داخل منطقة اختبار حدث الصيد..
“هياااااا” قيصر أنزل مطرده بقوة مُغلق بغطاء أبيض على رأس خرتيت ضخم
*زئير* صاح الخرتيت من الألم و تراجع بضع خطوات ، لكنه بدى انه لم يتأذى كثيراً.. كان هذا وحش في المستوى الـ 11 متخصص في الدفاع!
قيصر لم يُحبط مما رآه و تقدم مرة اخرى محاولاً النيل من منطقة اخرى ضعيفة، الثلاثة ايام اوشكوا على النفاد، تبقت بضع ساعات قليلة على صافرة النهاية و قد تكون هذه اخر فرصة لقتال وحش بهذا المستوى .. يجب ان يستغلها جيداً
لكن عندما كاد يسدد هجومه التالي سمع صوت من الخلف “تسك~ حظنا سئ جداً.. اول فريق نجده من الاهداف هو ذلك التافه، و يبدو وحيداً ايضاً!”
لم يكن من غير الطبيعي لقاء فرق اخرى هنا، لكن قيصر ألغى هجومه و إلتفت سريعاً عندما سمع كلمة *هدف*،
الخرتيت الضخم كان يدرك جيداً مدى قوة الهجوم الذي كاد يصيبه فإنتهذ الفرصة و تراجع بسرعة محاولاً الفرار.
تجاهله قيصر، فهو لم يكن يفتقر للتذكارات من الوحوش بل كان يسعى للخبرة فحسب… قام بعمل مسح سريع بعينه على القادمين الجدد فوجد شاب يبدو كأنه في الـ 17 من عمره يقف وراءه 5
اشخاص متوسطي العمر و يبدو انهم محاربين مخضرمين.. واضح انهم فريق متكامل لم يتعرض لأي اذى منذ بداية الاختبار
قيصر عقد حاجبيه “أهنالك مشكلة؟”
“المشكلة انك لا تكفي كمقبلات؟ تشةِ.. انت، اذهب و اقضي عليه و دعنا نكمل طريقنا” ذلك الشاب المجهول أشار لأحد اتباعه من المستوى العاشر ، الذي بدور بدأ الهجوم فوراً بسيفه العريض
قيصر لم يكن يدري ماذا يحدث، لكن واضح انه يتعرض لمحاولة قتل.. لا داعي لمعرفة المزيد. أطلق قيصر السراح لهالته كاملةً و رفع مطرده ليصد الهجوم القادم.
عندما إشتبك الإثنان تعجب قيصر كثيراً، سواءً القوة وراء الهجوم او زاويته او نية القتل خلفه تقول ان هذا الشخص هو نخبة من بين النخبة، لقد شارك في معارك لا حصر لها حتى يكتسب هذه القوة.. ربما هو اقوى من *العبقري* الذي يفترض انه تابع له!
لكن المُهاجم كانت صدمته أشد.. هذا الهجوم كان بغرض قسم قيصر نصفين بضربة واحدة! لكنهما في البداية ظلا في وضع تعادل لبضع ثوانٍ، ثم بدأت تظهر الغلبة لجانب قيصر.. حتى في النهاية انزل مطرده بالكامل مما دفع المهاجم نحو شجرة قريبة كقذيفة مدفع.. حياته أو موته غير معلومين.
“هممم؟” الشاب في المقدمة ضيق عينيه ” يبدو انك وغد عنيد لن تموت بسهولة، ها؟ لا بأس.. لكن إنس ان تخرج من هنا حياً!” عندما انهى كلامه أشار لإثنان من اتابعه للتقدم.
قيصر لم يعبئ بهما.. بعدما قضى على الشخص الاول وضع كامل تركيزه على محيطه، حِسه نحو الخطر كان مرتفع جداً بسبب معيشته بين الوحوش معظم حياته، هو بالفعل إستطاع رصد ثلاث فرق اخرى منتشر حوله… لقد كان محاصر!
