” ما.. ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم؟!” صرخ ذيكا بعلو صوته
لم يجب احد عليه، لكن بقية الفرق تحولت وجووهم لهيئة قبيحة جداً، كلهم أخذوا وضعية إستعداد للقتال و بعضهم اخذ خطوتين للخلف
كل الأعين كانت على قيصر منتظرين تفسير لما حدث، لكنه كان ما يزال واقف مكانه، الفارق الوحيد ان الإبتسامة على وجهه أصبحت اكثر وضوحاً، نظر بحوله بهدوء و سخر ” يا لكم من فريق إغتيال محترف، أخواي تحركا قليلاً لكنكم خفتم بالفعل؟ صدقني وقت الخوف لم يحن بعد..”
” انت.. فسر لي ماذا حدث للتو!!” رئيس فريق اخر اخرج سلاحه و أشار به نحو قيصر
” أهذا صعب التخمين؟ ذلك المهرج هناك قال بنفسه اني دخلت و معي إثنان مرافقان، كان هذا هما.” قيصر رفع كتفه
” أتقول ان شخصين مستوى تاسع ظهرا أمامنا، قتلا محاربان مخضرمان، ثم اختفوا مجدداً بدون ان نراهم؟ أتحسبنا بلهاء؟” أوليف فقد أعصابه.. لقد خسر ثلاثة من رجاله بدون ان يعرف كيف!
” هذا بالضبط ما حدث، أتريد فرصة اخرى للمراقبة بشكل افضل؟ أرسل اثنان اخران! هاهاها” انفجر قيصر ضحكاً ثم طرقع بأصابعه مرتين
“ااااااااه”
“اغغاااااا”
صرخات مدويتان جائتا من منطقتين مختلفتين في الحصار، شخصان اخران قد قُتلا.
“خذوا حظركم! التشكيل الدفاعي!!!” صاح جارنين، احد العباقرة الأربعة، بدأ الـ 19 شخص المستبقيين يقيموا دائرة اصغر حول قيصر قطرها اقل من 15 متراً، كل واحد يحمي ظهر الأخر
“إحم، يا رفاق، لقد نسيتم شيئاً مهماً..” قيصر قالها و هو يقهقه
” أخبر أعوانك ان يخرجوا فوراً و إلا سنقضي عليك!!”
“هذا تماماً ما نسيتموه! انتم منشغلين بأتباعي و نسيتم رئيسهم؟ هذه إهانة!” قيصر ضحك بصوت مرتفع، ثم زرع المطرد في الأرض بجانبه و أغمض عينيه…
لهب أبيض بدأ يخرج من أنحاء جسده و ينتشر، بسرعة اللهب سيطر على مساحة 7 أمتار حوله، ثم فتح قيصر عينيه و صاح ” من كان منكم رجلاً فليقترب مني!”
ثانية.. إثنتان… لم يقترب احد.
في الحقيقة بعضهم بدأ يتراجع، مع انه توجد مسافة 8 أمتار كاملة بين دائرة الحصار و اللهب إلا ان الحرارة الشديدة كانت لا تطاق
“ارغغغ أهذا.. لهب؟!”
” أي لهب هو هذا؟ أي قانون ثانوي هو هذا؟!”
“اااااااه لا احتمل سأتراجع!” بضع خطوات للخلف لم تكفيه، فقز بكل قوته للخلف هرباً من الحرارة، لكن فور ما كسر دائرة الحصار و خرج منها دوت صرخة اشد… لقد قتل.
“اللعنة! تماسكوا انها مجرد حرارة!” عندما أدرك البقية ان الشخص الذي ترك الدائرة قد تم إصطياده فزعوا اكثر
” جارنين، شيلدون، كارمي، هل رأيتم كهذا اللهب من قبل؟” صرخ أوليف
“…كلا، فضلاً عن مسار النار، لم أرى اي تقنية قانون ثانوي بهذه القوة من قبل” أشكال الـ 18 شخص المتبقين تصبح أقبح فأقبح بمرور كل دقيقة
” أياً يكن، انه مجرد شخص واحد في المستوى التاسع، لو هاجمناه سنقتله بسهولة!”
