*بااددوووم* *بادووم* *با-دوم*
ضربات قلب روبين العالية أخيراً بدأت تهدأ في هذه الأثناء.
“هممم..” ملامح روبين الهادئة بدأت ترتعش و هو يحاول رفع يده، لسببٍ ما شعر أن هنالك جبلين على كلاً من ذراعيه، بل حتى جفون عيناه كانت ثقيلة كالجبال، لم يقدر حتى على فتحهم مهما حاول.
“أبي!!” سمع روبين صيحة فجأة، الصوت كان خافت جداً و كأنه قادم من على بعد مئات الكيلومترات، لكنه شعر بشيء من القلق و بعض السعادة، و بعض لحظات قليلة أحس بتيار دافئ من الطاقة تدخل جسده عن طريق جبهته.
*…يبدو أنها زارا، لكنها لم تكن في الفيلق السادس، ما الذي تفعله هنا؟ …يبدو إني فقدت الوعي لبضع أيام على الأقل، لكن هذا مفهوم، لا أعرف ماذا حدث لي في ذلك الوقت لكني شعرت أني على وشك الموت…*
*سحقاً~ هذه ثاني مرة أجد فيها نفسي في هذه الحالة، و كلتا المرتين كانتا في هذا الكوكب اللعين و أمام نفس الخصم، تباً لتلك الشجرة، سأريها من هو الزعيم عندما أتمكن من الجلوس بحرية مجدداً!!*
*لكن ما الذي حدث لي بالضبط؟ حسب ما أذكر فـ الأب الشجرة هوفنهايم لم ينجح في إيصال اي هجوم حقيقي لجسدي أو لروحي، الإصابة الوحيدة التي أصبت بها كانت بسبب إستخدامي لقدرة طي الفضاء! …لحظة، إن كانت قدرة طي الفضاء التي استخدمها عبر وشم إلهي من المستوى الثالث أضرت بي لتلك الدرجة، فماذا قد يفعل بي تفعيل قانون الزمكان السيادي فجأة؟ خاصةً إني لم أبني أعمدتي بإستخدامه ولا أملك له أي وشم، كيف لم أفكر في هذا عندما إستخدمته؟!*
*ربما السبب الوحيد الذي مكنني من استخدامه أن ذاك هو إني أملك الوشم الإلهي للفضاء من الدرجة الثالثة، هذا بالإضافة إلا أني أتقنت الدرجة الأولى من قانون الزمن السماوي… قمت بتدمير ستة أسياد حرب بفضل دمج الدرجة الثالثة للفضاء مع الدرجة الأولى من الزمن، أتسائل ماذا كنت سأفعل لو كان القانونين في نفس المستوى أو كنت رسمت وشم إلهي لقانون الزمكان مباشرةً هيهي.. يا له من صيد عظيم هذه المرة! قانون الزمكان السيادي يغطي على كل شيء جنيته حتى الآن، يمكن فقط مقارنته بقانون الحقيقة نفسه!!*
*..لكن…* عندما وصل روبين بالتفكير لهذه النقطة حاول مجدداً فتح جفنيه أو حتى تحريك رأسه لكن لم يستطع، *ما الذي حل بي؟ أشعر أني محتجز بداخلي جسدي*
تيار طاقة الحياة الدافئ التي تضخه زارا في جسده بإستمرار بدى و كأنه بلا هدف، بل حتى إن لم تضخ زارا في جسده أي شئ هو ما يزال لديه وشم الحيوية الذي يعمل بشكل تلقائي عندما تكون هنالك حاجة لذلك، لكنه حالياً لا يعمل…
حاول روبين بضع مرات أخرى التحرك لكن بلا فائدة، في النهاية إستخدم حسه الروحي لفحص جسده ليرى ما هي إصابته بالضبط، لكن لمفاجأته لم يجد أي خطب في جسده.
لكنه تابع البحث لفترة أطول حتى.. *بحق الجحيم؟!*
أخيراً أدخل روبين حسه الروحي إلى مركز تجمع الطاقة الخاصة به ليتفقده، مع أنه كان متأكد أنه لن يجد شيء خارج عن الطبيعة إلا أنه كان مجرد إجراء روتيني بما أنه لم يجد أي خطب في باقي جسده.
