*خطوة*

لا يهم إن كنت امبراطور بشري تحاول جمع النقاط، او امبراطور عملاق تحاول حماية ما تبقى من قبيلتك، او حتى جندي عادي تحاول النجاة ضد هجمات المدينة المستمرة… الكل حبسوا انفاسهم و نظروا نحو داودار بعينين مفتوحتين بالكامل، و بعضهم اخذ بضع خطوات لا ارادياً للوراء

داودار حرفياً رجع من على حافة الموت، و مع ذلك هالته الان ليست اضعف من تلك عندما ظهر اول مرة، بل يمكن القول انها اقوى و بفارق ملحوظ!!

هذه هالة شخص وصل حدود المسموح، شخص على وشك اختراق القوانين الفيزيائية للأجساد الحية… زعيم قبيلة عزيل، داودار، وضع قدم في المستوى 47!

“جلالتك–!!” تقدم احد اباطرة القبيلة فرحاً ليهنئ زعيم القبيلة، فرحاً ايضاً بأن هذه المعركة قد حُسمت لهم بعد هذا الاختراق الكبير، لكنه توقف بعد بضع خطوات.

ملامح داودار الان…

داودار الذي كان يملك جلداً مشدوداً و ملامح فان في اوائل الاربعينات، الان ظهرت تجاعيد على جميع انحاء وجهه و جسده، بدى و كأنه تخطى الستين!

قوة حياة هذا العتي التي كانت تفيض قبل قليل و كان يمكنها بسهولة ان تدعمه ليعيش بضع الاف سنين اخرى، قد اضمحلت كثيراً ايضاً حتى وصلت للنصف تقريباً… و ما تزال تقِل!

“مستحيل.. هل قام بالتضحية بطاقة حياته؟!” صاح احد اباطرة قبيلة عزيل

“… لقد فعلها، يمكنني الشعور بشريان حياته يُسرب الطاقة.” امبراطور اخر من القبيلة نزل على ركبتيه، لقد حُكم بالموت على زعيمهم…

استخدام طاقة الحياة للعلاج او لتقوية النفس في اللحظات الحرجة يعتبر شئ من الاساطير، فالإمكانية نظرياً موجودة، من يمكنه استغلال طاقة الحياة الكثيفة في جسده بدون احداث ضرر في شريان حياته او الموت فوراً؟

كما ان هذا شئ لا يمكنك التدرب عليه، فـ 90% من المرات ستموت من اول مرة، و إن لم تمت مباشرةً ستحدث ثقوب في شريان الحياة و ستتسرب طاقة حياتك بسرعة حتى الموت، و لو صادف ان شخص عبقري هو من حاول و فعلاً استخدم طاقة حياته بدون احداث ضرر بالشريان فسيكون قد خسر سنين من حياته، من يمكنه التدرب على شئ كهذا؟

انه كـ فانٍ يتدرب على القفز من الطابق الخامس ليرى ان كان بإمكانه التحمل في حالة الهرب من لص، لكن حتى لو ظل حياً سينتهي به الامر ملئ بالكسور، لما لا ينتظر قدوم اللص افضل و حينها يجرب؟!

استخدام داودار لطاقة حياته الان يعني شئ واحد…

هو ان الاصابة التي تلقاها من ذلك الانفجار الداخلي كانت فعلاً كفيلة بقتله و لهذا فضل تجريب استخدام طاقة الحياة، فعلى الاقل عندها ستكون لديه فرصة.

امبراطور بشري ضئيل بالكاد في المستوى 42 تمكن من إلحاق ضرر كهذا بأحد اقوى ثلاثة اشخاص على كوكب نيهاري.
رفع داودار كفه الايمن و حدق فيه بأعين تملأها الحزن و الحصرة… بقية الاباطرة لاحظوا ان طاقة حياته تتسرب بلا توقف، فكيف لا يلاحظ هو؟

هو ميت، و هو يعرف هذا…

هو، احد الاشخاص الذين هيمنوا على هذا العالم و فعل كل ما خطر على باله بلا رقيب و لا حسيب، اصبح جثة حية.
و كهذا هذا بسبب..!!

*خطوة*

تقدم داودار نحو ريتشارد مجدداً، لكن ليس بنفس الجنون الذي ظهر به اول مرة، هذه المرة كان اكثر هدوءً

شفتاه ترتعشان من الحصرة و الغضب، عيناه منكسرتان من الحزن على حياته التي انتهت بهذا الشكل، و قلبه يشتعل بنار الانتقام… لكنه كان هادئ، فهو الان ليس بحاجة للتفكير في اي شئ اخر، ليس في عادة بناء القبيلة ولا الانتقام من بقية القبائل لأنهم تخلو عنهم ولا بناء مدينة اخرى لهم بعدما حاصر الموت كل مدنهم و قراهم، و الكثير الكثير من الافكار غير الضرورية التي كانت تشغله كل ثانية… الان لديه مهمة واحدة، عليه فقط قتل ريتشارد، الشخص الذي بدأ كل هذا، بأبشع الطرق… لا شئ اخر يهم.

الوهج الاحمر القاتم على جسده بدأ يزداد مجدداً… طالما طاقة حياته تتسرب على اي حال، لما لا يستغلها و يحرقها؟

*سوووش* بدون قول كلمة، احد اباطرة البشر رفع رمحه الذهبي و ألقاه نحو داودار

ريتشارد لم يكن يستطع التصدي لداودار سابقاً، فماذا عن الان بعدما بدأ يحرق طاقة حياته بهذه الشكل؟ معركة الاباطرة يجب ان تتوسع لتضم داودار ايضاً، عليهم جميعاً ان يهاجموا ايضاً لعلهم يحدثوا اي فارق، لو تركوا لريتشارد وحده فهو بالتأكيد سيموت!