” هذا صحيح، من يتطوع لمهاجمته؟ نحتاج ثلاثة فقط يتجاهلون اللهب و يهاجموا.. انه مجرد تهديد فارغ ، اللهب لن يقتلكم!” صاح كارمي، لكن لم يستجب أحد…
لو لم يكن يرغب بالتضحية بأتباعه.. فكيف يستجيب البقية لهذا الخطاب الحماسي؟
“اااااااااااه”
صرخة اخرى دوت ، شخص اخر بينهم وقع ضحية المغتالين لكن هذه المرة كان يقف بينهم..
القتيل سقط على الأرض و في عنقه خنجر طويل، و مجدداً لا أثر للمهاجم…
“سحقاً، لا يمكننا البقاء كهذا!”
“أنصحكم ان لا يتحرك احد خطوة اخرى.. اجيبوا بعضاً من اسئلتي و قد أترككم تغادروا من هنا” قيصر الذي كان يتابع بصمت تكلم اخيراً
“لا تغتر بنفسك!! أتظن انه يمكنك إستخدام نفس الحيل السخيفة لقتل بقيتنا؟ سنرى إلى متى يمكنك تفعيل حلقة اللهب هذه!”
“اوه؟ أتريد رهان على ما إن كنتم ستموتون اولاً أو ستنفد طاقتي اولاً؟ أحييك على جرائتك! لكن…” عند هذه النقطة عمل قيصر إشارة برأسه نحو جثة اخر قتيل، عندما نظر الجميع لها وجدوا ان الخنجر الذي كان يسكن رقبته قد اختفى
ذلك المغتال جاء بينهم و سحب خنجره ثم اختفى مجدداً…
“…لا اعتقد ان هذه فكرة سديدة.” إبتسامة قيصر الكبيرة كانت كخنجر يقطع قلوب الموجودين
“… ماذا تريد.. ان تعرف؟” لم يستطع شيلدون الصمود اكثر
“أحسنت! اخبرني اولاً لماذا تحاولون قتلي”
“لا اعرف”
*تاك* قيصر طرقع بأصابعه
*با* صوت شئ يسقط على الأرض جذب إنتباه الحاضرين المتوترين.. لقد كانت رأس احد أتباع شيلدون.
“اللعنة، انا حقاً لا اعرف! أربعتنا من مملكة دوليفار، لقد قيل لنا ان نقتل الفرق التابعة لدوقيات آلتون، ستانلي و إيفرين من مملكة الشمس السوداء، لكننا لا نعرف السبب وراء هذا” إنهار شيلدون على ركبتيه و صرخ
“اووه؟ مثير للإهتمام، كنت أعتقد ان ذلك المهرج من المطعم و الأمير الاحمق هم من دفعوكم لفعلها، إتضح ان الأمر اكبر بكثير.. أهذا يعني ان تلك الفرق تواجه نفس هذا المأزق الأن؟”
“في الحقيقة *ذلك المهرج* الذي تقصده و الأمير هما من وافقا على إدراجك في قائمة القتل مع انك لم تكن فيها سابقاً. و أجل الفرق الاخرى تتم مهاجتها، بل غالباً الفرق الثلاثة قد تمت إبادتهم
بالفعل، البحث جاري منذ ساعات عديدة و كل فرق دوليفار تشترك به.” نظر شيلدون للأرض لم يجرؤ على النظر لبقية أتباعه و أقرانه
” اووه؟ هذا يعني انكم قد لا تكونوا اخر من يأتي لقتلي.. شكراً على المعلومة!” أومئ قيصر، ثم إختفت مجال اللهب حوله
أحد أتباع شيلدون إستغل الفرصة و إندفع بكل قوته برمحه نحو رأس قيصر، لكنه قوبل بمطرد مشتعل قطع خشبة الرمح ثم أكمل طريقه للأسفل فشقه من الكتف للرجل
سقط كل نصف في جانب مختلف، ما تزال النار مشتعلة في النصفين و تفوح منه رائحة الشواء..
“لن أترك كل المرح للوغدين الأخرين، هاجموني!” صاح قيصر وأخذ وضعية دفاعية في منتصف الحلقة.
الموضوع التاليالموضوع السابق