“بفضلي؟” هز روبين رأسه بضحكة ساخرة، ثم وجد طريقه لأحد المقاعد في الخيمة و جلس عليها خائر القوى، “هيه~ لولا أني اخترت بدأ الحرب على كوكب يورا ذلك اليوم لما اخترت أنت أن تستخدم قانون الجاذبية الرئيسي لتخترق للفروسية حتى تساعدني، لو لم اُقلقك علي لكان في وسعك الآن إعتماد الحقيقة السيادي كقانونك الأساسي، لكن للأسف هذا لن ينفع الآن…” ثم سند روبين رأسه على يده و أخذ يفرك جبهته، هذه فعلاً كانت مشكلة…
حتى لو أن الحقيقة قبِلت بجابا فما يزال مستحيل تعديل أساساته ليستخدمها بشكل أساسي، روبين رأى بنفسه كيف أن أنماط الحقيقة تستحقر أي أنماط أخرى و تحولها للعدم بمجرد الإقتراب منها، لذا تعديل أساساته مستحيل.
أما عن تدمير أساساته كلها و البدأ من جديد؟ نظرياً هذا ممكن، لكن حسب المستبصر فهذا أيضاً مستحيل.. فعندما قام بإعادة قيصر لعمر الـ 12 عام، تم إستهلاك كل أساساته الطاقة الصلبة في جسد قيصر و عاد ليكون مجرد فان، لكن مع ذلك شدد المستبصر على أنه يجب أن يتدرب على شيء ضمن مسار النار.
بهذا يمكن الإستنتاج أن أنماط القانون تُطبع على مركز تجمع الطاقة نفسه بطريقةً ما كما تُطبع على الاساسات! أما بالنسبة لتدمير مركز تجمع الطاقة كله و البدأ من جديد، فهذه ببساطة أضغاث أحلام، مركز تجمع الطاقة يمكن اعتباره عضو مثل القلب و الرئيتين و غيرهم، تدميره يعني الموت. روبين جرب بنفسه ماذا حدث لجسده عندما تم الإضرار بأساسته فقط، فلماذا سيحدث لو تدمر مركز تجمع الطاقة نفسه!؟
نظرة جابا نحوه مُعلمه تحولت من الحماسة و الفخر إلى سعادة غامرة، هو يعرف أن مُعلمه لم يكسر حماسته أو حزين لأنه لاقى قبول الحقيقة، بل بالعكس، هو يعرف انه يرهق دماغه بالتفكير الأن لمصلحته، ليجد طريقة يجعله بها أقوى و يستفيد بالحقيقة أكثر.
بالتفكير بالأمر.. هل والده فكر لصالحه لهذه الدرجة من قبل؟
مع أن روبين لا يجيد الكلام و البوح بما في قلبه، هو يدرك أن مُعلمه يعبر عن حبه و رضاه عن من حوله بهذه الطريقة، لذا تقدم جابا نحو مُعلمه و جلس أمامه ثم ربت على ركبته مرتين، “…اجل يا مُعلمي بفضلك. أكنت سأكون قادر على قراءة كل تقنيات و المفاتيح حول القوانين السماوية لولاك؟ هل كنت لأعرف حتى عن شئ يدعى قانون الحقيقة؟ انا لست نادم أنك بدأت الحرب ضد يورا و لست نادم إني بنيت أعمدة الفروسية بقانون الجاذبية الرئيسي، لو لم تحدث هذه الحرب هل كنت ستغادر كوكب نيهاري و تأتي إلى جرينلاند من أجل زيادة قوة جيشك؟ هل كنت ستجعلني جينرال على الفيلق السادس لو لم اكن قوي بما يكفي و استعمل قانون الجاذبية؟ فقط بوجودي في هذا الكوكب و على رأس هذا الفيلق حصلت على فرصة لعمل أبحاثي و بالطبع حصلت على فرصة رؤية تجسيدات قوانين كوكب جرينلاند المكتشفة و رؤية بؤر القوانين و هى تتشكل و تتدمر و بسبب هذا حصلت على عين الحقيقية! لولا كل تلك الأحداث لكنت ما أزال في نيهاري الآن اطارد بعض المجرمين منخفضي المستوى!”
