“ماذا؟ ماذا تقصد بأنك لا تريد مساعدة؟ إن لم يساعدك أخاك فمن سيساعدك؟ كيف تناديني بأخي الثاني و أنت لا تراني كعائلة؟” رد ثيو غاضباً ثم قام بالمسح على الخاتم و أخرج بضع اشياء، ” فقط انظر، أباك يعلم أن والدتك مررت لك تقنية تدريب نار الحياة حتى الرتبة الثانية، هذا اللوح المعدني يحتوي على الرتبة الثالثة من قانون لهب الحياة يمكنك بإستخدامه الاختراق لنطاق الحكمة و الوصول حتى المستوى 40 بلا مشاكل، و هنا بضع أسلحة ذهبية، هى أفضل ما يستطيع حدادي كوكبنا صنعه حالياً، و هنا هذه الطلاسم مصنوعة على يد الرجال النجميين و يمكنك بهم مهاجمة حكماء، و هنا–

في هذه اللحظة تدخل ريتشارد ملوحاً بيده، “لا داعي للإكمال. لا تفهمني بشكل خاطئ يا أخي الثاني، لو جئتني بشيء من صنيعك كنت سأُقدره و اقبله منك حتى إن لم احتاجه حقا، لكن بما أن ذلك الرجل هو من جعل هذه المقابلة ممكنة و هو من أرسل تلك الاشياء، فأسف، لا اريدها.”

“…هذه الرجل هو ابوك، الرجل الذي وهبك حياتك، لن يضرك بشيء إظهار بعض الاحترام.” عقد ثيو حاجبيه، لقد بدأ يفهم قليلاً ماذا يجري.

قهقه ريتشارد، ” أبي؟ انا لم أكن تلميذ سيئ جداً في دروس النبلاء الذي يعطيها العم رافايل، أنت حضرت بضع دروس ايضاً، أليس دور الاب الأساسي هو أن يعتني بأهل بيته و يحمي زوجته و ابنائه؟ هل فعل ذلك هو؟ هو لم يرني وجهه منذ وُلدت! أبي قلت؟ هو ليس مؤهل لهذا اللقب.. ربما ندعوه بالشخص الذي ضاجع أمي ثم هرب، هذا سيكون وصف افضل.”

“ريتشارد! أباك لم يتخلي عنك و عن والدتك، هو لم يذهب في نزهة ليعبث مع النساء أو ليستكشف العالم و يترككم خلفه بقرار منه، بل كان مضطر للرحيل و كان حزين جداً أثناء مغادرته، كلنا رأينا كيف كان ذلك اليوم، هذا بغض النظر أنه لم يكن يعلم أن والدتك حامل فيك أساساً. لابد أن والدتك حكت لك عن سبب مغادرته مرة أو مرتين، كيف تحمل هذا ضده؟” تكلم ثيو بشكل صارم، ” ثانياً حياته لم تكن مليئة بالورود و الحلوى هنا، لقد سمعت الكثير من رئيس منظمة سلمندر النار في المنطقة الشرقية ،اوغاس، عن حياة والدك طوال العشرون عام الذي قضاهم هنا، لو أردت يمكنني ان احكي لك بضع الاشياء التي مر بها و التعذيب الذي تعرض له، أتعتقد انه كان فرح بالتعرض لكل هذا فقط لأنه يريد الإبتعاد عنكم؟”

هز ريتشارد رأسه بنفس الإبتسامة الخفيفة، ” الأخ الثاني ثيو، ما فائدة الكلام في هذا الآن و لماذا أنت منفعل جداً؟ أنا لا أحمل شيء ضدك، أنا أعرف أنك كنت ضحية ذلك الرجل مثلي، بعد حصار يورا انت طوردت مع بقية اقاربنا في كل أنحاء قارة السلف، كل يوم تقتلون و تُقتلون لأن ذلك الرجل أظهر الكثير من ابتكاراته لدرجة أنه جعل الكلاب تطمع فينا، ثم هرب و تركنا نواجه مصيرنا. هل تخبرني أنه لا أحد منكم كان يحمل كراهية في قلبه ضد ذلك الرجل و أنتم في ذلك الوضع؟”

