*بوف*
تمشى روبين حتى وصل سيد الحرب الذي كان على وشك لكمهِ ثم طعنه في بؤرته بحركة خفيفة.
“همم..” إبتسم روبين عندما رأى ان طعنته أثرت على بؤرة سيد الحرب حتى عند تفعيل قانون الزمكان السيادي و ان البؤرة ستنهار فور إعادة الزمن لطبيعته، ثم بدأ يتحرك نحو بقية أسياد الحرب و هو يُصفر بسعادة و يربت بالرمح الأسود على كتفه.
*بوف* *بوف* *بوف*
“هاها هذا سهل جداً!” ضحك روبين بصوت عالٍ و هو واقف فوق معدة سيد الحرب الخامس بعدما طعنه، ثم نظر بإتجاه سيد الحرب الواقف في الخلف بأعين تملأها السخرية، الرمح الذهبي الذي ألقاه نحوه قبل قليل كان محسوب بدقة و سيصيب الهدف لا محالة لذا لا حاجة للذهاب و طعنه شخصياً.
رفع روبين يديه و استغرق في النظر نحو الوهج الذهبي المتلئلئ مبتسماً، هو يعرف أن هذا الوهج يعطيه شعور جيد، لكنه لا يعرف ما هو بالضبط،”لا لا، لا يمكنني البقاء و التحقق من أشياء كتلك الآن، سأنتهي من هذه المعركة أولاً، ثم أخذ وقتي للبحث بعدما أرجع لعزلتي… أتسائل كيف ستكون رد فعل هوفي عندما اُبطل قدرتي و يرى ما حدث هيهي..” ثم ضرب على الأرض بقدمه مجدداً.
*فرررررووووووووووووم*
*بادوم*
بعدما أبطل روبين مفعول قدرته شعر بشكل مفاجئ بألم في قلبه، فأمسكه بكلتا يديه و سقط على ركبتيه بدون قول كلمة.
*سوووش*
في اللحظة التي عاد فيها الزمكان لطبيعته أكمل الرمح الذهبي طريقه بزخم لا يمكن إيقافه.
عندما رأى سيد الحرب الرمح قادم نحوه من الجانب بشكل ملفوف، نفخ غاضباً، “همف” ثم رفع يده اليسرى بسرعة ليلكم الرمح بعيداً، لكن شيء غريب حدث في اللحظة التي لمس فيها الرمح قبضته، ذراعه تفكك و إنهار لحظياُ ثم أكمل الرمح الذهبي طريقه نحو البؤرة، ” لا!!”
*بوف*
“قتل!”
“احموا معاليه!!”
“عاااااااا….هاه؟”
جميع مقاتلي الفيلق السادس و البراعم المتبقين كلهم وقفوا أماكنهم مجدداً… قبل ثانية واحدة كان اسياد الحرب يحاصرون روبين و على وشك قتله في أي لحظة، أما الأن فكل أسياد الحرب في حالة إنهيار!
“لا.. لا، لا، لا.. ماذا حدث.. ماذا فعلت أيها اللقيط؟!” أسياد الحرب الخمسة بدأوا ينظروا لأجسادهم و هى تتفكك و تنهار كأنها بيت مصنوع من اوراق اللعب، “أنت.. أنت دمرت كل شيء! أنت دمرت كل شيء!! سأقتلك!!! سأقتـــ–”
حاول العمالقة الخمسة الركض نحو روبين بأجسادهم المتهاوية، لكن هذا سرع عملية الإنهيار أكثر، في تلك اللحظة انفجرت البؤر الخمسة صانعةً بذلك مطر من أجساد و جثث البراعم!
*قعقعة* *قعقعة*
“انظروا.. ما الذي يحدث؟!”
انهيار البؤر و تلاشيهم بدى و كأنه قام ببدء شيء آخر، ففهى تلك اللحظة كل الأعاصير و الزلازل و الكوارث الطبيعية حول العالم توقفت بالكامل، و السماء التي كانت قد تحولت لللون الرمادي بدأت تستعد بعضاً من خَضارها، الكسور التي تركت السماء مشققة كالأرض البور بدأت تلتئم و تجسيدات القوانين بدأت تصعد من المكان الذي جاؤوا منه أيضاً.