“لااااا!!” احد احفاد داودار، امبراطور في المستوى 43، قفز امام الرمح و استخدم وشم هجومي من مسار الماء ليحاول ايقافه، فهو يعرف جيداً انه ان قُتل جده الان فهم ايضاً موتى

*بفففـت*

الرمح اخترق جدار الجليد ثم مر فإخترق صدر ذلك الامبراطور الشاب و حول المنطقة في صدره لكتلة من الفحم على الفور، ثم اكمل طريقه نحو داودار كأنه لم يصادف شيئاً!

ذلك الامبراطور البشري قام بتعديم رمحه الذهبي بأكثر من عشرة طلاسم ضوء و برق و ظلام و رياح و حتى الجليد و النار، هذا الرمح يمثل اقصى ما وصلت إليه تكنولوجيا التسليح في امبراطورية البداية الحقيقية!

*سوووووووش*

*ززززنننـ*

داودار لم يحاول التصدي او المراوغة بل تابع المشي للأمام، الرمح اخترقه ظهره من الخلف و مر من صدره، إصابة لا يمكن ان تكون مباشرة اكثر من هذا!

“اجل!!”

“لاااااا!!!”

“لا، انتظروا! هذا…” احد اباطرة العمالقة لاحظ ان جسد زعيمهم لم يحترق، الرمح بدى و كأنه اصطدم ببِركة طين، فقد كل زخمه و تعلق في جسد داودار فحسب

بين صيحات فرح البشر و صرخات العمالقة، رفع داودار ذراعه و سحب الرمح ثم ألقاه جانباً، و تابع المشي..

الوهج الاحمر بدأ بالعمل على جرحه، خلال بضع خطوات كان قد إلتئم.

“ذلك الوغد.. هل اصبح منيع ضد القتل؟!”

“صـ صاحب السمو، تراجع!!!” صاح احد اباطرة البشر و شد قوسه ليهاجم داودار مجدداً

“لن اسمح لك!!” لقد اباطرة العمالقة استرجعوا زخمهم اخيراً و قفزوا على خصومهم مجدداً، هذه المرة اكثر شراسة من السابق

المزيد من الجراح في جسد داودار يعني استهلاك طاقة حياته بشكل اسرع، يجب على الزعيم ان يظل حياً حتى يخلصهم من ريتشارد على الاقل، يجب ان يشتروا له الوقت و لو ماتوا و هو يحاولوا!!

*بووم* *بووم* *بووم*

*خطوة*

داودار تجاهل المعركة التي اشتعلت مجدداً خلفه، الهجمات من الاباطرة البشر ما تزال تهطل عليه بين كل حين و اخر، لكنه تظاهر انها غير موجودة و تابع للأمام، مهما كانت الاصابة التي تقع عليه تشفى فوراً، و بعد كل مرة ملامحه تشيخ اكثر..

عيناه مركزتان على ريتشارد بالكامل، ليس بشكل هستيري كالسابق بل هادئ جداً، يفكر في طريقة يسحبه به معه للجحيم بأسوأ شكل ممكن، عندما كان على بعد مئة متر فقط من ريتشارد فتح فمه، ” انا.. انا ميت؟ لماذا…؟ كل هذا.. كل هذا حصل من اجل ماذا..؟ لأننا كنا نبيع لحمك؟ لأننا أرغامناك على علاج الناس؟ …من اجل امك؟ من اجل إنسانة؟!” صرخ داودار بقوة، عيناه تملأهما الحيرة و الغضب

“انسانة.. هاها.. سواء كان السبب ما فعلناه بك او بها، او كلاكما حتى.. ماذا تكونان؟ مجرد مخلوقات وضيعة خُلقتم للترفيه عن العمالقة و خدمتهم، لماذا.. لماذا تحاول تغيير قوانين العالم؟! …سأسلخك حياً، اجل.. بعدها سأكلك ببطئ بدأ من اطراف اصابعك، ان اسمح لك بالموت إلا عندما اشعر ان طاقة حياتي توشك على النفاد كلياً، يعني ان امامنا 10 ساعات من المرح! و إياك ان تفكر في الانتحار! اجل، لو قتلت نفسك سأذهب و اقتل بقية اتباعك هناك، الافضل لك ان تبقيني بجانبك هيهي كنت تريد قتلي صحيح؟ دعنا نموت معاً هاهاها.” ثم بدأ يسرع خطوات

ريتشارد اطلق زفيراً طويلاً عندما شعر بقلب بيون و اعضاءه الحيوية عادت للعمل مجدداً بعدما قام ببنائهم من الصفر تقريباً
ثم وقف و نظر نحو داودار بهدوء، ” لا يمكننا القتال هنا… تراجع.” ثم رفع ذراعه و دفع براحة يده نحو داودار

*بووووم*

================
لدعم هذا العمل مادياً:

باي بال: paypal.me/eslam997

دفع فيزا مباشر موقع كوفي : https://ko-fi.com/teamx15699

اي محفظة كاش مصر: 01020451397

إجمالي دعم هذا الشهر: 115$ احم احم

~~~~
لدعم هذا العمل معنوياً لا تنس التعليق و الدعاء

~~~~~~~

الموقع القديم لمشاهدة الفصول القديمة: اضغط هنا
~~~~~~

سيرفر ديسكورد لرؤية صور الشخصيات و متابعة مواعيد نزول الفصل:

https://discord.gg/AxDFN6uVTE

من Zeus

-+=