“هذه القوة.. هذه القوة؟!” اطلق أليكساندر زفيراً طويلاً و تمتم، هذه كانت اول مرة يرى فيها قوة تتخطى حدود مستوى حكيم كلياً، فبعد كل شئ هو لم ير اسياد الحرب بعينه

اما روبين فأومئ بدون اندهاش، ” إنن، مع انه لم يدخل لنطاق إمبراطور منخفض المستوى بعد، إلا انه بالتأكيد يملك قوة واحد!”

” جابا اصبح امبراطور؟!” صاح أليكساندر، هذه كانت اخبار هائلة!

اما جابا فأطلق تنهيدة طويلة، هو فعلاً لم يكن يريد اظهار شئ حالياً، و الافضل ان لا يظهر شئ اساساً حتى يدخل طريق اكتشاف الحقيقة فعلياً و يضع لنفسه اساسات، حتى يحدث هذا من الافضل ان لا يشارك في اي قتالات او يعتمد عليه احد، لكن يبدو ان هذا الحلم لن يكون متوفر بعد الان

في الحقيقة الحصول على هذه القوة لم يكن بتخطيط جابا او حتى عن قصد بل بسبب القوة الانفجارية الهائلة الناتجة عن تفجير الجزيئات المتغيرة و التي أرغمها على البقاء داخل جسده لمدة نصف ساعة بإستخدام تقنية حبس الطاقة

جزء من تلك القوة الهائلة إستغلها جابا و استخدم منطقة تجمع طاقته كوسيط لها لتفعيل احدى تقنيات قانون الجاذبية، و بالفعل كاد يستخدمها لسحق سيد الحرب الذي يملك قوة توازي امبراطور متوسط تقريباً، لكن ماذا عن بقية الطاقة التي لم تجد سبيلاً للخروج بسرعة و ظلت محبوسة في الداخل لنصف ساعة؟

دمرت ثم صقلت عضلاته و اعضاءه الداخلية و حتى عظامه.

مع ان لم يخترق من حيث نظام الداخلي فهو ما يزال حكيم، و لم يخترق من حيث نظام قوة الجسد ايضاً لأنه ما يزال يملك وشم تقوية الجسد الإلهي من المستوى الثالث، إلا ان جسده اُرغم على اكتساب هذا التطور رغماً عنه!

ما تعرض له جابا ليس كإستخدام الانماط لتقوية الجسد بطريقة معينة و على فترات طويلة، و ما اكتسبه في النهاية ايضاً مختلف تماماً عن امبراطور منخفض المستوى في نيهاري، فقوته الحالية ليست ناتجة عن بناء مستويات طاقة صلبة و ليس ناتجة عن تراكم الطاقة في العضلات و العظام بل ببساطة لأن لحمه و عظامه ببساطة اصبحوا قاسين جداً بعد خوض هذا النوع من الصقل العنيف!

مع انه لن يتمكن من اكتساب المزيد من القوة حتى يتطور نظام التدريب الداخلي او نظام قوة الجسد لديه، إلا ان هذا الصقل الذي يحدث مرة واحدة في العمر اعطاه بلا ريب فوائد ستظل معه طوال حياته، قوته الجسدية الان في جسده البشري ليس اقل ابداً من اي عملاق في نفس المستوى!

بمعنى اخر، جسد جابا الافضل مما كان عليه عندما كان ما يزال يملك جزيئاته المتغيرة.

“هذا مذهل! بوجود امبراطور في جانبنا قطعاً سنتمكن من تدمير تلك البراعم و الشجرة اللعينة!!” ضحك أليكساندر و أعلن

بعض الغيرة ضربت قلب أليسكاندر للحظة بعدما تأكد ان مكانت لأقوى في الجيش لم تعد له، لكن سرعان ما اشتعل التحدي في قلبه ايضاً… بدون بعض العقبات و الاهداف كيف يكون للحياة طعم؟ لكن في نفس الوقت لم يكن في قلب أليكساندر اي حقد اتجاه جابا، ببساطة هذا ما يمكن توقعه من الإمبراطور و تلميذه. دوره الان هو البحث عن طريقة ليتخطاه.

هز روبين رأسه بعد إلقاء نظرة خاطفة اخرى على الجزع، “هذا سيتطلب فترة طويلة جداً، هوفي لن يقف مكتوب الأيدي و يراقب جسده ينهار.”