” مجموعة ضخمة من أربعة فرقة.. جميعكم هنا من اجلي قتلي؟ انا اشعر بالإطراء! لكن هل أعدادكم هى ما تعطيك هذه الجرأة؟”
“هاهاها هذا الفتى ليس سئ ابداً، لا عجب ان مايكل يريد قتله بأي ثمن، يبدو انك لا تبلي حسناً يا ذيكا”
“إنن، لقد تخفينا بشكل جيد لمباغتته عندما يحاول الهرب، كيف كشفتنا؟”
بدأ اشخاص يخرجون من كل الجوانب تباعاً، سرعان ما قاموا بتشكيل دائرة قطرها حوالي 40 متر حول قيصر.
“لماذا خرجتم؟! إياكم ان يهاجم واحد منكم، لقد إتفقنا ان يكون دور فريقي في الهجوم إن وجدنا احد الاهداف بمفرده!” بدأ الشاب الذي ظهر اولاً *ذيكا* بالصراخ مدافعاً عن موقفه، منذ بداية حدث الصيد لم يقتل وحش واحد و هذه ربما تكون فرصته الوحيدة للمساهمة بشئ من مشاركته في الحدث
رفع قيصر حاجبيه ” لماذا تظن اني بمفردي؟”
“همف! نحن نعرف جيداً انك دخلت و مع شخصين فقط في المستوى التاسع، و الأن انت تقف بمفردك هنا ، أتقول انك قمت بتجزئة فريقك الصغير مثلاً؟” ضخك بصوت عالٍ
“في الحقيقة، هذا صحيح. أتحب ان تراهم؟” إبتسامة خافتة بدأت تتشكل على وجه قيصر
” هاها يبدو انك جننت لما إقتربت من الموت.. أريحوه من عناءه!” أشار أوليف للرجلين من أتباعه فتقدما بسرعة حاملين أسلحتهما، واضح انهما مخضرمين ايضاً و جاهزين لإسداء هجمات قتل مباشرةً
” إذاً إسمح لي ان اخذ ردك على أنه موافقة.” هالة خافتة جداً من البياض في جبهة قيصر بدأت تتوهج بلمعان شديد.
المسافة بين المقاتلين و قيصر تتضائل بسرعة لكن قيصر لم يحرك ساكناً، ركز بكل ما لديه على زيادة قوة تلك الهالة.
20 متراً.. 15 متراً.. 10 أمتار.. 5 أمتار..!
قفز احد الرجلين في الهواء ليهاجم رأس قيصر من اعلى بين الأخر اختار المهاجمة من الجانب.. لكن قيصر لم يتحرك بعد.
بقية المتفرجين حولهم بدأوا يبتسمون، ينتظرون اللحظة التي يُقطع فيها قيصر أربع اجزاء طولية و عرضية.
لكن مشهد غريب جداً حصل بدلاً من ذلك!
الشخص الذي قفز في الهواء لم ينزل بسيفه العريض على قيصر كما كانوا ينتظرون، بل تخطاه و أكمل طرقه في الهواء..
و الشخص الاخر الذي يهاجم بسيفه من الجانب.. سيفه اختفى في منتصف الطريق!
مئات الأسئلة و التوقعات بدأت تجول في خواطر كل الناظرين، لكن بلا إجابة واحدة..
لكن الإجابات بدأت تتجلى بسرعة.. الشخص الذي في الهواء عندما سقط بعد قيصر .. نزل جزئين! نزل مقطوع من بطنه بشكل عرضي ، لم يصرخ صرخة واحدة قبل ان ينقسم كل نصف في ناحية
اما الأخر قبل ان يلاحظ اختفاء سيفه.. سقطت رأسه بجواره.
مخضرمان في المستوى العاشر.. قُتلا أمام 21 خبير اخر في غمضة عين.. و لم يعلم احد ماذا حدث.
الموضوع التاليالموضوع السابق