*بلؤ بلؤ بلؤ*

بعدما فتح روبين وعاء دم العفاريت قوبل بفقاعات صغيرة تطفو لسطح وعاء الدماء و تنفجر مسببة خروج رائحة نتنة مثيرة للغثيان، الدماء نفسها تخطت مرحلة الاحمرار بل يمكن القول انها تميل للأسود اكثر من الاحمر

تحمل روبين الرائحة الكريهة و قام بتفعيل عينه المكبرة، و كانت مفاجأة ثانية، “مستحيل…”

على عكس البشر و بقية الكائنات الحية، دماء العفاريت لا تحتوي جزيئات الطاقة المنتظمة المسئولة عن نقل الطاقة، لكنها تحتوي جزئيات متغيرة!!

روبين كاد يُجن مجدداً…

الامر مفهوم ان البراعم لا تملك جزيئات طاقة منتظمة، فالبراعم في النهاية هى اجساد صنعها الاب الشجرة هوفنهايم بفهمه المحدود للخلق و للقوانين السماوية المتاحة، فنجد مثلاً ان هنالك اختلاف بين البراعم بعضهم ابيض بالكامل و هؤلاء هم البراعم الضعيفة، لكن البراعم الاقوى كلها لونها يميل للأحمر او الازرق و الاخضر او اي لون اخر، لماذا؟ لأن هوفنهايم وضع نظام مشابه للنقوش الإلهية يسمح للبرعم بإستخدام قانون معين منذ مولده، فالبرعم الذي يميل لونه للأحمر مثلاً يستخدم عنصر النار، و هكذا..

و حتى يستطيع البرعم مستخدم قانون النار مثلاً إستخدام هذا القانون و بمستوى عالي يجب ان يكون متوفر لديه طاقة منذ مولده، كيف؟ هوفنهايم نفسه إستهلك كم هائل من طاقة الكوكب لينتج برعم بهذه القوة مباشرة، فيولد البرعم حكيم ناري مثلاً، لذا فذلك البرعم لا يملك مركز تجمع طاقة مثل باقي المخلوقات، بل هو كالأسلحة يحتوي على الطاقة في كل انحاء جسده.

هذه النظرية مع انها معطوبة و قطعت اي طريق مستقبلي للبراعم ان تتدرب و تصبح اقوى، إلا انها ايضاً جعلت البراعم يخزنون الطاقة في اجسادهم كلها كالنباتات، و جعلتهم كائنات خالدة طالما يقوم الاب الشجرة بإمدادهم بطاقة الحياة من فترة لأخرى و يغير اجزاء اجسادهم المتضررة!

لذا فليس من الغريب ان لا تملك تلك *الأسلحة* او *النباتات* ما يملكه بقية الكائنات الحية، لكن ماذا عن العفاريت؟ لماذا لا يملكون هم ايضاً جزيئات الطاقة المنتظمة التي يملكها كل الكائنات الحية الاخرى؟!

و بالطبع الجزيئات المتغيرة هنا لم يكن دورها هو تغيير مسار الطاقة و عمل انماط بما انه لا يوجد مسارات طاقة في الدم اساساً، إذاً ما الذي تفعله؟

“….” عقد روبين حاجبيه قليلاً لبضع ثوانً لكنه سرعان ما عقد عزمه و اسقط قطرة من دمه في وعاء دم العفاريت!

*طالما تصبح العفاريت اقوى بسبب الدم فبالتأكيد سيحصل تفاعل الان، على الارجع سيتم امتصاص كل الطاقة في قطرة دمي و ربما يتم إبتلاع جزيئات الطاقة المنتظرة الخاصة بي ايضاً، لابد ان هذا هو السبب الذي جعل مورين لا يستفيد من اكل لحم البراعم ذلك اليوم، لأن دمائهم مختلفة! …لكن لو كان هذا هو ما يُقوي العفاريت، لماذا لا يصبحون اقوى بأكل الوحوش؟ الوحوش ايضاً لديها نفس تركيبة دماء المخلوقات الذكية و— همم؟*

