— في منطقةٍ ما وسط دائرة سيطرة الاب الشجرة هوفنهايم —

*بووم*

*بوم* *بوم* *بوم* *بوم*

“جهة شمال شرق تحتاج الدعم!”

“جهة الغرب ايضاً!”

“نحن بحاجة لفريق من مستخدمي قانون الحياة عند منطقة الهجوم الرئيسية!”

“اليوم سيكون اخر يوم في حياتكم ايها البشر الملاعين!!”

— تحت سقف خيمة مفتوحة من جميع الجوانب —

“تسك~ الازعاج بدأ مبكراً اليوم…” نظر أليكساندر نحو جزع شجرة عملاقة و تفوه ممتعضاً

كل كلمة سمعها الأن قد سمعها بالامس، و قبل امس، و اليوم قبل ذلك…

المنظر امامه كان فعلاً ملئ بالألوان و مفعم بالحياة، و الموت ايضاً.

فأمامه مباشرةً يوجد حلقة ضخمة مكونة من ملايين جنود امبراطورية البداية الحقيقية الذين يبدون كحفنة مرتزقة، فبعضاً يرتدي الاحمر قادمين من قارة اللهب و بعضهم يرتدي الاخضر و هم جنود قارة الشجرة المقدسة، و بعضهم يرتدي الفضي و هم جنود قارة الرياح و هم جنود قارة الرياح و البعض الاخر يرتدي الازرق يمثلون جنود قارة المياه

والبعض حتى يرتدون ملابس قَبلية غير متنسقة اساساً و هو جنود القبائل البشرية المحلية الثلاث حول هوفنهايم!

بطبيعة الحال فوغون قاد جيشه، الفيلق رقم 11، و جاء للمساندة في المعركة الاخيرة ضد ما يُعتقد انه الجسد الرئيسي لهوفنهايم، اما قبيلتا السهولة و طيور الليل المسؤولتان عن ازعاج قوات هوفنهايم على الحدود فحسب قرروا ايضاً الدخول بجزء كبير من جيشهم، و هذه المرة لم يقاتل القبائل الثلاث من اجل ابهار روبين بل لأجل التخلص من عدوهم الاول لمدة مئات الاف السنين!

هذه المعركة بالنسبة لهم هى حرب مقدسة يجب النصر فيها بأي ثمن، فكيف لا يبذلوا كل ما في استطاعتهم؟ ببضع دقائق فقط من المراقبة يمكن ملاحظة ان جنود القبائل يقاتلوا واضعين حياتهم على المحك، نتيجة هذه المعركة تعني لهم اكثر بكثير من جنود امبراطورية البداية الحقيقية

كيف لا؟ لو انتصر جانبهم سيتخلصوا من عدو ارهقهم لمئتا الف سنة، و جيش روبين الغازي سيجد مكان ليتخذه مسكن بعيداً عنهم.

اما لو خسروا المعركة فالأب الشجرة هوفنهايم سينتقم بالتأكيد ببدأ حرب لم يسمعوا بمثلها في التاريخ، حتى الغازي روبين و جيشه سيديروا اسحلتهم نحو قبائل البشر لينتزعوا قطعة ارض لأنفسهم!

هذه الحرب يجب ان يفوزوا بها، ببساطة لا يوجد مجال لنتيجة اخر!!

و فوق هذا يوجد ورائهم عشرون فرقة كل واحدة مكونة من 10 الاف جندي، لو رآهم روبين الان لإستغرب قليلاً لأن كل جنود هذه الفرق يرتدون الدروع الذهبية المميزة، و يوجد اكثر من مئتا الف منهم! لكن بالطبع انتاج هذه الدروع لم يتوقف للحظة خلال الست سنوات الفائتين و ما تزال مصانع يورا ترسل المزيد يومياً.

و على رأس كل فرقة من العشرون يوجد جينرال معروف منهم قيصر و بيون و فيكتوريا، تقريباً كل الجينرالات الذين كانوا يرأسون فيلق كامل قبل عامين و مساعديهم تقدموا من اجل قيادة احد هذه الفرق المكونة من عشرة ألاف جندي فقط، و مع ذلك لم يحصلوا على اي وقت هنئ في ذلك!

مهمة تلك الفرق النخبوية هى التحرك بحرية من نقطة لنقطة على امتداد منطقة الحصار لصنع بعض الدمار او إراحة جنود امبراطورية البداية الحقيقية من ضغط الهجوم عليهم في تلك النقاط، او ربما صد الهجمات القادمة من الخلف، ثم ينتقلوا بسرعة للنقطة التالية.

لكن الغريب انه مع وجود هذا الكم من النخبة و الجينرالات المخضرمين المشاركين في هذه الخطة، سيكون من الصعب القول ماذا سيحدث لو فرقة او اثنتين فقط قرروا الاستراحة!

… اما داخل تلك الحلقة الواسعة من جنود امبراطورية البداية الحقيقية، فيوجد عدد لا حصر له من البراعم من مختلف مستويات القوة، من كثرتهم و حشرهم في منطقة واحدة بدت الارض على مساحة عدة كيلومترات و كأنها مغطاة باللبن المسكوب!