“كلا! والدك اشتراني عندما كنت طفل عاري فاقد للنطق أقف على منصات العبيد و جعلني ما أنا عليه اليوم، والدك أنقذ قيصر عندما كان ما يزال رضيع و تركته أمه ليموت في منطقة الوحوش الخارجية و رباه و كبره حتى أصبح جينرال اللهب الأسود الذي يعمل له الجميع الف حساب، والدك تسلم عائلة بورتون كمجرد إيرلية صغيرة يحاول كل جيرانها أخذ قطعة منها، و في خلال بضع سنوات تركها كأكبر دوقية في مملكة الشمس السوداء، بل في قارة السلف كلها كانت كل الممالك ترتعد خوفاً من ذكر اسمه دوقية بورتون.” ضرب ثيو على فخذه.

ثم اكمل، ” أكان في قلوبنا كراهية بعد كارثة يورا؟ نعم. كنا نكره أنفسنا لأننا ضيعنا كل ما بناه، لأننا لم نكن أقوياء كفاية للدفاع عن ما أفتى حياته من أجله! والدك كان و ما يزال رجل عظيم، لو كانت السيدة ميلا لما رضت بما تتفوه به!”

” لا تذكر اسم امي على لسانك و أنت تدافع عن ذلك الشخص!” ضرب ريتشارد مسند مقعديه بكلتا يديه و وقف غاضباً، هالته كحكيم إنفجرت و لهب أخضر عنيف بدأ يحترق في عينيه و على شعره بدى و كأنه شيطان صعد من قعر الجحيم، ” لقد حكيت لذلك الوغد ما حدث لأمي عندما جاء ليراني ذلك اليوم، ألم يخبرك بالتفاصيل؟ ألم يخبرك كيف رأيت أمي تموت أمامي بأبشع الطرق بسبب أفعاله؟! بالطبع لن يفعل، سيقول إنها ماتت و يكتم الموضوع، كيف لروبين بورتون العظيم أن يقول للناس زوجتي حصل فيها كذا و كذا؟”

ثم نظر ريتشارد للأعلى و بدأ يضحك بشكل هستيري،”هيهي بعد سنوات من الإنتظار أرسل لي خاتم فيه مؤن هاهاهاها كان علي أن أخمن هذا، هذا هو ما فعله بالمعلومات التي قصصتها عليه؟ ذهب و اختفى مجدداً كما عهدته هيهي، لكنه خطئي كان علي توقع هذا، فذلك الوغد لم يذرف دمعة واحدة و هو يستمع لما حدث لزوجته ولم يرف له جفن عندما رأى حالي، لابد أنه طوال الوقت كان يفكر: اوه، الآن علي ان اترك أبحاثي و مغامراتي بعض الوقت لأنقذ ذلك الولد و إلا ستسوء سمعتي، لكن دعني اختفي لبضع سنوات أخرى اولاً!! هاهاهاها تباً له و لمساعدته، أخبره أن يذهب للجحيم من أجلي!!”

في تلك اللحظة اضطر ثيو لا ارادياً لإرجاع ظهره للخلف حتى إصطدم بظهر الكرسي و اكتفى بالنظر نحو وجه ريتشارد بصدمة بدون قول كلمة… ريتشارد الذي كان يرتدي قناع الابتسامة الطيبة على وجهه قد اختفى بلا اثر وحل مكانه شخص مرعب.

لقد كان قلقاً عندما دخل ريتشارد من الباب أول مرة و رأى تصرفاته الخاضعة، لكن برؤية الهالة المتعطشة للدم للشخص الواقف أمامه الآن.. أكان هذا تمثيل؟ لم يكن ثيو موقن أن ريتشارد لن يهاجمه لقام بتفعيل تحرك الظل و هرب فوراً!

من Zeus

Subscribe
نبّهني عن
2 تعليقات
Most Voted
Newest Oldest
Inline Feedbacks
View all comments
MR.M
2 شهور

شكرا على الفصل

Meshari
26 أيام

شكرا

-+=