مع ان الضرر الذي احدثه جابا هائل في اعين الجميع إلا انه يبدو كلعب اطفال ببساطة عندما يقارن بحجم جزع الشجرة، لو استمر ليل نهار يهاجم بنفس الطريقة لربما يتمكن من اسقاط الشجرة بعد بضع اشهر، لكن هل ستعطيه كل تلك البراعم الفرصة للهجوم لمدة بضع اشهر بدون ازعاج؟

“…معاليك، هل هذه الشجرة هى هوفنهايم حقاً؟” سأل أليكساندر، هذا السؤال كان يدور في اذهان الكثيرين

“هاها بالطبع هذا جسده الحقيقي، هل سأتوه عن نبتتي المفضلة؟” ضحك روبين بصوت عالي ثم نظر ربت على كتف جابا، ” اذهب نحو الجبهة الشمالية و ساعد الشباب هناك على التصدي للهجوم القادم من الخلف، لا تتأخر.”

“حاضر.” اومئ جابا ثم اخذ خطوة و اختفى

“أليكساندر، اقبض لي على احد فارغي الاعين.”

قشعريرة سارت في ظهر أليسكاندر عندما لمح الإبتسامة على وجه روبين، لكنه لم يضيع وقت بعدها و قبض على برعم فارغ عين عشوائي بمستوى قديس

البرعم حاول التملص كثيراً من جسد أليكساندر لكن بلا فائدة، عندما كان هوفنهايم على وشك سحب وعيه من هذا البرعم و توجييه لواحد اخر وجد وجه يعرفه جيداً واقف امامه، فنسي انه مقبوض عليه و حدق في عينا روبين بغضب و كراهية واضحين، “روبين بورتون! كنت أتسائل إلى متى ستظل مختبئ في خيمتك الصغيرة!!”

“على ان اعترف، قتال تلك الدُمى التي تسميها اسياد الحرب كان مزعج بعض الشئ و اجبرني على النوم قليلاً، لكن لا مشكلة الان، انا افضل من السابق هيهي.” قهقه روبين بضحكة تملأها الإستفزاز، ” اه صحيح، لما لا تصنع دمية او اثنتين؟ اريد تجرب شئ عليهم، فللأسف اخر ستة صنعتهم تدمروا بسرعة و لم استطع تجربة كل شئ عليهم”

“اااااااااه!!!” البرعم اراد القفز على روبين و أكله بأسنانه، كراهيته العميقة جعلته ينسي ان أليكساندر يمسك به

لم يهتم روبين لرد فعل البرعم فارغ العين و اكمل بعدما وضع يده على فمه، ” هل ازعجتك؟ همم اها صحيح نسيت! احد الاباء الاشجار الاخرين قال ذلك اليوم انك إستخدمت كل صقلك لروح الكوكب من اجل صنع تلك الدمى الصغيرة، اي انك لم تخسر فقط اسياد الحرب خاصتك لكنك ايضاً خسرت سباق الصقل مع بقية الاشجار، هذا بغض النظر عن خسارتك لأكثر من نصف براعمك و اراضيك الذين جمعتهم على امتداد مئات الاف السنين، تسك تسك~ هذا محبط جداً، لماذا انت حي حتى؟”

“انا حي لأقتلك! هل تسمعنى؟ سأقتلك بلا ريب و سأستخدم جيشك الغازي كأساس امبراطوريتي الجديدة، لن يخرج احد منكم من هذا العالم حياً!!” صرخ البرعم مجدداً، كلمات روبين ضربت وتر حساس

تظاهر روبين انه ينظر حوله بقلق، ” انت تقول هذا، لكن لماذا لا اشعر بالخوف؟ لماذا لم تفعل شئ خلال حصارك مثل الكلب المسعور لعامين؟ انا لا اريد التقليل من شأنك، لكن بصراحة لا اظنك قادر على التهديد حالياً، ألا تظن؟ عندما استيقظت و سمعت ان بقية الاباء الاشجار لم يرسلوا تعزيزات لك او حتى يرسلوا جيوش لتدميرك عرفت ان مصيرك قد حُسم، حتى أندادك الذين قضيت حياتك في صداقة مشروطة معهم لم يعودوا يروك كحليف ولا حتى عدو، انهم يردون كقمامة تنتظر ان تُحرق، مصيرك

محسوم في أعينهم لدرجة انهم نسوا وجودك اصلاً، تقتلني؟ يا رجل قل كلام معقول.”

“سأقتلك! سأقتلك!!! ااااااااه! ااااااااااااااااااااااااااه!!!!” رفع البرعم فارغ العين رأسه و صرخ حتى كادت تنفجر رئتيه

في غمضة عين بدأ بقية فارغي الاعين في الجيش يصيحوا، المئة مليون برعم تقريباً بدأوا بالتقدم إلى حيث يقف روبين!!

من Zeus

-+=