إلا أن المنظر هناك كان كفيل بإصابته بالرعب…
مركز تجمع الطاقة لم يكن بالشئ المعقد، لا يوجد فيه شيء سوى أساسات صلبة مصنوعة بالطاقة *الأعمدة و المستويات* ووسطهم يوجد الطاقة الصافية التي يقوم المستخدم بإستدعائها ما إن رغب.
*واحد، اثنان.. تسعة عشر.. عشرين؟ ما هذا بحق الجحيم؟!* صرخ روبين داخلياً، بل كاد يفقد عقله كلياً!
أثناء المعركة ضد أسياد الحرب كان روبين في قمة مستوى قديس، أي المستوى ثلاثون، أما حالياً فلم يكن يوجد سوى عشرون مستوى طاقة…
و ليس هذا فحسب، المستويات العشرون الموجودة غير مستقرين، كلهم تملأهم الشقوق و أجزاء منهم غير موجودة اساساً، بدى و كأن هنالك شخص أستخدم مطرقة حرب للعيث فساداً فيهم!
*لا، لا، لا.. ما الذي حدث؟! هل هاجمني هوفنهايم بشكل خفي لم الحظه؟ هل فعلت بي روح الكوكب شيؤ؟ لا هذا غير منطقي… أهو بسبب إستخدام قانون الزمكان السيادي؟ لكني من البداية للنهاية لم أستخدم قانون الزمكان إلا لحوالي العشر ثوانٍ، ما الذي حدث لكل هذا؟!* بضع قطرات من العرق بدأت تنزل من على جبين روبين، ” لحظة… عشر ثوانٍ؟!*
عشر ثوان.. عشر مستويات مفقودة.. هذا مناسب جداً ليكون صدفة.
*الثانية الواحدة من تفعيل قانون الزمكان السيادي كلفتني مستوى طاقة صلب كامل، الثانية الواحدة أكلت مستوى أخذت أضغط فيه شهوراً أو حتى سنوات… و الأمر غير مقتصر على اختفاء المستويات، بالنظر للدمار الذي أراه في بقية مستويات الطاقة يمكنني القول إنه كان أمامي 5 ثوانٍ أخرى بحد أقصى قبل أن ينهار مركز تجمع طاقتي بالكامل و اتحول لفانٍ للأبد، و ربما حتى الموت مباشرةً..*
*لماذا حدث شيء كهذا؟ لم أسمع أبداً بتقنية تقوم بتكسير أساسات الطاقة الصلبة مباشرةً لتتفعل، هذا منافٍ للمنطق… أهذا حدث هذا لأني ضعيف جداً بالنسبة لقانون الزمكان السيادي؟ لكني أستعمل قانون الحقيقة السيادي بلا مشاكل.. أهذا لأني استعملت قانونين سياديين في نفس الوقت؟! …أعتقد أنه لا يهم حالياً.*
*هذا يذكرني بكلام المستبصر.. كلما ساعدني بشيء قال إنه خسر الكثير لقاء تلك المساعدة.. أهذا ما كان يقصده؟ هل عليه مواجهة هذا العقاب كلما حاول التدخل في أحداث الكواكب النامية؟ هذا مزعج فعلاً، لا عجب أنه يغضب كلما طلبت شيء.*
بعد وقت غير معلوم أطلق روبين تنهيدة طويلة، لا عجب أنه عاجز عن التحرك، لا عجب أنه شعر أن قلبه كاد يخرج من قفصه الصدري طوال تلك الفترة، هو حرفياً نجى من الموت بأعجوبة وهو لم يكن يعي ذلك، 5 ثوان إضافية كانت ستكون كفيلة بدك كل أعضاءه الداخلية و ليس مستويات الطاقة فقط.
و الان، كيف يتحرك و هو تقنياً معاق؟ يمكن غض النظر عن العشر مستويات المفقودين، لكن الدمار الموجود في العشرين الباقيين جعله كالمشلول، الأمر كما لو أن أحدهم أمسك بكبده و سحقه ثم أعاده لمكانه مجدداً، حتى لو الكبد ما يزال في مكانه و بقية جسده يعمل بحالة جيدة، هو ما يزال نصف ميت!
*من حسن الحظ أن الوضع غير ميؤوس منه كلياً…* هدأ روبين أخيراً و توقف عن محاولة التحرك كلياً، تركيزه الكلي ذهب نحو إصلاح أساسات طاقته.
الموضوع التاليالموضوع السابق
شكرا على الفصل
شكرا على الفصل
شكرا