُعدون لي كمائن إن اقتربت من بوابات مختلفة.. فقط تلك التي يسيطر عليها خبراء مملكة الشمس السوداء يمكنني اجتيازها و انا مطمئن! ..لكن المسافة بعيدة و قد أواجه فرق اخرى، الجرة لن تسلم كل مرة..”
إحتار قيصر لبضع دقائق بين خيارين أحلاهما مُر، لكنه في النهاية إتخذ قراره و قفز بإتجاه الجنوب
———-
“هاي، ألست قيصر؟ انتظر!”
صوت متحمس جاء من بعيد اثناء قفز قيصر من شجرة لأخرى جعله يتوقف، لكنه ظل في قمة حذره
بعد بضع ثوان ظهر فريق من 3 اشخاص، لقد كانوا فريق دوقية جوليان من مملكة الشمس السوداء..
“اوه، الاخ دالي… يبدو ان حدث الصيد لم يكن سهلاً عليك” مسح قيصر بعينيه المدعو دالي جوليان و مرافقيه، لقد كانوا في حالة يرثى لها.
تنهد دالي ” أكان سهلاً على احد؟ أراك وحيداً، هل كل مرافقيك…؟”
إبتسم قيصر و غير الموضوع ” إلى اين انت ذاهب الأن، و لماذا ناديتني؟ أيمكنني مساعدتك بشئ؟”
“اخي قيصر لا تكن بارد المشاعر هكذا، حدث الصيد اوشك على الانتهاء و لم يعد هنالك حاجة للتنافس، ألا يمكننا التوجه للبوابة معاً؟ انت بمفردك و نحن مصابون، يجب ان نبقى سوياً لتزداد فرصة نجاتنا حتى نصل لأقرب بوابة، أراهنك ان البقية بدأوا بتشكيل مجموعات بالفعل منذ بداية اليوم الثالث لنفس السبب.. لكني كنت تعيس الحظ و لم اجد فريق اخر من مملكة الشمس السوداء قبلك.. قبل قليل واجهنا وحش مستوى 11، قتلناه بالكاد لكنه وضعنا في هذه الحالية و قتل أحدنا”
“…. انا لست ذاهب لأقرب بوابة بل سأتوجه لتلك التي دخلنا منها، إن أردت المجئ معي فتعال”
” هذا…” البوابة التي دخلوا منها كانت ما تزال على بعد ساعتان على الاقل، لماذا قد يختار قيصر الطريق الطويل؟
عندما كان يستعد للرفض و متابعة طريقه نحو اقرب بوابة كبح نفسه، ملابس قيصر و حالته الجسدية كانت جيدة جداً.. كأنه تقريباً لم يرى وحش واحد خلال الأيام الثلاث، لكن هذا مستحيل! حتى لو إختبئ تحت الأرض كان سيجد وحشاً!
أي قوي جداً كما يشاع عنه في المملكة.. أم انه ممتاز في تفادي الوحوش؟ في جميع الحالات ستكون الفائدة اعظم ما إن تبعه.. ” حسناً سنأتي معك للبوابة، لم تكن مشكلة إن تمشينا لمسافة اطول قليلاً في هذا المكان الخلاب أهاها”
الموضوع التاليالموضوع السابق