رفع روبين رأسه قليلاً و نظر نحو جابا لمدة طويلة، ثم أومئ بضع مرات وتنهد، “..من حيث الموهبة الفطرية أنت لست أسوأ مني، بل هنالك أشياء كثيرة أنت أفضل مني فيها و منها رضاك بالواقع، أنت لا ترهق نفسك بالتفكير في المستحيل مثلي بل تتركه جانباً و تركز على الممكن، هذا يجعل نظرتك للأحداث الحالية مثالي و يعطيك مساحة أفضل للبناء عليه و أخذ قرارات أفضل مني… هذا شيء أحسدك عليه.”
“لو رضيت بالواقع عندما اقترب منك الموت في ذلك الكهف و استخدمت قانون ثانوي لتشكيل أعمدة الفروسية آن ذاك لما كنا هنا اليوم، لذا شكراً لك على إرهاق نفسك بالتفكير في المستحيل!” قهقه جابا بصوت منخفض
رفع روبين حاجباه قليلاً عند سماع هذا قبل أن يبدأ بالضحك ايضاً، ” فاليقم كلانا بأفضل ما نتقنه إذاً، ساعدني في تقوية هذه الإمبراطورية و أنا سأساعدك في البحث في المستحيل و اجد طريقة لجعلك تستخدم قانون الحقيقة بشكل كامل، اتفقنا؟”
“بالطبع سأساعدك في تقوية هذه الإمبراطورية على قدر إستطاعتي، طالما هذا الجابا ما يزال حي سأجعل إمبراطورية البداية الحقيقية تسيطر على كامل نطاق الكواكب اليافعة!” ضرب جابا على صدره و أقسم بفخر.
“ممتاز، الآن فقط أصبح لدي شريك أعتمد عليه!” ضحك روبين و صفق، اليوم فعلا كان مدعاة للإحتفال!
قبل قليل فقط كان يفكر روبين بكل تلك الأشياء المتراكمة التي عليه البحث فيها ما إن أراد فهم ما يجري من حوله بشكل أفضل، أشياء فقط هو يستطيع البحث فيها لأن لديه عين الحقيقة، لكن هذا تغير الآن!!
“هاي هاي، ما خطب *يا شريك* تلك؟” لوح جابا بيده بسرعة بدى عليه بعض الخوف، ” كل ما لدي هو نتاج ما صنعته أنت، لا أجرؤ على أخذ هذا اللقب، سأبقى للأبد تلميذك!”
إبتسم روبين إبتسامة خفيفة عندما سمع هذا و انحنى للأمام قليلاً و ربت على كتف جابا مرتين بفخر قبل أن يعود ليسند ظهره على كرسيه، ” أرى أنك كنت تبحث في شيء قبل أن أدخل؟”
حك جابا رأسه، “حسناً هذا محرج، الفترة الماضية قضيتها أحدق بكل شيء حولي بشكل عشوائي.”
قهقه روبين و هز رأسه، ” أتفهم، عندما حصلت على عين الحقيقة أول مرة ورأيت تلك الأنماط كنت كالأعمى الذي أبصر لأول مرة، كل يوم كنت أحرق شيء جديد وأتابع الأنماط التي سينتجها، الأمر ممتع ها؟”
” أجل، أجل، هذا هو الشعور!!” أشار جابا نحوه و تكلم متحمساً.
“إنن، بالطبع اتفهم، لكنك قضيت هنا أكثر من عشرون شهر يكفيك عبثاً للأن، لدي أشياء كثيرة تحتاج للبحث و لم اكن ادري من اين ابدأ، بما أنك تتوق للبدأ فسأعطيك شيء أو إثنين لتجرب فيهم! ..لكن اولاً،” عند هذه النقطة توقف روبين وأشار نحو جابا، “… أخبرني بما حدث لجسدك.”
الموضوع التاليالموضوع السابق
شكرا على الفصل
شكرا