في هذه اللحظة لاحظ روبين شئ غريب، بعدما سقطت نقطة دماءه في وعاء دماء العفاريت تحركت الجزيئات المتغيرة في دماء العفاريت بالفعل و بدأت تأكل شئ بنهم، لكن ذلك الشئ لم يكن الطاقة او الجزيئات المنتظمة

بل في الحقيقة تم إبتلاع قطرة دم روبين في غمضة عين و لم يبقى منها شئ يطفو على سطح الوعاء غير شريط الطاقة الذي سرعان ما تبخر في الهواء، و جزيئات الطاقة المنتظمة التي تم طردها و طارت في الهواء كحبيبات التراب…

اما تلك البقعة الصغيرة التي إبتلعت قطرة دم روبين بدت تشتعل حماساً و انفجارات الفقاعات فيها تضاعف و كأنه تحتفل بالوليمة التي هى عبارة عن قطرة دم واحدة!!

“……….”

ظل روبين ينظر لوعاء الدم بعينان مفتوحتان و فم مفتوح لفترة طويلة، و ظل جابا ينظر لروبين بصبر و هو يضع قماشة مبللة على انفه بسبب رائحة دم العفاريت.

“……………” بعد وقت غير معلوم جلب روبين قطرة من دماء البراعم و وضعها في وعاء دماء العفاريت ليرى ما سيحدث، القطرة ظلت طائفة فوق الوعاء لبضع ثوانٍ كالزيت فوق الماء ثم بدأت تغلي و تتبخر بسرعة، خلال دقيقة واحدة لم يبق لها أثر، هذه المرة لم يتم امتصاص الطاقة ولا حتى قطرة الدم نفسها

“…………………”

كرر روبين نفس العملية لكن هذه المرة مع دماء وحش وحيد القرن الجبلي، و كانت النتيجة مثل قطرة دماء البراعم تماماً، ظلت القطرة مكانها لبضع ثوان، الجزيئات المتغيرة في دماء العفاريت اخذت تتحرك بعيداً عن قطرة الدم و كأن احدهم سكب قمامة تحت ارجلهم، ثم بدأت قطرة دماء وحيد القرن الجبلي تغلي و تبخرت بالكامل في الهواء

ثم جاء دماء الدراكو، ثم دماء اسد السهول الناري الذي تستخدمه قبيلة غضب الشمال في كتيبة الوحوش خاصتها، و تكررت نفس النتيجة… دماء الوحوش عوملت كدماء البراعم تماماً

“…..” ظل روبين ينظر مطولاً نحو وعاء الدم بإستغراب و شعور بقصر اليد و كأنه يواجه طفله الذي اخطئ ولا يعرف كيف يعاقبه، في النهاية قرر ان يقوم بتجربة حتى يؤكد النظرية المرعبة التي جالت في رأسه مع انه كان يعلم النتيجة سابقاً، فوضع قطرة من دماء الاقزام…

*شوالااا*

كما حدث مع قطرة دمه، قطرة دم القزم تم افتراسها بواسطة الجزيئات المتغيرة في دماء العفاريت، لم يبق في الخلف سوى نظام الطاقة في دم القزم و الذي تبخر بعيداً ايضاً بسرعة، و عاد وعاء دم العفاريت ليتصرف و كأنه لهب اُلقي عليه بنزين!

“………..”

‘*إن كانت العفاريت لا تهتم للطاقة داخل الدم، ولا تهتم للجزيئات المنتظمة او المتغيرة، بل يمكن القول انها تعتبرهم قذارة و تطردهم، إذاً ما الذي يقوي العفاريت؟ الدم نفسه؟ المادة الحمراء اللزجة نفسها؟ ما هذا؟!* اخذ روبين يطرق على الطاولة ببعض التوتر، * طالما اجسادهم لا تهتم بالطاقة، إذاً لماذا الفائدة التي يحصلوا عليها من اكل شخص قوي تكون اكثر من الفائدة التي يحصلوا عليها من افتراس فاني لم يعرف التدريب قط؟ أهو نوع المكافآت لأنهم حصلوا على طريدة عالية الجودة او شئ كهذا؟!*

اطلق روبين زفيراً بارداً و هو ينظر لوعاء الدم بمشاعر مختلطة، ” لماذا تبدو العفاريت و كأنها وُجدت لإبادة المخلوقات الذكية…”

من Zeus

-+=