بعض الجنود فيما بعد قالوا إنهم رأوا الكائنات الشبحية العملاقة تنظر نحو روبين قبل اختفائها مباشرةً، لكن لم يتمكن أحد من تأكيد تلك المعلومة…
“الطاقة الطبيعية…” أخذ أحد الجنود نفسا عميقاً رافعاً كلتا يديه.
الطاقة الطبيعية في الجو و التي كانت معدومة قبل لحظات بدأت تعود شيئاً فشيئاً.
العالم كله بدى و كأنه كان عطشاناً و إرتوى!
“يعيش معاليه! تعيش إمبراطورية البداية الحقيقية!”
“يعيش معاليه! تعيش إمبراطورية البداية الحقيقية!”
مئات الآلاف من الناجون من الفيلق السادس رفعوا أسلحتهم نحو السماء و صاحوا بحماس، بعضهم حتى ركع و بدأ يبكي راضياً… لقد أخذوا رحلة إلى أعتاب الجحيم و عادوا!
لم يكن يتوقع أحد من جنود الفيلق السادس ان مجيء إمبراطورهم سيحدث أي فرق.. الجميع يعرف أنه شخص شديد الذكاء و الحكمة، لكن هذا كل شيء!
و مع أنهم لم يروا ما حدث بوضوح إلا أن النتيجة كانت واضحة كالشمس، إمبراطورهم قام بتدمير ستة أسياد حرب بمفرده و في لمح البصر!
فقط الآن علم معظمهم أن إمبراطورهم ليس مجرد باحث يختبئ خلف الجدران و يقوم بتسليح الجيوش لحمايته، إمبراطورهم هو أقوى شخص في عالم يورا حالياً، كلا، بل أقوى شخص في التاريخ!
و ماذا إن كان لدى العدو ستة أسياد حرب يمكنهم سحق العوالم؟
إمبراطورهم لا يُقهر!!
الحس الروحي للأباء الاشجار الستة الآخرين الذي كان يحاصر السماء قبل قليل اضطرب بشدة ايضاً، الحس الروحي ظل عالق لفترة ليست بالقليلة و كأنهم ما يزالون في صدمة من نتيجة ما حصل للتو قبل أن يبدأ كل آب شجرة في سحب حسه الروحي من المكان بدون قول كلمة، لم يكن معروف في ماذا يفكرون في هذه اللحظة…
بسرعة السماء عادت لحالتها الأصلية بدون كسور أو كائنات شبحية عملاقة أو قوة روحية ضاغطة، عادت لتكون مجرد سماء رمادية تستعيد عافيتها و عادت الشموس الثلاث لتلسع وجوه جنود الفيلق السادس برقة… شيء عادي و بسيط كهذا كان في عيون كل الكائنات الحية و كأنها الجنة بعد الذي عاشوه قبل قليل!
في هذه الأثناء البراعم انتهزوا فرصة أن البشر غارقين في الاحتفالات و تابعوا عمل فتحات في جدار الجذور العتيقة بجنون حتى يهربوا، بعضهم نجح، لكن معظمهم تم القبض عليهم لاحقاُ.
“معاليك!” أخيراً لاحظ بعض الضباط و المستشارين أن روبين ما يزال على ركبتيه و ذهبوا نحوه بسرعة، ” معاليك، هل انت بخير؟ هل تسمعني..؟ احضروا مستخدموا قانون الحياة بسرعة!!”
“كلهم مشغولون مع الجينرال جابا!” ضابط آخر رد جعل الجميع ينظرون بإتجاه جابا مجدداً، كان ما يزال راكعاً مكانه يغطي الدماء جسده بالكامل، لكنه لم يكن في وعييه.. و لم يكن غائب تماماً عن الوعي أيضاً.
كان ينظر للأعلى نحو المكان الذي اختفت فيه تجسيدات القوانين بعين غير مُركزة و فم مفتوح، مهما صرخ المحيطين به عليه ليسيتقظ لم يكن هنالك أي رد من ناحيته، لو انهم لا يشعرون بالعمليات الحيوية ما تزال تسري داخل جسده لإعتقدوا أنه مات بالفعل.
*بادوم* *بادوم*
“ما الذي يفعلونه كلهم هناك؟ أحضر افضلهم إلى هنا بسرعة، هيا تحرك!!”
*بادوم* *بادوم* *بادوم* *بادوم*
الموضوع التاليالموضوع السابق
شكرا على الفصل
شكرا