بمجرد النظر يمكن تقدر عدد البراعم بأكثر من مئة مليون، مع ان اغلب عدد ضخم من البراعم بمستوى حكيم او قديس تم قتلهم على مدار السنوات السنة الماضية و البراعم المتبقية حالياً معظمهم تتراوح قوتهم بين اساسات الطاقة العشرة الأولى، إلا انهم على مدار العامين الماضيين برهنوا على انهم جدار لا يمكن تخطيه

تلك البراعم مع انه لا يمكنهم لانتصار إلا انه يمكنهم بسهولة اختراق احد جوانب الحصار و الهرب، فبعد كل شئ مع ان فارق القوة الفردية بين الطرفين كبير جداً إلا ان ايضاً فارق الاعداد مهول اكثر!

إلا انهم لم يفعلوا ذلك، بل ظلوا اماكنهم يقاتلوا حتى الموت، رافضين التحرك خطوة من امكانهم

اما في وسط بحر البراعم تقف شجرة عملاقة، عملاقة بكل ما في الكلمة من معنى

المساحة التي يحتلها الجزع واحد تكفي لإقامة مدينة كبير، لو احد غريب رأى فرع واحد مقطوع من تلك الشجرة لقال ان ذلك الفرع كان شجرة إلهية ضخمية عاشت لآلاف السنين. اما إرتفاع تلك الشجرة فلا احد تمكن من قياسه حتى الان، حتى لو نظرت للأعلى حتى تنكسر رقبتك لن تستطيع رؤية طرف الشجرة

الشئ الوحيد الغريب في هذه الشجرة ان هنالك غيمة رعدية ضخمة تطوف فوق الشجرة و تهاجمها الصواعق ليل نهار، مع انه لا يوجد ضرر هائل على الشجرة إلا انه يمكن رؤية بعد اللهب و رؤية شئ من الدخان بعيداً في الاعلى

لا احد يعرف معنى هذا و لا احد اهتم كثيراً ايضاً بما انهم لا يؤثر على المعركة، لكن…

الاب الشجرة هوفنهايم هو شجرة فعلاً؟!

عندما وصل الجيش الموحد إلى هذه النقطة تحت قيادة أليكساندر و تمكنوا من دفع البراعم للوراء مراراً و تكراراً حتى تجمعوا هنا و تأكدوا ان هذا هو هدف حمايتهم، ان هذا هو الاب الشجرة هوفنهايم، شعر الجميع بالغرابة و بعضهم بدأ يقهقه بغباوة
كانوا جميعاً ينتظروا رؤية شئ مثل سيد الحرب، مخلوق ترينت يمكنه التحرك و الهجوم و خلافه، لكن خاب ظنهم… مع ان تلك الشجرة الهائلة تُسقط يومياً عدد مهول من الفواكه التي تتحول إلى براعم بسرعة و تشارك في القتال مُعوضين بذلك نقص من قُتلوا من اخوتهم طوال اليوم، الا الاب الشجرة كان فعلاً مجرد شجرة صماء؟!

مع ان الاب الشجرة يستخدم لسان البراعم فارغي الاعين ليسب جيش امبراطورية البداية الحقيقية و يحاول تخويفهم كل دقيقة، إلا ان الشجرة نفسها ظلت صماء طوال الوقت حتى ظن أليكساندر و بقية مجلس الجينرالات ان هذه خدعة من نوعٍ ما و ان هذا ليس جسد هوفنهايم الحقيقي، و ان هذه الشجرة هى مركز الانتاج الرئيسية هو شئ كهذا

لكن ماذا إن كانت خدعة؟ البراعم امامهم حقيقيين، عندما يقضوا على كل البراعم ستكون مهمتهم كجيش انتهت و سيكون عليهم انتظار الاوامر من امبراطورهم فيما يخص اي شئ اخر، لكن النظري مختلف عن العملي…

اجتماع اكثر من مئة مليون برعم هنا جعل تنفيذ اي خطة للقضاء عليهم بسرعة تعتبر استحالة، بل جعل التنفس نفسه ثقيل كالصعود للسماء

السماء ايضاً اصبحت منطقة محظورة، ليس خوفاً من الصواعق من الاعلى فحسب بل خوفاً من الهجمات المركزة من الاسفل، في معركة مضغوطة كهذه من يحاول الطيران من الطرفين سيجد عدد لا يحصى من الهجمات تتركز عليه حتى يسقط، لذا إلتزم الجميع بمعارك ارضية جسدية مما جعل صعوبة المهمة تتزايد اكثر

هنالك مشكلة اخرى واجهتهم: بعد معركة الإمبراطور روبين ضد اسياد الحرب، توحد جيش امبراطورية البداية الحقيقية و اسرع خطاه نحو هوفنهايم ليتخلص منه بعد الضرر الذي تحصل عليه في المعركة، لذا لم يقوموا بالتنظيف خلفهم او البحث عن مناطق انتاج البراعم و تدميرهم كما كانوا يفعلوا سابقاً، لذا كل بضع ايام تتجمع البراعم الذي لم تدخل الحصار بعد و يهاجموهم من الخلف!

من امامه اكثر من مئة مليون برعم و عددهم ثابت تقريباً بسبب ان تلك الشجرة الضخمة تصنع المزيد منهم، و من خلفهم يواجهوا موجات من البراعم بشكل شبه يومي و لولا وجود الكتيبة الذهبية الحرة لم تمكنوا من التصدي لهم… عند هذه النقطة لم يعرف أليكساندر ان كان هو من يحاصر الاب الشجرة او العكس.

من Zeus

-+=